ارشيف من : 2005-2008

فرنجية : نحن أم الصبي ونحن باقون هنا ونعيش مع بعضناالبعض

فرنجية  : نحن أم الصبي ونحن باقون هنا ونعيش مع بعضناالبعض

زار الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية بلدة مجدليا - زغرتا، ملبيا دعوة مجلسيها البلدي والاختياري والاهالي، من ضمن جولته على قرى وبلدات الزاوية. واستهل النائب السابق فرنجية جولته بزيارة مدرسة راهبات العائلة المقدسة حيث التقى رئيسة الدير وراهباته. ثم انتقل الى الملعب الفسيح لمدرسة "عبرين "التي غصت بابناء البلدة، وشارك في "اللقاء الحواري" السيدة ريما سليمان فرنجية ووفد من التيار الوطني الحر في هيئة زغرتا ورؤساء بلديات : بسلوقيت - بنشعي ومخاتير وكهنة البلدة. وفي بداية اللقاء قدم للنائب فرنجية غرسة زيتون من ارض مجدليا تأريخا لتاريخ اللقاء، بعدها تحدث رئيس بلدية مجدليا طوني حوش مخاطبا الوزير فرنجية : اذا كان وطني دائما على حق فأنت الحق".‏

النائب السابق فرنجية‏

واستهل النائب السابق فرنجية كلامه بالقول : "نحن هنا بينكم لنشكركم على ثقتكم بنا، لقد حاولوا الغاءنا من المعادلة ولكن محبة الناس لنا كانت الرد الحقيقي على كل محاولتهم، والذي نراه هنا في "مجدليا" وفي كل مكان هو رد واضح على كل الذين يحاولون الغاء تاريخنا، وكلمتنا واني أشكر راهبات العائلة المقدسة اللواتي استضافونا هنا في هذا الصرح، وزيارتنا هي لشكر اناس في المنطقة وقفوا ضد الظلم، ضد إسكات كلمتهم، ضد فرض أناس عليهم لا يمثلونهم، وليس بإمكاننا أن نعبر عن مشاعرنا تجاهكم، ولكنكم تعرفون انكم منا ونحن منكم وقد عشنا سوية في الأيام الصعبة وفي الأيام الحلوة لم نترك المنطقة ونذهب الى بيروت أو سافرنا بل بقينا معكم دائما، وسنبقى معكم وستبقون معنا، والذي حصل هو لمصلحتكم ومصلحتنا لأن الأيام الحلوة تضلل الناس وتظهر اناسا ضحكها يعكس حقدها ووجهها لا يعبر حقيقة عن نفسيتها ومظهرها لا يعكس مضمونها، ولكن الأيام الصعبة تظهر لك الإنسان على حقيقته وما هو تاريخه والى ماذا يرمز لذلك في هذه الأيام الصعبة، عرفنا حقيقة الناس ومن يعمل لمصلحة لبنان ومصلحة أرضه وشعبه وطائفته ومن فعلا استعمل شعبه أدوات ليصل، وعندما يصل ينقطع عن الشعب، ونحن وإياكم سنبقى مهما حصل ومجدليا تشهد لتاريخنا في الأيام الصعبة هنا".‏

وتابع : "الناس تتساءل ماذا سيحصل وماذا على سليمان فرنجية أن يقول وأن لا يقول، لا يجب أن يتكلم هكذا أو هكذا أنا أقول لكم رصيدنا مصداقيتنا ورصيدنا اننا لا نتكلم أبدا ما يريدوننا ان نقوله بل تكلمنا لما فيه مصلحة الناس، وكنا دائما نرى امورا قد لا تعجب الكثيرين كان جميل ان نقولها لكنها كانت ستوصلكم الى الهاوية ولهذا كنا ولا زلنا نقول الكلام الذي يوصل الى بر الإيمان. ويهمنا أن يبقى الناس مرتاحون وكرامتهم مرفوعة، وكذلك رأسهم بغض النظر عن المراحل، واليوم كلكم ترون الأمور بدأت تتوضح والمرحلة صعبة ولا نزال عند مواقفنا ولا نزال حيث نحن نؤمن بكل العلاقات التي بنيناها، والآن لا تسمعون احدا يمكن ان يقول عنا اننا من " قليلي الوفاء"، ولكنكم ترون الكثيرين منهم في كل مكان، نحن بقينا في مكاننا والذي يغير الله معه. وفي كل مرحلة كما يقال لها أحكامها، قد ترون أننا نسير عكس التيار ولكن لا نعمل أبدا لمصلحتنا السياسية الشخصية، بل نعمل ما يؤمن استمرارية المجموعة التي أنتم منها، وإذا كنا غير قادرين على حماية كل لبنان فعلى الأقل حماية منطقتنا وأتصور أن الرئيس سليمان فرنجية خير ما فعل بتحييد مناطقنا، وهو لم يعمل بشعار إن المجتمع المسيحي فوق كل اعتبار، إنما جسد وآمن بالانفتاح والإنصهار والتعاطي مع الآخر والإعتراف به والأخوة والتفاهم مع المجتمع اللبناني ككل، واتصور ان هذا الذي حمى مناطقنا وليس البندقية، البندقية لا تحمي دائما، الكلمة والإنفتاح هما اللذان حميا هذه المناطق، لذلك نحن نعتبر ان هذه المرحلة صعبة كثيرا والذي حصل في الإنتخابات كانت ردة فعلنا الطبيعية اننا لا نريد بعد ذلك التعامل مع طرابلس والضنية والمنية وما إليها من مناطق اخرى، لكن بعد التفكير وبروية نقول نريد أن نعيش مع كل هؤلاء وليس عندنا اي خيار أو مستقبل بدونهم، واذا جاء الغريب ووصل واستعمل كل الأدوات الطائفية وغير الطائفية ليضللهم، وتحصل ردة الفعل التي حصلت في الإنتخابات، لكننا نحن أم الصبي ونحن باقون هنا ونعيش مع بعضناالبعض، ومجدليا أول من دفعت الثمن وتضررت، ونحن الذين دفعنا ثمن قسمة الشمال وثمن خلافاتنا مع الآخرين، ولكن الشمال، ونحن مسؤولون عنه من ان يأتي من الخارج اليه تاجر وعاش كل حياته على التجارة واستعمل السياسة كتجارة، وتعاطي السياسة بالنسبة له كان استثمارا تجاريا، ونحن بالنسبة لنا السياسة دم وشهداء وتعب وجهد، وبقينا الى جانب أهلنا في احلك الظروف ولم نكن في الخارج ندور وليس عندنا طائرات، ولا كنا في فنادق باريس، وكلما اخبرنا احد من قبل لجنة التحقيق او من غيرها بأننا مهددون نذهب الى باريس ونخبر الشعب اللبناني بأننا مهددون، نحن سنبقى معكم والى جانبكم، قتلوا زعمائنا ومرجعياتنا وبقينا وبقيت هذه المنطقة واقفة وصامدة واسقطونا بالإنتخابات وفرضوا النواب الذين يريدون على المنطقة وغيروا كل الواقع الموجود، ولكننا سنبقى، وان شاء الله المرحلة المقبلة لا يمكن الا ان تكون احسن وافضل، وبدأ الحق يظهر، وكنا ندعو الى التروي والصبر وعدم القيام بردات فعل عشوائية، وبدأت الناس ترى ان ليس كل ما يأتي من الخارج بعيدا عن الشبهات وقد تبين ان الكل يخطىء ويتعرض للتضليل ولنرى من ضلل لجنة التحقيق الدولية ومن ضلل ميليس، وميليس لأنه "آدمي" ومحترم كوفي أنان لم "يمن" عليه ولم يقنعه بالتراجع عن استقالته، لأنه اعتبر انه زود بمعلومات خاطئة وضلل وكان ضحية كذبة كبيرة وبنى تقريرا على كذبة كبيرة، واليوم يسعى لإرضاء ميليس ليتابع مهامه ويفتشون عن محكمة دولية قبل حصول التهمة، وقبل المحكمة يجب ان يكون هناك تحقيق وان يكون هناك تهمة، وعلى أساس التهمة يحاكم الجاني في محكمة لبنانية او دولية لا فرق، واليوم يسعون للمحكمة قبل وجود المتهم وكل الذي يحصل كفيلم سينما، هل هسام هسام كاذب ام صادق؟ يمكن ان يكون صادقا في لبنان وسوريا او كاذبا في لبنان وسوريا، لكن لا يمكن ان يكون كاذبا في محل وصادقا في محل. نحن نقول قد يكون كاذبا وهو كذلك، لكنه بكذبه نسف كل عمل اللجنة وكل ما بني على باطل هو باطل، نحن لا نتهم احدا ولا نبرىء احدا، لكننا نقول ان هناك ضربة كبيرة للتحقيق والتحقيق العادل عليه اعادة استدعاء الشاهد وكل الذين وردت اسماؤهم في تقريره، ونحن كانوا قد حاكمونا ونفذوا احكامهم فينا في امور لم تحصل وكانت التهمة محاولة ردم الحفرة حيث وقعت المتفجرة، واصدروا أحكاما عرفية في هذا الموضوع ولكن حصلت امور كثيرة واعتبرونا اننا نضلل التحقيق وقالوا ما قالوه، واليوم شاهد اسمه هسام هسام وقبله الشاهد الصديق من باريس الذي قال ان الكلام الذي قاله فرض عليه وتعرض لضغوطات لقوله، وبرز آخر في سجن تركي يقول عرض علي عشرة ملايين دولار لأتهم النظام السوري وأقول : طلب منا وضع المتفجرة للرئيس الحريري وستروا على ذلك، ثم ظهر هسام هسام ونحن لا نريد من أحد ان يقول ان كل الذي صار غلط، ولكن هسام حدد اسماء واعترف كثيرون ممن سماهم بأنهم اجتمعوا اليه وكا

نوا يقولون كلهم انهم لا يتعاطون بالتحقيق فرأينا انه من وزير الداخلية الى اعلاميين اعترفوا بمشاهدة هسام هسام، فهل كانوا يتكلمون عن القمر والمريخ، لا كانوا يتكلمون عن المتفجرة وإلا فلماذا اجتمعوا اليه؟ وماذا قالوا له وهو قال كلاما أنا أقول أن 90% منه كاذب, ولكن هسام فهل كانوا يتكلمون عن القمر والمريخ، لا كانوا يتكلمون عن المتفجرة وإلا فلماذا اجتمعوا اليه؟ وماذا قالوا له وهو قال كلام أنا أقول أن 90 في المئة منه كاذب ولكن 10 في المئة صح، فلماذا يصار الى التحقيق مع الناس الذين اجتمعوا الى هسام هسام لكي يكون التحقيق عادلا وغير موجه، وهذا ما نطلبه من المحكمة الدولية أو اللبنانية". وتابع :" والذي نراه اليوم ان هناك ضغوطا على لبنان على سوريا وعلى المنطقة، ولا أحد يعتبر اننا هكذا مع سوريا او مع هذا النظام في سوريا "كرمال سود العيون"، لقد تبين ان هناك بعض الضباط من هذا النظام متورطون في لبنان بصفقات تجارية وبأعمال معينة في لبنان، شركاؤهم "يسبونهم"، وليس نحن لأننا لم نشارك ابدا الضباط الكاذبين الذين استعملوا وجودهم في لبنان لتحقيق الثروات، ولكن الفاسد في حاجة الى مفسد والى شريك، واذا نظرنا الى كل شركاء بعض الضباط السوريين نراهم ونعرفهم، والأسماء كلها معروفة وثلاثة ارباع هؤلاء من الناس الذين شربوا من البئر ورموا بها حجرا اما نحن فلم يظهر لنا اسم لا في "السوليدير" ولا في المطار وفي "سوكلين" او الخلوي هم الذين انقلبوا، ونحن مع هذا النظام لأن أي ضربة لسوريا ما من احد يعرف عواقبها. ولبنان اول المتضررين، لان اي خللٍ في المنطقة يخل بكل التوازنات في المنطقة، ولا يعتقدن احد انه في حال حصل اي خلل في سوريا ينعكس على لبنان. فالتوازنات في المنطقة وفي لبنان هي ضمانة للتركيبة الحالية الموجودة في لبنان شاؤوا ام أبوا، او شئنا ام أبينا. قد يقول احدكم انا لا احب السوري لانه تعرض لي يوما على الحاجز، معه حق كلنا لا نحب السوري من هذا المنظار، او بهذه الطريقة، نحن همنا العلاقة الاستراتجية بين البلدين، همنا ان تبقى وتتحصن، لان لبنان مستفيد من هذه العلاقة وخاصة المسيحيين.البعض ينادي اليوم بتغيير النظام او بالتمييز بين الشعب والنظام، هذا كلام ليس لمصلحة لبنان ومن يقوله انسان طائفي، لانه ينظر الى المنطقة ككل بصورة طائفية، لان ما من طائفة واحدة تستطيع ان تحكم ايا كانت، لان هذا البلد المستفيد من التوازنات في المنطقة لا يعيش الا على التوازنات والا مصيره التقسيم. جرب المسيحيون او الاصح الموارنة حكم البلد من عام 1943 وحتى عام 1975، فانتهى هذا الحكم بحرب. واليوم اي طائفة ستحكم هذا البلد لن ينتهي حكمها بحرب بل سيبدأ بحرب. لذلك نحن كنا وسنبقى مع وحدة هذا الوطن الذي لا يقوم الا على انتمائه العربي، لاننا لا يمكن ان نراهن على الغرب، فللغرب "اجندة" غير "الاجندة" التي نضعها نحن. الغرب ينظر الينا من بعيد وقد يدعو الرئيس الاميركي جورج بوش الى ديموقراطية ما، فيخبره مستشاره بهذه الديموقراطية بمعزل كيف تمت وعلى حساب من؟ على حساب المسلمين او على حساب المسحيين لذلك محيطنا يعرفنا ويراعينا ويعرف داخلنا. لذلك نحن جزء من هذا المحيط العربي، ولا يمكن ان نغير ولو كنا نتكلم بالفرنسية، او اننا نستمتع برحلة الى باريس اكثر من اي رحلة الى بلد عربي، ولو كنا ننظر الى بوش على انه اجمل من رئيس عربي".‏

اضاف: "هذه مرحلة صعبة ولكن مر ما هو أصعب بكثير. ولنصل جميعا الى عودة الاستقرار في كل منطقة الشرق الاوسط وليس فقط في لبنان، لان كل ما يحدث في اي بلدٍ في المنطقة سينعكس على لبنان. في مرحلة ما قام البعض بارضاء الناس عبر كلام يروي لهم عطشا سريعا، غير اننا انتم ونحن عارفون ومدركون ان مصيرنا واحد. بمعزل عن من قام باستثمار شعبي، اما من يأتي الى المنطقة بنية صافية ومن دون تحد? او استفزاز واعني به العماد ميشال عون فنحن نكمل بعضنا ونعمل للبلد بنفس النوايا، قد نختلف في الرأي احيانا ولكن نعمل بنفس النوايا وبنفس الخلفية، وآمل ان نكمل بعضنا في كل المناطق وكمسحيين ضمن هذا النظام الطائفي حيث كل طائفة تسعى الى توحيد كلمتها. لذا يجب ان يكون لدينا استراتجية واحدة ولنقوي كلمتنا عبر دعم الاقوى فينا لتقوى قوتنا التفاوضية. لان المسحيين طالما عملوا على اضعاف بعضهم، وكلما نجح واحد نضع له عصيا في الدواليب ونروح نسعى الى عرقلته. وهذه سياسة غير مقبولة ويجب الغاؤها ولندعم الاقوى والاقوى اليوم على الساحة المسيحية هو النائب العماد ميشال عون، ولنغض النظر عن المصالح الشخصية، فتقوى قدرتنا على التفاوض ولا يعود عندنا حصان طروادة على الساحة المسيحية ليستغل ويؤثر على القدرة التفاوضية وعلى التمثيل. نحن كتيار مردة وكتوجه وكبيت وكسليمان فرنجية مع دولة مدنية، مع نظام رئاسي مدني يكون في ظله كل الشعب اللبناني على نفس المستوى ويتساوى اللبنانيون بالحقوق والواجبات، فننتمي كلنا للوطن والدين لله والوطن للجميع، هذا ما يهمنا، لانه كل شخص انتمى لطائفته وكان ولاؤه لهذه الطائفة او تلك فهذا يعني الغاء للمواطنية في البلد. وما نراه اليوم، انه لان المقاومة شيعية فيجب ان يكون المسيحيون والسنة ضد المقاومة، ولو كانت المقاومة السنية يصبح المسيحيون والشيعة ضد المقاومة".‏

وختم: " هذا خطأ جسيم، ما من بلد في العالم يختلف شعبه على مقاومته، شعبنا منقسم في الاراء حول المقاومة وهذا غير مقبول، ما من بلدٍ في العالم جزءٌ من ارضه محتل وشعبه يقول هذه الارض لنا او ليست لنا. لاننا في هذا البلد ننتمي الى طوائفنا ولا ننتمي بشكل كامل للوطن. يجب تقوية وتحصين الانتماء للوطن ليصبح اقوى من الانتماء للطائفة. وهذا لا يحصل الا في دولة مدنية، لا تتم الا بمسؤولية وطنية يتحملها مسؤولون وطنيون، لان المواطنين فعلا يريدون الوطن قبل الطوائف. لذا نعود لنذكر بمن جاء ومارس التحريض الطائفي وامتطى الحصان الطائفي، هذا ينعدم مع الدولة المدنية. لذلك الشعب من شأنه ان يتبين الامر والمرحلة السابقة اظهرت فعلا ان كل هذا الشحن تم قبل ثلاثة ايام، وبعدها اقفلوا المكاتب ورحلوا. لذا السياسة والاستمرارية ليست رهن ثلاثة ايام قبل الانتخابات، بل السياسة ثبات واستمرارية ومسؤولية انمائية، والوقوف على هموم الناس والاختلاط بهم، وهنا اتصور ان من ولد وفي فمه ملعقة من ذهب لا يمكن ان يتحسس هذا الموضوع".‏

2006-10-28