ارشيف من : 2005-2008

ارسلان أعلن رفضه لقانون تنظيم شؤون طائفة الموحدين ووصفه بـ"الفتنة"

ارسلان أعلن رفضه لقانون تنظيم شؤون طائفة الموحدين ووصفه بـ"الفتنة"

عقد النائب السابق الامير طلال ارسلان مؤتمرا صحافيا، الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم في دارته في خلده، في حضور حشد من المشايخ وابناء الجبل وحاصبيا أعلن فيه رفضه لقانون تنظيم شؤون طائفة الموحدين الدروز.‏

بيان‏

استهل ارسلان مؤتمره بتلاوة البيان الآتي:‏

"أقدم نظام المافيا الجديد - القديم، المسيطر على المجلس النيابي المزور، المطعون بشرعيته، على خرقين إضافيين للدستور وللميثاق الوطني، الاول تمثل بالاجهاز على المجلس الدستوري والثاني باقرار قانون تنظيم شؤون الطائفة الدرزية بما يخدم اطماع ومصالح شخصية، خلافا لقاعدة الشورى والحوار والاجماع الواجبة الوجود.‏

ان العقلية التي تفردت في وضع هذا التنظيم عقلية ديكتاتورية دموية تؤكد على ذاتها مهما تفاصحت في الحديث عن الديمقراطية والحريات، للمرة الاولى في التاريخ يضرب عرض الحائط بمبدأ توافق أهل التوحد في تنظيم اوضاع طائفتهم الداخلية ومنها ما له صلة بالمال العام، والأرجح ان هذا هو الحافز على التفرد الذي حصل وجرى تغطيته عبر الاكثرية النيابية التعيسة المكونة بأغلبيتها الساحقة من موظفين نيابيين مملوكين من بعض رؤساء اللوائح والكتل.‏

ان مجرد التفرد على هذا النحو في شأن الأوقاف الدرزية يؤشر الى حجم الأخطار التي تهدد هذه الأوقاف التي تشكل ثروة عقارية هائلة مؤلفة من اكثر من سبعمائة عقار يسيل امامها لعاب اللصوص والسارقين الذين امتهنوا استباحة المال العام على مدى السنوات الست عشرة المنصرمة والذين يتهربون من مشروع المحاسبة المالية في شأن المديونية العامة للدولة والذي طرحناه نحن وحلفاؤنا. ان استباحة الاوقاف الدرزية حرام دينيا بقدر ما هو عيب اخلاقي واجتماعي ولا يحق لأحد مهما اعتبر هو ان شأنه عاليا، والله عز وجل اعلى من الجميع، لا يحق لأحد ان يجيز لنفسه التفرد في الاشراف على الاوقاف، ولو لم تكن الاستباحة هي المقصودة لما كان التفرد. ان التفرد في الاشراف على الاوقاف هو تسلط مطلق عليها، لا يجيزه الدين ولا الاخلاق ولا النزاهة ولا الامانة، فالسلطة المطلقة مفسدة مطلقة.‏

و"عجبا بالسلطان كيف يحسن وهو اذا اساء وجد من يمدحه ويزكيه". أوجه كلامي الى عقلية التفرد والاستباحة، فأقول لها ان سلوكها نسخة طبق الأصل عن سلوك الديكتاتوريات التي تؤمن بتوقيف الزمن، فاذا كانت الانتخابات النيابية الاخيرة المزورة والمطعون بشرعيتها قد سمحت، عبر التحالفات المعروفة، بولادة ظرف أمكن تقديم المشروع الى المجلس النيابي، فان الانتخابات النيابية ونتائجها هي من متغيرات الزمن وكذلك التحالفات ولا تصح لأن تعتمد قاعدة تبنى عليها شؤون ثابتة كتلك التي لها علاقة بالمذاهب وتنظيمها وحماية اوقافها. فالاوقاف وشؤون الطائفة لا يجوز اطلاقا اخضاعها للتفرد السلطوي والاستكبار الصلف, بقدر ما لا يجوز اخضاعها للتجاذب السياسي، فعلى العكس من ذلك ان قاعدة التوافق والحوار واجماع الرأي في هذه الامور غير السياسية وذات الصلة بالهوية الدينية والارث الاجتماعي - التاريخي، هي الحاضنة لوحدة البيت الدرزي الداخلية ونسيجه الاجتماعي وخصوصا سلمه الاهلي، مهما تعددت الآراء السياسية والتباينات حول الشؤون الوطنية العامة، من هنا خطورة تسييس الامور ذات الصلة بالهوية الدينية. لا شيء يفسر تكسير، بل تدمير هذه القاعدة، سوى الطمع بثروات الاوقاف. اني ادعو الهيئة الروحية للموحدين الى تحمل مسؤوليتها الدينية عملا بالميثاق الشريف الذي كتبه الموحدون على انفسهم والله عليهم شهيدا. ادعوهم الى حماية الاوقاف وان يضعوا نصب اهتمام ضمائرهم التقيد بوصية الأمير السيد عبدالله قدر الله سره فيؤدون واجبهم الديني للدفاع عن وحدة البيت الدرزي الداخلي، واطفاء مشروع الفتنة التي يمثلها هذا القانون، خصوصا في ما له صلة مباشرة باختيار شيخ العقل والمجلس المذهبي وصيانة الاوقاف وحسن ادارتها بشفافية ونزاهة وامانة. اما في ما يخص سلوك الاكثرية، المزورة المكونة من موظفين نيابيين مملوكين من رؤساء اللوائح، هذه الاكثرية التي يعرف الجميع انها لا تمثل الاغلبية الشعبية فانها لم تفاجئنا في تصويتها على قانون الفتنة واستباحة الاوقاف الدرزية، قدرها الاساسي يقضي بمنع حصول محاسبة دقيقة في موضوع المديونية العامة، وأمر هذه الاكثرية المملوكة ليس بيدها اساسا.‏

لذا ندعو الاقلية النيابية التي تتمتع عمليا بالاكثرية الشعبية، ادعوها الى اعادة النظر بقانون الفتنة هذا لان ممثلي الاكثرية الشعبية هم حريصون على الميثاق الوطني، ميثاق الطائف، الذي ينزع الشرعية عن كل ما يتعارض مع مقتضيات الوفاق الوطني، الى هذه الاقلية النيابية الممثلة للأكثرية الشعبية اوجه نداء الميثاق الوطني فأقول لنوابها الشرفاء: هذا القانون الفتنة يتناقض مع مقتضيات الوفاق الوطني لانه يعتمد الديموقراطية العددية حيث يفترض اعتماد الديموقراطية التوافقية. وهل ان الديموقراطية التوافقية واجبة في كل الطوائف والمذاهب وممنوعة في الطائفة الدرزية؟‏

ان من حق الطائفة الدرزية ان تنعم بالسلم الاهلي وبوحدة هويتها وبسلامة اوقاتها اسوة بباقي الطوائف والمذاهب. فباسم الميثاق الوطني، أدعوهم الى قطع الطريق امام قانون الفتنة الذي اقره موظفون نيابيون، مملوكون من اسيادهم بعض رؤساء اللوائح والكتل. والشعب اللبناني كله يعرف ذلك، البعض يقبل به والبعض الآخر يرفضه مفضلا الحرية والديموقراطية وعدم الخضوع لرق الدولار. ان افشال قانون الفتنة هذا ضرورة لانقاذ الديموقراطية والتعددية في لبنان والا فان الفيدرالية المذهبية القائمة حاليا، خلافا لميثاق الطائف، سوف تزداد حدة وشراسة ويتحول لبنان الى دولة مركبة من ديكتاتوريات، لكل مذهب ديكتكاتورية تتحكم به عبر حزب قائد وزعيم أوحد. ولا يظنن أحد ان في وسعه ان يفلت من هذا المصير، فمذاهب لبنان كالأوعية المتصلة وعدوى التفرد والاستباحة ستنتقل من مذهب الى آخر.‏

انه نداء أوجهه الى النواب الحقيقيين، ومنهم اصدقاء لنا، أعرف جيدا كم للكرامة عندهم من مكانة مميزة، في زمن الانحطاط الذي يعيشه لبنان منذ سنوات طويلة. ان قانون الفتنة يؤكد ان في لبنان فوضى حريات واستباحة محرمات وقيودا ثقيلة تكبل الديموقراطية، فاستباحة المال العام يحصل دوما على حساب الديموقراطية. فليسقط قانون الفتنة، لتحيا الديموقراطية في لبنان والسلام عليكم". حوار ثم دار حوار بين ارسلان والصحافيين على الشكل الآتي:‏

سئل:هل تتوقع ان يمر هذا القانون الذي ينظم كيفية مجيء شيخ العقل ويوقعه رئيس الجمهورية؟‏

أجاب: "في المبدأ لم يخضع هذا القانون لأي تشاور داخل الطائفة الدرزية نهائيا. وبالتالي سأذكر للتاريخ بأن مبدأ توحيد مشيخة العقل تنطلق من هذا المنزل باتفاق واضح وصريح بين المغفور له الامير مجيد ارسلان والمغفور له الشهيد كمال جنبلاط وذلك قبيل اغتيال كمال بك بثلاثة اسابيع، وعلى هذه الطاولة بالتحديد حصل نداء وتم الاتفاق عى توحيد مشيخة العقل على ان يتم احترام كل المرجعيات الدينية والزمنية داخل الطائفة الدرزية.‏

تم منذ ايام في المجلس النيابي تهريب هذا القانون من خارج جدول الاعمال وكأن المطلوب تمرير تهريبة معينة في أسرع وقت حتى نرى كيف سنضع يدنا على الطائفة الدرزية".‏

واضاف: "اريد ان اعرف اذا كانت مشيخة العقل للدروز او لفئة من الدروز، فاذا كانت للدروز ليست هذه هي شروط انتخابها او شروط الاتفاق عليها، اما اذا كانت لفئة من الدروز فعليهم الا يحدثونا بوحدة الطائفة وينظروا على وحدة هذه الطائفة. ومن لا يحترم مبدأ التشاور أحمله مسؤولية الفتنة داخل الطائفة وداخل البلد".‏

وتابع: "بالنسبة الى المجلس النيابي الكريم، اقول اننا في الطائفة الدرزية "كافيين خيرنا وشرنا" بين كل الطوائف، ولا نتدخل في شؤون اي طائفة، ومن غير المسموح لأحد ان يتدخل في شؤوننا، وهناك احد النواب لا اسميه كي لا "اوسخ" لساني وقف في المجلس وقال للهيئة العامة ردا على قول زميل آخر بان هذا المشروع لم يوزع علينا كي نطلع عليه، هذا النائب الرخيص يقول "بسيطة هذا المشروع يخص طائفة لنصوت عليه ولا نتدخل فيه". هل هذه هي المسؤولية العامة".‏

وأكد "ان من يعتقد ان بامكانه تطبيق قانون بالقوة على طائفة الموحدين الدروز فلكل حادث حديث، ولا يعتقدن احد ان بامكانه تنصيب شيخ عقل على الدروز اذا لم يكن جميع الدروز مجمعين عليه، وانني اطلب من رئيس الجمهورية واحمله مسؤولية ان يرد هذا القانون الفتنة الذي يمس الميثاق الوطني مثلما رد قانون المجلس الدستوري. فرئيس الجمهورية ليس مضطرا ان يكون فريقا او اداة لتنفيذ فتنة داخل طائفة. ليرد القانون الى المجلس وليعد هذا المجلس الى الاجتماع والتصويت عليه بأكثرية الثلثين، انما لا يرمي احد في الدولة المسؤولية على غيره".‏

سئل: اذا نفذ القانون هل هناك امكانية للعودة الى نظام الشيخين؟‏

أجاب: "قلت لكل حادث حديث، وفي هذا البيت لم نتعود منذ 40 سنة ان نكون سببا في انقسام الطائفة الدرزية روحيا وسياسيا. ولكن لا يعتقدن احد ان بامكانه ان يفرض على الطائفة، اذا كان الدروز غير متفقين عليه. هناك اجتماعات تتم وهناك كأس مر نتمنى الا نشربه وألا يجبرنا احد على شربه، فنحن مع وحدة مشيخة العقل، اقولها للتاريخ، انما وحدة مشيخة العقل يجب ان تكون محصنة من كل خروق ابناء الطائفة الدرزية. فهذا ليس موقعا وزاريا ولا نيابيا ولا مديرية عامة، هذا موقع روحي يخص كل طائفة الموحدين الدروز، وبقدر ما يتم اجماع على هذا الموقع بقدر ما نبارك ونؤيد، انما هذا القانون الفتنة سيتسبب بانقسامات قاسية، ونحن نعتبر ان هذه الامور طويت منذ سنة 1954 او 1963 والله يرحمه الاستاذ بشير الاعور والشيخ بهيج تقي الدين اللذان وضعا قانون 1963 باشراف الامير مجيد وكمال بك، وعملوا شيخي عقل لمرة وحيدة كي تكون هناك تهيئة في السنوات المقبلة لتوحيد المشيخة".‏

سئل: ما هو عتبك على رئيس مجلس النواب نبيه بري وغمزك في قناته؟‏

أجاب: "هل انا غمزت في قناة الرئيس بري؟ لا؟ سئل: في قناة المجلس النيابي؟‏

أجاب: "انا قلت ان هذا المجلس وما زلت اقول انه اقل بأكثرية نيابية مزورة نتيجة تحالفات معينة تمت وهي تتغير لانها غير ثابتة، وليس المفروض بهكذا مجلس ان يتم التعاطي فيه بشؤون طوائف لبنانية ليس لهم فيها "لا بالعير ولا بالنفير" وهم يتدخلون لزرع فتنة بالطائفة الدرزية".‏

سئل: طرح موضوع المحكمة الدولية ما رأيك فيه؟‏

أجاب: "اسمح لي اليوم، اريد التحدث في موضوع المشيخة، ولكن موقفنا واضح وصريح من ان تدويل الوضع اللبناني خطر على لبنان وسلوكه ومساره من الناحيتين الاقتصادية والسياسية".‏

سئل: هل هناك دعوة لاجتماع درزي معارض؟‏

أجاب: "نتمنى الا نضطر لاتخاذ خطوات تصعيدية، وما زلت اناشد واقول تفضلوا هذا مشروع يجب توقيفه بالطرق القانونية".‏

سئل: الطاولة التي جلس عليها الامير مجيد ارسلان وكمال بك، هل من الممكن ان يجلس عليها النائب وليد جنبلاط وطلال ارسلان مجددا؟‏

أجاب: "هذا السؤال يجب ان يوجه الى وليد بك، وليس عندي جواب على هذا الموضوع، يوجه الى وليد بك، ولديه الجواب".‏

سئل: ليس عندك اي مانع؟‏

أجاب: "بالاساس ليس عندي اي مانع من الاجتماع باي لبناني فكيف بالأحرى في الموضوع الدرزي، لكن هذا السؤال يجب ان يوجه الى وليد بك".‏

سئل: هل يعني ان آلية الاعتراض ستبقى ضمن حدود معينة؟‏

أجاب: "لا، وسترتفع مستقبلا، لكن نأمل ان لا نصل الى وقت نضطر فيه الى ان نلجأ الى خطوات تصعيدية، وهذا الموضوع لن يمر كما يتصورون".‏

سئل: وما حدود هذه الخطوات؟‏

أجاب: "هناك اجتماعات عدة سنعقدها مع مرجعيات روحية وزمنية، ونناشد رئيس الجمهورية ان لا يستخدم توقيعه على القانون لتكريس فتنة داخل الطائفة. واطالبه، مثلما رد قانون المجلس الدستوري تحت شعار انه يمس الميثاق الوطني، ان يرد القانون الى المجلس النيابي تحت كل الاعتبارات لانه في النهاية نرفض ان يكون توقيع رئيس الجمهورية مصدرا لحدوث فتنة داخل الطائفة".‏

سئل: الا يعتبر كلامك التصعيدي الان مؤشرا لحدوث الفتنة؟‏

أجاب: "ماذا قلنا، وشو قلنا الان، نحن نحذر، ولم اعلن اي موقف قبل صدور القانون. وكنت احاول جاهدا في الاسابيع الماضية وبكل الوسائل المتاحة لنا ان لا يمر هذا القانون، وفوجئت نهار الاربعاء بتمريره. وكي لا يفهم كلامنا في ذلك الوقت بأنه موقف اعتراضي سيؤدي الى مشكلة، تركنا الموضوع بعيدا عن متناول الاعلام ومارسنا ضغطنا السياسي كي لا نصل الى هنا، ولكن تم تهريب المشروع في جلسة الاربعاء وتحويله الى امر واقع". سئل: هل اتصلت برئيس المجلس النيابي وبالكتل النيابية؟‏

أجاب: "نعم، وارسلت الى رئاسة المجلس كتابا خطيا وشرحت فه موقفي وموقعا مني ومن النائب السابق فيصل الداود".‏

سئل: وماذا كان الرد؟‏

أجاب: "أتركه للتاريخ، ولا اطلب من احد اي موقف الا عدم التدخل في شؤون الطائفة الدرزية، هذا المشروع يتعلق بالشؤون الداخلية للطائفة، ولا يحق لأحد التدخل بشؤونها، فنحن لا نتدخل بشؤون الطوائف الاخرى فلماذا يريدون التدخل في شؤوننا".‏

سئل: هل ستزور دار الفتوى؟‏

أجاب: "ممكن، ولا مشكلة في ذلك".‏

سئل: هل هناك من لقاء مع السيد حسن نصر الله لشرح هذا الموضوع؟‏

أجاب: "ليس هناك من مشكلة مع السيد حسن نصرالله، ولقد تجاوزنا الماضي، وهناك لقاء قريب سيحصل هذا الاسبوع او بعده. وبغض النظر عن هذا المشروع فهناك مسائل كثيرة ستبحث مع السيد حسن نصر الله. ان الوضع السياسي العام في البلاد ضاغط جدا وعلى الجميع. وبالتالي فان التنسيق واجب لمواجهة المرحلة المقبلة، علينا ان لا نضيع عن المسائل الكبيرة، وبالتالي فان اجتماعنا مع سماحة السيد سيحصل خلال هذا الاسبوع ان شاء الله".‏

2006-10-28