ارشيف من : 2005-2008
الرئيس خاتمي: على اللبنانيين وعي المؤامرات المدبرة لوطنهم ولا نرى أي تباين حول ضرورة وجود المقاومة لانها رمز كرامة لبنان

أقام نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان حفل عشاء تكريمي في قاعة الوحدة الوطنية في مقر المجلس على شرف رئيس الجمهورية الاسلامية الإيرانية السابق السيد محمد خاتمي في حضور ممثل رئيس الجمهورية العماد اميل لحود الوزير جواد خليفة، رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، الرئيس أمين الجميل، الرئيس سليم الحص، الرئيس نجيب ميقاتي، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني، شيخ عقل الموحدين الدروز الشيخ بهجت غيث، المفتي الجعفري الممتاز الشيح احمد قبلان، المطران بولس مطر ممطر ممثلا الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، الوزراء: نايلة معوض، فوزي صلوخ، حسن السبع ، طارق متري، طلال الساحلي، سفراء كل من الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومصر والسودان واليمن والمغرب، والقائمين باعمال سفارات ايران والكويت والعراق والجزائر، والنواب: محمد رعد، ايوب حميد، ناصر نصر الله، روبير غانم، حسن يعقوب، علي بزي، عبد المجيد صالح، عباس هاشم، أمين شري، علي حسن خليل، علي عمار، ياسين جابر، ممثل رئيس كتلة " الاصلاح والتغيير" النائب العماد عون النائب ايلي سكاف، مدير عام وزارة الإعلام حسان فلحة، رئيس المجلس الوطني للاعلام عبد الهادي محفوظ، الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، رئيس حزب الكتائب كريم بقرادوني، الامين العام حزب البعث في لبنان عاصم قانصو، مدير مكتب المرجع الديني الإمام السيد علي السيستاني الحاج حامد الخفاف، السيد حيدر الحكيم ممثلاً المرجع الديني الإمام السيد محمد سعيد الحكيم، راعي أبرشية بيروت لطائفة الروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، ممثل كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس آرام الأول كيشيشيان المطران كيغام خاتشريان، ممثل بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام المطران سليم غزال، نقيب الصحافة محمد البعلبكي، نقيب المحررين ملحم كرم، رئيس المحاكم الشرعية الجعفرية الشيخ حسن عواد، رئيس المحاكم الشرعية السنية الشيخ عبد اللطيف دريان، القاضي الشيخ احمد الزين على رأس وفد من تجمع العلماء المسلمين، السيد صدر الدين الصدر، أعضاء الهيئتين الشرعية والتنفيذية في المجلس، مفتي المناطق وقضاة المحاكم الشرعية وحشد من الشخصيات الإعلامية والتربوية والثقافية.
الشيخ قبلان
بداية قدم للاحتفال الشيخ حسن شاهين وتلا الحاج أنور مهدي آيات من الذكر الحكيم، والقى الشيخ قبلان كلمة قال فيها:
"نرحب أشد ترحيب بضيفنا الكبير، فخامة الرئيس السيد محمد خاتمي، ونقول له مرة أخرى أهلا وسهلا بكم سيادة الرئيس في وطنكم الثاني لبنان، أهلا وسهلا بكم بين أهلكم وإخوانكم وأحبائكم، أهلا وسهلا بكم إخواني جميعا أيها الحضور الكريم، أهلا وسهلا بكم في هذه القاعة التي نفتتحها اليوم ونسميها قاعة الوحدة الوطنية، في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في بيتكم وفي داركم الذي هو دار الجميع وبيت الجميع، هكذا أراده الإمام المغيب السيد موسى الصدر، وهكذا أراده الإمام شمس الدين رحمه الله، وهكذا نريده نحن، ونسعى باستمرار لأن نبقى دائماً نقطة تلاق بين جميع اللبنانيين، ومنطلق دعوة صارخة تكون فيها العقول هي المحرك، لا العواطف ولا الغرائز ولا العصبيات، نريد لبنان على شاكلة جمعنا هذا، وحدة متراصة متكاتفة متضامنة في ما بينها، تؤمن بأن الحوار المجدي هو السبيل لبلوغ الغاية المرجوة، هو المنقذ وهو الذي يخلصنا من هذا الواقع المتردي، ليس على صعيد لبنان فحسب، بل على مستوى منطقتنا العربية والإسلامية بأسرها".
اضاف :"لم يعد خافيا على أحد بأن أوضاعنا ليست صحية على الإطلاق، وبأن التهديد متزايد ويكاد يكون في كل وقت، ولا بد من مواجهته، ورفع هذا الكم الهائل من التحدي؛ وذلك من خلال توحدنا، وتحاورنا للاهتداء على أفضل السبل وأنجعها التي تكفل لنا قدرة المدافعة عن أرضنا وعن شعوبنا وعن حقوقنا التي يحاولون استباحتها والهيمنة عليها من خلال لعبة القرارات الدولية، التي ليس لها أي مفعول على الكيان الصهيوني، ولا هو معني بها، أو مطالب بتطبيقها. فإيران مثلا، لا يحق لها أن تستفيد من التكنولوجيا النووية، في حين يحق لهذا الكيان المختلق والمغتصب للأرض أن يمتلك أكثر من مائتي رأس نووي، وهو في نفس الوقت معفي من تطبيق القرارات الدولية وغير ملزم وله الحق في اختيار ما يراه مناسبا لتثبيت وجوده غير الشرعي، والقائم على الاحتلال ومواصلة العدوان على الشعب الفلسطيني وعلى الشعب اللبناني وعلى الشعب السوري، وهو الآن يهدد الشعب الإيراني ويتوعده في حال لم توافق إيران على وقف برنامجها النووي السلمي، وكأنه ممنوع على الشعوب العربية والإسلامية أن تتطور، حتى ولو كان هذا التطور في الاتجاهات السلمية، بينما يسمح للعدو الصهيوني بل يساعد على تطوير مختلف أنواع الأسلحة الفتاكة والممنوعة. إننا نسأل ما معنى هذه العدالة؟ وما قيمة هذه المؤسسات الدولية إذا لم تكن عادلة في قراراتها، وحاسمة في مواقفها، ورافعة للظلم الذي يلحق بالدول والشعوب التي لا تستطيع الدفاع عن نفسها، ولماذا هذا الانحياز الأعمى ضد المنطقة وشعوبها التي تنشد السلام وتنادي به وتطلق المبادرات التي لا تخلو من التنازلات، ورغم ذلك فهم يرفضون كل شيء، لماذا لأن إسرائيل لا تريد السلام، إسرائيل لا تريد الاستقرار لهذه المنطقة، تريد أن تستمر الفوضى، تريد أن يبقى زرقاوي هنا وزرقاوي هناك، وزرقاوي في كل دولة عربية وإسلامية، والإرهاب الذي يتحدثون عنه هو من صناعاتهم وابتكاراتهم وهو ذريعة أوجدوها لتغيير نظام هنا ولتثبيت نظام هناك، ولخلق ديمقراطية مزعومة تقوم على الدماء التي تسفك وعلى جثث الأبرياء المتناثرة تحت عنوان حقوق الإنسان".
وتابع :" نحن من يدين الإرهاب، ونستنكره بشدة، لأننا مسلمون، مؤمنون، ودعاة حوار وتلاق بين الحضارات والديانات، ولكن ليس على حساب ثوابتنا الإيمانية والوطنية والثقافية، وعلى حساب إنساننا الذي لن يساوم على كرامته وعزته في أرضه مهما بلغت التضحيات. ومن هنا نناشد الملك عبد الله بن عبد العزيز الملك المبارك الكريم الداعي إلى عقد مؤتمر قمة إسلامي في مكة، وندعوه لحزم الأمر ولمحاربة الإرهاب ووضع حد للتفلت والانحراف والفوضى عند شعوبنا وفي مناطقنا ونحن في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى نعتبر هذه القاعة قاعة الجميع وهذا الجمع المبارك الذي نعتز به ونفتخر يعبر عن وحدة وطنية وقد بنينا هذه القاعة بمساعدة وجهد الحاج عاطف داغر الذي وفقه الله ليقدم هذه القاعة للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى".
وخلص قائلا :" عندما نرحب بالرئيس خاتمي رجل الحوار والحضارة الذي ينفتح على الجميع، نقول إن إيران بلد الديمقراطية والحرية والتعاون والوحدة الوطنية، حيث يوجد فيها جميع الطوائف من إسلامية ومسيحية ويهودية وزرداشتية وهي متوحدة ومتعاونة في هذا البلد".
الرئيس خاتمي
وألقى الرئيس خاتمي كلمة قال فيها:
"إنه لمن دواعي فخري واعتزازي بأن أكون حاضرا معكم في هذا الحفل الكريم، كما أود بداية أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير لهذه الدعوة الكريمة التي وجهها نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان. إن ما نشهده اليوم في هذه القاعة وأمام هذا الحشد الكبير ما هو إلا انعكاس لصورة لبنان النقية والساطعة والجميلة، لبنان المتحد والواحد الذي يعيش في ظهرانيه مختلف الطوائف والأديان والمذاهب والثقافات والتقاليد، تعيش بشكل متسامح إلى جانب بعضها البعض من أجل أن تنهض وتسمو بهذا البلد العزيز، وحيث نرى أن الشعب اللبناني والحكومة اللبنانية يعملان ويسيران جنبا إلى جانب من أجل إعلاء كلمة هذا الوطن العزيز، ولكن هذه الجلسة الكريمة لها ميزة أخرى أيضا، وهي أنها تنعقد في مقر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الذي يعتبر إرثا ثقافيا ينتمي إلى تراث لا يحتاجه لبنان فقط أكثر من أي وقت مضى بل يحتاجه المسلمون والعرب بل البشرية جمعاء، وعنيت به سماحة الإمام المغيب السيد موسى الصدر الذي غيب على أثر عملية إرهابية شنيعة".
اضاف :" والإرهاب هذه الظاهرة البشعة والمدانة التي يعاني منها بنو البشر في يومنا هذا سواء كانوا ينتمون إلى شرق الدنيا أو غربها، وقد شاهدنا في الأمس القريب كيف أن يد الإرهاب الآثمة والمجرمة قد امتدت إلى هذا البلد الحبيب لبنان حيث استطاعت أن تنال من أحد أبناء هذا الوطن البررة ألا وهو الرئيس الشهيد رفيق الحريري، هذا الإرهاب الذي لا يتوقف عند حد بل يطال الجميع سواء كانوا في إيران أو في فلسطين أو في لبنان أو في العراق، وحتى أن يد الإرهاب الطويلة والآثمة تصل إلى الولايات المتحدة الأمريكية وإلى القارة الأوروبية، ونحن نجد أن ظاهرة الإرهاب قد امتدت لتصبح هناك تجليات للحكومات الإرهابية في العالم، وهناك أيضا القوى المتسلطة والمتجبرة والكبرى التي من خلال السياسيات الخاطئة التي تعتمدها في الواقع تؤسس أفضل بيئة لإيجاد الإرهاب، وبالنسبة لشرق الكرة الأرضية بشكل عام ولأبناء هذا الوطن لبنان بشكل خاص، نجد أن أقوى تجليات الإرهاب يتمثل بالكيان الصهيوني الغاصب، وهذا الكيان المصطنع الذي وجد وزرع في هذه المنطقة من خلال توسل الظلم والإرهاب ولا يزال مستمر في حياته حتى الآن من خلال توسل الظلم والإرهاب".
وتابع: "إن لبنان العزيز الذي يعتبر منارة تقتدى في مجالات الديمقراطية والحرية والسيادة والثقافة والفكر والمعرفة يمكنه أن يكون أيضا منارة كبرى تقتدى في مجال مكافحة هذه الظاهرة الإرهابية، ونحن نعتبر أن مقاومة الشعب اللبناني الباسلة هي إحدى مفاخر البشرية، هذه المقاومة التي لم تنبر منذ البداية لتعتد على غيرها بل انبرت إلى الساحة لترد الاعتداء عن وطنها وهي لم تنطلق بقصد شن الحرب على الآخرين بل قامت ونهضت واستمرت من أجل وضع حد لتلك الكيانات الغاصبة التي تتمتع بروح العدوان والاعتداء على الآخرين، ولبنان هذا الذي منذ كان عرف بالثقافة والتسامح والحضارة والانفتاح ونور المعرفة سيبقى دوما متمسكا بهذه القيم الإنسانية الراقية، وهو أيضا منذ كان عرف بالشهامة والكرامة والإباء والمقاومة لطالما ان هناك اعتداء يمس مسلمات هذا البلد العزيز فإن هذه المقاومة الأبية والبطلة ستتصدى لهذا العدوان. وأنا أحمد الله واشكره أنه إذا كانت هناك بعض التباينات في الرؤى والتوجهات السياسية بين هذه الفئة أو تلك على الساحة الداخلية للبنان فنحن لا نرى أي خلاف أو تباين في وجهات النظر في لبنان سواء على مستوى الحكومة اللبنانية أو الشعب اللبناني أو مختلف الطوائف الكريمة التي تعيش في هذا البلد أو مختلف التيارات السياسية الحية والفاعلة في هذا البلد العزيز، لا نرى أي تباين بينها حول ضرورة وجود المقاومة الأبية والباسلة هذه المقاومة التي أصبحت عنوانا ورمزا لكرامة لبنان وسيادته واستقلاله".
وقال :" نحن نكرم في هذا المقام الذكرى الغالية لسماحة الإمام المغيب السيد موسى الصدر، وأيضا لا يسعنا في هذا المقام إلا أن نستذكر الروح الطاهرة لسماحة الإمام الراحل العلامة الشيخ محمد مهدي شمس الدين الذي لطالما عمل وجاهد من أجل تركيز وترسيخ الوحدة الوطنية في هذا البلد العزيز ومن أجل الدفاع عن سيادة لبنان ووحدته واستقراره، ولا يسعنا إلا أن نكرم الذكرى الغالية أيضا لروح شهيد لبنان الكبير الرئيس رفيق الحريري الذي هو كما تعرفون كانت تربطني به أفضل عرى الصداقة القوية والمتينة والذي يعتبر من الشخصيات الوطنية البررة في هذا البلد العزيز، وهذه العملية الإرهابية التي أودت بحياته الغالية كان الهدف الأساسي منها مس الوحدة الوطنية والاستقرار الداخلي في هذا البلد".
واردف :" من هنا نحن نعتبر أن أهم نقطة ينبغي أن يلتفت إليها الشعب اللبناني العزيز إلى أي دين أو طائفة او ثقافة أو فكر أو تيار سياسي انتمى، ينبغي أن يتحلى بأقصى درجات الحيطة والحذر تجاه المؤامرات والفتن التي تدبر لهذا الوطن العزيز، والتي تريد أن تنال من الوحدة الوطنية ومن الاستقرار والأمن في هذا البلد. ونعتبر أن لبنان هو بمثابة خاتم من الألماس يرصع أصبع منطقة الشرق الأوسط، وكلنا ينبغي ان يحافظ على هذه الدرة الثمينة ومن باب أولى ان الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني ينبغي قبل أي طرف آخر أن يلتفت وينبته إلى كيفية المحافظة على هذه الدرة الثمينة التي تعتبر الوحدة الوطنية والتكاتف الداخلي ليس رمزا وعنوانا لحفظ كرامة واستقلال هذا الوطن فحسب، بل رمزا لكرامتنا وعزتنا واستقلالنا وسيادتنا جميعا، ونعتبر لبنان بلدا حرا مستقلا مرفوع الرأس، هكذا كان في الماضي وهكذا هو الآن وهكذا سوف يبقى في المستقبل. والجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر بكل فخر واعتزاز أنها تقف إلى جانب هذا البلد الذي يتحلى بالوحدة الوطنية ومن خلالها يتحلى بالإباء والحرية والسيادة والكرامة".
وخلص السيد خاتمي إلى القول :"وفي ختام حديثي لا يسعني إلا أن أسأل الله عز وجل أن يتغمد برحمته الواسعة الأرواح الطاهرة لكل الشهداء الكرام والعظام الذي سقوا شجرة الحرية والكرامة والاستقلال في هذا البلد العزيز سيما في المرحلة الأخيرة شهداء المقاومة اللبنانية الباسلة الذين طردوا الاحتلال الإسرائيلي من هذا البلد الأبي، وأيضا لا يسعني إلا أن أتوجه بالشكر الخالص والتقدير الوافر لكل الشخصيات الزمنية والروحية والاجتماعية التي زينت حفلنا هذا بحضوره الكريم، والشكر كل الشكر لمقيم هذا الحفل والداعي إليه سماحة الإمام آية الله الشيخ عبد الأمير قبلان، وأسأل لكم المزيد من الفخر والعزة".