ارشيف من : 2005-2008
السيد فضل الله دعا إلى رسم أولوياتنا على أساس أن "إسرائيل" عدو استراتيجي وحذر من برامج اميركية اسرائيلية لفرض التوطين مع وعود اقتصادية سارة
رأى آية الله السيد محمد حسين فضل الله "أن الغرب بإداراته المتعددة يظل يلاحقنا ليحدثنا عن ضرورة احترام قوانين حماية الملكية حيال منتجاته واختراعاته، ولكننا أمة قد سلبت ملكيتها بالقوة عن جزء كبير من أرضها، وجاءت القرارات الدولية لتشرعن ما اغتصب لنا من حقوق، وخصوصا في فلسطين. ولكن العالم يقهقه أمام ما ترتكبه "إسرائيل" من مذابح بحق الفلسطينيين، ويعمل في الوقت نفسه على توفير كل الأجواء والخطط لتوطين الفلسطينيين خارج أرضهم والضغط على من هم بالداخل للقبول بما قرره "بوش" وأولمرت مؤخرا تحت عنوان "خطة الانطواء" التي تمهد السبيل لضياع القدس وإسقاط مقولة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة بشكل عملي". وقال السيد فضل الله في ندوته الأسبوعية "إن علينا في لبنان أن نتنبه جيداً إلى ما يجري من حولنا وألا نطلق الكلمات جزافا حول السلاح الفلسطيني وغيره بعيدا عن الخطة الأمريكية الإسرائيلية، التي تسير وفق برامج معدة ومرسومة لجعل التوطين واحداً من الخيارات التي يلوح للبنان على هامشها بأنه سيحصل حال قبول التوطين على السمن والعسل، تماما كما يلوح للبعض من بعيد بأن الضغط السياسي والإعلامي في مسألة سلاح المقاومة يمكن أن يولد مناخات سياسية تمهد السبيل لمفاجات اقتصادية سارة حيال لبنان" مضيفاً أنه "لذلك، علينا التحديق مليا بالعامل الإسرائيلي ورسم الخطط المضادة لخططه في الداخل، والاعتراف بأن "إسرائيل" استفادت كثيراً من الانقسامات اللبنانية الداخلية واستطاعت العبث في ساحاتنا الخلفية في الوقت الذي تعامى الكثيرون أو استبعدوها من كل ما أصاب ويصيب لبنان في المدة الأخيرة. إن المطلوب من اللبنانيين ومن هم في موقع المسؤولية تحديدا وخصوصا بعد التطورات الأخيرة في لبنان أن يضعوا "إسرائيل" في أولويات سياستهم ومواقفهم للتعاطي معها كعدو استراتيجي لا أن ترسم الأولويات وفق المصالح الشخصية أو الذهنيات الضيقة التي لطالما عملت على إسقاط كل ما يدخل في النطاق الاستراتيجي لحساب مصالح ظرفية راهنة".
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018