ارشيف من : 2005-2008
الرئيس كرامي: زيارة رايس لبيروت ضوء اخضر في معركة اسقاط رئيس الجمهورية
اعتبر رئيس الحكومة أن زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كونداليسا رايس إلى بيروت بمثابة ضوء أخضر في معركة إسقاط رئيس الجمهورية العماد إميل لحود مشيراً إلالأكثرية تريد أن تأخذ البلد إلى وصاية أميركية.
وأكد أن الظروف اليوم لا تسمح بنزع سلاح المقاومة، والامور الخلافية لا تحل الا بالحوار.
عقد الرئيس عمر كرامي مؤتمرا صحافيا اليوم في مكتبه في كرم القلة في طرابلس، أدان خلاله ما حدث في العراق وقدر ما تقوم به المرجعيات الدينية والسياسية من جهود من اجل وأد الفتنة وما شاهدناه في العراق نشاهده ونلمسه في لبنان.
وقال" مع الاسف الشديد، كنا نلاحظ دائما ان هناك ايدي خفية وبوسائل متعددة تحاول النفخ دائما في موضوع إحداث فتنة وعلى الاخص بين السنة والشيعة. وكنا نلاحظ ان هذه التعبئة وهذه الاجواء تتكاثر وتتعاظم. وكنا دائما نحاول مع كل المخلصين ان نشرح لنبدد المخاوف والهواجس. اننا ندعو جميع القيادات والفاعليات الدينية والسياسية في لبنان, كل من موقعه الى ان يبذل كل الجهود لما يفشل المخطط لإثارة هذه الفتنة وخصوصا ما حدث في العراق من ان ينعكس، لا سمح الله، في لبنان. واننا نقدر ونثمن القمة الروحية او المؤتمر او اللقاء الديني الذي حصل بالامس بين القيادات الدينية والكلمات التي القيت، وهي تصب بالنتيجة في توعية الرأي العام لان الفتنة المقصودة هي من اجل تقويض الوحدة الوطنية وبالتالي تقويض لبنان".
وتابع:" واود ان اشير الى الزيارة الخاطفة التي قامت بها وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس , الكلام المعلن, كلام جيد, ولكن ما قيل في الخلوات وما فهمناه من تصريحات السيدة رايس ان القرار 1559 يجب ان يطبق. ونحن قلنا منذ البداية ان القرار 1559 لا يستهدف الا سلاح المقاومة, نحن نقول ان سلاح المقاومة هو من اجل حماية لبنان، وطالما ان "اسرائيل" لا تزال تحتل مزارع شبعا، ونحن نصر على ان مزارع شبعا لبنانية, هذا بالوثائق الموجودة عند الجيش وما يقوله القانون الدولي لان الملكيات في مزارع شبعا كلها للبنانيين. فهذه الملكيات هي التي تحدد هوية هذه المزارع وانتماءها, بالاضافة الى ان الجنوب الذي ينعم بالهدوء والاستقرار بفضل سلاح المقاومة. وبما ان حزب الله يعلن دائما ان هذا السلاح لا يمكن ابدا، وتحت اي ظرف من الظروف، ان يستعمل في الداخل".
وأضاف" ان الضغط الاميركي والدولي من اجل نزع سلاح حزب الله وسحبه، انما يهدف الى ازالة ما نسميه توازن الرعب وهي ورقة اساسية من اجل حماية لبنان ومن اجل ان نشعر بالفعل اننا في بلد ينعم بالاستقرار والحماية. نحن نحض دائما على ان يكون هناك حوار وطني حول كل الامور الوطنية ومنها سلاح المقاومة. في الحوار يمكن ان نتوصل الى قواسم مشتركة ترضي جميع اللبنانيين وتحفظ استقلالهم وحريتهم وسيادتهم واطمئنانهم الى المستقبل. لذلك نرجو الا يستعمل سلاح حزب الله والقرار 1559 وهوية مزارع شبعا في صراعاتنا الداخلية التي في النتيجة لا يدفع ثمنها الا لبنان".
وتابع: "الامر الثالث هو موضوع رئاسة الجمهورية , طبعا هناك اليوم معركة كبيرة وقاسية حول رئاسة الجمهورية وحول اقالة رئيس الجمهورية او استقالته. نحن نعلن اننا لا نقبل الا بتطبيق الدستور, وآلية الدستور واضحة, اذا كان معهم اكثرية الثلثين فنحن جميعا نرضخ للنتائج, اما استعمال الوسائل الاخرى من عرائض تتحدث عن ضغوط مورست على النواب الذين وقعوا هذه العريضة من اجل التمديد. يعني انا آسف ان اقول ان النائب الذي يرضى ان يوقع خان الامانة والوكالة من الشعب ورضخ للتهديد والوعيد لا يستأهل ان يكون نائبا ويحمل هذه الامانة وهذه الوكالة. وكنا نتمنى على هؤلاء النواب ان يقتدوا بالنواب الذين عارضوا التمديد ولم يسمهم احد بكلمة. اذا سرنا بهذا المنطق فأين ستصبح كل القرارات وكل المراسيم وكل الانتخابات وكل ما جرى في هذه الحقبة من اعمال الدولة؟ ستكون كلها باطلة ولاغية بما فيها مجلس النواب والعفو الذي صدر عن مجلس النواب".
وقال " زيارة السيدة رايس البارحة كانت وكأنها الضوء الاخضر الذي اعطي الى فريق 14 آذار, وهذا تدخل اجنبي ووصاية اجنبية طالما تحدثنا عنها وانكرها فريق 14 آذار. على كل حال، نحن نقول ان الاكثرية هي وجهة نظر. موضوع المليون شخص كرقم وجهة نظر, لان الساحة معروفة مساحتها ومعروف كم تتسع من الناس. ليس هذا الموضوع. الموضوع نحن ننادي دائما بالديموقراطية والديموقراطية تتعلق بأن الاكثرية هي التي تحكم وهي التي تفرض. في لبنان اتفقنا على ان هذه الديموقراطية لا يمكن ان تؤدي الى الاستقرار والتفاهم في هذا البلد. اتفقنا على انه في كل الامور الاساسية يجب ان يكون هناك تفاهم وتوافق حتى يستقر البلد, وفي كل بلاد العالم عندما يكون هناك خلافات من هذا النوع وهذا العمق يعودون ويستفتون الشعب واهم استفتاء هو الانتخابات النيابية. لذلك وامام هذه المأزق المتتالية التي نشاهدها على الساحة السياسية اللبنانية وامام هذا الخطاب السياسي المتشنج، وامام ما نشاهده كل يوم من ازمات تنعكس على حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتعيش الناس في هواجس ما حدث من مآسي في الماضي وكل يوم يذكروننا بخطابات ميليشيوية وبـ"أوامر اليوم" ويعيدوننا الى تاريخ بغيض، لذلك نحن ندعو اذا كان من كان واثقا بان الاكثرية معه بأن نستعجل اصدار قانون انتخابات جديد وان نجري انتخابات جديدة لان الانتخابات التي جرت عام 2005 هي باعتراف الجميع جرت على اساس قانون غير سليم وغير قويم، وما استعمل فيها من اموال سياسية ضخمة لا اعتقد بانها انتجت مجلسا يعبر بالفعل عما يريده اللبنانيون".
وقال: " لا بد لي من كلمة اخيرة تتعلق بما حدث منذ يومين بالكورة وتحديدا في بلدة نخلة, كان عندي منذ قليل وفد من آل الايوبي الذين شرحوا لي ما يجري في الكورة. نحن في الشمال نفتخر دائما باننا خلال الاحداث استطعنا ان نحيد الشمال عن كل الممارسات الميليشيوية الشاذة. وقد شكى لي الأخوة ان هناك ممارسات شاذة لـ"القوات اللبنانية" من دوريات ومن محاولة اقامة أمن ذاتي في بعض القرى. اننا نعتبر ان القضاء على هذه الممارسات في مهدها هو من واجبات الدولة. فأي تهاون في هذا الموضوع سيؤدي حتما الى نتائج لا يستطيع احد منا السيطرة عليها. لذلك وبما ان من ارتبكوا هذا الحادث البشع قد سلموا الى القضاء، نرجو ونأمل ان يتخذ القضاء كل التدابير وكل الاحكام التي تكون رادعة للجميع".
وكالات ـ"الوطنية"
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018