ارشيف من : 2005-2008
الشيخ قبلان عرض ورئيس الحكومة والمفتي قباني التطورات السنيورة: لا فتنة في لبنان بل لدينا وعي كامل للحفاظ على الوحدة
استقبل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني في مقر المجلس، وجرى عرض تطورات الأحداث في لبنان والمنطقة، وتم البحث في أفاق المرحلة المقبلة.
وأدلى الرئيس السنيورة بتصريح قال فيه: "كان هذا اللقاء مباركا وطيبا جدا، وتشرفنا ان نلتقي سوية أنا وسماحة المفتي قباني مع سماحة الإمام قبلان لأن ننظر إلى ما يجري من قضايا حولنا وما جرى من اعتداء آثم وتفجير مجرم في مدينة سامراء والنتائج التي تداعت منها. وبالتالي هناك حاجة ماسة لدينا جميعا من أجل توحيد كلمة المسلمين وأن نعمل ما باستطاعتنا من أجل نبذ العنف من جهة ووأد الفتنة في مهدها".
اضاف: "سيصار إلى عقد اجتماع آخر إن شاء الله يوم الاثنين المقبل في دار الفتوى من أجل إصدار بيان مشترك للعالم الإسلامي بضرورة نبذ العنف والتأكيد على وحدة المسلمين والتأكيد على العيش المشترك. وهذه الصيغة التي لدينا نحن في لبنان هي صيغة فريدة في العالم ويجب أن نحافظ عليها وتكون نموذجا للعيش المشترك في كل أنحاء العالم، وإذا كنا نطالب بالعيش المشترك بين الأديان المختلفة، فحري أن يكون هناك عيش حقيقي بين الطائفتين السنية والشيعية، فهما عماد الدين الإسلامي الحنيف. وأعتقد أن هذه الخطوة التي خطوناها اليوم هي حتما مباركة وهي لصالح الإسلام والمسلمين في كل بقاع الأرض".
وردا على سؤال حول وجود خشية من فتنة مذهبية في لبنان، أجاب الرئيس السنيورة: "لا نقول بأن هناك فتنة. نحن في لبنان نعتقد أن لدينا بحمد الله وعيا كاملا، ولكن علينا دائما أن نكون حاضرين لإزالة كل المحاولات التي يمكن أن تبذل من أي طرف كان. وحرصنا دائما على أن نحافظ على وحدة المسلمين، فبالحفاظ على هذه الوحدة حفاظ على وحدة اللبنانيين أيضا لأن كل عمل يؤدي إلى وأد الفتنة أو أي محاولة يمكن أن تبذل بين أي مذهبين أو أي طائفتين في لبنان هو يصب في مصلحة لبنان بشكل عام".
وسئل عن سبل مواجهة الفتنة في العراق فقال: "هذا من ضمن الأشياء التي تحدثنا فيها، ويكون من خلال التجند جميعا، من أجل مواجهة هذه الاحتقانات والتوترات، وهذا يبدأ حقيقة في بيوتنا جميعا لدى جميع رجال الدين بل لدى جميع الناصحين وأصحاب العقول النيرة في البلد، إذ يجب أن يساهموا في تهدئة الخواطر وفي العمل سوية من أجل المعالجات لأن ما جرى في العراق هو جريمة في حق الإسلام وليس جريمة في حق مذهب معين، ويجب أن نقف جميعا ونتصدى لها، لأن ما يجري أو قد يجري في العراق له انعكاسات على كل العالم العربي. نحن دعاة وحدة ونحن عرب ومسلمون، ويجب أن نسعى كلنا من أجل المحافظة على هذه الوحدة العربية والوحدة بين المسلمين أيضا".
مقاطعة مجلس الوزراء
وسئل عن موضوع مقاطعة وزراء 14 آذار، وعن جلسات مجلس الوزراء؟ فقال: "حسب الدستور هناك مركز لاجتماع مجلس الوزراء فيه، وعندما أخذنا القرار بيني وبين فخامة الرئيس بأن يصار إلى عقده مداورة، فهذا إقرار منا بأن هذا المكان غير آمن. وحاولت في الفترة الأخيرة العودة إلى هذا المقر، وسعينا وكانت هناك ترتيبات ولكن في ذلك اليوم كان هناك اجتماع خاص لبحث الأمور الأمنية، وجاء جميع المسؤولين الأمنيين يقولون كلمة واحدة بأنه ليس هناك ما يبرر أخذ هذا القدر من المخاطر، ولا أحد يتحملها وبالتالي استقر الرأي أن لا يعقد مجلس الوزراء في هذا المكان، وبالتالي كان المنطق أن ننتقل لأن الدور كان عند فخامة الرئيس".
اضاف الرئيس السنيورة: "كان هناك رغبة من عدد كبير من الوزراء بعدم الحضور فتأجل مجلس الوزراء واضطررنا أن نأخذ الإجراءات اللازمة، والكل يدرك بأن هناك مبدأ أساسي والذي هو استمرارية المرافق العامة ومصالح الناس، فعلينا أن نأخذ الإجراءات اللازمة من أجل عقد مجلس الوزراء، كما أن نظرية الظروف الاستثنائية استدعت عدم عقد الجلسة في مقر المجلس في المتحف. وإن شاء الله خلال اليومين القادمين سآخذ كل الاستشارات اللازمة وأنا واثق أنه سيصار الى عقد جلسة لمجلس الوزراء خلال الأسبوع القادم وقبل بدء أعمال هيئة الحوار".
وعن موقع وموعد الجلسة المقبلة ورئاستها قال: "إن رئاسة مجلس الوزراء واضحة، يدعو رئيس مجلس الوزراء إلى عقد جلسة ويترأس رئيس مجلس الوزراء هذه الجلسات، وعندما يحضر رئيس الجمهورية يترأس، وهذا هو الدستور، ونحن نطبق الدستور بحرفيته. وأدت مشكلة الظروف الاستثنائية إلى عدم الانعقاد في ذلك المكان. ويهمني أن ننقل دائما صورة الخير وندفع دائما بالطريق الذي يؤدي بنا إلى أن تذهب الناس إلى أعمالها وأشغالها بشكل طبيعي". وحول انتقاده لإشادته بصبر وزيرة الخارجية الامريكية قال: "أعتقد أن سماحة السيد نصر الله يعلم كم أنا دافعت عن المقاومة ودورها في المكان الذي يفيد، أنا لا أدافع عن نفسي ولكن أنا أقول انني بالمكان الذي ينبغي أن يتحدث أحدنا برأيه فإنه يتحدث، ويعرف سماحة السيد مقدار الدور الذي قمت به في هذا الصدد". وردا على سؤال عن جلسات مجلس الوزراء قال: "كنت أبديت رأيي منذ زمن وتمنيت على فخامة الرئيس من أيلول الماضي بأن يبادر إلى اتخاذ موقف وطني ويثمن له جميع اللبنانيين هذا الموقف الوطني بأن يبادر إلى الاستقالة لأن في ذلك مصلحة لكل اللبنانيين وللبنان ولمستقبل لبنان، وقد أتخذ موقفه. والذي نسمعه هو آراء يجب أن نستمع اليها ونتحلى بالصبر والحكمة. وعلينا دائما ان نعلم أن مصلحة لبنان يجب أن تكون فوق كل اعتبار وبالتالي يجب أن نقوم بما يفيد بمصلحة البلد.
وسئل عن التدخل الفرنسي في الشؤون اللبنانية، فأجاب: "أنا أبدي شديد استغرابي لموضوع الكلام عن فرنسا بهذه الطريقة، ففرنسا مثل جميع الدول التي هي في عضوية دائمة في مجلس الأمن وكذلك الأعضاء غير الدائمين. فهذه القرارات التي تصدر عن مجلس الأمن لا تصدر عن فرنسا، فلماذا نحاول أن نختار فرنسا ونهاجمها، وبالتالي هذا ليس مفيدا".
اضاف: "في رأيي أن فرنسا كان لها دور هام بتاريخ لبنان وبدعمه، والرئيس شيراك كان دائما مقداما وفعالا في خدمة لبنان، فكم كان للرئيس شيراك دور في دعم لبنان؟ وكم كان لفرنسا دور في لبنان؟ ونتذكر تفاهم نيسان، لماذا ننسى الناس الذين وقفوا معنا ونحاول أن نتهمهم بهذا الخصوص؟ فمن كان وراء مؤتمر باريس 2؟ ومن الذي دعم لبنان؟ هل من حقنا أن نلقي التهم جزافا على الناس؟ أنا أعتقد أن لبنان بنى على السنوات الماضية رصيدا كبيرا من العلاقات الدولية وعلينا أن نتأنى في علاقاتنا العربية والدولية حتى نحافظ دائما على الأصدقاء وإلا إذا اتهمنا كل مرة هذا، وحاولنا أن نؤشر على ذاك، فهذا ليس فيه مصلحة على الإطلاق، ففرنسا دولة صديقة والرئيس شيراك رجل صديق محب للبنان ويجب أن نعترف له بما قام من أدوار مهمة في هذا الصدد".
كما تلقى الشيخ قبلان اتصالا هاتفيا من مفتي عام سوريا الشيخ الدكتور أحمد بدر حسون أعرب فيه عن أسفه واستنكاره للجريمة النكراء التي استهدفت مقام الإمامين مشيدا بمواقف الشيخ قبلان "الحكيمة" ودوره "الإسلامي في تحصين الوحدة الإسلامية"، منوها بعقد "اللقاء الإسلامي الموسع في مقر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وتوصياته".
وكالات ـ"الوطنية"
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018