ارشيف من : 2005-2008
الشيخ قبلان تلقى اتصالا من الرئيس السنيورة واستقبل وفدا برلمانيا فرنسيا: الخطابات السياسية المتشنجة لا تخدم لبنان
استقبل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان رئيس لجنة الصداقة اللبنانية ـ الفرنسية في البرلمان الفرنسي السناتور أدريان غوتيرون ونائبه السناتور فرنسوا زوسشتو والسناتور روبير برت، والسناتور روجيه بيس، في حضور المفتي الشيخ غالب العسيلي ومستشار شؤون الرئاسة في المجلس المحامي نزيه جمول والمسؤول الإعلامي محمد رزق، وجرى التباحث في العلاقات الثنائية بين لبنان وفرنسا وسبل تعزيزها وتطويرها، فضلا عن تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة.
ودعا الشيخ قبلان الحكومة الفرنسية إلى "لعب دور بارز من خلال الاتحاد الأوروبي لحل القضية الفلسطينية بإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، وإعطاء الحقوق لأصحابها بانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية والسورية المحتلة"، مشددا على ضرورة "الضغط على "إسرائيل" لتنفيذ القرارات الدولية الصادرة منذ العام 1948".
ورأى "أن الخطابات السياسية المتشنجة لا تخدم لبنان، فلبنان لا يحكم إلا بالعقل والحكمة والتوجه الصحيح، لذلك ينبغي على اللبنانيين بذل الجهود المكثفة لرأب الصدع وحل كل الأمور بالحوار، والتجاوب مع مبادرة الرئيس نبيه بري في إطلاق الحوار"، معتبرا "أن لقاء التيار الوطني الحر مع حزب الله بداية حسنة ومقدمة لجمع اللبنانيين وتفاهمهم".
وأدلى السناتور غوتيرون بتصريح قال فيه: "كانت لنا جولة مباحثات مفيدة حول العلاقات اللبنانية ـ الفرنسية، وأبدينا إرادتنا كبرلمانيين فرنسيين للتعاون في دفع العلاقات وتوثيقها لتكون دائما على أعلى المستويات، واستعرضنا مع سماحته الأوضاع السياسية في البلاد، وأصغينا له بشكل جيد حول الحوار الوطني، ونشاركه الرأي ضرورة أن يؤدي هذا الحوار إلى حل جميع المشاكل، وقد تحدثنا أيضا حول المظاهرات في الأشرفية وما رافقتها من أعمال عنف، وقد أبلغنا سماحته إدانته لهذه الأعمال، وحدثنا سماحته عن احترام الشعب اللبناني لفرنسا، وقد نقلنا له تحيات الرئيس الفرنسي واحترامه للشعب اللبناني".
فواز واستقبل الشيخ قبلان رئيس المجلس الاغترابي اللبناني للاستثمار نسيب فواز، وجرى التباحث في القضايا والشؤون الاغترابية، وتم التداول في أوضاع الجاليات اللبنانية.
وأكد الشيخ قبلان على "ضرورة تعاون اللبنانيين وتوحدهم في بلاد الاغتراب"، داعيا إلى "تعزيز التواصل بين لبنان المقيم والمغترب حتى يظل لبنان قويا بفعل هذا التواصل".
وأدلى فواز بتصريح أثر انتهاء اللقاء قال فيه: أكدنا ضرورة بذل جهود جميع اللبنانيين لتعزيز الانصهار الوطني والالتفاف حول مصلحة الوطن، ونقلنا لسماحته أوضاع اللبنانيين المغتربين وتحياتهم وحرصهم على تعزيز التواصل مع أهلهم في لبنان".
كما تلقى الشيخ قبلان اتصالا هاتفيا من الرئيس السنيورة أطلعه فيه على أجواء مباحثاته مع القادة في إيطاليا والفاتكيان، وخصوصا تلك المتعلقة بقضية تغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه.
من جهة ثانية اعتبرالشيخ قبلان في خطبة الجمعة "أن ما يجري في لبنان من خطابات عالية ومتحدية، وضاربة في عنان السماء، تضر ولا تنفع، فهذه الخطابات لا قيمة لها، فمتى ينتهي الشعب اللبناني من الخطابات السياسية المتشنجة، فكلنا لبنانيون ولا أحد يفكر بإلغاء الآخر والجلوس مكانه، لذلك علينا أن نعيد الثقة إلى صفوفنا، فنثق ببعضنا ونبتعد عن المزايدة، فهناك أناس يختلفون على حساب الآخرين، وهناك أناس يختلفون على حساب دنيا الآخرين، وعلينا أن نختلف على حساب دنيانا وعلى حساب آخرتنا، وأن نعمل لمصلحة بلدنا".
ووجه خطابه للسياسيين بالقول: "أيها السياسيون في لبنان اهدأوا واعقلوا، وفكروا، تعاملوا في ما بينكم بالتي هي أحسن، لماذا العداوات والتحدي؟ لماذا لا نتجاوب مع دعوة الحوار في مجلس النواب؟ فلنبادر إلى الجلوس الى طاولة مستديرة واحدة، لنقرأ في كتاب واحد، ونعمل لمصلحة لبنان الوطن، لا لمصلحة التيارات ولا الأحزاب ولا الحركات والتوجهات الطائفية والمذهبية فنعمل لمصلحة الوطن الواحد، ونتفق قبل كل شيء على قانون انتخاب واحد يتسع للجميع ويخدمهم، فلبنان يجب أن يكون محظيا بهذا القانون، واللبنانيون محكومون بالحوار فهو أساسي، ونعتبر أن اللقاءات الجانبية مقدمة لكل اللقاءات بين جميع اللبنانيين".
وسأل الشيخ قبلان: "لماذا نختلف على المقاومة، وقسم كبير منا يدعمها، لذلك علينا أن نتفاهم في ما بيننا، لنعالج الأمر بهدوء ونسمع لبعضنا، فلا يجوز أبدا بأية صورة أن نتخلف عن الحوار. لقد أتخمنا بالخطابات السياسية والارتجالية وغيرها بعد أن وصلنا إلى حافة الانهيار وليس إلى حافة الحرب، لذلك علينا أن نحفظ هذا الوطن، ونحافظ على بلدنا".
وقال " كلنا خسرنا الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ليس أهله فحسب هم الخاسرون، بل كل لبنان خسر الحريري، وكذلك العرب أيضا، وسوريا خسرت بقتل الرئيس الحريري، وهي لم تربح لأنها لم تقتله، أما الرابح فهو العدو الإسرائيلي، سواء كانت الأيدي لبنانية، أو سورية، أو فلسطينية، أو سلفية، فالرابح بقتله هو العدو الإسرائيلي، لذلك نقول بعد مرور سنة على اغتيال الحريري أين النهاية؟ وما هو البرنامج، وما هي الوسيلة لإنقاذ لبنان؟ هل هي بإقالة رئيس الجمهورية، وفي إقالته إدخال للبلاد في دائرة المجهول؟ ومن البديل عن رئيس الجمهورية؟ فهل هيئ البديل، وإذا كان لديكم قدرة على اتفاق البديل فاطرحوا الموضوع، لماذا الارتجال والتكلم عبر الأثير الذي يحمل الجيد والقبيح".
ولفت الشيخ قبلان إلأى اتصال الرئيس السنيورة به إطلاعه على مباحثاته مع الإيطاليين الذين استنكروا اتهام إيطاليا بقضية الإمام موسى الصدر ورفيقيه، وكذلك فعل الرئيس نبيه بري أثناء زيارته لإيطاليا. ونحن نشكر الرئيس السنيورة، وكل من يتحرك لكشف حقيقة تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه، وكذلك نشكر كل من يتحرك لكشف حقيقة اغتيال الرئيس الحريري، فهذه الأمور معقدة، وإذا لم يتوحد الشعب اللبناني لا تحل عقدة واحدة، وعلينا أن نحل العقد كاملة".
وطالب الحكومة بعد جمع شمل الوزراء بالتوجه لعلاج المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتربوية، ونشكر جميع العاملين لمعالجة الوضع السيئ في لبنان، حيث البطالة منتشرة والناس تعاني حالة اقتصادية صعبة، وبتنا فيها تحت خط الفقر جميعا. لذلك نطالب الجميع بالمحافظة على لبنان، ونقول للشعب الفلسطيني عليكم بالوحدة والتعاون وإياكم والخلافات، لأن "إسرائيل" لا تريد لكم دولة، ولا ترغب باستقراركم، ولا بعيش كريم لكم، حافظوا على الوحدة الوطنية، وعلى وجودكم في فلسطين، واعملوا لعودة اللاجئين إلى ديارهم، وكونوا جميعا في خدمة هذا الشعب".
وكالات ـ "الوطنية"
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018