ارشيف من : 2005-2008

الشيخ قبلان: الرد على جريمة اغتيال الحريري يكون بانفتاح اللبنانيين على بعضهم وتعزيز لغة الحوار

الشيخ قبلان: الرد على جريمة اغتيال الحريري يكون بانفتاح اللبنانيين على بعضهم وتعزيز لغة الحوار

وجه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان رسالة إلى اللبنانيين في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري وصف فيها الراحل الكبير بأنه "صاحب توجهات ورؤى وطنية، وصاحب همة عالية وعزيمة صادقة وقول مميز".‏

وقال الشيخ قبلان "ان الرئيس الشهيد سخر كل امكاناته وعلاقاته لخدمة لبنان، فحمل هم وطنه وعمل على حل كل المعضلات التي أصابت هذا الوطن، فلم يأل جهدا، ولم يوفر وسيلة لخدمة لبنان ونصرة قضاياه إلا واستعملها، ليظل لبنان محميا، قويا، منيعا بفعل نصرة أشقائه وأصدقائه في العالم".‏

واضاف: "نتذكر الرئيس الحريري، ونتذكر إنجازاته الوطنية الكبيرة المتجسدة في إعادة بناء ما هدمته الحرب الفتنة، حيث أعاد لبيروت رونقها وعزها ومكانتها، فعادت عروس البحر الأبيض المتوسط عاصمة، نابضة بالحيوية والازدهار، فالرئيس الشهيد رجل التنمية بشقيها الإنساني والعمراني، حيث كان همه تعليم الإنسان، وإصلاح مسيرته ليكون نواة صالحة تسهم في إصلاح المجتمع والوطن، لذلك بذل الأموال الطائلة في أعمال البر والصلاح، ليكون الإنسان عزيزا كريما في بلده، فأعاد المهاجرين اللبنانيين إلى وطنهم، وعزز صلة التواصل بين لبنان المقيم ولبنان المغترب لينعم الوطن بتواصل جناحيه المقيم والمغترب".‏

وشدد على "ان الراحل كان رجل الإعمار بامتياز حيث تشهد المشاريع العمرانية التي نفذها في مواقع عدة من دول العالم على الإنجازات العمرانية، ويبدو جليا ما نعم به لبنان في المشاريع الكبرى التي أعادت ربط الوطن في شبكة المواصلات والاتصالات الحديثة التي جعلت لبنان في مصاف الدول الحديثة، حيث تظهر بصماته واضحة على هذه المشاريع".‏

وقال الشيخ قبلان "إن استشهاد الرئيس الحريري خسارة كبيرة للبنان وللعالم العربي والإسلامي، وأحدث اغتياله زلزالا كبيرا لا نزال نعيش تداعياته في لبنان والمنطقة، فهو اغتيل لأنه آمن بلبنان كوطن نهائي لجميع بنيه، فلقد حاول المجرمون تشتيت الجسد اللبناني باغتيال شخص الرئيس الحريري الذي عمل جاهدا ليبقى لبنان قويا موحدا يحتضن كل أبنائه. ولقد أرادت قوى الشر أن تقتل الحلم الذي سعى الرئيس الحريري إلى تحقيقه، لكنها فشلت لأن لبنان محكوم بوحدة اللبنانيين واتفاقهم، واللبنانيون مصممون على استكمال مسيرة الرئيس الحريري الوطنية في التمسك بالوحدة الوطنية كدرع يحمي لبنان ويقيه المخاطر". واضاف: "إن اغتيال الرئيس الحريري شكل اغتيالا للقيم الإنسانية والأخلاقية، واغتيالا للانفتاح والاعتدال ولكل إنسان يؤمن بالاعتدال والحوار والانفتاح، لذلك فإن الرد على هذه الجريمة لا بد أن يكون بانفتاح اللبنانيين على بعضهم، وتعزيز لغة الحوار والتشاور في ما بينهم واستعادة روح الانفتاح والحوار التي طالما اعتبرها الرئيس الحريري أفضل وسيلة لحل المعضلات والمشاكل".‏

وخلص في رسالته الى القول: "ايها اللبنانيون، إن مقتضى الوفاء للرئيس الحريري أن تعودوا إلى تعاليمه، وتتمسكوا بنهجه في حفظ لبنان بحفظكم لبعضكم، وتغليب لغة العقل والحوار، والتزام الخطاب الوطني المعتدل الذي يحصن الوحدة الوطنية ويبقي لبنان بعيدا عن الانزلاقات والمهاوي. إن كشف حقيقة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه مطلب وطني أجمع عليه كل اللبنانيين، لذلك يجب أن ينتظر الجميع انتهاء التحقيقات لجلاء الحقيقة التي نريدها مرتكزة على الإثباتات والأدلة بعيدا عن الاتهامات والافتراءات التي تشوه التحقيق وتحرفه عن مساره الصحيح".‏

وختم قائلا "نعزي أنفسنا باستشهاد الرئيس الحريري ورفاقه، ونسأل المولى أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يمن على لبنان والأمة العربية والإسلامية بالحفظ والعز والبركة"‏

وكالات ـ"الوطنية"‏

2006-10-28