ارشيف من : 2005-2008

الوزير حمادة ألقى كلمة لبنان في "مؤتمر العمل البحري" في جنيف

الوزير حمادة ألقى كلمة لبنان في "مؤتمر العمل البحري" في جنيف

ألقى وزير العمل الدكتور طراد حمادة كلمة لبنان في اعمال "الدورة ال94 لمؤتمر العمل البحري" الذي تعقده "منظمة العمل الدولية" في جنيف. وفي ما يلي نص الكلمة: "اهنىء بداية السيد جان-مارك شيندلر على تسميته رئيسا لمؤتمركم وعلى حسن ادارته مع زملائه لاعمالكم طيلة هذه المدة, وما اسفر عنه من نتائج مهمة تستحق كل اهتمام ومتابعة. اتوقف عند شريحة العاملين -موضع عنايتنا- واعني بذلك عمال البحر الذين عانوا وما زالوا يعانون من العديد من اوجه الحرمان, على الرغم مما حاولت الاتفاقيات السابقة في مجال النقل البحري انصافهم والعمل على مساواتهم مع زملائهم العاملين في البر على صعيد الضمانات المختلفة, سواء في مجال ظروف الاستخدام او في مجال التغذية والترفيه والحماية الصحية, وضمان حد ادنى من مقومات المعيشة او مجال ضمانات كافية لانقاذ الاتفاقيات المبرمة. ولا يفوتني في هذه العجالة ان انوه بالجهود التي بذلتها اجهزة مكتب العمل الدولي وخصوصا ما تضمنه تقرير المدير العام في تحديده الخلفيات والدوافع النبيلة خلف هذا المشروع الكبير. ان لبنان كان من اوائل البلدان التي اقتحمت البحر عندما حمل ابناؤه, منذ آلاف السنين, الحرف الى الدنيا, فكان في ذلك ثورة ثقافية عظيمة الاثر على صعيد العالم القديم طيلة تاريخه. والى جانب الحرف, فإن اللبنانيين الذين ركبوا البحر انطلاقا من اقدم مرفأ في الكون في جبيل (بيبلوس) حملوا سلعهم الثمينة والمتطورة الى اسواق شمال افريقيا واوروبا من اليونان الى اسبانيا. فقد احتل لبنان عبر التاريخ وما زال يحتل موقعا استراتيجيا فائق الاهمية, كونه صلة وصل بين المنطقة العربية من جهة وحوض البحر المتوسط بشماله وجنوبه من جهة اخرى. على ان هذه النعمة كانت تتحول احيانا الى نقمة. من هنا كان اهتمام الحكومات اللبنانية, وبقدر ما اتاحته الظروف, بتطوير المرافىء وتحديثها رغم المصاعب الحالية التي ينوء لبنان تحتها. كما كان اهتمامها بعمال البحر, حيث ابرم لبنان وفي ظل الظروف الاستثنائية التي كان يمر بها ابان الحوادث المشؤومة, عددا كبيرا من الاتفاقيات طاولت مسائل المفاوضة الجماعية ومواضيع التدريب والشهادات وتعويض البطالة وشروط الاستخدام وتحديد السن الدنيا والضمان والرواتب وساعات العمل والاجازات والفحص الطبي واسكان البحارة والمعايير المتعلقة بالسفن التجارية. اما اليوم فقد شارف مؤتمركم على نهايته, بعدما صهر الاتفاقيات السابقة في اتفاقية موحدة منسجمة قابلة للتطبيق, لما تميزت به, الى جانب الوضوح والصراحة, من المرونة التي تسهل سبل تقبلها على اوسع نطاق.‏

لهذا فانه لا يسعني الا ان اثمن روح الابتكار لدى واضعي المشروع وكذلك الجهود الكبيرة التي بذلتها العقول النيرة في النقاش واقتراح التعديلات, لتخرج الاتفاقية على اكمل وافضل ما يمكن. غير انني ربما كنت آسفا لوجود صعوبات ذات طابع مالي واداري في بعض مرافقنا لا سيما في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في بلدنا, قد تؤخر تنفيذ حكومتي بكل نزاهة, كامل بنود هذه الاتفاقية الى ان تستطيع استكمال اعادة هيكلة هذا الصندوق, واصلاحه وتحديثه مع غيره من المؤسسات. إلا انني اعد, انطلاقا من ايماني الراسخ في حق هذه الشريحة من العمال, بالعيش الكريم, ان تبذل حكومتنا قصارى جهدها للتغلب على كافة المعوقات, كي نستطيع الالتزام بكامل بنود, بل تفاصيل مدونتكم هذه التزاما امينا ومخلصا. اريد لفت انتباهكم واهتمامكم الى ما يعانيه عمال فلسطين من حصار وضيق, ولنا في السيطرة الدائمة لميناء غزة المحررة صورة عن ذلك. انهم في حاجة الى مساعدتكم. اشكركم مجددا على اتاحتكم هذه الفرصة لي للحديث اليكم, واتمنى لمؤتمركم خاتمة موفقة سعيدة".‏

ومن المقرر ان ينتقل الوزير حمادة من جنيف الى المغرب, للمشاركة في اعمال "مؤتمر العمل العربي" الذي يعقد في الرباط ما بين 25 شباط و3 آذار المقبل, بدعوة من "منظمة العمل العربية".‏

2006-10-28