ارشيف من : 2005-2008
الرئيس الحص :رايس مررت بعض ما تريده اميركا عبر لبنان وزياراتها لبعض المسؤولين وما ادلت به يحمل رسالة
اكد الرئيس سليم الحص في حديث اجرته معه فضائية "الجزيرة" "أن زيارة وزيرة الخارجية الاميركية السيدة كوندوليزا رايس الى لبنان، حملت أكثر من رسالة في توقيتها بالذات وفي ما صدر عنها بوجودها في لبنان. فهي زارت بعض القيادات واستثنت البعض الاخر، وبذلك حددت من الذي يوالي أميركا في موقفها ومن الذي يعارضها. مواقف أميركا ومطالبها من لبنان معروفة، أنا من الذين يقولون أن أميركا لا تريد شيئا من لبنان على الإطلاق، وإنما تريد الكثير الكثير عبر لبنان ، في فلسطين، سوريا والعراق . كوندوليزا رايس جاءت إلى لبنان لتمرر بعض ما تريده أميركا عبر لبنان وما أدلت به أيضا يحمل رسالة".
سئل :أنتم كشخصية لبنانية لها وزنها كيف تجدون السياسة الأميركية تجاه لبنان يوما بعد يوم ؟ اجاب:"أنا من أكثر المنتقدين للسياسة الأميركية وأنا في ذلك ككثير من الأميركيين أنفسهم . لقد أظهرت استطلاعات الرأي في أميركا أن ما بين 60 و 70 في المئة من الشعب الأميركي ضد سياسة بوش في الشرق الأوسط بالذات، وأنا اؤيد هؤلاء.لست ضد الأميركيين وإنما ضد الإدارة الأميركية وسياستها في الشرق الأوسط في فلسطين، لبنان سوريا والعراق.أنا أقول دائما أنه لا فرق على الإطلاق حتى في التفاصيل بين الإستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط وبين السياسة الأميركية. كل ما تفعله أميركا في الشرق الأوسط إنما يخدم أهداف إسرائيل. ووجود سلاح في يد "حزب الله" ووجود المقاومة في لبنان لا يزعج أميركا على الإطلاق إنما يزعج إسرائيل، وما حملة أميركا على "حزب الله" والمقاومة في لبنان إلا إرضاء لإسرائيل وللسياسة الإسرائيلية . وظهر جليا في العراق أن الذرائع التي دخلت بموجبها أميركا العراق وهي أسلحة الدمار الشامل والعلاقة المفترضة للعراق مع تنظيم القاعدة ثبت بطلانهما إطلاقا. فما هي أسباب الحرب إذا على العراق ؟
أسباب الحرب على العراق ظهرت جليا في ما بعد. وتقول الإدارة الأميركية أنها أدخلت الديموقراطية إلى العراق .أية ديموقراطية هي هذه ؟ كيف تكون الديموقراطية من دون حرية؟ وأين هذه الحرية في ظل الاحتلال ، هذه ليست ديموقراطية على الإطلاق . فإذا ما هو مبرر حرب أميركا على العراق . ظهر جليا أن العراق كانت قوة خلفية تهدد أمن إسرائيل، وبعد الحرب على العراق أين هي تلك القوة الخلفية؟ لا وجود لها على الإطلاق هذا هو الهدف : إرضاء لإسرائيل ، ويضاف إلى ذلك الوجود الكثيف للاستخبارات الإسرائيلية في المنطقة الكردية في العراق .
سئل: هل نحن بالفعل امام مجهول في لبنان والى اين يسير الوضع؟
اجاب: أعتقد أن السؤال في محله، وما حدث بالنسبة لمجلس الوزراء يهدد بشلل في مؤسسات الدولة ، يعني أذا كان من إصرار على انعقاد مجلس الوزراء من دون رئاسة الجمهورية ، وإذا أصر رئيس الجمهورية على استخدام حقه الدستوري بترؤس أي جلسة يريدها في مجلس الوزراء، فيقاطع هؤلاء، فإن مجلس الوزراء مهدد بشلل كامل وبالتالي مؤسسات الدولة ، هذا في نظري، إعلان إفلاس الطبقة السياسية في لبنان من كل الجوانب".
سئل: نعم هذا يدفعنا للسؤال عن وثيقة الحوار الذي تحدث عنها رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، ما هي الآمال من خلال هذه المبادرة وهل تحمل مقومات النجاح .
اجاب:أنا أتمنى النجاح الكلي والتوفيق للرئيس بري في مبادرته، ولكنني لا أراهن على نجاحها على الإطلاق. مقومات النجاح ضئيلة جدا لهذا اللقاء.الأمر الأول: هناك سؤال كبير هل سيجتمع هؤلاء أو لا ؟ لأن هناك أطرافا أساسية مثل وليد جنبلاط وسمير جعجع وربما آخرين من غير المؤكد أنهم سيحضرون، وبعدم وجودهم كيف يكون الحوار. هل يحاور كل فريق نفسه ؟
الأمر الثاني:هو أن هناك مواضيع ثلاثة مطروحة على الحوار. هناك موضوع لا شك أنه سيلقى إجماعا، وأنا أعتقد أنه في خلال العشر دقائق الأولى من المؤتمر يتم الاتفاق عليه وهو قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وملابساتها وكل متفرعاتها، كما أعتقد أن الجميع مجمعون على ما يجب أن يكون من إطلاق يد التحقيق الدولي والدعوة إلى إنشاء محكمة ذات طابع دولي وملاحقة الجناة أيا يكونون وسيكون هناك إجماع على هذا المستوى خلال عشر دقائق.
الموضوع الثاني: وهو القرار 1559، وسيكون هناك خلاف شديد جدا عليه بين الأطراف ، ولن يكون هناك مجال لتسوية الخلافات على ما أعتقد ، فيمضي المجتمعون بقية وقت المؤتمر على هذا الموضوع من دون جدوى ولا طائل.
أما الموضوع الثالث : وأنا أراهن على أنهم لن يشرعوا في بحثه وهو موضوع العلاقات اللبنانية - السورية نظرا لتباين المواقف الحادة حوله" .
سئل:ولكن من دعا إلى هذه المبادرة هو الرئيس بري وهو أدرى بالوضع والمعطيات الموجودة، ويعرف أن هناك بعض العرقلات إذا صح التعبير، هل كان الخطأ في توقيت المبادرة أم ان العرقلة ستبقى قائمة بغض النظر عن التوقيت من قبل فريق 14 آذار ؟
اجاب :"التوقيت يعني التحضير للاعداد للمؤتمر . السؤال يفترض أن التحضير لم يكن كافيا. وقد يكون الأمر كذلك ثم إنني أنا شخصيا لا أعتقد بأن الحوار بين أطراف محددين السبيل للوصول إلى حلول ناجعة لما يواجه لبنان من مشاكل. أنا أقول انه مجرد طرح فكرة مؤتمر للحوار الوطني تنطوي على إدانة لنظامنا بأنه لا ديومقراطي. متى كان آخر مؤتمر للحوار الوطني مثلا في أميركا أو في بريطانيا أو في فرنسا أو في ألمانيا أو في إيطاليا أو في اليابان. ليس هناك شيء اسمه مؤتمر للحوار الوطني في أي ديموقراطية من ديموقراطيات العالم. في ديموقراطيات العالم هناك حوار وطني ولكن الحوار الوطني شأن يومي وليس مؤتمرا. إنه يدور يوميا عبر مجلس الوزراء ومجلس النواب واستفتاءات الشعب والإعلام وخلاف ذلك . فكون الحوار الوطني مفقودا في لبنان هذا يعني أن نظامنا غير ديموقراطي . وأنا أقول دائما أن في لبنان الكثير من الحرية وإنما القليل من الديموقراطية. والحل يكون في تفعيل الديموقراطية. ونحن في منبر الوحدة الوطنية " القوة الثالثة" طرحنا مبادرة الهدف منها هو تفعيل الحياة الديموقراطية في لبنان .
سئل: ما هو مصير المبادرات العربية؟ وهل يمكن ان تشكل حلا فعليا؟
اجاب:"نعم، أنا مع المبادرات العربية لأن اللبنانيين عاجزون أو بالأحرى قاصرون على الحوار في ما بينهم والتوصل إلى حلول مشتركة، والمبادرة العربية يمكن أن تقوم بهذا الدور المفيد بدليل ما حصل في الطائف كانت مبادرة عربية تصدرتها المملكة العربية السعودية ولكنها كانت مبادرة عربية جامعة آلت إلى إنهاء حرب قذرة دامت خمسة عشر عاما، وأنا مع المبادرات العربية ولكن ليست المبادرة العربية لتأتي بالحلول . المبادرات العربية توفق بين اللبنانيين وتفتح المجال أمامهم للقاءات مثمرة، وتسعى إلى تذليل العقبات في وجه الحوار والصعوبات التي تعترضه . لذلك أنا مع المبادرات العربية. أما أين وصلت فإنها تراوح مكانها، وأنا أتمنى أن تنشط المبادرة السعودية والمبادرة المصرية وسواها من المبادرات . نحن في حاجة إليها لأنني كما سبق وقلت الطبقة السياسية في لبنان مفلسة بدليل ما نحن نواجه اليوم من عقم مطبق" .
سئل:البعض يقول إنه وبعدما كانت سوريا تضع الرؤساء في لبنان الآن أصبحت السفارات الغربية هي من تحدد من يكون رئيسا في لبنان ، كيف لمبادرة عربية أن تنجح في ظل هذه القوة وهذا النفوذ لسفارات ودول غربية في لبنان؟
اجاب:"هذا يعني أن ذلك سيكون من الصعوبات التي تواجهها المبادرة العربية ، ولكن يجب على إخواننا العرب أن يتخطوا هذه الصعوبات ويجمعوا اللبنانيين ، وأنا أعتقد أن اللبنانيين سوف يرحبون بالمبادرة العربية في ما لو طرحت، ولكن كما تقول، هذا صحيح فالسفارات تتدخل، ومجيء السيدة كوندوليزا رايس في هذا الوقت بالذات ماذا يعني ؟ هذا يعني تدخلا مع نكرانه، وهي تنكر هدفه. لماذا جاءت إذن ؟ مجرد زيارتها كانت محاولة للتدخل وهي سافرة" .
سئل:ماذا سيكون حسب اعتقادكم رد فعل الأحزاب السياسية في لبنان في حال عدم تنحي الرئيس إميل لحود عن منصبه .
اجاب :"إذا أردنا أن نتكلم عن الأحزاب سوف نتكلم عن أحزاب كثيرة، وكل حزب له رأيه. هناك على الأقل رأيان متعارضان في لبنان، إذا قرر الرئيس لحود عدم الاستقالة والاستمرار في منصبه ، هناك فريق لا يستهان به سوف يعتريه شيئا من الهياج، ويمكن أن يتظاهر ، والتظاهرات نعرف كيف تبدأ، ولكننا لا ندري كيف تنتهي، وفريق آخر لن يكون غاضبا إذا استمر الرئيس لحود مع أنه لا يتمسك به شخصيا، وإنما يفكّر بالوضع العام ومعطياته ، فهو لا يقبل الغلبة. لا يستطيع فريق أن يفرض رأيه على فريق آخر ، والمفقود هو حلقة التواصل بين الفريقين ، ففي ردتي فعل متباينتين سوف تظهر الحقيقة للعيان إذا كان تم ذلك".
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018