ارشيف من : 2005-2008
قمة روحية اسلامية مسيحية في السراي الكبير بدعوة من رئيس مجلس الوزراء
اكد رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ان الحكومة معنية بأمن جميع المواطنين اللبنانيين، مشيرا الى "انها جادة في محاسبة المقصرين وملاحقة المجرمين ومعاقبتهم كما ينص القانون، لافتا الى أن الذين جرى توقيفهم, وهم ابرياء, فسيطلق سراحهم سريعا".
وقال:"انا مقتنع انه ليس هناك استهداف خاص لطائفة او فئة لاسباب دينية او مذهبية، وهناك قرائن على ان المراد تخويفنا واثبات عجزنا جميعا"عن تدبير شؤوننا بأنفسنا بعيدا عن الوصايات والتدخلات".
كلام الرئيس السنيورة جاء خلال دعوته رؤساء الطوائف الروحية في لبنان الى لقاء جامع مساء امس في السراي الكبير, تم خلاله عرض لمختلف الشؤون في البلاد، واقام الرئيس السنيورة بعده مأدبة عشاء على شرف المرجعيات الروحية. وحضر اللقاء ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير رئيس اساقفة بيروت للموارنةالمطران رولان ابو جودة، الذي تعذر حضورة لاصابته بوعكة صحية مفاجئة، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني، نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان، بطريرك انطاكية وسائر المشرق والاسكندرية واورشليم للروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، بطريرك الارمن الكاثوليك لبيت كيليكيا نرسيس بيدروس التاسع عشر، رئيس المجمع الاعلى للطائفة الانجيلية في سوريا ولبنان القس سليم صهيوني، متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، رئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، مطران الارمن الارثوذكس في لبنان كيغام خاتشريان، رئيس الطائفة الكلدانية في لبنان المطران ميشال جان قصارجي، النائب العام البطريركي للسريان الكاثوليك المونسنيور جورج المصري، مطران الطائفة الاشورية نرساي باز، النائب الرسولي للاتين في لبنان المطران بولس دحدح، رئيس الطائفة القبطية في لبنان وسوريا القس فيلوباتير الانبابيشوي، مطران بيروت للسريان الارثوذكس مار اثناسيوس افرام برصوم، رئيس القضاء المذهبي الدرزي القاضي نهاد حريز، مطران زحلة والبقاع للروم الكاثوليك اندريه حداد.
السنيورة
في مستهل اللقاء، القى الرئيس السنيورة قال فيها: أحببت أن ألتقي بكم الليلة، باعتباركم القادة الروحيين للبنان من سائر الطوائف، ولا شك إننا كنا نتمنى أن يكون معنا غبطة البطريرك صفير الذي اعتذر في اللحظة الأخيرة, ونأمل إن شاء الله أن يكون معنا في كل المناسبات الأخرى ويبارك هذه الدار كما باركتموها أنتم. نلتقي ونحن على مقربة أيام قليلة من مرور عام كامل وصعب على استشهاد الرئيس الحريري، رجل الحوار الوطني، وميثاق العيش المشترك. وقد قال لي مرتين على الأقل، أولاهما قبل نهاية العام 1998، وثانيتهما في ما أذكر عام 2003: "كم أود أن أجمع في السراي الكبير أصحاب الغبطة والسماحة والسيادة". ولذلك فأنا على يقين أنه رحمه الله مبتهج الآن باجتماعنا في هذه الليلة المباركة، ليلة عاشوراء، ليلة الشهادة والشهداء، وعيد مار مارون رجل الزهد والتبتل. إنني أعلم إدراككم للمخاطر التي يواجهها وطننا، وأعلم مقدار الحكمة والتجربة اللتين تتمتعون بهما، وأعلم أن بين أولويات اهتمامكم العلاقات التضامنية القائمة بين جماعات وطننا وعائلاته الروحية. واستنادا إلى هذه الخلفيات أردت أن أتشاور معكم كيف نستطيع العمل معا من أجل لبنان، في هذا الظرف، وفي سائر الأحوال. إن ميثاق العيش المشترك الذي ارتضيناه يعني جميع اللبنانيين، وكل السلطات والمرجعيات بما في ذلك المرجعيات الدينية. وقد تجلى ذلك في الدستور اللبناني، حين قال بتأدية فروض الإجلال لله تعالى، واحترام سائر الأديان والمذاهب، والمصالح الدينية. وميثاق العيش المشرك، ووثيقة الوفاق الوطني في الطائف التي صارت دستورا تقيم شراكة وطنية واسعة وتوافقية".
أضاف" نحن جميعا بمقتضى هذه الشراكة أطراف متساوون في المواطنة والحقوق والمسؤوليات، نعيش معا ونعمل معا ونناضل معا من أجل وجودنا العام والحر والمشترك. ففي الوجود الوطني ليست هناك فئات حامية وأخرى تطلب الحماية، بل نحن سواسية كأسنان المشط، كما جاء في مواريثنا الدينية والسياسية. واستنادا إلى هذه الثوابت الدينية والوطنية يكون علينا سياسيين وقادة روحيين، الإحجام عن استخدام اللغة المزدوجة: واحدة نخاطب بها جماعتنا الخاصة، وأخرى موجهة إلى سائر اللبنانيين. والواقع أن الزملاء في الجهات السياسية مخاطبون من القادة الروحيين بتجنب مشكلات العصبية والازدواج. وتشهد السنوات الماضية لكم جميعا, أيها السادة الأجلاء, أنكم قدمتم وكان هاجسكم دائما تقديم اعتبارات العيش المشترك والمواطنة الواسعة على كل ما عداها من اعتبارات وحساسيات، وفي أصعب الظروف والضغوط. إن علينا جميعا ومن ضمن الالتزام بميثاق العيش المشترك السعي الدائم والدؤوب واليومي لدرء مخاطر الانقسام الطائفي لأسباب سياسية أو غير سياسية. فالاختلاف السياسي مشروعا كان أو غير مشروع يكون علينا العمل جميعا لكي لا يتحول إلى اصطفافات طائفية، من أجل الشراكة، ومن أجل المواطنة، ومن أجل المصالح الكبرى لشبابنا وشاباتنا وأجيالنا القادمة، ومن أجل المستقبل"
وتابع "إنكم يا أصحاب الغبطة والسماحة والسيادة، لا تخوضون في المعترك السياسي اليومي، ولذلك فأنتم مؤهلون أكثر من غيركم ـ ومعكم كل رجال الدين ـ للاسهام في تثبيت السلم الأهلي، ليس من طريق إدانة مشاعر التعصب والعداء والعنف عند انفجارها وحسب، بل ومن خلال نشر قيم الاعتدال والسماحة والموادعة والتسالم في الأزمنة العادية، وفي الظروف الاستثنائية. عندنا في الموروث الديني، ولدى كل جماعة وعائلة روحية تأويلات مختلفة للنصوص والمواريث. لكن من الذي يستطيع أن ينكر قيام المسيحية على المحبة والإيثار والتوحد مع الآخر والشهادة له وبه ومن طريقه، كما ورد في المثل الإنجيلي للخدين الأيمن والأيسر، ومن الذي يستطيع أن ينكر النص القرآني الذي يقول فيه ابن آدم مخاطبا أخاه الذي يريد قتله: "لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين". لا بد من الوقوف في وجه اللغة التكفيرية وتلك التي تحض أو يمكن أن تدفع للعنف ضد الشركاء في الوطن أو تسوغه بأي صورة من الصور. وفي الواقع إن هناك مخاوف لبنانية مشتركة، تتحول بسبب العجز والشائعات ونقصان التبصر، خوفا من "الآخر الطائفي". ويكون علينا جميعا أن نعمل على تبديد المخاوف أو بالأحرى وضعها في نصابها. فلا يحسب القلق على المصير المشترك خاصا بفئة دون سواها، ولا الخشية من اضطراب الأمن شأنا يخص طائفة بعينها. ولكي لا أبقى في العموميات، أذكر ما تعرفونه جميعا عن الظروف الاستثنائية التي نمر بها. فقد انقضى علينا حوالي الثلاثين عاما، وأمننا ليس بيدنا، إما بسبب النزاع الداخلي، أو بسبب الاحتلال الإسرائيلي وكذلك بسبب الوجود العسكري والأمني السوري. ثم إن البلاد تتعرض منذ عدة أشهر لضغوط قوية أمنية وسياسية واقتصادية ومن الداخل والخارج. والاغتيالات والأحداث الأمنية الأخرى انتهاء بيوم الأحد الماضي، دليل على ذلك كله. إنها تجارب ودروس علينا أن نستفيد من آلامها ومعاناتها لكي لا تحدث مرة أخرى. وفي هذه الظروف فإنكم لا شك تشاركونني الرأي أنه لا بد أن يتصف المسؤول السياسي أو الديني بالرؤية الوطنية الواسعة والحزم والحكمة. وتستطيعون أنتم المساعدة لأنكم ولا شك مقتنعون كما أنا مقتنع وأكثر أن ليس هناك استهداف خاص لطائفة أو فئة لأسباب دينية أو مذهبية. هناك قرائن على أن المراد تخويفنا وإثبات عجزنا جميعا عن تدبير شؤوننا بأنفسنا بعيدا عن الوصايات والتدخلات.
وأضاف" هناك أمران أخيران. سمت الحكومة الحالية نفسها حكومة "الإصلاح والنهوض" وهي تعي دورها بحسب هذه التسمية. وهي عازمة رغم العوائق المعروفة التي تسببت بتعثر وتأخر، أن تفي بوعودها بكل تصميم. وهي تحتاج إلى دعم حقيقي من جميع اللبنانيين. وهي تريد مشاركتهم في تطوير مشروعها الإصلاحي وشرحه والدفاع عنه وتنفيذه والحصول على كل الدعم من الأشقاء والأصدقاء لهذا المشروع الإصلاحي الذي يمكن أن ينقلنا من خلال جهد اللبنانيين ومن خلال عرقهم ومساعدتهم ومساعدة الأشقاء والأصدقاء إلى القرن الـ 21، إلى حيث يريد شباب لبنان وشاباته أن يكونوا. انه من خلال ذلك نستطيع إنفاذ المشروع الإصلاحي, هو الرد الأنجع على محاولات الإعاقة والتعجيز. وهو الخيار الباقي للافادة من الفرص الممكنة والمتاحة. لقد فوتنا الكثير، وربما كانت لنا أعذار، وما عاد لدينا عذر الآن، ولا مندوحة عن الاهتمام بمستقبل وطننا وحرياتنا ودولتنا ومستقبلنا. نريد أن نستكمل التحرير، وأن نبني الدولة الحرة والمنيعة، وأن نستعيد صورة لبنان المنفتح والمتسامح والديمقراطي. ما عاد لدينا الكثير من الوقت، ولا طريقة غير طريقة المبادرة للتصدي لكل هذه المهام، التي تبدو صعبة إن وقعنا في المراوحة، ونحن قادرون عليها إن اجتمعنا على القيام بها مواطنين ونظاما ودولة".
وأردف "أما الأمر الآخر فهو أن الحكومة معنية بأمن جميع المواطنين، جميع اللبنانيين. وهي تعتبر ذلك أولوية وطنية، لا يختلف اثنان في أمرها. وهي جادة في محاسبة المقصرين، وملاحقة المجرمين ومعاقبتهم كما ينص القانون. أما الذين جرى توقيفهم وهم أبرياء فسيصار إلى إطلاق سراحهم وسريعا، أما الذين ارتكبوا جرائم في حق الدولة وأمن الدولة فلا بد أن يطالهم القانون. إن الدولة والحكومة ساعية لتنمية قدرات أجهزتها الأمنية والقضائية دون تردد ولا إبطاء لسنا معصومين. نحن نصيب ونخطئ. ولكن نتعلم من أخطائنا ونبني عليها لكي تزيد من نجاحاتنا لكننا مصرون أيضا على الشراكة الوطنية، وعلى أن الدولة هي الحامية للجميع وهي سقفهم. ولن نقبل الأمن الذاتي من جانب أي فئة، كما لن ننكمش ونجبن ونترك كل فئة أو طائفة تلجأ للوسائل المتاحة لحماية نفسها وأمنها. لقد انتهت الحرب الداخلية منذ زمن. والتحالفات أو الاختلافات كلها سياسية من وجهة نظر الحكومة والدولة. وليس هناك أمن ذاتي لفئة، ولا أمن بالتراضي. وقد تحددت المسؤوليات، وإذا أردنا وطنا ودولة فعلى كل أن يتحمل مسؤولياته. قلت مساء أمس في الجامعة الأميركية: إن الصراع على لبنان قد انتهى، بإرادة اللبنانيين وجهدهم وكذلك عملهم، وجهود الرئيس الحريري في حياته ومفاعيل شهادته. فلنكن مع وطننا ودولتنا، لكي يبقى وطننا، وتبقى دولتنا لنا".
وأكد أننا سنبقى معا من أجل مواطنينا وأمننا ومستقبلنا وعيشنا المشترك ووطننا لبنان الرسالة التي قال عنها سيادة البابا. نحن أربعة ملايين من البشر، نستحق الحرية والسيادة والاستقلال والعيش الكريم. ولن نتخلى جميعا عن القيام بواجبنا مهما بلغت التحديات
وقال" كان أستاذي المرحوم قسطنطين زريق يقول لي: مهم أن نتمسك بحقنا، لكن الأهم العمل على استحقاق ذاك الحق. وهذا هو التحدي الآن لنا جميعا، كلبنانيين أن نعمل كي نستحق لبنان. واثق مثل ما أنتم واثقون، مثل ما هم أيضا مئات الآن من الشباب، الأربعة ملايين لبناني ينظرون إلينا جميعا. في شتى مواقعنا لكي نعمل سويا حتى نستحق لبنان. أنا واثق أننا سننجح إكراما لأربعة ملايين لبناني. أشكركم على تشريفكم هذه الدار، ومباركتكم لها وهذه إن شاء الله ليست هي المرة الأولى وستكون هناك مرات ومرات، ويكون معنا إن شاء الله نيافة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير.
البطريرك غريغوريوس الثالث
ثم القى بطريرك انطاكية وسائر المشرق والاسكندرية للروم الملكيين غريغوريوس الثالث كلمة قال فيها:"اود ان ننتقل من عبارات لبنانية جيدة ومحبوبة وتاريخية، اعني التعايش والعيش المشترك والحوار واللقاء، الى عبارة روحية تشمل كل هذه العبارات التوافقية التي تفرض قبول الاخر كل آخر، انها عبارة تشمل كل هذه العبارات وتسمو بها الى مراقي تجعل الانسان يلتقي بأخيه ويعيش معه ويتعايش معه ويلاقيه ويحاوره. الا وهي الكلمة الساحرة الالهية السماوية الا وهي: المحبة. الله محبة.
دولة الرئيس فؤاد السنيورة دعانا اليوم قادة روحيين وخدام ايمان الناس، ندعوهم ليكونوا مواطنين مخلصين صالحين. دعانا دولته الى لقاء "وليمة". انني اعتبر هذه الدعوة خطوة مقدسة. لاننا نجتمع حول هذه المائدة اخوة نحب بعضنا بعضا. ولهذا فإنني ادعو اخوتي الحاضرين معا وادعو جميع اللبنانيين الى الانتقال من هذه العبارات المذكورة اعلاه" عيش مشترك"، "تعايش"، "حوار"، "لقاء"، بالرغم من جمالها وصحتها وضرورتها واهميتها، الى عبارة نسمو بها فوق كل هذه الاعتبارات، الا وهي المحبة. وهو اسم الله في المسيحية: الله محبة. ولتصبح اسما لكل اللبنانيين: اللبناني محبة. قال السيد المسيح لتلاميذه:" بهذا يعرف الناس انكم تلاميذي اذا كنتم تحبون بعضكم بعضا". وانا اردد هذه العبارة لكم ايها الاحباء ولجميع احبائي اللبنانيين:"بهذا يعرف الناس انكم لبنانيون اذا كنتم تحبون بعضكم بعضا". بهذا يعرف القاصي والداني، بهذا يعرف من يريد ان يفرقكم، انكم تحبون بعضكم بعضا. وبهذا يعرف انه لن يقو على إلقاء الفتنة بينكم لانكم تحبون بعضكم بعضا. ولذا فلن تنجح محاولته في إلقاء الفتنة لانكم تحبون بعضكم بعضا. وبهذا يعرف الناس انكم مواطنون لبنانيون اذا كنتم تحبون بعضكم بعضا.وبهذا يعرف الناس انكم من هذه الطائفة او تلك، من الدين الاسلامي او من الدين المسيحي، اذا كنتم تحبون بعضكم بعضا. بهذا بتميز المؤمن المسيحي: بالمحبة. وبهذا يتميز المؤمن المسلم: بالمحبة. ولنعط للقاء اليوم اسم:"اعلان محبة". اقول لكم ايها الاخوة: انني احبكم. احبكم يا اخوتي رؤساء الطوائف اللبنانيين الحاضرين والغائبين. احبكم يا اخوتي اللبنانيين. احبكم يا اخوتي المسلمين. احبكم يا اخوتي المسيحيين. اجل سيتغير لبنان ويتمجد لبنان، ويزدهر لبنان ويرتفع مثل ارز لبنان، عندما يتبادل اللبنانيون هذه العبارة: يا اخي اللبناني اني احبك. لنتبادلها كل صباح. وهكذا يصبح لنا كلنا نحن ابناء الله الواحد وابناء هذا الوطن الواحد، يصبح لنا جميعا هذا الوطن: لبنان وطننا جميعا: لبنان لنا كلنا. ونحن له كلنا".
الشيخ قبلان
والقى نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان كلمة قال فيها:" قبل ان ابدأ حديثي علينا ان نتذكر دولة الرئيس رفيق الحريري الذي جدد هذا المكان، واعطاه روحية جديدة ونحن على مقربة من مرور عام على استشهاده. يسرني ان اتكلم معكم وانا في اليوم العاشر من عاشوراء وتلاقى عاشوراء مع عيد مار مارون، هل الصدفة خير من ميعاد، وهذا التلاقي ان دل على شيء، فيدل على ان اللبناني قريب من اخيه اللبناني، ان عاشوراء هي ذكرى الامام الحسين عليه السلام، لقد تركنا المناسبات والواجبات واحببنا ان نتجاوب مع دولة الرئيس لحضور هذا الاجتماع المبارك. نحن في هذا الاجتماع نلغي السياسة، هذه قمة روحية، والروح تلتقي مع الروح، تتجاوب، تتفاعل، تتعاطف، الارواح جنود مجندة كما جاء في الحديث القدسي، ما تعرف منها اتلف ومن تناكر منها اختلف.
اضاف:على رجال الدين مسؤولية كبيرة هي تصحيح المسار ونصحة السياسيين حتى يخافوا الله ويرحموا العباد ويحافظوا على البلاد، نحن كمسلمين,وكأصحاب ديانات علينا ان نوثق الصلة باللقاءات في كل مرة نتداعى لاجتماع في اي مكان كان, في بكركي, في دار الفتوى وفي المجلس الشيعي، لعلاج الامور التي تحدث. والذي حدث في الاشرفية كانت لله ارادة ومشيئة ان ينجي البلد من فتنة جديدة. وان لا نقع في فتنة البوسطة التي وقعت في عين الرمانة. نحن نحيي اهالي الاشرفية، والمطران مطر والمطران الياس عودة والبطريرك صفير لتحصين الوحدة بعمل الممانعة لوضع حد للتطرف. لذلك نحن في لبنان مدعوون جميعا وخاصة رجال الدين للرفع عن ساعد الجد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر. اسلامنا مبني على حب الاخرين واحترامهم، ولا اكراه في الدين، هذا الدين عندنا علينا اتباعه، وعندما نتبعه يحصل الاستقرار والامن والاقتصاد والمحبة.
البطريرك بيدروس التاسع عشر
والقى بطريرك الارمن الكاثوليك لبيت كيليكيا فرنسيس بيدروس التاسع عشر كلمة استهلها بالقول:" اول ما دخلت الى هذا الدار، قلت لدولة الرئيس نحن فخورين بك، الله اعطاك موهبة الحكمة وطول البال لمعالجة الامور الصعبة التي تظهر بالنسبة للبعض مستحيلة، وانت عالجتها".
وقال:" من السهل ان يقود الانسان حكومة، لو ان الجميع, مجتمع, رأي واحد, واتجاه واحد وسياسة واحدة، ولكن من الصعب ان يقود انسان حكومة متعددة الاتجاهات، واحيانا اتجاهات لا تتلاقى بسهولة، كما رأينا في الاسابيع الماضية، وهنا نرى مدى الحكمة التي يتحلى بها دولة الرئيس في معالجة الامور بالحوار والصبر بعيدا عن العنف، ونحن كلنا هنا وجئنا لاننا نحبك ونقدرك يا دولة الرئيس. ونحن على اقتناع بان وحدتنا مهمة الى جانبك، دائما الى جانبك، ولو حدثت مشاكل مثل يوم الاحد الماضي فنحن ننهض من هذه المشاكل اكثر قوة واكثر اتحادا واكثر ثباتا، وهنا يظهر مدى عمق الروحانية الموجودة في اللبنانيين لتخطي المصاعب، ولبدء مرحلة جديدة مزهرة اقوى واكثر بنور وثبات وعطاء اكبر لشعبنا، ونحن معك على الدوام".
المطران ابو جودة
والقى ممثل البطريرك صفير المطران رولان ابو جودة كلمة قال فيها:"بعد ان نوهت يا دولة الرئيس في كلمتك عدة مرات بغياب البطريرك صفير، وتمنياتكم ان يكون حاضرا في المستقبل لكي يبارك هذه الدار كما يبادلها اصحاب الغبطة والسماحة والسيادة في هذا المساء، كما نوه صاحب السماحة عبد الامير قبلان ايضا بغبطته. وارى في ذلك ليس فقط تقديرا لشخص غبطته ولكونه رئيس الكنيسة المارونية، بل ارى وراء ذلك رغبته الخاصة كأب لعائلة لبنانية، كما الاب في العائلة يود ان يكون جميع افراد الاسرة حاضرين، كذلك تودون دولتكم ان يكون جميع رؤساء العائلات الروحية في هذا الوطن في اجتماع مشترك، وهذا دليل على محبتكم الكبيرة، وهذا ما لمسناه من كلمتكم التي جاءت ليس خطابا سياسيا، بل خطابا وطنيا يتعلق بالمبادىء وبالاسس التي يقوم عليها هذا الوطن من جهة، كما جاءت ايضا خطابا دينيا"، كما لو كنتم رئيس كنيسة او رئيس طائفة اسلامية في هذا الوطن. اسمكم فؤاد وكانت كلمتكم من الفؤاد، بالمحبة بالوطنية الصادقة. وشكرا لكم".
القاضي حريز
والقى ممثل الطائفة الدرزية رئيس القضاء المذهبي الدرزي القاضي نهاد حريز كلمة قال فيها:"اريد فقط ان اتمنى، كما تمنى الجميع انه في اللقاء المقبل يكون الممثل الروحي للطائفة الدرزية معكم. وانا بصفتي اقول ان موقف الطائفة الدرزية مجتمعة هو نفس المواقف التي صدرت عنكم وهذا الموقف يدعو الى المحبة والتسامح ويستنكر كل الاعمال التي تسيء الى اي طائفة او فرد في هذا الوطن".
اضاف:" ان شاء الله تكون هذه المناسبة في عاشوراء ومار مارون نموذجا للقاء اللبنانيين. واكرر كلمة غبطته، واحبكم جميعا".
المفتي قباني
والقى مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني كلمة قال فيها:"اود في البداية ان اتمنى لغبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير العافية والهمة اللازمتين والكاملتين ونحن نعتبره معنا، ونحن معه، وكلكم رموز لهذه العائلات الروحية. اخواني لبنان هو بعائلاته الروحية التي انتم رؤساؤها، وهذه ميزة لبنان، لبنان لا يقوم الا بهذه القيم لانها هي منطلقاته وان كانت هناك مرتكزات لجميع دول العالم في منطلقاتها الا ان القيم الروحية الدينية الاسلامية والمسيحية هي مبرر وجود لبنان، بدون قيام مجتمعنا اللبناني على هذه القيم وبدون عائلات لبنان الروحية وبدون الرؤساء الروحيين للبنان ليس هناك مبرر للبنان، اذا ينبغي ان نحافظ دائما على مبرر وجودنا واساسه وركنه.
وأضاف" الناس قد يبتعدون وقد يختلفون حتى السياسيين منهم, والرؤساء الروحيون الذين ينطلقون من هذه القيم ويحاسبون انفسهم في كل يوم وفي كل لحظة في رضوان الله تعالى لا يمكن ان يختلفوا اطلاقا، فانتم وسيلة اجتماع لبنان ووحدته، وما الذي حدث يوم الاحد في منطقة عزيزة علينا من العاصمة بيروت ومن قلب لبنان الا انذار لنا جميعا وبيان بأن الذين يتربصون شرا بلبنان لا زالوا موجودين ويعملون ليس الذي فعل ما فعل يوم الاحد في منطقة الاشرفية، هؤلاء الناس الابرياء الذين يحبون دينهم خرجوا بعائلاتهم واسرهم واطفالهم وبناتهم ليحتجوا على الاساءة الى رسولهم ونبيهم محمد صلى الله عليه وسلم بتلك الصور الحقيرة التي نشرتها الصحيفة الدانمركية، اطلاقا وانما الذي فعل هذا الامر ايضا ليس بعض العناصر المندسة كما نقول في كل مسيرة او عمل، وانما كان جيشا مندسا بأعداد كبيرة، كتيبته الاولى مؤلفة من حوالى 600 شخص كانوا يحملون على اكتافهم هذه الشنط المدرسية الكبيرة التي سمعتم بها ووضعوها على الارض واخرجوا هذه الحجارة وبدأوا يرشقون الناس بها، هؤلاء جاءوا اولا بهذه المعركة ليقيموا فتنة طائفية في منطقة الاشرفية وصان الله بمنطقة الاشرفية لبنان كله. اضاف:وفي مثل هذه الاحداث كان يمكن ان يحدث اكبر واعظم, ولكن اهل الاشرفية الشرفاء الذين ينطلق شرفهم من اسم منطقتهم لم يتحرك منهم احد لرمي اي شيء بينما رميت الحجارة في منطقتهم وجرى الحريق في منطقتهم، هذا الذي حذرنا منه نحن، انا واخي سماحة الشيخ عبد الامير قبلان في ليلة هذا الاعتصام، فهؤلاء الذين اعتدوا هم يمثلون المسيرة السابقة التي تريد ان تتصدى للمسيرة الوطنية الجديدة التغييرية في لبنان. لقد بدأ التغيير في لبنان ولا احد يستطيع ان يعيد لبنان الى الوراء اطلاقا ومن اجل ذلك كان هذا جزاءنا بأن يصب كل هؤلاء غضبهم علينا، وكان كل هؤلاء يريدون ان يشتبكوا مع رجال الامن ولكن حسنا فعل رجال الامن وقياداتهم بأن انكفأوا, ولو حصل ضرر فهو اقل بكثير مما لو اطلقت النار، ووقع بعض الجرحى لان الكثيرين من المندسين سيستغلون هذا ويطلقوا النار في كل اتجاه، وقى الله الاشرفية, ووقى الله بيروت, ووقى الله كل لبنان ووقانا الله ووقاكم شر الاسوأ, ولكن باتحادنا وبقوتنا وبمحبتنا وبتراحمنا مع بعضنامن مسلمين ومسيحيين سوف يبقى لبنان موحدا وعزيزا وبحكومته برئاسة الاستاذ فؤاد السنيورة، وفقه الله ووفقكم جميعا لما فيه خير لبنان واللبنانيين وانا اعتقد واشعر بكل امل بأن اللبنانيين سوف يصبحون غدا على غد مشرق وعزيز من اجل لبنان واحد حر ومستقل بكل معاني الوحدة والحرية والاستقلال ان شاء الله".
المطران حداد
اما المطران حداد فقال:" فقط نقول لك يا دولة الرئيس اننا نريد امنا. فالشعب جائع, ونريد ان تولي القضايا الاقتصادية الاهتمام الكبير، ونريد معاقبة المجرمين".
رد السنيورة
ورد الرئيس السنيورة:" بكل تأكيد، وهذا بدعمكم سيدنا. والذين هم ابرياء سيخرجون من السجن، ومن ارتكب هذه الاساءات يجب ان ينالوا عقابهم، ليس فقط لهذه الاساءة، بل هي درس لاي شخص قد تسول له نفسه بأن يرتكب اساءة من نوع آخر".
صورة تذكارية
بعد ذلك، التقطت صورة تذكارية جامعة، ثم اقام الرئيس السنيورة مأدبة عشاء تكريمية على شرف رؤساء الطوائف.
وكالات ـ"الوطنية"
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018