ارشيف من : 2005-2008
الوزير صلوخ في حديث صحافي يؤكد لبنانية مزارع شبعا
أكد وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ في حديث الى مجلة "المغترب"التي تصدرها المديرية العامة للمغتربين في الوزارة "لبنانية مزارع شبعا" مشددا على "تحرير هذه المزارع والتزام لبنان قضايا العرب خصوصا لجهة ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل والدائم, ومن ابرز ادوات هذا السلام تأتي المبادرة العربية التي اقرتها قمة بيروت عام 2002.
وشدد الوزير صلوخ على "ضرورة استكمال التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري للوصول الى كشف المجرمين وصيانة وحدة وانسجام المجتمع اللبناني لانها اساس الاستقرار الذي نحرص عليه ويحرص عليه كل أصدقاء لبنان في العالم", لافتاالى ان "لبنان يتعاطى مع قرارات الامم المتحدة وفق ما يفرضه القانون الدولي والميثاق من احترام، والقرار 1559 نفذ القسم الاهم والاساسي منه. وجاء في الحوار الآتي: ملامح السياسية الخارجية.
سئل: هل من الممكن تحديد ملامح السياسة الخارجية للبنان في هذه المرحلة ؟
اجاب:لاشك ان المرحلة الحساسة التي يمر بها لبنان والمنطقة تفرض محاور عديدة يجب متابعتها والتعامل مع انعكاساتها ومتطلباتها، فهناك بداية قضية متابعة التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وتوضيح معالم مرحلة مابعد التحقيق، وذلك في ضوء اجماع اللبنانيين واصرار حكومتهم على هذه الحقيقة وعلى محاكمة المتورطين، كما ان استمرار احتلال اسرائيل لأراض لبنانية في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ، اضافة للاعتداءات والخروقات شبه اليومية من قبل اسرائيل للسيادة اللبنانية، وقضية المعتقلين اللبنانيين, وخرائط الالغام،اضافة الى تحصين لبنان ضد الخطر الاسرائيلي، هي قضية تلامس كل اللبنانيين وبالتالي تأخذ حيزا هاما في سياسة لبنان الخارجية".
أضاف:"في الوقت عينه، فإن لبنان عضو عامل وفاعل في المجتمع الدولي، وله رسالة سامية منذ نشأته تجعل منه مثالا يحتذى في المنطقة والعالم من حيث التسامح والحوار واحترام الآخر، كذلك فإن لبنان سائر باتجاه التركيز على هذه القيم عبر تعزيزه لصداقاته الدولية وتعاونه مع الدول والمنظمات الدولية كافة، وفي طليعتها الأمم المتحدة، بما يحقق مصالحه ويؤسس لتدعيم الأمن والسلم الدوليين، والرفاهية والإزدهار لشعبه .
وتابع:"لا تكتمل صورة محاور السياسة الخارجية من دون إرساء علاقات عربية فاعلة ونشيطة، لاسيما مع الجارة الأقرب سوريا، علاقات تصون مصلحة لبنان وارادة شعبه، وترسي تعاونا ملموسا يشعر الشعبان بأثره الطيب، خصوصا وأن العلاقات بين الدول باتت في عالم اليوم تقاس بما ينشأ عنها من شراكات ومشاريع تعم فائدتها على الشعوب.
بديهي القول أن لبنان ملتزم قضايا العرب، خصوصا لجهة ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل والدائم، ومن ابرز ادوات هذا السلام تأتي المبادرة العربية للسلام التي اقرتها قمة بيروت عام 2002 ، ونحن نعمل على التذكير بها دائما كونها المبادرة الجدية والواقعية التي تأتي بالسلام الحقيقي الذي يؤسس الدولة الفلسطينية الحرة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ويحرر الأراضي العربية حتى خط الرابع من حزيران 67، كما ان السلام لا يكتمل من دون عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم وفقا للقرار 194، وهذا حق قانوني سياسي وانساني لايجب التغاضي عنه. كما ان هناك قضية توطيد دعائم الشراكة اللبنانية الاوروبية ومتابعة المفاوضات بشان سياسة الجوار وتطوير العلاقة مع اوروبا بشكل عام.
أضاف:" هناك قضايا دولية عديدة ومتفرعة هامة يتابعها لبنان كقضاياالامم المتحدة واصلاحها وقضية وضع اتفاقية لتعريف "الارهاب" وقضايا التنمية والتجارة الدولية الى ما هنالك من قضايا هامة تستوجب متابعة . تحرير مزارع شبعا
سئل: اسرائيل مازالت تحتل مزارع شبعا اللبنانية وتمارس اعتداءاتها على الأراضي اللبنانية من خلال خرق طائراتها يوميا للآجواء اللبنانية، وزوارقها للمياه الاقليمية، فهل تعتقدون بضرورة ان يضع المجتمع الدولي حدا لهذه الاعتداءات ، وبالتالي يفرض على اسرائيل الانسحاب من مزارع شبعا، واطلاق سراح المعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية ؟
اجاب: تعرفون أن للبنان اصدقاء كثر في هذا العالم ، ونحن نشرح لهم هذا الوضع الشاذ، ونطالب الجميع بتحمل مسؤولياته على هذا الصعيد . ان ميثاق الأمم المتحدة والمعاهدات والقواعد الآمرة في القانون الدولي الى جانبنا في هذا الموضوع ، ونحن لا نهمل كل ما من شأنه تعزيز موقفنا الواضح والجلي في ما يتعلق بمزارع شبعا. على كل حال تعرفون كم بقي القرار 425 من دون تنفيذ حتى انصاعت اسرائيل للانسحاب من القسم الأكبر من أراضينا، وذلك بعد أن اجمع الشعب اللبناني على تحرير ارضه ومقاومة الاحتلال. وفي هذه المرحلة الشعب اللبناني ايضا يريد استرجاع مزارع شبعا، ووقف الاعتداءات والخروقات، واستعادة الأسرى، ويريد صيانة حقه القانوني الذي تضمنه له المواثيق الدولية، في الدفاع عن نفسه وتحصين موقعه، وتحرير اراضيه التي مازالت محتلة.
الوضع الداخلي
سئل: كيف يتعاطى لبنان مع القرارات الدولية وتحديدا القرار 1559 ؟ اجاب:نحن بالطبع أعضاء مؤسسون في منظمة الأمم المتحدة، ونتعاطى مع قراراتها وفق ما يفرضه القانون الدولي والميثاق من احترام بالنسبة للقرار 1559، نحن نعتبر ان القسم الأهم والأساسي منه قد نفذ من خلال انسحاب القوات السورية، اما القسم الباقي فنحن نجري حوارا داخليا بشانه، وهذا موضوع اتفق اللبنانيون على احالته الى طاولة حوار داخلية، وقد تفهم اصدقاؤنا في المجتمع الدولي ذلك.
أما الحوار فهو يجري سواء داخل مجلس الوزراء او مجلس النواب، أو بين الفاعليات والمواقع السياسية في البلد. واعتقد أن صيانة وحدةالمجتمع اللبناني وانسجامه من الأهمية بمكان لأنها أساس الإستقرار الذي نحرص عليه ويحرص عليه كل اصدقاء لبنان في هذا العالم .
سئل: هل تعتقدون ان التجاذبات السياسية الحاصلة على الساحة اللبنانية ستؤدي الى تدويل وضعه أم ان الشرعية الدولية حريصة على عدم زعزعة الإستقرار اللبناني ؟
اجاب: نركزعلى ان الاساس في التعاطي مع الأوضاع اللبنانية هو المعطى الداخلي اللبناني، بحيث ان لبلدان كافة التي تمارس سيادتها وفق ما يقرره شعبها، وفي اطار مندرجات دستورها. طبعا هذا لا يمنع التعاطي والتواصل مع المجتمع الدولي، فلبنان بلد رائد في الانفتاح على العالم وله فيه اصدقاء كثر ، ونحن نسير وفق قاعدة اساسية مؤداها ان أي مبادرةاو آلية دولية ينظر اليها وفق خدمتها لمصلحة لبنان كما يقررها شعبه. علما ان للبنان اصدقاء كثر في هذا العالم حريصون على استقراره ويتفهمون أولوية هذا الاستقرار. العلاقات مع العرب.
سئل: كيف تنظرون الى العلاقات اللبنانية العربية في هذه المرحلة ؟
اجاب: لبنان عضو مؤسس في جامعة الدول العربية، وهو ملتزم مواثيقها وقراراتها، كما انه ملتزم قضايا العرب الكبرى، ومتضامن مع البلدان العربية كافة في هذه القضايا. فنحن جزء من العالم العربي، ونسعى دائما الى قيام افضل العلاقات مع بلدانه، تصون مصلحتنا ومصلحة الشعوب العربية، وتشعر بها الشعوب وتلمسها وتستفيد منها سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي او الاجتماعي ونؤكد على ان تكون علاقتنا الممتازة مع الدول العربية علاقات ندية لا تشوبها الفوقية ولا الانتقائية.
الاستعدادات للمؤتمر الدولي
سئل: هل تتوقعون انعقاد المؤتمر الدولي لدعم لبنان الذي انعقد في نيويورك مجددا، والتالي هل هذه الدول جادة في تقديم مساعدات اقتصادية للبنان دون اخضاعه لشروط سياسية ؟
اجاب:المؤتمر الدولي الذي عقد في نيويورك هو تحضير لمؤتمر متوقع عقده خلال الاشهر الأولى من عام 2006 في بيروت، وتحضره العديد من الدول الشقيقة والصديقة،اضافة الى عدد من المنظمات الدولية المتخصصة بالتعاون الدولي الاقتصادي، هذا المسار تلجأ اليه العديد من الدول التي ترغب باجراء اصلاحات في بنيتها، فتعد خطة تفصيلية تعرضها على الدول الراغبة بالمساعدة، وتحدد في هذه الخطة أولوياتها ومشاريعها التي تنشأ من مصلحتها الوطنية. ونحن نسير على هذه القاعدة اي ان تضمن الخطة مصلحتنا ورؤيتنا المنبثقة عن ارادتنا، للاصلاح المنوي اجراؤه، ثم نطرحه على الاصدقاء في هذا العالم. تعرفون ان لبنان بلد محوري واساسي في المنطقة سواء من حيث موقعه او دوره او رسالته، لذلك فالعديد من الدول قد تكون مهتمة بأن يكون لها مساهمة في هذا المسار .
ونحن ننظر لما يمكن ان تقدمه اي جهة دولية وفق مصلحتنا وارادة شعبنا . تحديث وتعزيز الوزارة
سئل: منذ مدة طويلة يتم الحديث عن تعزيز وزارة الخارجية والمغتربين من خلال استحداث قانون جديد ومبنى يستوعب اداراتها، فهل هذا الأمر بات ممكنا حاليا؟
اجاب: لقد أولينا هذا الموضوع اهتمامنا منذ اللحظة الأولى لتسلمنا المنصب . لاشك ان المبنى الحالي للوزارة لايتلاءم مع الحاجة التي تتطلبها وزارة الخارجية والمغتربين، خصوصا وان الدور المطلوب من هذه الوزارة متنام. لذلك نحن نتابع ملف المبنى الجديد المأمول للوزارة، وقد انجزت مؤخرا الافراز النهائي لقطعة الارض التي سيشاد عليها المبنى. كما ان البنية القانونية للوزارة بحاجة لتجديد حيث مضت عشرات السنين على القانون الحالي الذي يرعى عمل الوزارة.
لذلك احلنا مشروع قانون جديد لتنظيم وزارة الخارجية والمغتربين كانت قد أعدته دوائر الوزارة بالتعاون مع العديد من الادارات , ودرس من قبل لجان وزارية عديدة. والمشروع الآن يوشك ان يحال الى مجلس الوزراء لدرسه وتحويله الى مجلس النواب . ولاشك ان القانون العتيد يشكل نقلة نوعية هامة سوف تنعكس عل اداء هذه الوزارة وعلى الدور العصري والمحوري المطلوب منها .
تعزيز التواصل مع المغتربين
سئل: ألا تعتقدون بضرورة رسم سياسة اغترابية ثابتة ومبرمجة للدولة اللبنانية من خلال تعزيز دور البعثات الدبلوماسية في الخارج، والمساهمة في تنظيم الجاليات في بلدان الإغتراب والعمل لعقد مؤتمرات سنوية ومتخصصة للمغتربين في لبنان، وعلى سبيل المثال مؤتمرات للجمعيات والنوادي والهيئات الاغترابية ولرجال الاعمال ؟
اجاب: لاشك ان الاغتراب اللبناني طاقة وامتداد اساسي وهام وحيوي للبنان، وهو بالاضافة لذلك فخر للبنان وهديته لهذا العالم . لذلك فإن التعاطي مع هذا الاغتراب يجب ان يتلاءم مع اهميته والامكانات الكبيرة التي يتمتع بها .وبطبيعة الحال فإن أي سياسة إغترابية يجب ان تتضمن محاور عدة تتكامل في مابينها لإرساء علاقة وثيقة تكاملية بين لبنان المقيم ولبنان المغترب وعلاقة تأتي بالفائدة للطرفين .
وفي سياق ارساء هذه العلاقة لابد من تعزيز التواصل مع المغتربين بكافة الوسائل، سواء عبر البعثات الدبلوماسية في الخارج او من خلال زيارات المسؤولين، او من خلال تنظيم مؤتمرات اغترابية في لبنان لشرح الواقع اللبناني والتحاور معهم بشأن أفضل السبل الآيلة لتثمير هذا التعاون. وفي هذا الاطار فإن الجهد الذي تقوم به المديرية العامة للمغتربين هام جدا، وينبغي العمل على دعمه وتعزيزه .
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018