ارشيف من : 2005-2008
فرنجيه اسف للمستوى السياسي: الرأي العام يميز بين الصادقين والمنافقين مراد: وضع الطائفة السنية مؤسف وكان عليهم الحفاظ على مجلس الوزراء
استقبل الوزير السابق سليمان فرنجيه في دارته في بنشعي، الوزير السابق عبد الرحيم مراد على رأس وفد من الحزب الاتحاد الاشتراكي.
وقال فرنجيه: "ارحب بمعالي الوزير (السابق) مراد وصحبه، ونحن نعتبر الشمال وما نمثل في هذا الشمال، امتدادا لما يمثله معاليه في لبنان وفي البقاع خصوصا. نحن، في النهاية، فريق لديه تاريخ طويل وليس مرحلة من الزمن تغيره او تعطله لأن المياه ستعود المياه الى مجراها، والناس اليوم ترى فعلا ما يحصل، خصوصا ما حصل بالأمس. ونحن لا ننكر انه كان لدينا اخطاء وممارسات خاطئة، ولكن كان هناك، الى حد ما، وفاق في البلد، فيما الوفاق الوطني اليوم والانصهار والكيان اللبناني معرضون. فلذلك اعتقد انه وفي المستقبل القريب تعود المياه الى مجراها الطبيعي في البلد.
وحول ما حصل بالامس قال" قرأت الجرائد اليوم ورأيت الرسوم الكاريكاتورية، فما من مواطن لبناني الا ويأسف للحد الذي وصلت اليه دولته. فعلا اصبح هناك نوع من السياسيين مثل المسرحيين لدرجة انهم يعتقدون فعلا انهم مسرحيون ولا يعملون في السياسة وخصوصا منهم المتقلبون الذين كانوا بالامس عند ضباط المخابرات يقيسون لهم قياس احذيتهم لاهدائهم احذية جديدة. واليوم يتكلمون على الحرية والسيادة والاستقلال. يعني انا اتصور ان الناس باتت تعرفهم وتراهم جيدا. مجيء هذه المرحلة وهذه السنة لكي يعرف الناس من هم المبدئيون ومن هم الدجالون والكذابون؟ وفي النهاية، اصبح الرأي العام يميز بين الصادقين في كل المواقف والمحطات السياسية والمنافقين في كل المواقف السياسية. واتصور ان كثيرين من الذين تحدثوا أمس في مجلس الوزراء هم من المنافقين".
واضاف: "هنا نحن نرى ان الرئيس لحود، على الاقل، على رغم مآخذ العديد منا ومن الناس عليه، الا انه مبدئي وثابت في كلامه ولا يزال على الاقتناع نفسه من اول يوم لتوليه مسؤولياته الى اليوم، وقد تكون هناك امور عدة نختلف معه عليها في التفاصيل، ولكن استراتيجيا الرئيس لحود بقي الرئيس لحود، فيما هم انقلبوا على انفسهم وعلى مبادئهم، هم الذين كانوا يدافعون عن المقاومة، وهم من كانوا يرفضون ان يتكلم عليها احد، وهم الذين غيروا، ولماذا قلبوا. دعونا نرى ما هي الوعود التي قدموها، وكنت اتكلم مع معالي الوزير (السابق) مراد في بداية اللقاء وقلت له ما حصل مهعم هو كمن "يصاحب" اربع نساء ووعد كل واحدة منهن بانه سيتزوجها، في النهاية اتفقن عليه وخسر هو. فهؤلاء وعدوا الجميع. وعدوا المقاومة بانهم معها، ووعدوا الاميركيين بانهم معهم لدرجة القول لكوندوليزا رايس "شكرا" على صبرك لانهم وعدوها بأمور عدة كمن يعطي شيكا. وفي النهاية، وفي كل اسبوع، يطالب بتأجيله اسبوعا آخر، فهؤلاء جماعة اعطوا التزامات عدة مجانا ولو يقبضون حقها لا نزعل. ولقد اعطوا الاميركيين والمجتمع الدولي اكثر بكثير مما يطالب به هذا المجتمع. فنحن نرى الموفد الدولي السيد (تيري رود) لارسن والسفير الاميركي والقيادات الدولية يقولون انهم يتفهمون عدم القدرة على القيام بهذا الأمر او ذاك فيزايدون هم ويقولون نحن مستعجلون اكثر. يعني الامور تتكشف وتتضح ولعب الادوار بين بعضهم وتوزيعها، ولكن لا يمكن احدا ان يضحك على الشعب اللبناني او يفصل سعد الحريري عن فؤاد السنيورة، ومن يراهن على ذلك فهو كمن يستغبي الشعب اللبناني. الرئيس الحريري - رحمه الله - كان يتصرف بطريقة ذكية، فيما هؤلاء هم النسخة التايوانية، واللعبة مكشوفة خصوصا ما حصل في القمة العربية، وما حصل امس في مجلس الوزراء، كله مكشوف، اهناك من هو أظرف منهم حين يخرج وزير من الوزراء ويقول "نعم، كنا متفقين على لعب هذا الدور"، يعني لم يلعبوها سرا، حتى اخراجهم ضعيف".
وعن امكان استمرار الحوار وتوصله الى نتيجة، قال: ان شاء الله يستمر الحوار، ونتمنى ذلك ولو كنت اشك في التوصل الى نتيجة، ولكن بمجرد قيام حوار فهذا امر يهدىء بعض الشيء وواجباتهم الجلوس الى الطاولة والخروج بأقل اضرار ممكنة".
وعن امكان لجوء "قوى 14 شباط" الى الشارع، قال: "عندهم شارع وعندنا شارع، فليتفضلوا ويشرفوا فنحن مع الشارع ولا اتصور ان الشارع لمصلحتهم".
وعما نقله الى الموفد الدولي لارسن من وجهات نظر، اكد انه "نقل اليه وجهة نظره بشكل دقيق"، وقال: "في امور عدة، كنا متقاطعين ومتفقين والنقطة الاهم كانت سؤاله لماذا لا يفتح السوريون سفارة لهم في لبنان؟ واتصور ان كلام وليد جنبلاط امس خير جواب وشرح لهذا السؤال. فأنا اقول ان اي سفارة وفي اي بلد ويحصل 15 في المئة مما يحصل من لبنان ضد سوريا يتم سجن السفير. نحن لم تسلم منا محرمات ضد سوريا نظاما ورئيسا الا وقلناه. وانا هنا اقول ان سوريا ليست ابدا ضد فتح سفارة في لبنان. وهذا ما سمعته من الرئيس الاسد، ولكن ضمن اجواء هادئة، ضمن اجواء من الثقة والعلاقات الطبيعية، لا اجواء عدائية ضد سوريا اكثر مما هي ضد "اسرائيل". فطبيعي ان سوريا لن تفتح سفارة. فلو كان عندهم سفارة لسحبوا السفير".
وصرح مراد على الأثر: "جئنا نقدر الدور الوطني الكبير لمعالي الوزير (السابق) سليمان فرنجيه ووقفته الوطنية. وكانت لنا جولة افق في ما يتعلق بالوضع الراهن محليا وعربيا وتناولنا التطورات الاخيرة. ومن الاكيد ان الذي شهدناه مؤسف في مؤتمر القمة العربية لناحية نشر الغسيل الذي لم يكن له مبرر ابدا والتناقضات التي حصلت لجهة ان يحمل البيان الوزاري كلاما يتعلق بالمقاومة والاجماع في الحوار على هذا الموضوع. جئنا اليوم لنتنكر امام الرؤساء والملوك العرب وحصل ما يحصل. وصعوبة هذا الكلام وخطورته انه يأتي ونحن نبشر بـ"بيروت 1" ونطلب دعما اقتصاديا وهذا الدعم لا اعتقد انه سيأتي من الغرب بل من الدول العربية. ونحن اكدنا للدول العربية اننا ما زلنا في هذا الوضع وفي الخلافات، وهذا لا يشجعهم على الإقدام لمساعدتنا والمسألة الاخرى عندما نتحدث عن ضرورة احترام قرارات المجتمع الدولي. المفروض ايضا الا نتنكر لقرارات المجتمع العربي. وعندما نقول في قرارات مؤتمر القمة العربية ان هذا القرار لا يلزمنا في ما يتعلق بالمقاومة، فهذا طبعا تنكر لقرارات المجتمع العربي وكذلك الذي حصل في مجلس النواب او في مجلس الوزراء، مستغرب ولا سيما ان مجلس الوزراء هو لهم وقد خربطوا عرسهم. فهم الاكثرية، كما يقولون، والاكثرية خربطت عرسها وكان عليهم الحفاظ على مجلس الوزراء لا ان يقوموا بانهاء دوره وهو اهم مؤسسة من مؤسسات الدولة. اما بالنسبة الى التهجم على رئيس الجمهورية ففي ذلك خطأ كبير ونأمل ان يستمر الحوار وان تعالج الامور لان البلد لا يستطيع تحمل المزيد. ونأمل ان نصل الى حلول جذرية وعملية ولكن الحلول الجذرية مع خلافات صعبة بين طرفين سياسيين في البلد لا يمكن التوصل اليها. من هنا اللجوء الى الاستفتاء لأخذ رأي الشعب ولأن ليس عندنا استفتاء، فمن المفروض اللجوء الى انتخابات مبكرة بعد قانون انتخاب يكون مرضيا لأكبر عدد من اللبنانيين وان يتضمن النص فقرة بضرورة تسريع الانتخابات لان الشعب كفاه ان يرى ما يحصل".
وردا على سؤال عن الاتهام الموجه الى الطائفة السنية الكريمة في السابق بانها عربية واليوم "تنفض عنها غبار العروبة"، قال: "هذا اتهام جيد لنا ان نكون نحن في طليعة المدافعين عن القضايا العربية. واسفنا وقلنا سابقا ان الطائفة السنية انتقلت من مواقعها القومية والوطنية الى مواقع تتنافى مع هذه التطلعات القومية والعربية. ونأمل بعد الذي جرى ان تكون لدى الطائفة السنية بداية صحوة للعودة الى دورها الطليعي وطنيا وعربيا. واعتقد ان هناك بداية امل ان تعود هذه الطائفة الى ثوابتها الوطنية".
وعن المواقف الاخيرة للشيخ سعد الحريري، وهل هي ايجابية، قال: "نأمل ان يكون عند النائب سعد الحريري وبقية النواب السنة مواقف شبيهة بهذه المواقف لنحاول اصلاح الوضع السياسي عموما واعادة الطائفة السنية الى لعب دورها العربي الطليعي، لانه لا يجوز ابدا بقاؤها هكذا. ولا يجوز ابدا ان تتصدى الطائفة السنية للمقاومة وللدور العربي، وان تكون حريصة على تنفيذ ما تريده. ونحن ضائعون بين ما تريده اميركا اهو ارادة اسرائيلية ام ارادة اميركية بحتة؟ ما وصلنا اليه كسنة في هذا البلد مؤسف".
وعن تصوره للحلول، قال: "من الواضح ان طاولة الحوار وصلت الى طريق مسدود. عندما عينوا آخر نيسان، فهذا معناه ان الذي حصل حصل وليس هناك اكثر، لا بل انهم بدأوا يتراجعون عن الذي حصل وعن الاتفاقات. واعتقد ان لا مفر من مبادرة عربية ولم يعد يتجرأ احد على رفض هذه المبادرة لانهم يعرفون ان الحل الوحيد هو بمبادرة عربية، وخصوصا ان اخوتنا المصريين والسعوديين يسعون بجدية، لكنهم لا يرغبون في الإقدام على امر من دون ان تكون له نتائج ايجابية. ان شاء الله يعودون الى القبول بهذه المبادرة"
وكالات ـ"الوطنية"
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018