ارشيف من : 2005-2008
الفرزلي زار بنشعي: انتخابات نيابية بقانون عصري الطريق الوحيد لسحب الخلاف فرنجيه: لا احد يستورد مالا من الخارج ليصرفه في لبنان
استقبل الوزير السابق سليمان فرنجيه، ظهر اليوم في بنشعي، النائب السابق لرئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، وعقدا خلوة لساعة ونصف ساعة حضرها مسؤولون في تيار "المردة". واستبقى فرنجيه ضيفه على الغداء الى مائدته.
وجدد الفرزلي المطالبة بقانون انتخابا جديد وعصر وقال بعد اللقاء "لا بد من قانون انتخاب جديد عصري ومحترم ويلحظ تمثيلا واسعا من اللبنانيين على اساسه تجرى انتخابات نيابية لأن الانتخابات النيابية هي الطريق الوحيد لسحب الخلاف من الشارع اللبناني الى المؤسسات الدستورية. وعندها تستكمل الحلقة بحل ازمة ما يسمى رئيس جمهورية جديدا".
وردا على سؤال عن عدم الأخذ بهذا الطرح، قال: "اعتقد ان الكل يجمع على ان الانتخابات المخرج للازمة من مراجع محلية واقليمية ودولية. اعتقد ان التطورات ستفرض نفسها والازمات التي ستجعل من المسؤولين عن الحكم يشعرون بعجز موضوعي عن قيادة البلد سيجبرهم في المرحلة المقبلة الى اجراء الانتخابات النيابية المبكرة ولكن قبل ذلك سيصار الى وضع قانون انتخابات جديد".
وعن الاصوات التي خرجت من بعض "قوى 14 شباط" تطالب برحيل الحكومة، قال: "قد يكون هناك اعتقاد عند البعض الذي يبشر ام يطالب من جماعة 14 شباط برحيل الحكومة نوع من استباق الازمة، بمعنى محاولة للاسراع في احتواء الازمة التي سترتد عليهم بعد العجز الكبير في ادارة شؤون البلد على كل المستويات الاقتصادية الاجتماعية والسياسية وحتى تجاه المجتمع الدولي على صعيد التعاطي مع بنود القرارات الدولية وفي مقدمها ال 1559".
وعن اتهامهم بالنفس المستعاد، قال: "لقد سمعت هذا الكلام وبعضهم تحدث عن"تعليمة". اولا تحرك بعض الشخصيات السياسية التي لها تاريخها في العمل الساسي ليس في حاجة الى تعليمة من هنا أو هناك لكي تتحرك. نحن اعطينا فرصة مبررة لما سمي الغالبية لكي تقوم بقيادة البلد. وكنا نتمنى من صميم القلب ان تنجح بقيادة البلد وان تحقق المبتغى من وراء قيادتها له، لأنه اذا نجحت فسترتد ايجابيا على كل البلد ونحن من المواطنين اللبنانيين في هذا البلد. لكننا اصبحنا نشعر في الفترة الاخيرة بان سكوتنا عن هذا الواقع يشكل مشاركة في الجرم، ولأن الفشل كبير، ولأن الأنين والعنين لدى الناس على كل المستويات، خصوصا على المستوى الاقتصادي وما يحيك اليوم من تخطيط لمزيد من الديون والضرائب ولمزيد من المشاكل الاقتصادية سيعانيها الشعب اللبناني اكثر فأكثر. نحن نتمنى طالما ان البلد في اجواء حوار، نجاح الحوار ونشكر للرئيس نبيه بري قيادته الناجحة لهذا الحوار.
وسئل عن القانون الأعدل لمثل هذه الانتخابات، فأجاب: "في المبدأ الاساسي في بلد له خصوصيته مثل لبنان يجب ان تؤكد فيه على العيش المشترك. ولكن يجب ان نفهم ان هذا العيش المشترك لا يتم عبر استتباع الناس من شريحة الى شريحة اخرى.
وعن رأيه كخبير قانوني في وضع وزيري الداخلية الاصيل والوكيل، قال: "لا يجوز للوكيل ان يصبح هو الاصيل بدون ان يتحول فعليا الى ذلك. الوكالة مبررة للقيام بمشاورات وعادة تكون ليوم او يومين او اسبوع، ولكن لا يجوز ان تصبح حالة مستمرة".
وردا على سؤال اذا كان مطمئنا الى سير عمل الهيئة الوطنية الخاصة بقانون الانتخاب، قال: "المشكلة في قانون الانتخاب لا تحتاج الى هذا الكم من الاساتذة المتميزين الموجودين لان الشق التقني نفذ في عهد الوزير (السابق) سليمان فرنجيه وقد تقدمت عشرات المشاريع بمختلف الاقتراحات والطروحات من النسبية الى الاكثرية الى الفردية، الى جانب ضرورة التركيز على مسألتين اساسيتين واللجنة مشكورة انها ركزت عليهما: المال السياسي والاعلام. (هنا علق فرنجيه: "ليخرج المال السياسي من اللجنة اولا").
فرد الفرزلي: "الازمة تجلت في استقالة العضوين او اعتكافهما، والآن عادا فالمهم اذا النتائج بخواتيمها. والامر الاخير ان قانون الانتخاب قانون مهم جدا في الحياة العامة، ولا استقرار في لبنان من دون هذا القانون. والعودة الاساسية التي شابت المرحلة السابقة هي عدم ايجاد قانون يطمئن الناس ويكون ثابتا ومستقرا.
وعن رأيه في الاحتكام الى الشارع، قال: "هذه قصة لا احد يتجرأ عليها. واشدد على كلمة يتجرأ، يعني موضوع العودة الى الشارع في هذه المواضيع المطروحة اليوم شجبها ورفضها صاحب الغبطة بوضوح. وهذا نوع من التهويل الذي لا يقع في موقعه الطبيعي، يعني لكل فعل رد الفعل مساو له في القوة مضاد في الاتجاه".
وسئل فرنجيه عن الوضع الاقتصادي الذي لم يجد له حيزا على طاولة الحوار و90 مطعما في الوسط التجاري مهددة بالاقفال بسبب هذا الحوار، فأجاب: "الازمة الاقتصادية بحسب تصوري تأتي من وضع ركيك لدرجة ان عشرة ايام تؤثر وتقفل 90 مطعما، فهذا لا يعني ان "الحق" على الحوار. بل "الحق" على السياسة الاقتصادية في البلد التي تجعل من عشرة ايام اقفال سببا للعجز. وما نراه اليوم رمي للتهم، حينا على رئيس الجمهورية وحينا آخر على روايات الضباط المتقاعدين والى آخره. ولكن الوضع الاقتصادي اولا واخيرا هو مسؤولية السياسة الاقتصادية التي بدأت منذ الطائف الى اليوم. يعني هي سياسة الدين الذي تركب على هذه الطاولة وتراكم وهذه مسؤولية سياسية حصرية على السياسة الاقتصادية التي بنيت من يومها لليوم. وكل الباقي محاولة هروب. وما نراه اليوم اننا نعود الى اتباع السياسة نفسها من عام 1992 لليوم فيكبر الدين وتكثر الضرائب ونخفف الخدمات، ونطلب مشاريع مساعدة من دول لها مصالح سياسية في لبنان. والى ان نصل الى ان هذه السياسة "لا تعيش ولا تموت". لذا يعطوننا مساعدات لكي تستمر هذه السنة لنغطي عجز الدين وخدمة الدين، وفي السنة التالية نعود فنحتاج مساعدتهم وهم لديهم مشاريعهم واطماعهم في لبنان. هذه السياسة اليوم وكما نرى فإن الموازنة سنة 2006 كما سمعنا بالأمس من رئيس الحكومة والحكومة طرح اعادة الاستدانة. والفارق الذي يحصل في لبنان اننا نعتبر اننا لدينا دينا خارجيا ودينا داخليا. ليس صحيحا، عندنا دين خارجي بنسبة 10 الى 15 في المئة ودين داخلي بنسبة 85 في المئة. ولدينا دين بالعملة الاجنبية ودين بالعملة اللبنانية وكله دين من المصارف وليس من الخارج. دعونا نسأل اي مصرف، فقد يعتبر البعض ان سليمان فرنجيه "بروليتاري"، لا فسليمان فرنجية ليس "بروليتاريا" بل لبناني. ولنقارن رأسمال اي مصرف بين 1992 و2006 فسنرى ان الرأسمال تضاعف عشر مرات وتضاعف الرأسمال على حساب كل مواطن لبناني. اليوم حل الأزمة الاقتصادية يجب ان تشارك فيه كل المصارف، فالقطاع المصرفي اغتنى على حساب المواطن فلماذا لا يشارك هذا القطاع ولو لمرة في هذا الموضوع. اليوم بدل ان نأتي ونرفع الTVA ونحرر صفيحة البنزين ورفع الضرائب هنا وهناك، لماذا لا نشرك القطاع الذي استفاد من الدولة لعشرة اعوام من ايام الـ40 في المئة على سندات الخزينة او 40 في المئة فوائد والضرائب اليوم التي تقبض من المواطن بنسبة 5 او 6 في المئة ويقدمونها الى الدولة بنسبة 12 في المئة. تصبح انهم اصحاب "منة" على الدولة، هذا غير صحيح. ولكن السؤال: من هو المساهم في القطاع المصرفي ومن المستفيد في القطاع المصرفي، ولماذا ممنوع الكلام في هذا الموضوع، لماذا اللعب بصرف الليرة ممنوع الكلام فيه؟ اليورو وصل الى 1.25 وبقي الدولار على 1500 ليرة، لا يمكن الفرد ان يكون هو المصرف والدولة والحكومة في الوقت نفسه ويقول انا اخاطر. لا يمكن احدا ان يخاطر في وقت هو المصرف والدولة والحكومة، فمعنى ذلك انه عارف وواضع خطة لعشر سنوات يعرف ما يمكن ان يحصل، ماذا سلف باللبناني وهو يعرف ما قد يحدث فهذا ما يسمونه "سرقة موصوفة". لذلك ،فانا ارى ان من المشاركين في الحكومة لديهم حصص في المصارف، فليساعدوا من دون ان يربحوا الشعب اللبناني "منة". انهم يساعدون عبر نقليات الى التظاهرات وعبر تمويل حملات الانتخاب وما شابه. وفي النهاية "يمننون" الناس، ففي النهاية كله من حساب الشعب، وكل الثروات هي من حساب اللبناني بنسبة 80 في المئة. فلا احد يستورد مالا من الخارج يصرفه في لبنان بل يأخذون مالا من الداخل لصرفه في الخارج". وحول ما تعرض له امس النائبان ادغار معلوف ونبيل نقولا وتصرف وزارة الداخلية معهما، قال: "ما لفتني هو ان نائبين في البرلمان اللبناني اتصلا بالمدير العام لقوى الأمن من دون تجاوب، ولا اعرف ما هذا النفس الذي "يركب" عند الامن اللبناني اذا كان سليما للبنان ام لا. اذا لم يرد على اتصال نائب فمن سيرد على المواطن؟ وهذا ما لفتني أمس، لانه يمكن ان يحصل خطأ ويتم اعتداء على شخصية، ولكن عدم الرد على نائب منتخب من الشعب والسلطة الرسمية لا تهتم، ولا يرد عليه على مستوى موظف، وهذا النفس الذي أوجدوه في الادارة اللبنانية يجعلني اتساءل: لماذا يحدث هكذا".
المحر رالمحلي ـ"الوطنية"
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018