ارشيف من : 2005-2008
مذكرة من عائلات الأسرى في السجون الإسرائيلية للارسن: نطالب الامم المتحدة بالضغط على "اسرائيل" لضمان الحرية الفورية وغير المشروطة للاسرى كافة
التقى وفد من عائلات الأسرى المعتقلين في السجون الإسرائيلية: سمير القنطار ويحيى سكاف ونسيم نسر في احدى قاعات رئاسة الوزراء بعد اجتماع الأخير مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وتسلم لارسن من الوفد مذكرة تطالب بإطلاق سراح الأسرى، وجاء في المذكرة:
اننا سعداء بالفرصة التي منحنا اياها دولة رئيس مجلس الوزراء للقائكم في السراي الحكومي لطرح قضية الاسرى والمفقودين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية.
السيد لارسن: نستعيد في هذه المناسبة فترة الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000 والجهود التي بذلت لرسم الخط الازرق عند الحدود، كما نستعيد الجهود التي بذلت لاطلاق سراح الاسرى اللبنانيين في السجون الاسرائيلية من قبل الامم المتحدة والتي جوبهت برفض اسرائيلي قاطع حيث اعلن سعادة الامين العام للامم المتحدة السيد كوفي انان ان رئيس الحكومة الاسرائيلية آنذاك رفض اطلاق سراح الاسرى اللبنانيين حتى كهدية شخصية للامين العام الذي بذل جهدا استثنائيا في تلك الفترة .
اليوم يساورنا بالغ القلق تجاه غياب الجهود اللازمة لحل هذه القضية الانسانية التي يعتبر عدم حلها عائقا رئيسيا وكبيرا امام عملية السلام في الشرق الاوسط . يساورنا اليوم بالغ القلق، حول مسألة بقاء معتقلين لبنانيين في السجون الاسرائيلية وهم :
ـ سمير القنطار، يدخل بعد شهر عامه الـ 28 في الاعتقال، والذي يقضي حكما اسرائيليا مجحفا وغير عادل بالسجن المؤبد لفترات متعاقبة يصل مجموعها الى 542 عاما ونصف العام .
ـ يحيى سكاف المعتقل منذ العام 1978 والذي لا تعترف "اسرائيل" بوجوده في سجونها السرية التي لا يدخلها الصليب الاحمر الدولي.
ـ نسيم نسر المعتقل منذ 4 حزيران 2002، محكوم ست سنوات.
ـ محمد فران الذي فقد في المياه الاقليمية اللبنانية في تشرين الاول 2005 ويعتقد ان القوات الاسرائيلية تتحفظ عن كشف مصيره .
يساورنا اليوم بالغ القلق ايضا حول تكتم "اسرائيل" على مصير العشرات من المفقودين اللبنانيين والذين يبلغ عددهم اكثر من 250 مفقودا. ان تكتم "اسرائيل" عن المفقودين يشكل انتهاكا فظيعا للاعلان العالمي لحماية كل الاشخاص من الاخفاء القسري الذي تبنته الجمعية العمومية للامم المتحدة في تاريخ 18/1/1992 حول وجوب اعتبار كل عمل من اعمال الاختفاء القسري جريمة ضد الكرامة الانسانية، ويدان بوصفه انكارا لمقاصد ميثاق الامم المتحدة وانتهاكا خطرا وصارخا لحقوق الانسان والحريات الاساسية التي وردت في الاعلان العالمي لحقوق الانسان وأعادت تأكيدها وطورتها الصكوك الدولية الصادرة في هذا الشأن كما جاء في المادة الاولى من هذا الاعلان، وانه لا يجوز لأي دولة ان تمارس اعمال الاختفاء القسري او ان تسمح بها او تتغاضى عنها كما جاء في المادة الثانية منه. وانه بالاضافة الى العقوبات الجنائية الواجبة التطبيق يجب ان تترتب على اعمال الاختفاء القسري المسؤولية المدنية لمرتكبيها والمسؤولية المدنية للدولة او لسلطاتها التي نظمت عمليات الاختفاء او وافقت عليها او تغاضت عنها، وذلك مع عدم الاخلال بالمسؤولية الدولية للدولة المعنية وفقا لمبادىء القانون الدولي كما جاء في المادة الخامسة منه. وانه لا يجوز اتخاذ اي ظروف مهما كانت, سواء تعلق الامر بالتهديد باندلاع حرب او قيام حالة حرب او عدم الاستقرار السياسي الداخلي او اي حالة استثنائية اخرى, ذريعة لتبرير اعمال الاختفاء القسري كما جاء في المادة السابعة منه. وانه يعتبر كل عمل من اعمال الاختفاء القسري جريمة مستمرة باستمرار مرتكبيها في التكتم على مصير ضحية الاختفاء ومكان اخفائه ما دامت هذه الوقائع قد ظلت بغير توضيح كما جاء في المادة السابعة عشرة منه.
هذا بالاضافة الى جثث اللبنانيين الذين احتجزتهم "اسرائيل" او اقتادتهم الى سجونها خلال فترة احتلالها لجنوب لبنان والذين يبلغ عددهم اكثر من 50 جثة، ومنهم على سبيل المثال: يحيى خالد، اياد قصير، حسين ظاهر، الياس حرب وفرج الله فوعاني .
السيد لارسن: تأتي زيارتكم الى لبنان في الوقت الذي سيدخل عميد الاسرى في السجون الاسرائيلية سمير القنطار ، بعد 27 يوما عامه الـ 28 في الاعتقال، والذي يقضي حكما مجحفا وغير عادل بالسجن المؤبد لفترات متعاقبة يصل مجموعها الى 542 عاما ونصف العام .
ان الاسرى اللبنانيين في السجون الاسرائيلية ليسوا "ارهابيين" كما تحاول "اسرائيل" الترويج، فهؤلاء كانوا يعيشون حياة سالمة الى حين حصول الاجتياح الاسرائيلي لجنوب لبنان عام 1978، والذي تسبب بقتل المدنيين من نساء واطفال، وهجر الناس وادى الى احتجاز العشرات. ولقد حظي الشباب اللبناني بفرصة مشاهدة فظاعة الاجتياح الاسرائيلي والذي نتج عنه تهجير وابعاد آلاف العائلات من بيوتهم، ما ادى الى انقطاع مصادر رزقهم. واستجابة للواجب الوطني والانساني انخرط آلاف المناضلين في صفوف المقاومة للدفاع عن ارضهم وشعبهم، الامر الذي تكفله الاتفاقيات الدولية باعتباره حقا من حقوق الشعوب الواقعة تحت الاحتلال. ان بقاء معتقلين لبنانيين في السجون الاسرائيلية، وتكتم "اسرائيل" على مصير العشرات من المفقودين اللبنانيين وجثث اللبنانيين الذين احتجزتهم او اقتادتهم الى سجونها خلال فترة احتلالها لجنوب لبنان، يشكل برهانا قاطعا على استمرار معاناة لبنان من الاحتلال الاسرائيلي، ويضاف الى هذه المسألة عدم انسحاب "اسرائيل" من الاراضي اللبنانية كافة وعدم تسليمها كل خرائط الالغام المزروعة في جنوب لبنان والتي تشكل احتلالا خفيا يمنع الناس من استثمار اراضيهم وتتسبب في سقوط عشرات الشهداء والجرحى والمعوقين، واختراق "اسرائيل" المتكرر للسيادة اللبنانية بحرا وبرا وجوا. اننا نؤكد ان استبقاء معتقلين لبنانيين في السجون الاسرائيلية واحتجازهم كرهائن لاغراض المساومة يشكل انتهاكا صارخا لمبادىء القانون الدولي وحقوق الانسان, خصوصا بعد مضي حوالي الست سنوات على الانسحاب الاسرائيلي .
السيد لارسن: بتاريخ 19 تشرين الاول 2004 دخل مصير احبائنا المعتقلين والمفقودين مرحلة جديدة من الشك والقلق، حيث اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون انه لن يتم اطلاق الاسير اللبناني سمير القنطار في الوقت الحالي. كما ابلغ المجلس الوزاري الاسرائيلي انه " في الوقت الحالي ينبغي ان لا نطلق اي من المعتقلين الى ان نتلقى معلومات عن رود أراد ". ان هذا الاعلان هو برهان جيد بان الحكومة الاسرائيلية تحتفط بالمعتقلين اللبنانيين كرهائن لاغراض المساومة. لذلك فاننا نعتبر ان هذا الربط الاسرائيلي بين قضية المعتقلين اللبنانيين وكشف مصير الجنود الاسرائيليين الذين فقدوا اثناء الخدمة امثال رون أراد ويهودا كاتس وزخاريا باومل وتسفي فلدمان هو امر مرفوض قطعيا. ان استمرار اعتقال الاسرى سمير القنطار ونسيم نسر ويحيى سكاف ومحمد فران وعدد آخر من المفقودين اللبنانيين بشكل تعسفي، وعزلهم عن العالم الخارجي، وبدون معرفة موعد اطلاق سراحهم يشكل انتهاكا اسرائيليا فاضحا لمبادىء القانون الدولي المتعلقة بحماية حقوق الانسان وبخاصة المبادىء الواردة في الاعلان العالمي لحقوق الانسان، وللاحكام ذات الصلة من القانون الانساني الدولي الواردة في اتفاقيات جنيف، ونطالب الامم المتحدة بالضغط على اسرائيل لضمان الحرية الفورية وغير المشروطة للاسرى كافة، والى حين اطلاق سراحهم، نطالب بان تضمن الحكومة الاسرائيلية بان كافة الاسرى قد حصلوا بشكل عاجل ودائم وغير منقطع على حقهم بمقابلة عائلاتهم ومحاميهم واطبائهم وان لا يتعرضوا لاي نوع من انوع التعذيب او المعاملة المهينة من قبل افراد طاقم السجون الاسرائيلية .
السيد لارسن: لقد تلقينا ببالغ الحزن والدهشة مواقفكم الاخيرة لجهة الاجتهاد الشخصي الذي قمتم به لتبرير عدم جدوي استمرار المقاومة بناء لقرار مجلس الامن الدولي في العام 2000 والذي اكد انسحاب "اسرائيل" من الاراضي اللبنانية وفقا للقرار 425 . ان الامم المتحدة لا تستطيع ان تتنكر للحظة واحدة ان "اسرائيل" لا تزال تحتفظ بمواطنين لبنانيين احياء واموات في سجونها وفي المقابر الجماعية التي يشرف عليها الجيش الاسرائيلي، ان التعاطي الدولي الحالي تجاه قضية الملفات العالقة بين لبنان و"اسرائيل" هو مخالف للقرارين 425 و426 اللذين ينصان على انهاء كافة اسباب النزاع بين لبنان و"اسرائيل" ويلزمان الامم المتحدة الاشراف على التطبيق الكامل لهذا الامر. ومخالف للقرار رقم 40/160 A الصادر عن الجمعية العامة للامم المتحدة في دورتها الـ 40 تاريخ 16 كانون الاول 1985 . لذلك نأمل ان يستجيب مجلس الامن الدولي وسعادة الامين العام لمذكرتنا ويمارس ضغوطا حقيقية على الحكومة الاسرائيلية لكي تقلع عن استمرار احتجاز المواطنين اللبنانيين والتكتم عن مصير مفقودين في سجونها لاغراض المساومة والمقايضة".
كما سلمت دانا سليم ابنة شقيقة الاسير سمير القنطار رسالة الى لارسن جاء فيها:"
منذ ان وجدت في هذا العالم وانا ارى صورة رجل موزعة في ارجاء منزلي وبعد فترة علمت انه خالي المعتقل بسبب انه حاول ان يحمينا من المجرمين الذين سببوا الحروب والكوارث. الدموع لا تفارق عيون امي وجميع افراد عائلتي والحياة صعبة جدا بدون وجود خالي سمير بقربي وتزداد صعوبة بسبب عدم قدرتنا على التواصل معه، مهما كان العمل الذي قام به, اظن ان 28 سنة في الاسر تكفي وآن الاوان ليعود الينا ونعانقه ونتحدث اليه ويعيش بيننا.
اتمنى من اعماق قلبي ان تستطيع تحقيق حلمي برؤية خالي وجميع رفاقه احرارا".
وبعد تسليم المذكرة الى لارسن تحدث الرئيس السنيورة الى اهالي المعتقلين فقال:" ان معاناتكم كبيرة ونحن نحاول طرح قضيتكم مع كل مندوب من المندوبين الدوليين والغربيين الذين يأتون الينا، وقضيتكم هي قضيتنا جميعا الا وهي ضرورة تحرير الاسرى المعتقلين في السجون الاسرائيلية ، ولقد تحدثت الآن مع السيد لارسن في هذا الموضوع ووعدني كالآخرين باثارة هذه القضية لدى المراجع المعنية ".
وكالات ـ"الوطنية"
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018