ارشيف من : 2005-2008
المفتي قبلان: المقاومة وحدها تحمينا ولا مساومة عليها ولا التباس
رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في كلمة تأبينية القاها في ذكرى اسبوع في حسينية كفرحتا، "ان البلد يمر هذه الأيام في مرحلة مصيرية ودقيقة، بل وخطيرة جدا، فالقضية ما زالت تراوح مكانها، وأصل الهوية الضرورية للطروحات ومطالبها تبدو واضحة الاختلاف المثير، وكأن البعض مكبل بالتزام ما، لصالح الخارج. حتى وجدنا أن البعض يقر بلبنانية مزارع شبعا ثم في الخارج يطلق النار عليها بغزارة وعشوائية. والآخر يعتبر أن المقاومة هي مقاومة، لكنه في الخرطوم يختلف مع رئيس الدولة ويصر على حذف الفقرة التي تتعرض لدعم المقاومة، فيما العراب الآخر يصر على وضع خريطة التزامات للرئيس الجديد حتى يتم التباحث باسمه، ويجمل هذه الالتزامات بالأمور التالية: إنهاء سلاح المقاومة، سحب السلاح الفلسطيني من خارج المخيمات، ومعالجته داخل المخيمات وإرسال الجيش إلى الجنوب. فيما هو نفسه أقر بان مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ما زالت محتلة، ما يعني أن هناك من يلتزم فعلا برزمة أهداف تصب كلها في منطقة الإملاءات الغربية بالأخص الأميركية".
وسأل: "أية دولة أية حكومة تحترم نفسها وتترك (تيري رود) لارسن يجوب على السياسيين الرسميين وغير الرسميين ليعطيهم دروسا في الأولويات والأطر الوطنية والواجبات المدرسية؟ أية حكومة سيادية هي التي تتغاضى عن جولات السفير الأميركي الذي يلعب بقضايانا كلعبة بيد طفل؟ أية حكومة ترضى أن تتخلى عن استقلالها السياسي بحيث يصل إلى حد تسفير الملفات كاملة إلى واشنطن وباريس؟ أية حكومة ترضى أن يلقن جيشها بلوائح مطلبية وعقيدية انقلابية عبر لارسن، فيما إسرائيل تدوس أعناقنا السيادية بأحذية الدمار والنار. إنه شيء مفجع ألا نعرف من يحكم لبنان، (غير) بيدرسون أم لارسن، أم كونداليزا رايس أم غيرهم، وبالأصل هل بقي للحكومة شيء، أم أبقوا لها صلاحية جلد الناس البسطاء بالضرائب والرسوم ومذكرات التوقيف والتخويف وأشباهها؟ ألا يجب على الحكومة أن تستنفر قواها فيما الجوع يمزق أحشاء ناسها وأهلها؟ أم أن دولة الرئيس مشغول بمصالحات الخليوي وفواتير سوكلين ونسبة فوائد البنوك الدائنة المحظوظة؟".
وأردف: "نلفت إلى أن الضغط في لبنان يمكن أن يولد مرحلة هائلة من الأخطار، وخصوصا أن الحكومة والأكثرية تتعامل بمكايدة وتشف في إدارة الملفات وفي توصيف القضايا، وهذا أمر نراقبه بدقة ولا يمكن السكوت على الاستنسابية القاتلة التي يجري تمريرها بفخر واعتزاز وجهر، وكأن باقي الناس أموات أو لا وجود لهم. هنا نهيب بمن فيهم ذرة كرامة، أن يقرأوا من جديد خريطة الدمار والنار، وماضي البلد، وما يمكن أن يكون عليه. علينا أن نكون أكثر وعيا، وأكثر حرصا وأكثر استعدادا لأن نصون بلدنا ونحميه من كل ما يتهدده من أخطار وهي محدقة وكبيرة جدا إذا لم ندرك بأن هذا التصارع السياسي يجب أن يتوقف، وبأن الحوار مهما كان صعبا لا بد منه، وينبغي أن يستمر، وأن سلاح المقاومة يشكل ضمانة للجميع، فلا يجوز أبدا أن نفرط بهذه الضمانة، أو أن نتخلى عنها، حتى نرضي الرغبات الأميركية - الصهيونية". وختم: "نحن أصحاب حق، أرضنا محتلة، أسرانا في السجون الإسرائيلية، تهديد مستمر، انتهاكات يومية، فمن ذا الذي يحمينا من الأطماع الصهيونية؟ وحدها المقاومة هي القادرة على ذلك، وهي التي تمتلك الجواب الذي يضع حدا لأي عدوان ويزيل كل الهواجس، فسلاح المقاومة يجب أن يبقى لأنه أمر مشروع وحق لا يمكن لأحد أن يتنكر له. فلا مساومة على المقاومة ولا التباس، وغير ذلك سيفاقم الأمور وسيضاعف من حجم المشكلات وسيزيد من الضغوط الداخلية والخارجية. مع العلم أن لبنان وشعب لبنان لم يعد بمقدورهم أن يتحملوا المزيد من هكذا مهاترات، فلا بد من الوصول إلى تفاهم يضع حدا لكل هذه الإشكاليات، وهذا لن يتم إلا بصدقية الجميع مع واقعهم وباتكالهم على أنفسهم".
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018