ارشيف من : 2005-2008
أرسلان بعد اللقاء مع كرامي: لبنان دفع ثمنا غاليا للإيحات الخارجية على ساحتنا الوطنية
استقبل الرئيس عمر كرامي قبل ظهر اليوم في منزله في الرملة البيضاء، وفدا من الحزب الديموقراطي اللبناني برئاسة الوزير السابق طلال ارسلان وجرى عرض للأوضاع العامة في البلاد.
وقال الرئيس كرامي بعد الاجتماع: "تربطنا صداقة كبيرة بالامير طلال وببيته الوطني الكبير، ومن الطبيعي ان نكون في نفس الخط والموقف، وطبعا شرفنا اليوم وكان عرض كامل لكل الامور السياسية التي تجري في البلد وخصوصا اليوم سيد الموقف هو مؤتمر الحوار، نحن من الداعين دائما الى الحوار لاننا نؤمن بأن الخلافات الاساسية في لبنان لا يمكن ان تحل الا عن طريق الحوار والا عن طريق سلوك الامور التي تعبر عن عدم العنف سواء كان في الخطاب السياسي او في التعاطي في كل الامور، ومن هذا المنطلق نتمنى لمؤتمر الحوار ان ينجح وان يعطي ثماره، خصوصا ان التسريبات التي نسمعها من هنا وهناك تفسر بأنهم سيصلون الى مبادىء عامة ستتابعها اللجان، نحن قلنا عند عقد الحوار باننا غير متفائلين لاننا اعتبرنا انه لم يعد الاعداد الصحيح لهذا المؤتمر، في الامس سمعنا ان هذا المؤتمر هو من صنع لبنان، انا اعتقد ان هذا الكلام ليس دقيقا كثيرا لاننا نعرف بأن هناك ايحاءات عربية وخارجية، طبعا هذا امر مطلوب، لانه عندما تكون الغاية والهدف هو الحوار من اجل الوصول الى حلول تؤمن كل ما ينشده اللبنانيون من استقرار، فاننا مع اي تدخل يؤدي الى هذا الهدف، نأمل بان ينتهي هذا الحوار الى نجاح ولكن نلفت النظر الى ان الوضع المالي والاقتصادي لم يعد يتحمل المزيد من التسويف والمماطلة، نتمنى على الحكومة التي هي مغيبة بالفعل منذ زمن بعيد عن معالجة كل الامور الاساسية وعلى رأسها الامور الاقتصادية والاجتماعية، ودائما الحجة هي انتظار "مؤتمر بيروت 1"، اذا لم يحصل هذا المؤتمر، هل تبقى الناس في هذه الحالة من الجوع، اذا لم يكن هناك معالجة للوضع المالي والاقتصادي، فعبثا يحاولون في الموضوع السياسي، لان الاساس هو الامن، فاذا اهتز الامن الاجتماعي والمالي، فلن يكون هناك امن في اي مكان، ولا يمكن ان يكون هناك نجاح لأية حلول سياسية، لذلك نطلب من الجميع ان يعوا هذا الموضوع خصوصا اننا بدأنا نشعر بأن الجوع بدأ يطرق كل الأبواب".
سئل: ما الذي لم يعجبكم في موضوع مؤتمر الحوار؟
أجاب: "اقول لم تتهيأ للمؤتمر طرقا صحيحة وسليمة، كنا نأمل بأن يكون هناك حوارات كما يحصل دائما وراء الكواليس لتهيئة الاجواء، هذا لم يحدث، أتوا بالفرقاء ووضعوهم على الطاولة المستديرة، رأينا ان هناك ابتسامات وسلامات وكلامات وموعد ولقاء، ماشي الحال، ونرى كلام الفرقاء بأن مشاكل عمرها 30 سنة وبهذا العمق والخطوة لا تحل بأربعة او خمسة ايام من الحوار، هذا كان من الممكن ان يحل لو كان مهيأ له، هذا ما قصدته".
سئل: هل تتوقعون ان يخرج المؤتمر بأمور ايجابية؟
أجاب: "في تصوري ان الايجابيات ستكون الخروج بقواعد عامة، القواعد العامة لا تكفي، لان هناك تفاصيل هي اساس الحل، والشيطان دائما يكمن في التفاصيل كما يقولون".
سئل: ما هو تعليقكم على كلام النائب وليد جنبلاط في واشنطن؟
أجاب: "نحن نأسف لأنه في جو حوار وتهدئة، كلام من هذا النوع خصوصا ان احد البنود الرئيسية للحوار هو العلاقة الجيدة مع سوريا وكل الفرقاء يؤمنون بأنه اذا لم يكن هناك علاقات على الاقل طبيعية بين لبنان وسوريا، فلن يرتاح لبنان ولا ترتاح سوريا، وشهدنا التحرك المصري والسعودي، هذان البلدان اللذان نشعر ان هذه الأجواء ستؤثر على المنطقة ككل لذلك هذا القصف العنيف وغير المبرر في هذه الظروف بالذات لا يخدم لا القضية اللبنانية ولا القضية العربية ككل". سئل: هل برأيكم سينسف الحوار؟
أجاب: "برأيي، لن ينسف الحوار، الحوار مستمر ولكن المهم هو النتائج وليس الحوار فقط". تصريح ارسلان
بدوره، قال ارسلان: "اعتبرنا ان زيارة كل لبناني سياسي او مسؤول للرئيس عمر كرامي هو من الواجب الوطني عدا عن العلاقة الشخصية، لأنني اعتبر ان بيت الرئيس كرامي هو رمز وطني ووحدوي اخلاقي للسياسة اللبنانية يجب ان نحافظ عليها وان نعمر جميعا مدماكها، لأنني اعتبر هذا البيت الوطني قدم الكثير منذ الاستقلال حتى بالدم باستشهاد الرئيس رشيد كرامي الذي اعتبر شهيدا لكل لبنان، لا للشمال ولا لآل كرامي ولا لطائفة او مذهب، وقع شهيدا ممثلا كل لبنان، ممثلا ضمير كل اللبنانيين، فاعتبر زيارتي للرئيس كرامي هي زيارة للتأكيد على هذه الثوابت الوطنية في هذا البيت الوطني الكبير".
اضاف: "اما بالنسبة الى الموضوع السياسي المطروح وهو الحوار الذي نشجعه وندعمه وندعو الله ان يوفق المتحاورين، وانطلق من الكلمة التي قالها الرئيس بري، بأن هذا الحوار صنع في لبنان، وان شاء الله يكون هذا الحوار صنع في لبنان وليس عندي شك، وما يهمنا ان نهاية الحوار ايضا صنعت في لبنان، لا ان تكون النهاية اتت من ايحاءات خارجية لأنني اعتبر ان لبنان دفع ثمنا غاليا للايحاءات الخارجية على ساحته الوطنية، لأنه كفانا ما مررنا به من ازمات على المستوى الداخلي والمذهبي والطائفي والحزبي والوطني العام، وبالتالي نحن في حاجة الى حوار مسؤول وليس "حوار طرشان" وبالتالي ان يصل هذا الحوار الى نهاية سعيدة، نهاية للتأكيد على ما بدأ به انه صنع في لبنان، ونأمل ان تكون النوايا سليمة وان شاء الله نستطيع جميعا ان نوفر على البلد الحالة اللاطبيعية التي مر بها منذ سنة وحتى اليوم، وهي حالة الجنون في الخطاب السياسي والتحريض الطائفي والمذهبي والتي انتجت للاسف طبقة سياسية لا تليق بلبنان في هذا الظرف العصيب لاننا في حاجة الى مسؤولين اكثر مما في حاجة الى "مجموعة رديدة"، يتقاذفون الكلام والخطابات القاسية التي تفخخ واقعنا اللبناني، كما نلاحظ الان انه لا سمح الله لم يصل الحوار الى اتفاق نهائي على اي موضوع، ما هو الحل، العودة الى الشارع، من هنا اؤكد على كلام الرئيس كرامي انني كنت اتمنى ان تتم التهيئة بين المتحاورين قبل ان يجلسوا على طاولة مستديرة، لانه كما قال دولة الرئيس ان الشيطان يسكن في التفاصيل، خصوصا ان المواضيع الاساسية هي مواضيع خلافية عمرها 20 او30 سنة في حاجة الى تهيئة وتبادل في وجهات النظر الى التنسيق في الافكار المتبادلة للوصول الى نتيجة مضمونة". وعن كلام النائب جنبلاط، قال ارسلان: "رأيي انه في غير وقته وغير ملائم لجلسة الحوار خصوصا اننا كلبنانيين نتطلع الى طاولة الحوار بنظرة تفاؤلية، كنت اتمنى من كل المشاركين ان يكونوا على قدر المسؤولية وان يتحملوا بعضهم، ولنرى ماذا ينتج هذا الحوار من امور، ولماذا نستبق ببعض الخطابات التي لا توصل الى نتيجة بتقاذف التهم والتصعيد في الخطاب السياسي".
وكان الرئيس كرامي لستقبل كل من الوزير السابق ألبير منصور والمدير العام السابق لامن الدولة ادوار منصور.
بعد اللقاء، قال الوزير السابق منصور: "اولا، نتمنى ان ينجح الحوار مع اعتقادي انه بادرة جيدة حصول هذا الحوار، والامر الثاني نتائج الحوار، اعتقد ان الحوار لم يتحضر له بالقدر الكافي، لذلك ستكون نتائجه اما تخريجة كلامية واما لجان متابعة لهذا الموضوع، خصوصا ان ظروف حل فعلي بالنسبة للبنان في جو الصراع القائم، اعتقد انها غير متوفرة بعد، لان بعض الاطراف ليس لديهم نية لفك ارتباط الوضع اللبناني عن ما يجري من مخططات ترسم للمنطقة".
سئل: حتى من خلال المبادرة العربية؟
اجاب: "حتى من خلال المبادرة العربية، وظهرت بوادر اطلاق نار على هذه المبادرة واستباقها بامكانية فشلها سلفا من خلال التصريحات التصعيدية التي تصدر وخصوصا خلال الحوار، وبالتالي نحن قادمون على مرحلة مراوحة وتجميد للاوضاع بانتظار ما يجري من تفاوض او صراع ان كان حول موضوع السلاح الايراني وموضوع العراق ووضع "حماس" في الاراضي المحتلة، هناك عدة امور ستؤدي الى تجميد الاوضاع الى حين ظهور بوادر نتائج هذه المسائل، على ما يبدو المخطط الاميركي المدعوم فرنسيا بنوايا تصعيدية ويدفعون للامور نحو التصعيد، طبعا الان يجدون نوعا من الملهاة في قصة رئاسة الجمهورية حتى لا يرون كيف يمررون الوقت الضائع لهذا الامر، وحتى يبقى تأجيج الامر على نار حامية بانتظار نتائج الاوضاع ليروا كيف سيوجهون الصراع في اي اتجاه، ويبدو ان الخطة مستمرة ولكن ستأخذ نفس".
سئل: هل تساعد الارضية اللبنانية على تنفيذ هذه المخططات؟
اجاب: "لسوء الحظ هناك بعض الجهات اللبنانية اضحت مرتبطة بالمخطط الاميركي الفرنسي. بدأت بالتصعيد، وهذا الامر غير مريح". وعن الحل، قال: "الحل هو بفك ارتباط لبنان مع الصراع الدائر في المنطقة وهذا الامر من الممكن اذا عالجنا اوضاعنا اللبنانية بما تقتضيه المصلحة الوطنية، اي بامكاننا فصل الصراع الدائر في المنطقة".
وعن كلام النائب وليد جنبلاط، قال: "لسوء الحظ هذا الكلام يساعد على استكمال المخطط الاميركي الفرنسي، وكنت اتمنى ان لا يكون اي طرف لبناني اداة لتعقب النظام السوري انطلاقا من لبنان، لانه لا مصلحة لنا بالامر، ومصلحتنا الوطنية تقضي ان نكون على علاقات جيدة مع سوريا، علاقة شراكة سوية، علاقة سيادة واستقلال، وعلاقات توجه عربي صادق ببناء نهضة عربية جديدة".
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018