ارشيف من : 2005-2008
المراقبون الجويون مصرون على مطالبهم وموظفان امنا سلامة الملاحة: قررنا التوقف عن العمل بشكل متواصل ولا نطلب سوى العدالة والانصاف
لا تزال تداعيات توقف المراقبين الجويين العاملين في مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت تنعكس على اوضاع هذا المرفق الاقتصادي. وعقد المراقبون المتوقفون عن العمل وعددهم 45، مؤتمرا صحافيا امام قاعة الوصول في المطار. وأذاع المراقب الجوي راني حمادة البيان الصادر عن لجنة المراقبين الجويين فقال: "تنفيذا لقرارهم برفض التكليف بالاعمال الليلية التي تعتبرها الادارة خارج الدوام المطلوب ولا يلزم بها القانون الاداري، توقف المراقبون الجويون عن العمل الساعة الثامنة من مساء امس الاربعاء اول آذار ساعة بدء الدوام الليلي. وإمعانا في السلبية التي عودتنا عليها منذ البداية، لجأت الادارة الى استخدام وسائل الضغط والتهديد التي وصلت الى سحب بطاقات الوظيفة من المراقبين بواسطة الاجهزة الامنية. ونتيجة هذا الاجراء لم يعد بإمكان المراقبين الجويين الدخول الى مراكز عملهم حيث كانوا ينوون الرجوع اليها لأداء المطلوب منهم وفقا للتنظيم الاداري ويوميا. وازاء ذلك شعر كل المراقبين انهم مهددون بالتعرض لنفس الاجراءات التي تهدد استمرارية العمل والحفاظ على سلامة الملاحة الجوية. ولذلك، قرروا التوقف عن العمل بشكل متواصل الى ان يصار الى:
- اصدار قرار تكليف بالأعمال الادارية من 1/3/2006، - وضع آلية لدفع المستحقات عن الاعمال الاضافية من 1/1/2001 حتى 28 شباط 2006، - العمل فورا لإيجاد حل جذري لتسوية اوضاع المراقبين الجويين،
- محاسبة المسؤولين الممثلين بالمدير العام للطيران المدني ورئيس مصلحة الملاحة الجوية ورئيس دائرة مراقبة المطار الذين عرضوا سلامة الطيران المدني للخطر بسبب تطميناتهم الوهمية لمعالي الوزير الصفدي وعبره الى دولة الرئيس السنيورة،
- الكف عن اللجوء الى الاجهزة الامنية بالطريقة التي تعاطوا بها بالامس مما ادى الى تأزم الاوضاع، - الموافقة على انشاء جمعية المراقبين الجويين اللبنانيين LIBATCA وتحديد مقر لها".
اضاف: "نحن المراقبين الجويين نتعامل يوميا مع آلاف الارواح ومئات الطائرات ومسؤولون بشكل مباشر عن سلامتهم في اجوائنا وضمن المطار، في عملنا الخطأ او حتى السهو ممنوع مما يشكل ضغطا نفسيا وعصبيا كبيرا، لذلك لا نطلب من الادارة سوى العدالة والانصاف".
وردا على سؤال عن الخطوات التالية بعدما وصلت الاتصالات الى طريق شبه مسدود بين الطرفين، قال عضو لجنة المراقبين الجويين نعمة الله تنوري: "اعتصامنا مستمر، وتوقفنا عن العمل ايضا مستمر، ولن نعمل في مثل هذه الاجواء من الضغوط. ومهما طال الزمن نرفض العمل في اجواء ضاغطة لا تؤمن لنا البيئة اللازمة والسلمية للقيام بعملنا الدقيق والحساس جدا".
سئل: الا تعتقدون ان توقيت هذا التوقف عن العمل خاطىء اذ ان البلد بكامله مشغول بمؤتمر الحوار؟
اجاب: "ان تحركنا يعود لأربع او خمس سنوات، وكانوا يعدون دائما بقرب التوصل الى حلول. ومنذ منتصف كانون الثاني الماضي ذكرنا مجددا بمطالبنا لكنهم تركوا الامور تصل الى هذا الحد من التراكم والباب المسدود".
سئل: ترددت معلومات عن تشغيل حركة الملاحة الجوية بواسطة شخصين من المراقبين الجويين بالاضافة الى خبراء عسكريين، ما مدى صحة هذه المعلومات؟
اجاب: "نؤكد ان هناك شخصين فقط من المراقبين الجويين في مركز العمل هما خالد شامية ورئيس مصلحة الملاحة الجوية ورئيس دائرة مراقبة المطار سمير قماطي، هما مؤهلان وكفوءان. لكن السيد قماطي كان قد خضع لعمليتي قلب مفتوح وقد استعانوا بخبراء عسكريين اجرى البعض منهم دراسات في الخارج والبعض منهم تعلم هنا في لبنان، لكنهم لا يتمتعون بالخبرة والكفاءة ولا اهلية للعمل المطلوب في مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت".
سئل: ما مدى تضافر المصالح المتبقية العاملة في المطار مع تحرككم؟
اجاب: "لقد صدر بيان عن المصالح الفنية العاملة في المطار تؤيد تحركنا ومطالبنا ويرفضون اي اجرا تعسفي في حقنا". وإذ اشار الى ان "عدد المراقبين المطلوب في الفريق الواحد هو 15 مراقبا"، لفت الى ان "قرار الصرف يعود الى مجلس الوزراء مجتمعا"، وقال: "ليس لدينا اي بعد سياسي انما مطالبنا هي حقوق حياتية فقط ترتبط بظروف عملنا".
اضاف: "نحن لدينا مطالب كثيرة ومحقة ولكننا اكتفينا في المرحلة الاخيرة بمطلب واحد هو الساعات الاضافية التي حرمنا منها بقرارات تعسفية لأن الدولة غير قادرة حاليا على اصدار قوانين. وقد رضينا بهذا الحل كحل موقت، ولكن بعد التصرف الجائر والاستفزازي مساء امس، اعتقد انهم صدوا الابواب مما جعلنا نصر مجددا على كامل مطالبنا. واعتقد ان من اتخذ القرار بتسيير المطار يجب ان يتحمل المسؤولية".
الطيارون الدوليون
الى جانب ذلك، وجهت منظمة الطيارين الدولية IFAPA برقيتين الى المديرية العامة للطيران المدني في لبنان والى نقابة الطيارين اللبنانيين، والثانية وجهها الاتحاد الدولي للمراقبين الجويين IFACTA الى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، وتم التشكيك فيهما بقواعد السلامة العامة في مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت، في ضوء الاجراءات المتخذة بسبب توقف المراقبين الجويين المدنيين عن العمل.
شوق
من جهته، اكد المدير العام للطيران المدني الدكتور حمدي شوق ان "كل قواعد السلامة الجوية في المطار متوفرة وان سمعة لبنان في الخارج هي الأهم وان الامن والسلامة في المطار هما من اولى اهتمامات المديرية وجميع المسؤولين اللبنانيين".
وطلب من "كل المنظمات الدولية توخي الدقة والحقيقة في المعلومات من خلال المديرية العامة للطيران المدني وليس من اي جهات أخرى"، معتبرا ان "حركة المطار تسير بشكل طبيعي وعادي". واشار الى ان "المسؤولين في المطار يمدون يد الحوار للجميع بمن فيهم المراقبين الجويين لايجاد قواسم مشتركة وحلول لقضيتهم".
وردا على ما جاء في برقية الاتحاد الدولي للمراقبين الجويين IFACTA التي وجهها الى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة قال الدكتور شوق: "يهمنا ان نوضح ان سلامة الطيران المدني في لبنان هي من اولى واهم اولويات عمل المديرية العامة للطيران المدني وكافة المسؤولين في لبنان، إذ لا يمكن ان تفرط بهذه السلامة. وهي تؤكد التزام المعايير الدولية كافة في ادارة الملاحة الجوية وغيرها من قواعد الطيران المدني بشكل عام وفق القوانين الدولية وانطلاقا من المحافظة على سمعة لبنان. واكدت جميع المؤسسات والمنظمات الدولية اتباع لبنان قواعد السلامة الجوية كافة، ونحن نؤكد ونحرص على هذا الامر. وبالنسبة لهذا الموضوع بالذات، فان حركة الملاحة الجوية في المطار تسير بشكل طبيعي وعادي ووفق قواعد ومعايير السلامة العالية. ونحن نتمنى على كل القيمين والمسؤولين عن المنظمات المحلية والدولية المعنية بهذا الشأن استيضاح المديرية العامة للطيران المدني عن كل الامور لإعطائها كافة المعلومات والتوضيحات اللازمة والمطمئنة، لانه لا يمكن المساومة على شؤون الامن والسلامة في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت".
اضاف: "ان المطار كما قلت تسير فيه حركة الملاحة الجوية بشكل طبيعي وعادي عملا بتوجيهات المسؤولين، لما يشكله هذا المطار من اهمية وشريان اقتصادي حيوي في لبنان لبقاء هذا الوطن. ونحن لا نزال نأمل بحكمة وتجاوب جميع اعضاء اسرة الطيران المدني بمن فيهم المراقبين الجويين، لإعطاء هذا الموقف الأولوية بغض النظر عن اي اعتبارات اخرى. وان مكاتبنا وقلوبنا مفتوحة للجميع للوصول الى قواسم وحلول مشتركة ترضي كافة الاطراف المعنية في المطار".
تضامن المصالح الفنية
واصدرت لجنة المتابعة للمصالح الفنية العاملة في المديرية العامة للطيران المدني بيانا جاء فيه: "بعد التطورات الاخيرة في مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت، وبعد الاجراءات التعسفية وغير المسؤولة في حق زملائنا في مصلحة الملاحة الجوية الذين طالبوا بإحقاق الحق لجهة استعادة الحقوق المهدورة، وذلك بعد صدور قرار مجلس شورى الدولة الذي كرس احقية هذه المطالب. ولما لم تأخذ الادارة على محمل الجد كل البيانات السابقة الصادرة عن زملائنا في مصلحة الملاحة الجوية، مما اوصل الامور الى ما آلت اليه اليوم، الامر الذي سيؤثر سلبا على سلامة الطيران المدني. إننا في المصالح الفنية العاملة في المديرية العامة للطيران المدني نؤكد تضامننا الكامل مع تحرك زملائنا في مصلحة الملاحة الجوية، مع التركيز على احقية هذه المطالب والتي هي في الوقت عينه مطالب جميع الموظفين في المصالح الفنية في المديرية العامة للطيران المدني".
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018