"كان لقرار تأجيل اجتماعات لجنة الحوار الوطني في مجلس النواب اعمق الاثر في النفوس. فالحوار الذي يشكل من حيث المبدأ الاساس الدائم للوفاق الوطني والعيش المشترك والذي انطلق بمبادرة لبنانية ذاتية، والذي اتخذ لنفسه برنامج عمل يتضمن معالجة مختلف الشؤون والقضايا ذات الاهتمام المشترك، لقي من اللبنانيين جميعا كل التأييد والدعم. وعلقت على نجاحه آمال كبيرة في بناء غد افضل للبنان الدولة والوطن والرسالة. لذلك، فان التأجيل غير المتوقع احدث صدمة سلبية واثار قلقا واسعا عكسه الاضطراب الذي شهدته الاسواق المالية والاقتصادية مما زاد في هموم المواطن ومخاوفه. من اجل ذلك، يناشد صاحبا السماحة جميع القيادات الوطنية المدعوة الى استئناف جلسات الحوار يوم الاثنين المقبل، بذل مزيد من الجهد واعتماد مزيد من الحكمة لحسم الاختلافات في وجهات نظرها وتسريع التوصل الى قواسم مشتركة على قاعدة المصلحة الوطنية العليا التي تخرج لبنان من دوامة القلق والاضطراب والركود التي يعاني منها. ان صاحبي السماحة يثمنان عاليا الجهود المخلصة التي تبذلها القيادات الوطنية اللبنانية، ويعربان عن تفهمهما لتعدد ولتشعب القضايا الشائكة المتداولة حول طاولة الحوار، يؤكدان ثقتهما بارادة اللبنانيين جميعا في فتح صفحة جديدة ومشرقة في تاريخ لبنان الحديث، ويوجهان نداء حارا الى هذه القيادات للارتفاع الى مستوى ثقة الشعب اللبناني بها الذي ضاق ذرعا بالصراعات والخلافات، والذي ينشد الامن والاستقرار والوحدة والسلام".‏