ارشيف من : 2005-2008

الرئيس الحص : اذا كان المطلوب من سوريا التخلي عن ثوابتها فنحن مع صمودها وعنادها مهما كان الثمن

الرئيس الحص : اذا كان المطلوب من سوريا التخلي عن ثوابتها فنحن مع صمودها وعنادها مهما كان الثمن

أصدرالرئيس الدكتور سليم الحص البيان الآتي :‏

كوندا ليزا رايس ، وزيرة خارجية أميركا ، تستطيع أن تطالب سوريا بتغيير سلوكها . أما فاروق الشرع ، وزير خارجية سوريا ، فلا يستطيع أن يطالب الدولة العظمى بشيء . الفارق بين الموقعين شاسع ، هو المسافة بين غطرسة القوة ودونية الصغير والمستفرد في العالم . ليس في الدنيا من يتجرّأ على لوم الدولة العظمى ، حتى لا نقول تقريعها ، على انحيــازها الأعمــى للارهـاب الصهيوني في فلســــــطين ، أو على فظاعاتها في العراق الذي جعلت منه مشروع فتنة يومية ، أو على هتكها كل الشرائع الدولية في تعاطيها مع المســــاجين في أبو غريب وغوانتنـامو ، وقـس علــى ذلــك كثيــراً من التجاوزات والعربدات التي ترتكبها أميركـا في شــــــــتى أصقاع العالـــم . فهـي تمارس الديمقراطية في الداخل وتمارس العسف والإستبداد في الخارج . أما ســوريا فليس في الدنيا من لا يكشّر عن أنيابه في تهديدها أو التجرّؤ والتطاول عليها . فالكل يســير في ركب الدولة العظمى أو ، في أضعف الإيــمان ، لا يتجرّأ علـــى معارضتهـــــا فــــي أحكامها علــى الدول الأصـغر أو الأضعــف ، فهذا ويا للسخرية منتهى الحصافة والحكمة . نحن كمواطنين عرب نجد أنفسنا قلباً وقالباً إلى جانب سوريا في مواجهة الغطرسة الأميركية الجائرة . مع ذلك نتمنى على سوريا أن تغيّر سلوكها في غير اتجاه . أول ما نرجوه منها أن تدرك أهمية التوقيت في اتخاذ القرارات . فلا قيمة لقرار صائب إذا جاء متأخّراً . الرئيس السـوري أصدر قراراً بالإفراج عن أكثر من مئة معتقل سياسي . لماذا يا ترى لم يفرج عن هؤلاء قبل أشهر أو قبل ســــنوات ؟ لا بل لماذا يكون هناك أي معتقل سياسي . أليس الناس أحراراً في تفكيرهم السياسي ، أيّاً يكن ؟ ولماذا يبقى معتقلون لبنانيون في الســـجون الســـــورية ؟‏

ثم إن الرئيس السوري شكّل لجنة لمتابعة التحقيق في الجريمة النكراء التي أودت بحيـــاة الرئيس الشــــهيد رفيـــق الحريـري والتعـاون مـع لجنــة التحقيق الدوليــة . ما كان أعظم هذا القرار لو صدر قبل بضعة أشهر ، حتى قبل جلاء القوات السورية عن لبنان ؟‏

ثم ماذا ينتظر الرئيس السوري الشاب لإطلاق الحريات العامة وتطوير الحياة الديمقراطية في سوريا ؟ أما إذا كان المقصود من مطالبة سوريا بتغيير سلوكها التخلّي عن ثوابتها القومية ، فنحن مع صمود سوريا وعنادها حتى النهاية . إذا كان المقصود إرغام ســـــــــوريا على التحالف مع الإحتلال الأميركي للعراق ، أو التخلّي عن المقاومة في لبنان مادام لبنان يتعرّض لاعتداءات جوية وبحرية شبه يومية وترزح بقعة من أرض لبنان تحت الاحتلال ، أو التوقيع على صلح منفرد مع الكيان الصهيوني وبالتالي إحكام الحصار على الانتفاضة الفلسطينية واستفراد السلطة الفلسطينية في المواجهة مع الاحتلال الصهيوني ، فهذا ما نربأ بالرئيس السوري الشاب الإقدام عليه مهما كان الثمن .‏

كانت سوريا حصناً للعروبة ويجب أن تبقى . أخيراً ، نهيب بالحكمين السوري واللبناني أن يسارعا إلى إعادة تفعيل آليات التواصل بين البلدين الشقيقين على أوسع نطاق ، وذلك بعقد لقاء للجنة التنسيق العليا ، برئاســـــة رئيســي الوزراء فــي البلديــن ومعهمــا الــوزراء المختصون ، ثــم عقد لقاء على مستوى المجلس الأعلى اللبناني السوري من أجل تنقية الأجواء بين البلدين الشقيقين وتوطيد أواصر الأخوة والتعاون والتنســــــيق . ولا يفوتنا أن هناك من يسعى إلى القطيعة مع سوريا ومن ثم الانغلاق عليها بهدف الانفتاح على إسرائيل والعياذ بالله .‏

2006-10-28