ارشيف من : 2005-2008
إرسلان: لارسن طوب نفسه رسول حوار وسلام في لبنان
التقى رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني الامير طلال ارسلان في دارته في خلده اليوم وفودا شعبية من مختلف مناطق الجبل وحاصبيا بحضور نائب رئيس الحزب زياد الشويري والامين العام روني ألفا وعدد من أعضاء المجلس السياسي.
وألقى الوزير السابق ارسلان كلمة تناول فيها موضوع التحقيقات الجارية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وتقرير ميليس ولارسن وما يجري حول رئاسة الجمهورية اضافة الى قضية ارتفاع اسعار المازوت.وجاء في الكلمة :
مضى زمن آثرنا فيه الصوم عن الكلام حتى لا نُعير بالإفراط والحشو وكنا ننتظر ان يأتينا االتغيير والتجديد في الحياة السياسية بعيدا عن توافق مصالح وتواطئ طوائف على اخرى، فإذا به يفرز اصطفافات وانقسامات. لبنان يتجه وللأسف الشديد الى الوطن ــ المحمية أو الوطن ــ المنصة والساحة، وليس المطلوب الخروج من وصاية والدخول الى وصاية كولونيالية جديدة. الخوف ان نكون قد دخلنا جحيم الشرق الأوسط الجديد وقد قرأنا ما يقوله البوليس الكوني بوضوح، فهو يقول : كما دمرنا المعسكر الشرقي في أوروبا وبنينا أوروبا ديمقراطية سندمر انظمة الشرق الاوسط لنبني شرق أوسط ديمقراطي، لذلك علينا ان ننتظر اكثر من قميص عثمان لتبرير التدمير، بالأمس كان اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وغدا ربما صور اقمار اصطناعية، أو معسكرات وهمية أو تهديدات ارهابية مفترضة. المهم في كل هذه المعمعة ان نعرف ان للباطل جولة وللحق الف جولة، وان حركة العصيان على الكولونيالية الجديدة تتنامى من داخلها، وليس غريبا ان نرى في استطلاعات الرأي تدني نسبة التأييد للرئيس بوش الى 35 بالمئة وهي نسبة لم تعرفها حقبة فيتنام ، وهو مؤشر يدل من الأرجنتين اليوم ومن قلب الولايات المتحدة غدا ، ان الشعوب غير مقتنعة بالبوليس العالمي ولا بمقولة ان الأمن القومي الاميركي يبدأ في افغانستان ويمر في العراق وينتهي بتصفية الصراع العربي الاسرائيلي بالتسطيح. واضاف ارسلان :" لقد دخلنا عصر الحكومة الدولية وعصر انحسار مبدأ سيادة الدول، فسلطات مجلس الأمن اصبحت مطلقة، وهذا ما لم نشاهده في أي عصر امبراطوري أو ملكي عبر التاريخ، القضاة الدوليون يحلون مكان المؤسسات الدستورية يشتبهون ويستجوبون ويختصرون المحاكم ويصادرون القضاء ويسخرون القوى الامنية ويجمدون الأرصدة ويشهرون بمن يشاؤون " ولو أتونا بالحقيقة لكنا قبلنا وقلنا ان لعولمة الأمن والسياسة والعدالة نتيجة مرضية، ولقلنا ان الحقيقة وحدتنا ، لكن ما يحدث هو العكس على الأقل حتى الآن .
وتابع :" لقد جاء التقرير الدولي ليدفع ببعض اللبنانيين الى الاشتباه ببعضهم الآخر، والأخطر من كل ذلك انه دفع بالإشتباه على مستوى شعوب المنطقة ونمى الكراهية والخوف، وهذا ما لا يطلبه لبنان من العدالة الدولية".ولو اتى التقرير الدولي ليقول لنا من قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولماذا قُتل لكنا تنفسنا الصعداء وعرفنا القتلة وبنينا على هذه المعرفة مواقفنا، لكن الخشية كل الخشية ان نصل الى15 كانون الأول ونزيد بلبلة والتباسا وغموضا وتشكيكا واشتباها وعندها ستقرر عدالة وولفو ويتز وكوندوليزا رايس إنزال العقوبات فيستعمل دم الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقودا لإنهاك آخر معاقل العروبة في لبنان وسوريا، قبل ان ينجح لاسمح الله برنامج التوعية الاميركي المخصص للشرق الأوسط ، في تحويل اسرائيل الى دولة صديقة ومسالمة وفي تحويل محيطنا العربي الى بؤر متنافرة على قاعدة القوميات والمذهبيات والطوائف والقبائل.
وقال ارسلان :"نحن نريد الحقيقة ، لكننا نريدها نورا لا نارا ونريدها من أجل لبنان، لا لأ ََجل لبنان، ونريدها لاعادة العلاقة الطبيعية بين لبنان وسوريا، لا لاقفال الحدود الجغرافية والتاريخية والنفسية بين الشعبين في لبنان وسوريا".ونحن نشكر طيبة قلب تيري رود لارسن الذي طوب نفسه رسول حوار وسلام في لبنان ، لكننا نقول له : خطيئة ان يتم برعاية مستر بولتون ومستر تشيني ومسز رايس فتح ملف ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، وفتح ملف السفارات المتبادلة، مع دعمنا لفتح هذين الملفين، لكنهم لا يريدون حدود الترسيم بقدر ما يريدون حدود التقسيم ولا يهتمون بالسفارات إلا بمقدار ما تكون سفارة دولة اسرائيل مستقرة بإطمئنان في بيروت ودمشق، وهذا الأمر ان تم أو صدق فهو سيدفع بالمنطقة الى جحيم جديد لأنه يعاكس حركة التاريخ.
وتابع : " أعيننا يجب ان تتركز على وحدتنا الداخلية ، هذه الوحدة التي يشوش عليها البعض بترسيخ نهج العولمة وبتسويق الديمقراطية كأننا بعيدون عنها أو كأننا لم نصدرها للعالم "،وهنا نقول أن لبنان الجديد يجب ان يستأنس بانجازات واخفاقات استقلال 1943، ويجب ان يعي هذا اللبنانيون ان الدول لا تستقل من هويتها ولا تخلع جلدها لتلبس جلد غيرها، لذلك يجب الخروج من هذه الحالة الانتقالية ولكن دون الدخول في حالة اغترابية تؤدي الى نفس الانقسامات التي فجرت الصيغة اللبنانية فيما مضى، والحالة الجديدة يجب ان تشمل كل القديم في لبنان، فلا يقال ان رئاسة الجمهورية من العهد الغابر، بل يُقال ان المطلوب قانون انتخاب جديد وبالتالي مجلس نيابي جديد وحكومة جديدة، هكذا نخرج من حالة المراوحة الى حالة التجديد.
ودعا ارسلان الى انجاز خلاصة وطنية ذكية بين الظرف الدولي وبين عروبة لبنان وعلاقته الاستراتيجية مع سوريا، وهذه الخلاصة لا تتم بالتصفيق للسفارات الاجنبية في بيروت ولا بتناسي الاسباب التي أدت الى اهتزاز ثوابت لبنان الاقليمية، خلاصة لا بد وان تمر بحوار وطني حقيقي لا يستثنى منه أحد ولا يُهمش فيه أحد، هو حوار القواسم المشتركة الذي يجب ان يشمل كل القضايا الخلافية من رئاسة الجمهورية الى المقاومة الى السلاح الفلسطيني الى القرارات الدولية فالوضع الاقتصادي والاجتماعي والاصلاح السياسي والاداري في لبنان.مؤكدا :"ان الحزب الديمقراطي اللبناني يضع نفسه بتصرف لقاء القواسم المشتركة حتى لا نبقى رهائن السفارات والمبعوثين وحتى نعطي صورة للكولونيالية الجديدة أننا شركاء في القرار لا متلقون سلبيون له". وطالب :"بالعودة الى المؤسسات ومنطق المؤسسات فلا استقلال ولا سيادة ولا حرية، وما حدث في إلغاء المجلس الدستوري إنما يشكل سابقة خطيرة تعود بنا الى شريعة الغاب لا شريعة القانون، لقد عرفوا ان المجلس الدستوري سيقبل العديد من الطعون وسينتج عن ذلك صدمة لعنجهية البعض، فألغوه بتهريبة، ومن يطيح بمؤسسة دستورية بالتهريب يطيح بكل شيئ حفاظا على مصالحه، لذلك نرى عيونهم على رئاسة الجمهورية بدل ان تكون قلوبهم على مواطنيهم الذين يحرقهم الرغيف والاستشفاء . لقد استعملوا الناس وقودا وتركوا الناس بلا وقود وبدل ان يقودوا حركة معارضة دفاعا عن رغيف الخبز والتدفئة تراهم يقصفون رئاسة الجمهورية.وفي هذا المجال فلنكن واضحين: كشف الحقيقة شيئ وكشف المؤسسات الدستورية شيئ آخر، وكشف الحقيقة شيئ وكشف لبنان شيئ آخر، وكشف الحقيقة شيئ وكشف المقاومة على المجهول شيئ آخر".فباسم الحقيقة لا يمكن لأحد مهما سما قدره ان يجيز لنفسه التصرف كانقلابي، لأن انكشاف لبنان سيعيده الى ازمنة التفكك التي تميزت بإنفلاش كل الازمات القريبة والبعيدة على أرضه. وتساءل :" اين الحكومة من وجع الناس وهم الناس ومعيشة الناس ؟ لقد بلغ سعر صفيحة المازوت العشرين الف ليرة والمسؤولون دافئون في اسرتهم ، ولقد بلغني ان الناس بدأت بإعدام اشجار الغابات للتدفئة، وهذه مأساة وطنية يجب مواجهتها بجرأة وليس بسياسة النعامة".ونحن في الحزب الديمقراطي اللبناني، ندعو كل القوى السياسية الحليفة الى اعتبار هذا الموضوع موضوعا يمس بالأمن القومي في لبنان ، لذلك ندعو الى اعتماد لغة التصعيد بكل الوسائل التي يكفلها القانون من أجل ايصال أصوات الناس التي ترتجف بردا الى آذان الناس المستلقية قرب مدافئها المجبولة من السلطة والاستهتار ... وإذا لزم ان ننزل الى الشارع سننزل وإياكم لان الوضع لم يعد يطاق ولم يعد يحتمل! وختم بالقول "دربنا طويلة وشاقة لكن ايماننا قوي وعزيمتنا على الاستمرار أقوى وثقتنا اننا على حق تغذيها نوايانا لا مصالحنا الآنية لذلك سيكون لنا لبنان الذي طالما حلمنا به، لبنان الحرية الحقيقية والسيادة الحقيقية والاستقلال الحقيقي".
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018