ارشيف من : 2005-2008

السيد فضل الله: المعركة التي يخوضها القرار 1559 من خلال الأمم المتحدة تتحرك للضغط على سلاح المقاومة والسلاح الفلسطيني لحساب الأمن الإسرائيلي

السيد فضل الله: المعركة التي يخوضها القرار 1559 من خلال الأمم المتحدة تتحرك للضغط على سلاح المقاومة والسلاح الفلسطيني لحساب الأمن الإسرائيلي

اعتبر آية الله السيد محمد حسين فضل الله "أن المعركة التي يخوضها القرار 1559 من خلال الأمم المتحدة التي خضعت للايحاء الإسرائيلي، والتنفيذ الأميركي، والتحريك الفرنسي أو الأوروبي، تتحرك الآن أو في المستقبل القريب للضغط على سلاح المقاومة والسلاح الفلسطيني لحساب الأمن الإسرائيلي، تحت عناوين لبنانية وطنية، الأمر الذي يراد له إرباك العلاقات السياسية اللبنانية بين فريق يدعم القرار وفريق يعارضه، انتهاء بفريق يتحرك بازدواجية نفاقية تطلق بعض كلمات الحق التي يراد بها الباطل". وأكد سماحته في خطبة الجمعة "أننا لا نخشى على لبنان من مشكلة طائفية أو حرب أهلية، ولكننا نخاف عليه من الخلل في مسألة الوحدة الوطنية على مستوى الارتباك السياسي"، متوجها إلى اللبنانيين بالقول: "إن عليكم أن تتماسكوا أكثر في الداخل، وأن تنظروا الى ما هو أبعد من ساحتكم بكثير، لأن هذا التداخل الإقليمي والدولي الذي جعل من ساحتكم ساحة تجاذب دولي قد يعيد عقارب الساعة الى الوراء، وقد يجعل منكم وقودا وحطبا لنار أشعلت لحساب الآخرين لا لسواد عيونكم". وأضاف "إننا نريد لبنان الوطن والشعب والمستقبل الحر السيد، لا لبنان الورقة التي أدمنها بعض اللبنانيين, اننا نريد لبناننا لا لبنان الاخرين". ومما جاء في الخطبة السياسية أيضاً ما يتعلق بالشأن الفلسطيني حيث قال السيد فضل الله "تستمر "إسرائيل" في التضييق على الفلسطينيين في المعابر، والتخطيط لفصل مسار الفلسطينيين في الضفة عن مسار المستوطنين بما يرهق الأوضاع الفلسطينية، وأمام هذا العبث الصهيوني في الوضع الفلسطيني بالمزيد من الإرباك والتمزيق، فإننا لا نجد في زيارة محمود عباس للبيت الأبيض أية مبادرات جديدة لمصلحة الفلسطينيين، لأن أميركا لا تتقدم خطوة واحدة للضغط على "إسرائيل" لحساب الدولة الفلسطينية القابلة للحياة، ولإجراء الانتخابات التي تشارك فيها كل الأطياف الفلسطينية بما في ذلك حماس". وشدد سماحته على أن "المشكلة الحاضرة الآن هي التخطيط العربي ـ الإسرائيلي ـ الأميركي وربما الأوروبي لإدخال القضية الفلسطينية في المتاهات السياسية والأمنية بما لا يحقق للشعب الفلسطيني أي فرصة للحرية والاستقلال، لأن الخطة تعمل لتفرض عليه أن يقبل بما يقدمه له التحالف الأميركي ـ الإسرائيلي من دون اعتراض، لأن الأمن الإسرائيلي في نظر أميركا فوق كل أمن". وأضاف "إن هذا المشهد الفلسطيني يلتقي بالخطة الأميركية للمنطقة التي يراد لها الخضوع لإرادة الإدارة الأميركية في فرض الشروط المهينة للواقع العربي، لأنه معني بتنفيذ كل ما يحقق لأميركا خطوطها السياسية في الأمن الإسرائيلي المطلق الذي يراد له نزع سلاح المقاومة في لبنان، والتضييق على السلاح الفلسطيني، والضغط الدولي ـ من خلال التحرك الأميركي في مجلس الأمن ـ على سوريا لتخضع للاملاءات الأميركية في التضييق على الفصائل الفلسطينية وحماية الاحتلال الأميركي في العراق، بالإضافة الى تنفيذ الخطة الأميركية في لبنان، هذا الى جانب تطويق الأوضاع العربية والإسلامية بالتهديد بالعقوبات في مجلس الأمن الخاضع للادارة الأميركية الحالية إذا لم يخضع الجميع للشروط المفروضة لحساب مصالحها، وخصوصا المشروع النووي الإيراني السلمي. إنها السياسة الأميركية الممتدة في طول المنطقة وعرضها، كمظهر للامبراطورية التي تعمل لابتزاز الشعوب في ثرواتها وسياستها وأمنها، ليبقى العالم خاضعا لما تريده جملة وتفصيلا. وهذا هو ما ينبغي للعالم أن ينتبه إليه ليعرف كيف يحمي نفسه من ذلك كله". وتطرق العلامة فضل الله في خطبته للعراق فقال: "أما في العراق، فلا تزال الدوامة الداخلية خاضعة للاحتلال في خطواته ومفاعيله، حتى بعد الاستفتاء الذي عبر فيه الشعب عن إرادة حرة توحي للمحتل بأنها قادرة على أن تقول كلمتها في مستقبل البلد من دون أية هيمنة خارجية، وأن الناس قادرون على حماية أمنهم بشكل مستقل من دون حاجة لقوات الاحتلال، لأن الاحتلال هو الذي خلق المشكلة وهو الذي ساهم في الخلل الأمني، وهو الذي أفقر البلاد والعباد، وهو الذي لم يمنح القوات العراقية وسائل القوة التي تستطيع بواسطتها أن تحقق الأمن للمواطنين، ليبقى الناس مشدودين الى أمن المحتل". "إننا نعتقد أن على الشعب أن يؤكد للاحتلال بالصوت الوطني الواحد بأن عليه الانسحاب من العراق ليقرر العراقيون مصيرهم بأنفسهم، وأن أية قيادة تشرع لبقاء المحتل هي قيادة غير شرعية وغير وطنية. ومن جانب آخر، فإن على العرب في تدخلهم الجديد في العراق، أن لا يدخلوه في متاهاتهم السائرة في الخط السياسي الأميركي لحماية الاحتلال بطريقة وبأخرى". "أما محاكمة طاغية العراق وأعوانه ونظامه، فإننا نتصور أنه لا بد أن تتوجه الى محاكمة السياسة الأميركية التي وظفت الطاغية ونظامه للعبث بالواقع السياسي والأمني والاقتصادي العراقي، وللدخول في أكثر من حرب ولا سيما ضد إيران والكويت، مما أدى الى تدمير البنية التحتية للواقع في داخله، ثم منحته المساعدة بعد

خروجه من الكويت للقضاء على الانتفاضة الشعبية التحريرية، لأنها كانت تخطط للقضاء عليه بعد انتهاء وظيفته، للايحاء للعراقيين بأنها جاءت لتأخذ دور المنقذ من النظام الطاغي، في الوقت الذي يعرف فيه الجميع بأنها جاءت تحت تأثير أكذوبة كبرى لاحتلال البلد والسيطرة على مقدراته، ولاعتباره جسرا للانتقال منه الى المنطقة حسب تصريح قادتها في الإدارة. أما حديثها عن الديموقراطية، فهو لحماية استراتيجيتها لا لحماية الشعب العراقي، كما نلاحظ ذلك في طريقتها في الخطة السياسية لأكثر من منطقة للعبث بمقدراتها الحيوية". وتحدث العلامة فضل الله عن الوضع في لبنان وقال:"أما لبنان، فقد انتقل نشاطه السياسي الى فرنسا التي تدير الواقع اللبناني بكل تفاصيله، بالوكالة عن أميركا التي تطوف وزيرة خارجيتها لترتيب الوضع الداخلي والخارجي في لبنان، ولتحويله ورقة للضغط على سوريا لإخضاعها لشروطها التعجيزية التي تصادر كل قضاياها السياسية القومية. لقد انتقل المسافرون من السفر الى دمشق للسفر الى باريس، وربما الى واشنطن، لترتيب أوضاعهم ولأخذ التعليمات من الخطة المرسومة للمستقبل اللبناني، لأن الخطوط الداخلية الوطنية من خلال النادي السياسي قد أدمنت الانفتاح على الوصايات الخارجية".‏

2006-10-28