ارشيف من : 2005-2008
النائب الحريري في حديث الى اذاعة "صوت لبنان": "حزب الله" هو حزب لبناني حليف في الدرجة الاولى، ولديه هاجس كبير هو وحدة لبنان، وهو دائما ينظر الى لبنان وحريص على الحؤول دون هجوم "اسرائيل" على لبنان
تحدث رئيس كتلة تيار المستقبل النائب سعد الحريري الى برنامج "المجالس بالامانات " من اذاعة "صوت لبنان" .
وجرى الحوار الآتي: سئل: هل تبلسم جرح سعد الحريري وقد دقت ساعة الحقيقة؟
اجاب: "لا شيء يبلسم جراحنا. فلا انا ولا عائلة الحريري ولا اللبنانيين. الجرح كبير والجريمة كانت كبيرة. ورفيق الحريري شهيد كبير ورجل عربي كبير وأب كبير وأخ كبير، فالجرح لا يبلسم وقد نعيش ونموت والجرح لا يبلسم".
سئل: تقرير ميليس ما له وما عليه؟
اجاب: "تقرير ميليس صدر وكنا من دعاة حصول تحقيقات دولية ولجنة التحقيق حققت بالحقائق التي حصلت على الارض. كنا نتمنى لو ان التحقيق اللبناني يستطيع القيام بالمهمة وكلنا رأينا في الايام الاولى لحصول الجريمة انه كان يصار الى التغطية، لذلك طلبنا بتحقيق دولي والحمد لله حصلنا عليه، وجاء ميليس ووضع تقريره. ومنذ البداية قلنا اننا نتقبل ونتبنى كليا كل ما سيصدر من حقائق ووقائع عن التحقيق".
سئل: بعد صدور التقرير، واللغط الذي أثير حول الاسماء التي حذفت من احدى النسخ، ما اثاره من ردود فعل حول صفقة ما، هل اثرت هذه الاجواء عليك وعلى جدية التحقيق؟
اجاب: "نحن واقعيون، لا شيء يحيدنا عن الخط الذي نسير عليه. هناك وقائع وتقرير واثباتات. ونحن نسير على اساس هذا التقرير ولن نزيح عنه".
سئل: كيف ينظر سعد الحريري الى مرحلة ما بعد تقرير ميليس؟
اجاب: "بعده لبنان امام فرصة ذهبية. فبعد التقرير بدأ البلد يعيش جوا جديدا. فالمنظومة الامنية التي كانت تتحكم في البلد كشفت عن نفسها بأنها مسؤولة عن اغتيال اكبر رجل في الدولة اللبنانية. لذلك علينا ان نتخلص من جميع الناس الذين كانوا مسلطين على الدولة من كل النواحي. هناك من ادخلوا الى السجن، وهناك من لا يزالون خارج السجن. لذلك علينا ان نواصل هذا الطريق حتى نتخلص منهم جميعا". سئل: هل لبنان جاهز لتداعيات ما بعد تقرير ميليس؟ وهل الاكثرية جاهزة لأن تتحول الى سلطة؟
اجاب: "ليس هناك اكثرية نيابية. هناك وحدة وطنية. هناك تيارات سياسية يجب ان تتحد حتى يكون هناك من ضمانة للبنان. فالوفاق الوطني والوحدة الوطنية هي الضمانة الوحيدة لاستمرار لبنان في المستقبل. هناك الكثير من الخلافات حول امور عدة. لكن في رأيي هناك امر موحد يتوافق الجميع عليه، وهو ضرورة معرفة الحقيقة والعدالة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. فتضامننا كتيارات سياسية حول هذا الموضوع هو الضمانة للوفاق الوطني والوحدة الوطنية".
سئل: كيف يرد سعد الحريري عن مقولة البعض بأن الاكثرية تتخبط؟
اجاب: "في رأيي هم يتخبطون، الاكثرية تعمل بالوفاق الوطني. لذلك نحن لا نحاول التفرد في اتخاذ القرارات. ونحرص على التفاوض دائما مع التيارات السياسية غير المنضوية ضمن الاكثرية النيابية. وفي رأيي هذا هو الخط الصحيح الذي يجب انتهاجه، لأن لبنان يجب ان يدار بوفاق وطني وليس بأكثرية. نحن امام تحديات عديدة ونحتاج الى هذا الوفاق الوطني ليتقدم البلد الى الامام".
سئل: ما هي الاولويات في المرحلة المقبلة؟
اجاب: "اولا حماية لبنان والنظام الديموقراطي والوصول الى العدالة. انا الاحظ وجود نضوج سياسي لدى مختلف التيارات السياسية على هذه الاولويات، وجميعنا نعمل معا لايصال لبنان الى ما كان يريده رفيق الحريري".
سئل: اليوم هل فتح الملف الرئاسي اسراع ام تسرع؟
اجاب: "موضوع الرئاسة لم يحن وقته، لكن لا شك اصيب بشظايا التقرير. وفي الوقت نفسه، الحديث في هذا الملف ليس من الممنوعات. نحن سنناقش مع شركائنا في الموضوع لنبلور الامر في الوقت المناسب. لذلك، انتظر حلفائي واعمل معهم، وانا شريك في الوطن مثلي مثلهم وعلى هذا الاساس سنعمل".
سئل: هل موضوع الرئاسة ورد في لقائكم الاخير مع البطريرك صفير؟
اجاب: "زيارة روما لم تكن لها علاقة بموضوع الرئاسة، انما بتقرير ميليس. والبطريرك رجل حكيم وعاقل، ولبنان هو في الدرجة الاولى من اهتماماته. وانطلاقا من ان الوالد كان يتشاور مع غبطة البطريرك، انا ايضا اتصلت بالبطريرك، وتحدثنا بالتقرير وتداعياته. وأبلغني انه سيعود في الايام القليلة المقبلة الى بيروت وسيدرس التقرير. وان شاء الله ستحصل اتصالات قريبة جدا مع غبطة البطريرك".
سئل: هل مستقبل لبنان دولة حديثة كما تمناه الرئيس الحريري؟
اجاب: "الحق والعدالة كلمة قديمة جدا. ولكي نستطيع ان ننهض بلبنان علينا ان نحافظ على الحق والعدالة، وهذا كان شعار الوالد رحمه الله. وانا سأسير على خطاه".
سئل: في كلمتك شكرت القضاء اللبناني، لكنك تصر في مجال آخر على محكمة دولية، والبعض يرى انطلاقا من ذلك تشكيكا بالقضاء اللبناني.
اجاب: القضاء اللبناني قضاء شريف، لكن في الاعوام الماضية كان هناك تدخلات جسيمة في القضاء وهذا ما نحاول التخلص منه. وفي الوقت نفسه، جريمة اغتيال الرئيس الحريري جريمة كبرى ويترتب عليها تداعيات كبرى. والعديد من الدول العربية والغربية وافقت على التحقيق في هذه الجريمة. نحن مما رأيناه منذ بداية التحقيق اللبناني ترك عدم ثقة لدى الناس. حاليا، نحن نتقدم على صعيدي القضاء والامن. لكن هل سنكون جاهزين للمحاكمة في قضية كقضية اغتيال الرئيس الحريري؟ في رأيي، لبنان يحتاج الى وقت لينهض لبنان والقضاء على رجليه. انا اشكر كل قاض لبناني على جهوده. القضاء اللبناني يحتاج الى فترة ليستعيد عافيته من التدخلات السياسية والامنية وعندها يستطيع مقاضاة ايا كان. لذلك، مطلبنا بمحكمة دولية ليس بسبب عدم احترامنا للقضاء اللبناني، انما لتجنيبه الدخول في متاهات في ظل الورشة الاصلاحية التي تقوم".
سئل: تحدثت عن حماية نتائج التحقيق، مما انت خائف؟
اجاب: "طالبت بحمايته من الهرطقات التي يطلقها اناس معروف ولاءهم، وهم حاولوا ان يجردوا التقرير من مضمونه. لذلك اطلب من جميع اللبنانيين التمتع بحصانة للدفاع عن التقرير في وجه الاتهامات التي تطلق عن تسييسه، لأن الحقيقة والعدالة وحدها ستحمي لبنان من اي اغتيالات جديدة في المستقبل".
سئل: كيف ستكون الطريق الى العدالة؟
اجاب: "الطريق هي في الوحدة الوطنية والوفاق الوطني ورغبة وطنية بضرورة تحقيق العدالة ومعاقبة كل مسؤول مهما علا شأنه".
سئل: هل طريق العدالة سالكة، وهل على اجندة لبنان ضمانات اقليمية ودولية؟
اجاب: "الضمانة الكبرى للبنان هي وحدته الوطنية، ووقوف الشعب في رمته في كل المراحل. الشعب وقف مع المقاومة و"حزب الله"، ويجب ان يقف الشعب صفا موحدا مع المطالبة بالعدالة في جريمة اغتيال الرئيس الحريري. لا يمكن ان يهزنا اي شيء لأن الدول العربية والاجنبية تريد استقرار لبنان. وفي حال حصول بعض الاشتباكات الامنية او التحركات، فسيكون ذلك بمثابة دليل على ان من وراءها يستعملون آخر خرطوشة لديهم. لذلك، وحدتنا الوطنية هي ضمانتنا الكبرى".
سئل: كيف يتم التشاور والتنسيق مع القوى حول الملف الرئاسي؟
اجاب: "المنظومة الامنية سقطت في 14 آذار. وفقدت مصداقيتها وشرعيتها. انا اؤمن ان الشارع هو آخر وسيلة لنا. والتحالفات بيننا وبين مختلف القوى كفيلة بالقيام بهذه الخطوة. والتشاور يحصل بهدوء، وفي طريقة ديموقراطية متقدمة وتكون لها نتائج بإذن الله".
سئل: بماذا يتوجه سعد الحريري الى الخائفين على الوحدة الوطنية في ظل نار طائفية تحت الرماد؟
اجاب: "هناك نار طائفية تحت الرماد. هناك نار جريمة تحت الرماد. هناك تخريب تحت الرماد. لكن لبنان ليس ابدا بلدا طائفيا، واكبر دليل على ذلك ما حصل في 14 آذار، هذا هو لبنان الحقيقي الذي يريده جميع اللبنانيين. فمن يتحدث عن الانقسام والطائفية هو مجرد كلام سياسي لا طعم له. في رأيي، ان اللبنانيين يعرفون ما يريدونه، ونأمل ان يعرف السياسيون كيف يحققون رغبة الشعب اللبناني".
سئل: هل من طرح لاعادة تجمع قوى 14 آذار في اطار تحالف عريض؟
اجاب: "الرئيس الحريري كان دائما يتفاءل بلبنان. وبعد ما حصل نرى كم ان الشعب اللبناني قوي وصابر ويستطيع مواجهة التحديات، فالوفاق الوطني المطلوب يمكن تحقيقه شرط ان يضحي كل تيار سياسي قليلا. ونحن مستعدون لأن نضحي، علما اننا ضحينا كثيرا".
سئل: عندما تتحاور مع فريق على الساحة اللبنانية، هل يحرجكم ذلك مع الحلفاء الآخرين؟
اجاب: "ابدا، المطلوب الوضوح. ونحن اعلنا اننا نملك الاكثرية اللبنانية، ولدينا تحالفات مع "حزب الله" و"حركة امل" التي نفتخر بها. ونعتبر ان الحزب والحركة جزء كبير من لبنان ويتمتعان بشعبية كبيرة، لذلك، تحالفاتنا واضحة ولا مشكلة مع اي حليف حتى مع "التيار الوطني الحر"، حصلت لقاءات عدة ومشاورات وسنستكملها. وللوصول الى الوفاق الوطني نحن على استعداد للتضحية".
سئل: اي مبادرة حملها الوزير ميشال فرعون الى الرابية؟
اجاب: "تحدث مع الجنرال في اطار المشاورات التي تحصل بيننا حول العمل الحكومي".
سئل: ماذا عن العلاقة مع "حزب الله"، هل مرت بفترة تشكيك مؤخرا؟
اجاب: "لا، على العكس، "حزب الله" هو حزب لبناني حليف في الدرجة الاولى، ولديه هاجس كبير هو وحدة لبنان، وهو دائما ينظر الى لبنان وحريص على الحؤول دون هجوم "اسرائيل" على لبنان، وهو حرر وقدم شهداء. لذلك علاقتنا واضحة معه وستتواصل لأن مشوارنا معا طويل".
سئل: هل هناك من اراد في لحظة ما المساومة على دماء رفيق الحريري؟
اجاب: "لا، رفيق الحريري زعيم عربي في الدرجة الاولى. الحريري كان استقرار لبنان. لذلك لا توجد دولة عربية او اجنبية تريد ان تساوم على دم الحريري ولا في لبنان كذلك. لذلك نقول انه يجب الا يفكر احد بالمساومة لأنه جرى الحديث عن صفقات وتطبيقات. وأحببنا ان نقول كلمتنا في هذا الموضوع".
سئل: سوريا الى اين في ظل الضغوطات؟ والعلاقات اللبنانية - السورية الى اين؟
اجاب: "انا تهمني العدالة، وكشعب لبناني يهمنا جدا الشعب السوري وهو شعب شقيق عزيز وشجاع وقوي وقاوم وحارب وقدم دما للبنان الذي في دوره قدم دما للقضية العربية - الاسرائيلية. فنحن الى جانب الشعب السوري حتى النهاية. وعلاقتنا يجب ان تكون مميزة دائما مع الشعب السوري".
سئل: هل اخذت في عين الاعتبار ردات الفعل السورية على تقرير ميليس؟
اجاب: "اطلعت على بعض ردات الفعل. والمهم ان نؤكد اننا نطالب بالعدالة وليس بأي شيء آخر".
سئل: هل سعد الحريري ينتظر اكتمال ردات الفعل بعد ايام؟
اجاب: "اتمنى ان تكتمل ردات الفعل بعد ايام. فنحن والعائلة والفريق قرأنا التقرير في تمعن خلال ايام حتى تمكنا من اصدار بياننا".
سئل: هل يسامح سعد الحريري كل ما سمعه من تجن من الجانب السوري عليه وعلى عائلته والرئيس فؤاد السنيورة؟
اجاب: "انا عندي ثقة تامة بأن الشعب اللبناني والشعب السوري شعب واحد ونحن نسامح دائما لأن الوالد رحمه الله كان متسامحا. والسماح بينهما يجب ان يكون اولوية. بالنسبة الى الرئيس السنيورة، فهو يعمل ليلا نهارا، ويعمل في شكل صحيح ويتخذ مواقف وحماسة للعمل في الشأنين السياسي والاقتصادي في شكل متكامل. ونحن ندعمه حتى النهاية، وهو كان صديقا للوالد وكان على تشاور دائم معه. وانا عندي ثقة به وهو رجل حكيم وذكي ولديه افكارا جديدة للبلد".
سئل: لو كان سعد الحريري رئيسا للحكومة هل كان عمل في طريقة مغايرة للطريقة التي يعمل بها الرئيس السنيورة؟
اجاب: "كنت جلست مع الرئيس السنيورة وتشاورت في كل الامور التي اقوم بها".
سئل: اين يكتب مستقبل لبنان والمنطقة؟
اجاب: "مستقبل لبنان يكتب في لبنان وفقط في لبنان. انتهينا من كتابة مستقبل لبنان خارج لبنان. لبنان سيد نفسه، وبإذن الله سيحافظ على سيادته واستقلاله وقوميته وعربيته. وانا متفائل جدا بمستقبل لبنان".
سئل: كيف ترد على من يقول ان ثمة وصاية دولية على لبنان؟
اجاب: "الوصاية الوحيدة على لبنان هي وصاية مجلسي النواب والوزراء، وبإذن الله ستنضم اليهم وصاية رئاسة الجمهورية. وحول هذه المسألة سأترك علامة استفهام كبيرة لأن الايام المقبلة ستظهر كيف سيكون لبنان المستقبل".
سئل: الى اين ستتوجه بعد المملكة العربية السعودية؟
اجاب: "لا استطيع ان اقول متى سأعود الى لبنان، لكنني سأعود ان شاء الله وانا مشتاق للعودة".
سئل: الى متى الاقامة خارج لبنان؟ هل لا تزال المخاطر قائمة؟
اجاب: "الموت حق والانسان لا يخاف الا من خالقه. الهدف هو ان نصل الى مرحلة تمكنني من التحرك في لبنان كما اريد. سعد الحريري لم يعد ملكا لعائلة الحريري وحدها. لذلك نحاول ان حافظ على حياتنا لأن الكثير من الناس باتوا مسؤولين منا. وانا لو ترك الامر لي اعود الليلة. وان شاء الله سأعود قريبا".
سئل: في رأيك هل تفاعل الناس سياسيا وعاطفيا وعقليا مع تقرير ميليس؟
اجاب: "في رأيي هناك الكثير من المشاعر وكثير من الناس كان يعرف النتيجة لأن كان لديهم شكوكا، والتقرير اثبت هذه الشكوك، ومن كانوا يشككون اصبحوا مجبرين على التصديق اليوم. والاحساس المسبق لم يكن فقط لدى الشعب اللبناني، بل والشعب العربي بأجمعه".
سئل: ممن تطلبون العدالة؟
اجاب: "ممن ارتكبوا الجريمة. نحن لا نريد ان نكون مثلهم. كتيار وعائلة وكلبنانيين نحن لسنا مجرمين. نحن عرفنا معنى الدم بعد الحرب اللبنانية لذلك لبنان الحديث لا يطلب الثأر بل العدالة".
سئل: ماذا يقول سعد الحريري للبيروتيين؟
اجاب: اقول ان الشهيد معنا وسيبقى وهو ينير لنا الطريق. صحيح انه مات جسديا لكنه فعليا لا يزال معنا. وان شاء الله سنلتقي في موعد قريب جدا في بيروت. ورمضان كريم لجميع اهل بيروت وللبنان واللبنانيين".
سئل: لو يريد الرئيس الشهيد في عليائه ان يوجه رسالة الى ابنه سعد، ماذا تتخيل سيقول لك؟
اجاب: "كان سيقول لي اهتم بمنطقة الطريق الجديدة وباب التبانة وبعكار وصيدا وصور والنبطية وكسروان. ساهم في الحفاظ على هذا البلد الذي لطالما احببته وسأبقى احبه".
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018