ارشيف من : 2005-2008
السيد فضل الله: علينا ان نكون اناساً نعيش الاستقلال في قرارنا ومصيرنا
قال آية الله السيد محمد حسين فضل الله "ان الحريات تنتظرنا لنصنع المستقبل لاجيالنا. المستقبل الذي نبعد فيه كل السارقين واللصوص، وكل الذين صادروا حياتنا وخضعوا للظالمين. انهم يتحدثون عن لبنان الحرية والاستقلال والقضية ليست في الخط الذي نتحدث عنه، لان الذين يؤمنون بالحرية يصنعونها، اما الذين عاشوا وخضعوا لمن فرض العبودية على اللبنانيين سوف يفرضون العبودية على انفسهم من خلال سيد جديد ووصي جديد، وهكذا ان لا نبقى نعيش كأيتام تبحث عن الوصي لنخرج من وصي الى وصي وان نكون اناسا نعيش الاستقلال في قرارنا ومصيرنا، لنرتفع الى مستوى المسؤولية منطلقين مع ابداع الجامعات والثقافات ليكون لاجيالنا لبنان الابداع والحياة". واضاف السيد فضل الله خلال رعايته حفل الإفطار السنوي الذي نظمته الهيئة النسائية في جمعية المبرات الخيرية "ان دراستنا للخطة الأميركية ولحلفائها توضح عمل الادارة الاميركية ومن معها للسيطرة على العالم كله، وفيه العالم الثالث والعالمين العربي والاسلامي، ونتدخل في كل مفاصل حياة العالم الامنية والاقتصادية والاجتماعية، وقد عاش العالم الثالث الكثير من الاهتزازات في هذا الجانب أو ذاك. وهكذا رأينا أن هذه الادارة تعمل على نشر الديموقراطية والحريات وحقوق الانسان بما يحمي مصالحها لا مصالح الشعوب، وان اميركا تريد حريات تنفتح على حريات المستكبرين في العبث بكل أوضاع الشعوب. ولهذا نلاحظ أن ادارة بوش لا تتحدث عن حقوق الإنسان في فلسطين بل عن الحقوق المتعلقة بمصالحها ومصالح حلفائها ومنهم "اسرائيل".
وأضاف سماحته "ان هذه المشكلة العالمية قد امتدت الى كل بلد من بلداننا وخصوصاً ان شعار الادارة الاميركية هو صنع الفوضى الخلاقة في العالم، ولا ندري كيف يمكن ان تخلق الفوضى عالماً ديموقراطياً وحراً، وقد صنعت أميركا هذه الفوضى في الكثير من بلد عربي أو اسلامي، وان دورنا هو الوقوف في مواجهة ذلك كله لاننا نريد اصلاح اوضاعنا التي سيطرت عليها الانظمة الظالمة التي صنعها الاستكبار العالمي، وقد لاحظنا كيف ان الرئيس الاميركي بوش قد اعترف في بعض خطاباته بأن السياسة الاميركية ومعها الغربية الاوروبية قد استطاعت ان تصنع الديكتاتوريات في العالم ولا سيما الثالث في مدى ستين عاما". وتابع "إن علينا أن نملك الوعي السياسي لنفهم حركة السياسة في العالم، وحركة الاقتصاد من خلال العولمة في العالم والامن في العالم لا ان نكون مجرد اناس يستهلكون سماع الاخبار في الصحف والفضائيات، لاننا عندما نستمع الى اي وضع سياسي ينبغي التفكير في خلفياته، وان نتثقف سياسيا لنفكر في العلاقات الدولية والضغوط المطبقة على اكثر اوضاعنا، وان لا نكون استهلاكيين للسياسة ينتظرون الاخرين ليفرضوا عليهم ردات الفعل".
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018