ارشيف من : 2005-2008
فيروس انفلونزا الطيور: عوارضه وسبل الوقاية منه
منذ كانون الاول/ ديسمبر الماضي، انتشر فيروس انفلونزا الطيور في بعض دول ومناطق آسيا، وكان يعتقد في السابق أن أنفلونزا الطيور تصيب الطيور فقط إلى أن ظهرت أول حالة إصابة بين البشر في هونج كونج في عام 1997. وقد وصل الفيروس إلى منطقتنا ومن المحتمل أن يصل إلى لبنان خلال اليومين المقبلين بحسب وزارتي الزراعة والصحة. وهناك العديد من أنواع أنفلونزا الطيور إلا أن النوع المعروف باسم "إتش5 إن1" هو الأكثر خطورة.
ما هو مرض انفلونزا الطيور؟ ما أضراره والأهم من كل هذا كيف يمكن الوقاية منه؟
انفلونزا الطيور هو مرض يصيب الدواجن ويسببه فيروس انفلونزا شديد العدوى، وغالباً ما يصيب هذا المرض الدجاج والبط والإوز والحمام وغيرها من الدواجن، ويسبب اعتلالاً عاماً واضطرابات فى الأجهزة التنفسية للدواجن المصابة ويمكن أن يعيش الفيروس لفترات طويلة في أنسجة وفضلات الطيور خاصة في درجات الحرارة المنخفضة. وتتمثل الأعراض الاساسية فى الوهن والسعال والعطاس وتساقط الدموع بغزارة. وعندما يتفشى وباء انفلونزا الطيور الشديد العدوى، يمكن ان تبلغ نسبتا الاصابات والنفوق بين الدواجن مائة فى المائة، لذلك ادرجت المنظمة العالمية لصحة الحيوان هذا الوباء ضمن الخطيرة ويمكن تحديد ما اذا كانت الدواجن مصابة بفيروس انفلونزا الطيور، وذلك باتباع اربع خطوات:
1- قيام الخبراء بتشخيص ميداني للدواجن ومتابعة أسباب انتشاره، حيث يمكن التوصل الى نتيجة اولية بأنها حالة مشتبه بإصابتها بانفلونزا الطيور الشديدة العدوى.
2- تمييز الفيروس عن طريق تحاليل المصل.
3- عزل الفيروس فى المختبر وتحديد نوعه بشكل نهائى.
4- تأكيد الدوائر الزراعية المعنية اكتشاف وباء انفلونزا الطيور المعدى او استبعاد احتمال الاصابة بهذا الوباء طبقا لنتائج الفحوصات المخبرية.
وبخصوص تهديدات انفلونزا الطيور للبشر، فإن الإنسان يلتقط العدوى عن طريق الاحتكاك المباشر بالطيور المصابة بالمرض. ويخرج الفيروس من جسم الطيور مع فضلاتهم التي تتحول إلى مسحوق ينقله الهواء. واوضحت نتائح البحوث المعنية انه يمكن لجسم الانسان ان يقاوم فيروس انفلونزا الطيور ويمكن أن يبرأ المرضى المصابون بأنفلونزا الطيور من الفيروس إذا تعاطوا المضادات الحيوية خصوصاً في ظل تطوير الأمصال المخصصة ولا يضاهي فيروس أنفلونزا الطيور فيروس الالتهاب الرئوي الحاد المعروف باسم "سارس" والذي أسفر عن وفاة 800 شخص وإصابة 8400 آخرين في جميع أنحاء العالم. وفيما إذا ينتقل الفيروس من شخص مصاب به إلى آخر سليم فإن الوقائع والدراسات التي أجريت حتى اليوم لا تظهر ذلك، ولتجنب الإصابة بالمرض يجب الابتعاد عن الأماكن التي توجد بها الدواجن الحية حيث يمكن أن يتفشى الفيروس بشدة. أما المخاوف التي تحيط بالخبراء فتكمن في إمكانية أن يندمج الفيروس مع نوع آخر من فيروسات الأنفلونزا التي تصيب الإنسان ليشكلا معاً نوع جديد من الفيروسات يمكن أن ينتقل من شخص لآخر. ويمكن أن يحدث هذا الاندماج في حالة إصابة شخص مريض أساسا بنوع من أنواع الأنفلونزا بفيروس أنفلونزا الطيور. وكلما زادت حالات الإصابة المزدوجة هذه كلما زادت احتمالات تطور صورة الفيروس.
وفيما يتعلق بكيفية الوقاية من فيروس انفلونزا الطيور، اشار الخبراء الى ضرورة اتخاذ الاجراءات التالية:
اولاً: يجب اتخاذ إجراءات سريعة إثر اكتشاف حالات الاصابة به بين الدواجن وذبحها جميعاً لمنع تشكيلها مصدر عدوى
للبشر.
ثانياً: تجنب الاختلاط قدر الإمكان مع الدواجن المصابة بمرض أنفلونزا الطيور لتقليل إمكانية انتقال هذا المرض الى البشر، وبالنسبة الى الذين يتوجب اختلاطهم مع الدواجن المصابة بهذا المرض مثل الذين يقومون بأعمال التعقيم وذبح الدواجن، فيجب عليهم ان يتناولوا ادوية مضادة لفيروس انفلونزا الطيور، والاهتمام بشروط الوقاية والأمان اثناء اعمالهم مثل لبس الكمامات والقفازات والملابس الوقائية،
وتعقيمها بعد الاعمال.
ثالثاً: تعزيز أعمال الرقابة للذين لهم اختلاطات وثيقة مع الدواجن المصابة بالمرض، واذا اكتشفت حالة، يقترح الخبراء ان يقوم الشخص بطبخ لحوم الدواجن ومنتجاتها الاخرى كالبيض مثلا بدرجات حرارة لا تقل عن سبعين درجة مئوية أو أكثر لأن الفيروس لا يعيش فى مثل درجات الحرارة هذه.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018