ارشيف من : 2005-2008

الرئيس السنيورة عقد اجتماعين مع وفدي منظمة التحرير وتحالف القوى الفلسطينية: الحكومة ليست في وارد المواجهة والسلاح خارج المخيمات الفلسطينية لا داعي له

الرئيس السنيورة عقد اجتماعين مع وفدي منظمة التحرير وتحالف القوى الفلسطينية: الحكومة ليست في وارد المواجهة والسلاح خارج المخيمات الفلسطينية لا داعي له

اكد رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة خلال الاجتماعين مع الفصائل الفلسطينية ، ان الدولة اللبنانية تعتبر ان اللاجئين الفلسطينيين في لبنان هم اخوة لنا وهم في حماية الدولة اللبنانية، وان الحكومة ليست في وارد المواجهة مع الفصائل الفلسطينية ولا نية لها بذلك ولا تفكر في هذا الموضوع .‏‏

كما اكد ان "رغبة اللبنانيين هي ان اقامة الشعب الفلسطيني في لبنان هي اقامة مؤقتة وان الهدف هو في استعادتهم لحقوقهم وعودتهم الى ارضهم".‏‏

ورأى ان "الطريق لمعالجة القضايا العالقة والطارئة تكون عبر ازالة الاحتقان وتعزيز الحوار والتواصل والانفتاح على قاعدة مسؤولية الدولة عن سيادتها ومسؤوليتها في حماية اللبنانيين اضافة الى جميع المقيمين على ارض لبنان". واعتبر رئيس مجلس الوزراء ان "الاوضاع التي يعيش في ظلها الفلسطينيون في المخيمات غير مقبولة وبالتالي فان تأمين الحقوق الاجتماعية والصحية والانسانية وكذلك حق العمل والتعلم يجب ان توضع في اطارها الصحيح وان تعالج بما يحفظ كرامات الاخوة الفلسطينيين".‏‏

ولفت الى ان "معالجة كل الامور يجب ان تتم على قاعدة الحوار والانفتاح"، لكن الرئيس السنيورة اشار الى ان "ما ظهر خلال الايام الماضية من تصرفات اعلامية دعائية تجاه بعض المواقع الفلسطينية خارج المخيمات، لا يخدم القضية الفلسطينية ولا يخدم حق العودة. كما انه لا يحسن ظروف الاقامة، و كذلك فان لا مصلحة لأحد في الذي ظهر في وسائل الاعلام. ويبدو ان القصد منه هو الاستفزاز والاثارة".‏‏

واكد الرئيس السنيورة ان "الاوضاع الحياتية والاجتماعية في المخيمات ستعالج في صورة فاعلة وحسية وعبر استمرار التواصل والتشاور، وان معالجتها ستشكل بالنسة الينا امرا اساسيا ينبغي بذل الجهود الحثيثة لتحقيقه، بما في ذلك تأكيد استمرار عمل وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) وتعزيز تقديماتها". وشدد على ان "الحكومة اللبنانية تعتبر ان الامن على الاراضي اللبنانية هو من مسؤولية الدولة اللبنانية التي تتولى تأمين الحماية للجميع".‏‏

كما اكد رئيس مجلس الوزراء ان "السلاح الموجود خارج المخيمات الفلسطينية لا داعي له ولا يخدم القضية الفلسطينية وهو غير مقبول لبنانيا. أما مسالة السلاح داخل المخيمات فإن معالجته ستتتم بالحوار والتواصل المستمر".‏‏

وعلم في هذا الاطار ان "البحث سيستكمل فور ان تنتهي الفصائل الفلسطينية من اختيار الاشخاص الذين يمثلونها في الاجتماعات المقبلة والتي ستنعقد على اساس لجان مؤقتة تكون مهمتها معالجة المسائل التي طرحت في شكل عملي وفاعل".‏‏

وقد شكل الملف الفلسطيني بمختلف أبعاده وخصوصا لناحية الظروف المعيشية في المخيمات والسلاح الفلسطيني، محور الاجتماعين اللذين عقدهما الرئيس السنيورة اليوم في السرايا الكبيرة مع وفدين فلسطينيين منفصلين.‏‏

وضم الاجتماع الأول القوى المنضوية في منظمة التحرير الفلسطينية، أما الاجتماع الثاني فضم تحالف القوى الفلسطينية.‏‏

ونقل وفد منظمة التحرير عن الرئيس السنيورة تأكيد "عمق العلاقات اللبنانية-الفلسطينية مع تشديده على أن "الحوار هو وحده سيسود بيننا من أجل حل أي خلافات قائمة".‏‏

ووصف أعضاء الوفد اللقاء بأنه "رسالة اطمئنان كبيرة وساده جو كبير من التفاهم والإيجابية حيال كل القضايا المطروحة".‏‏

أما وفد تحالف القوى الفلسطينية فكشف عن "تشكيل لجنة متابعة لكل الملفات بما فيها ملف السلاح الفلسطيني".‏‏

وأشار أبو عماد الرفاعي الذي تحدث باسم الوفد إلى أن "الوفد سلم الرئيس السنيورة مذكرة تتمحور حول ثلاث نقاط، هي: الحقوق السياسية والحقوق الاجتماعية والإنسانية والجانب الأمني".‏‏

واستقبل الرئيس السنيورة، عند العاشرة والنصف صباحا، وفدا من منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة خالد عارف ضم ممثلين لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، "جبهة التحرير الفلسطينية"، "فتح"، "جبهة النضال"، "الجبهة العربية الفلسطينية"، "الجبهة الديمقوراطية"، الكفاح المسلح الفلسطيني، و"جبهة التحرير العربية". وحضر الاجتماع مستشار الرئيس السنيورة السفير محمد شطح والسفير خليل مكاوي.‏‏

وبعد الاجتماع، تحدث باسم الوفد الناطق الرسمي باسم منظمة التحرير الفلسطينية مروان عبد العال، فقال:"التقينا دولة الرئيس فؤاد السنيورة وكانت حاضرة روح الشهيد رفيق الحريري لما تمثله من مكانة كبيرة لدى الشعب الفلسطيني والمكانة التي كان يحملها الشهيد في قلبه لهذه القضية. هذا اللقاء هو رسالة اطمئنان كبيرة الى الجميع. انه لقاء ساده جو كبير من التفاهم والإيجابية حيال كل القضايا المطروحة، والتي أكدناها نحن فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان بضرورة إعطاء الاعتبار الأول والأخير للمصلحة المشتركة الفلسطينية ـ اللبنانية والتي يمكن تلخيصها بأنها السيادة للبنان والعدالة للشعب الفلسطيني في لبنان. وأن الشعب الفلسطيني أيضا هو تحت سقف القانون ولكن القانون هو ذو شقين الحقوق والواجبات. وقد أطلقنا مبادرة سنعمل على تنفيذها بالكامل وهي مسألة تنظيم الوجود الفلسطيني المسلح في المخيمات كي نحفظ هذا الأمن. ولكن، في الوقت نفسه، علينا أن نراقب كل السياسة التي تؤدي ربما إلى مزيد من الخنق الاقتصادي والاجتماعي وخصوصا حقوق الشعب الفلسطيني في لبنان وما يضمن استمرار النضال الوطني الفلسطيني والهوية الوطنية الفلسطينية من أجل الوصول إلى حق العودة وخصوصا ما يتم من مخططات تريد النيل من هذه المسألة".‏‏

واضاف: "الرئيس السنيورة أكد بالكامل عمق هذه العلاقات وأن الحوار هو وحده ما سيسود بيننا من أجل حل أي خلافات قائمة. ونحن أخوة والأخوة لا يمكن إلا أن يحلوا كل خلافاتهم على طاولة الحوار. وبالتالي كل المسائل الأخرى ستؤدي إلى حل ربما من خلال الحوارات الداخلية الفلسطينية ـ الفلسطينية أو الفلسطينية ـ اللبنانية. وأن الحقوق الإنسانية للشعب الفلسطيني هي حقوق ملحة وأن حق العودة ورفض التوطين هما حقان يؤيدهما دولة الرئيس لأنهما أساسا يصبان في عمق الهوية القومية التي يؤمن بها وأن هناك وفودا فلسطينية رسمية آتية لاحقا ستعتني بحل كل القضايا العالقة".‏‏

حوار‏‏

سئل: هل حصلتم على تطمينات ان هذه الإثارة المفاجئة للقضية الفلسطينية لا تندرج في سياق تطبيق القرار 1559؟‏‏

أجاب: "هذه الحملة جاءت في شكل إعلامي وبتوقيت محدد لكن الرئيس السنيورة أكد أنه حتى وإن كان هناك مثل هذا الجو فنحن نريد ايجاد جو اطمئنان وبيئة مناسبة لبدء حوار حول عدد كبير من المسائل".‏‏

سئل: هل تنظيم الوجود المسلح داخل المخيمات يمكن أن يؤدي إلى تصادم مع بقية الفصائل؟‏‏

أجاب: "لا أعتقد، فهذه المسألة أصبحت وارءنا بالكامل ونحن شعب لدية من الوعي والتجربة السياسية الكبيرة التي حفظت وحدته في أقصى المراحل التي مر بها ففي الإمكان حل هذه المسائل بالحوار".‏‏

سئل: ماذا يعني تنظيم الوجود المسلح؟‏‏

أجاب: "التنظيم يعني إنهاء كل الاستعراضات وأشكال التسيب وهناك مؤسسات فلسطينية أمنية مثل الكفاح المسلح يمكنها تولي مسألة السلاح وبالتنسيق مع الدولة اللبنانية. فالمخيمات لن تبقى جزرا أمنية وهي ليست كذلك، كما أنها لن تبقى جزر بؤس".‏‏

سئل: ما هو موقفكم حيال المراكز المسلحة خارج المخيمات؟ وهل وجود وفدين للقاء الرئيس السنيورة يعكس نوعا من عدم توافق فلسطيني حول موضوع السلاح؟ أجاب: "كنا نتمنى أن يكون اللقاء واحدا لأن هناك قواسم مشتركة عديدة، لكن جرى لقاء لوفدين. وهذه المسألة والتي عبر عنها رئيس الحكومة ان لا مجال لوجود السلاح خارج المخيمات. نحن اسمتعنا إلى وجهة النظر وسنعمل على ايجاد حوار داخلي فلسطيني وسنتابعه. وهذه بداية الآن وربما يشكل فريق عمل لنقاش وحل هذه المسائل بطريقة ملائمة.‏‏

سئل: هل أنتم من حيث المبدأ مع سحب السلاح من خارج المخيمات؟‏‏

أجاب: "هناك موقف فلسطيني موحد ولا نعتبر أن الدخول بالشأن الفلسطيني في لبنان يجب أن يبدأ بالأساس من مدخل السلاح واعتبار الأمن أنه قضية أساسية. الأمن شامل وهو سياسي واجتماعي واقتصادي، وبالتالي هذه القضية مرتبطة بنقاش حقيقي وسياسي لكل المسألة السياسية الفلسطينية. لكن إذا كانت هناك أخطاء ما في هذا المكان أو ذاك فإن الأخطاء لا يمكن أن تعالج بخطيئة ولا ننسى أن تصليح اعوجاج العصا خير من البحث عن إصلاح الظل".‏‏

سئل: هل هناك مقايضة بين الملف الاقتصادي والملف الأمني؟‏‏

أجاب: "الملف الفلسطيني هو ملف سياسي شامل ومرتبط أيضا بحفظ الهوية الفلسطينية وحفظ كيان لبنان. إذا كانت هناك قرارات تريد توطين الفلسطينيين فهي أولى المسائل التي ستخرق كيان لبنان".‏‏

سئل: هناك من يتخوف من أن يكون الوجود الفلسطيني المسلح ورقة تستخدم في هذه الظروف الدقيقة، فما هو ردكم على هذه الهواجس وهل هي أيضا مشتركة لديكم؟‏‏

أجاب: "الشعب الفلسطيني انتفض على طوق الوصاية وأخذ قراره وهو عبر عن إرادته الحرة وهو موجود على أرضه أيضا في فلسطين ويقاتل هناك. وبالتالي لا يمكن احدا أن يستخدم الشعب الفلسطيني".‏‏

تحالف القوى الفلسطينية‏‏

وفي الثانية عشرة والنصف، استقبل الرئيس السنيورة وفدا من تحالف القوى الفلسطينية ضم ممثلين لـ "حركة حماس" أسامة حمدان وعلي بركة، "الجهاد الإسلامي" أبو عماد الرفاعي وعلي أبو شاهين، "الصاعقة" أبو حسن غازي، "الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة" أنور رجا وأبو عمار رامز، "فتح الانتفاضة" أبو فادي حماد، "جبهة التحرير" محمد ياسين، "جبهة النضال الشعبي" أبو خالد الشمال. كما حضر الاجتماع الذي استمر قرابة الساعتين، السفيران شطح ومكاوي. وبعد الاجتماع، تحدث باسم الوفد أبو عماد الرفاعي الذي قال: " كان اللقاء مع دولة الرئيس ايجابيا جدا ومهما وأكدنا خلاله متانة العلاقة اللبنانية ـ الفلسطينية وضرورة الاستمرار في تمتين هذه العلاقة حتى تصل إلى أرقى مستوياتها. وأبدينا، في المقابل، حرصنا الشديد على وحدة لبنان الداخلية السلم الأهلي فيه.‏‏

كما أبدينا قلقنا كفلسطينيين من التعامل مع الملف الفلسطيني على قاعدة أمنية، وأكدنا ضرورة التعامل مع هذا الملف على قاعدة سياسية. في المقابل، تفهمنا هواجس الحكومة اللبنانية المتعلقة ببعض الملفات. ونحن كفلسطينيين معنيون بحل كل هذه الهواجس على قاعدة الحوار، والحوار وحده هو الطريق لحل كل الإشكالات العالقة".‏‏

واضاف: "في المقابل، أبدى دولة الرئيس تفهما واضحا لهموم الفلسطينيين عموما في لبنان وتعاطفه معها ووعد بأن يعمل على تلبيتها بشكل كامل. كما أكد انه يريد أن يكون هناك علاقة يحكمها الود والتعاون والصراحة. في المقابل، قدمنا الى دولته مذكرة من تحالف القوى الفلسطينية تتمحور حول ثلاثة عناوين: العنوان الأول الحقوق الاجتماعية والإنسانية للفلسطينيين في لبنان، المحور الثاني متعلق بالحقوق السياسية، والنقطة الثالثة متعلقة بالجانب الأمني. وكما أشرت كان اللقاء جيدا وساده التفاهم والمسؤولية الكاملة من كلا الطرفين".‏‏

سئل: هل بحثتم موضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات؟‏‏

أجاب: "تم الاتفاق مع الرئيس السنيورة على تشكيل لجنة لمتابعة كل الملفات بما فيها ملف السلاح الفلسطيني".‏‏

سئل: هل سيشمل تنظيم السلاح موقع الناعمة العسكري؟‏‏

أجاب: "نحن لم نتحدث عن موقع معين بعينه، بل تحدثنا عموما وقلنا ان هناك لجنة سيتم العمل على تشكيلها لاحقا".‏‏

سئل: ماذا عن المواقع العسكرية خارج المخيمات وهل أنتم مستعدون لتفكيكها؟ أجاب: "هذا الموضوع يترك إلى حين تشكيل اللجنة المكلفة متابعة هذا الموضوع". سئل: هل تعتبرون أن إثارة الملف الفلسطيني في هذه المرحلة تأتي في سياق تنفيذ القرار 1559؟‏‏

أجاب: "أكد الرئيس السنيورة أن التضخيم الإعلامي والحديث عن السلاح الفلسطيني ليس له أي علاقة بالقرار 1559".‏‏

سئل: هل تم تحديد موعد لانعقاد هذه اللجنة ومن ستضم؟‏‏

أجاب: "لم يتم تحديد أفراد أو أعضاء هذه اللجنة بعد، ولكنها ستكون مؤلفة من أعضاء يحددهم الرئيس السنيورة وأعضاء آخرين يمثلون الفصائل الفلسطينية. ولم يتم تحديد موعد لانعقادها بعد".‏‏

سئل: من حيث المبدأ، هل أنتم مستعدون لتسليم السلاح خارج المخيمات؟ وفصائل منظمة التحرير تحدثت عن أنها قدمت مبادرة لتنظيم السلاح داخل المخيمات من خلال الكفاح المسلح، هل أنتم مستعدون أن تسلموا سلاحكم أو تنظموه داخل المخيمات؟‏‏

أجاب: هناك هواجس كبيرة تتعلق بالسلاح الفلسطيني، لكن نحن نؤمن بأن هذا الموضوع يجب أن يترك للحوار، مع أهمية أن تبقى القضية الفلسطينية وأن يبقى العنوان الأساسي والرئيسي هو حقنا في العودة إلى ديارنا، ونحن نتسلح بكل الإمكانات والوسائل المتوافرة لدينا أو عند الأخوة اللبنانيين أو عبر قرارات الشرعية الدولية".‏‏

سئل: هل هناك خلاف مع فصائل المنظمة حيال سلاح المقاومة؟‏‏

أجاب: "ليس هناك أي خلاف بل كانت وجهات النظر متطابقة جدا بيننا وبين فصائل منظمة التحرير".‏‏

سئل: لماذا إذا لم يكن اجتماع موحد مع الرئيس السنيورة؟‏‏

أجاب: "كان هذا طلب الرئيس السنيورة أن يكون هناك اجتماعان. فهو طلب منا ومن فصائل منظمة التحرير اجتماعين منفصلين".‏‏

سئل: هل أنتم مستعدون لتنظيم السلاح تحت لواء الكفاح المسلح؟‏‏

أجاب: "لم يتم التطرق إلى هذا الموضوع".‏‏

سئل: هل بحثتم في مخيمات التدريب القائمة على الحدود اللبنانية ـ السورية والتي يقال انها فلسطينية؟‏‏

أجاب: "لم يتم التطرق إلى هذا الموضوع".‏‏

وكالات ـ "الوطنية"‏‏

2006-10-28