ارشيف من : 2005-2008
النائب محمد رعد: هناك من يسعى الى تقديم مغريات تكون كافية لتسييل لعاب اللبنانيين، بغية استخدامها كنوع من المخدر" الذي يمهد لمحاولة استئصال خيار المقاومة
قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد "أن حزب الله لا يخفي قلقه وهواجسه من الخلفيات الحقيقية للحماسة الدولية المستجدة من أجل مساعدة لبنان على النهوض الاقتصادي وتحقيق الإصلاح" مضيفاً أنه "بالنسبة الى الحزب، المعادلة بسيطة، في السياسة لا أحد يعطي مجاناً، والدول ليست جمعيات خيرية وبالتالي ليس صعباً الاستنتاج بأن الغرب يريد أن يعطينا في الاقتصاد ليأخذ في السياسة، وهو سيستخدم لبلوغ هدفه العصا تارة والجزرة طوراً".
وفي حديث لصحيفة "السفير" رأى رعد "أن هناك من يسعى الى تقديم مغريات تكون كافية لتسييل لعاب اللبنانيين، بغية استخدامها كنوع من "البنج المخدر" الذي يمهد لمحاولة استئصال خيار المقاومة ومن ثم إدخال لبنان في خريطة الطريق للمنطقة". وأكد رعد "ان حزب الله غير مرتاح أصلا لمبدأ منح لبنان مساعدات دولية باعتبار ان الدول المعنية بتقديم هذه المساعدات ليست جمعيات خيرية غايتها التبرع، وإنما هي تريد ان تعطي في الاقتصاد لتأخذ في السياسة"، مستغرباً الغيرة الدولية المستجدة على البلد بعدما كان الرئيس رفيق الحريري قد عانى الأمرين في السابق من أجل الحصول على التزامات دولية بمساعدة لبنان، معرباً عن اعتقاده بأن هذه الحماسة الطارئة والتي تجلت في مؤتمر نيويورك إنما تؤشر الى أن اللاعبين الكبار انتقلوا من مرحلة مواكبة ما يجري في لبنان الى مرحلة التحضير لما يرغبون في ان يجري.
وأضاف النائب رعد "انها فترة ترتيب الأوراق وتخمير المناخات استعداداً للخطوة التالية، أما مصير هذه الخطة فيتوقف على المسار الذي سيسلكه الوضع الداخلي بعد إنجاز التقرير النهائي لديتليف ميليس". وتساءل النائب رعد "ما الفائدة من المساعدات إذا كانت ستأتي على حساب الخيار الوطني الصحيح مع ما يعنيه ذلك من تداعيات؟" مضيفاً "إن هذه المعونات تكتسب أهمية عندما يكون البلد قد انجز ترتيب وضعه السياسي في سياق خياراته الأصلية، بما يحميها من أي مساومة، والأرجح انه في هذه الحال فإن أصحاب المساعدات سيحجمون عن منحها، أما وانهم يشعرون بأن الخيارات رمادية وقابلة لتحويل مسارها في هذا الاتجاه او ذاك فإنهم سيبادرون الى فتح الحنفية مرة وإقفالها مرة أخرى، تبعا لطبيعة الخطوات التي يُقدم عليها الطرف الآخر وحجم استجابته لدفتر الشروط.
واستهجن رئيس كتلة الوفاء للمقاومة ربط بيان المجموعة الدولية، الاصلاح السياسي والاستقرار الاقليمي بالقرار 1559، لافتاً الانتباه الى ان اللبنانيين باشروا من تلقاء أنفهسم بعملية الاصلاح من دون ان يُلزمهم أي قرار بذلك، أما الاستقرار الاقليمي فلنا وجهة نظر إزاءه وخلاصتها أنه يتحقق تلقائياً عندما يتوقف العدوان الإسرائيلي على المنطقة، متسائلاً: لماذا يتحمل لبنان المسؤولية طالما أن مصدر التوتير وعدم الاستقرار هو الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وبعض الأراضي العربية ومنها مزارع شبعا عدا عن استمرار التهديد.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018