قال آية الله السيد محمد حسين فضل الله "إننا نلحظ في هذا العالم جموداً مخيفاً على مستوى ملاحقة المجرمين الحقيقيين، بحيث تتجرأ "إسرائيل" على مستوى قادتها وحتى على مستوى محاكمها على نقض قرارات محكمة العدل الدولية، وقرارات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في ما يخص الجدار العازل، ولا ينطلق هناك موقف حاسم يدينها أو يواجهها ميدانياً, لأن القانون الدولي تحول إلى ما يشبه المهزلة، حيث يفرض على الضعفاء ولا يقترب من الأقوياء، وحيث يراد لـ"إسرائيل" أن تحكم العالم من خلال تحكمها بمفاصل القرار الأميركي وضغطها على الأمم المتحدة نفسها" واعتبر السيد فضل الله خلال ندوته الأسبوعية "إن الخطورة تكمن في أن الأمم المتحدة تحولت إلى واجهة لمحاكمة دول الممانعة لحساب المشروع الأميركي بطريقة غير مباشرة، وهي كما ساهمت في اجتياح العراق تحت عنوان أسلحة الدمار الشامل أو في ظل الصمت أمام أميركا وكذبتها الكبرى، يراد لها أن تساهم في التأسيس لاجتياحات ميدانية أو سياسية جديدة في العالم العربي والإسلامي بما يتناسب مع الأجندة الأميركية المرسومة سلفا، والتي توضع فيها آليات المحاكمة السياسية للوصول إلى النتيجة التي خطط لها بشكل مدروس وأريد للحركة السياسية أو القضائية أن تصل إليها، وهذا ما يبدو فاضحا في الملف النووي الإيراني وفي غيره من الملفات في المنطقة". وختم: "إننا نقول لشعوبنا إن أميركا ليست القضاء والقدر وهي محكومة بالسنن الإلهية والكونية التي يدفع فيها الظالم ثمن ظلمه وطغيانه في نهاية المطاف، وعلينا ألا نسقط أمام تهاويلها الإعلامية وتهديداتها السياسية، لأن التجارب الأخيرة أثبتت أنها بدأت تسير نحو الضعف في بعض المواقع، الأمر الذي قد يقودها إلى المزيد من التراجع في الوقت الذي توحي بأنها تملك أن تقهر الجميع, إنها زفرات المتعب والمرهق الذي تلاحقه الصدمات فيهرب إلى الأمام، ولكن لا مفر أمام حركة الشعوب وأنات المظلومين وصيحات الثائرين".‏