ارشيف من : 2005-2008
رئيس مجلس الشورى الايراني : حزب الله نسيج المجتمع اللبناني وسلاحه مسألة داخلية تقارب بالحوار
أكد رئيس مجلس الشورى في الجمهورية الاسلامية الايرانية غلام علي جواد عادل في مؤتمر صحافي عقده اليوم في مقر اقامته في فندق فينيسيا، في حضور السفير الايراني مسعود ادريسي والوفد المرافق دعم بلاده للعلاقات الاخوية بين لبنان وسوريا ولسيادة البلدين واستقلالهما.
وعرض بداية للأهداف الأساسية لزيارته الوفد إلى لبنان إلى أن" العلاقات الثنائية بين هذين البلدين الشقيقين كانت منذ الماضي السحيق وما زالت مستمرة، وهي علاقات اخوية ومتميزة في مختلف الحقول والمجالات، والدليل على ذلك ان الزيارات الرسمية على اعلى المستويات استمرت في مختلف المراحل على مستوى القيادات والمسؤولين في لبنان وايران".
وقال "ان الزيارة الحالية للبنان الشقيق تأتي تلبية لدعوة كريمة كنت قد تلقيتها من دولة رئيس مجلس النواب في لبنان الاستاذ نبيه بري. نحن كنا في الجمهورية الاسلامية الايرانية ننتظر الفرصة المناسبة للقيام بهذه الزيارة الرسمية والاخوية للبنان الشقيق بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت في لبنان، وبعد تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة على اثر هذه الانتخابات، وقد نالت ثقة البرلمان اللبناني، قمنا بهذه الزيارة الاخوية التي تهدف الى امرين اساسيين:
الاول: التباحث مع المسؤولين اللبنانيين في افضل السبل لتقديم الدعم والمساعدة من الجمهورية الاسلامية الايرانية للبنان في مرحلة الاعمار والنهوض التي يشهدها حاليا.
الثاني: بسبب الاحداث المؤسفة والدامية التي تعرض لها ويا للاسف لبنان الشقيق عبر الحوادث الامنية المتنقلة طوال الفترات الماضية والتي استهدفت شخصيات اساسية في هذا البلد الشقيق وجعلته في قلب العاصفة. رأينا من المناسب ان نقوم بهذه الزيارة التي تتيح لنا التواصل مع المسؤولين ومع القيادات اللبنانية على اعلى المستويات، كي نشرح وجهة نظرنا في هذا المجال ونتداول افضل السبل لتوطيد التعاون والتفاعل بين البلدين الشقيقين"
وتابع " وفي هذا الاطار كانت لنا البارحة سلسلة لقاءات مميزة ومهمة مع فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد اميل لحود ومع دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ودولة رئيس مجلس الوزراء الاستاذ فؤاد السنيورة ومعالي وزير الخارجية الاستاذ فوزي صلوخ".
وأجاب على أسئلة فسئل: اذا فصل المسار السوري عن المسار اللبناني، ما هو الموقف الايراني من ذلك؟ وما هو موقفكم من القرارات الدولية والضغوط على سوريا ولبنان والمنطقة؟
اجاب:" نحن ندعم استقلال لبنان ووحدته وسيادته وامنه واستقراره، ونعتقد أن سوريا هي بمثابة الجار والدولة الصديقة والشقيقة والمهمة بالنسبة الى لبنان، وأن كل الظروف والاحتمالات متوافرة من اجل قيام افضل العلاقات الاخوية بين لبنان مستقل وسيد والجمهورية العربية السورية، ونحن ندعم بالفعل هذا التوجه في استمرار العلاقات الاخوية البناءة بين لبنان وسوريا". اما في ما يتعلق بمسألة الضغوط الدولية التي تمارس بحق لبنان وسوريا وبحق دول المنطقة وشعوبها بشكل عام، فنحن لدينا ملء الثقة بأن الشعب اللبناني الشقيق قد اخذ عبرة كبيرة من الاحداث الدامية التي عصفت به طوال الحرب الاهلية اللبنانية الاليمة على امتداد 15 سنة، اذ دفع لبنان بشعبه واهله ومدنه وقراه اثمانا باهظة نتيجة لهذه الحرب الاهلية الدامية، وبالفعل نحن نعتقد أن اللبنانيين يدركون اكثر من اي شخص آخر ان التدخلات الخارجية لا تستهدف خير هذا البلد وصلاحه، وانما تستهدف اعادته الى سكة الحرب الدموية والاختلافات الاهلية".
وسئل عن الآفاق المتاحة في المستقبل امام تعزيز العلاقات الثنائية بين لبنان وايران؟
أجاب: "بعد انتخاب الرئيس الايراني الجديد وتشكيل الحكومة، لا تزال الجمهورية الاسلامية الايرانية كما كانت دوما على اتم الاستعداد للاستمرار في العلاقات الاخوية البناءة والمتميزة مع دولة لبنان الشقيق، وقد لمسنا هذا التوجه ايضا خلال كل المحادثات التي اجريناها بالامس مع المسؤولين في لبنان، ولمسنا الاستعداد لتعزيز العلاقات الاخوية. ونعتقد ان الشق الاقتصادي هو من الامور الاساسية التي يمكننا التركيز عليها في توطيد هذه العلاقات الثنائية، وتعرفون أن الجمهورية الاسلامية الايرانية كدولة اقليمية كبرى بلغ عدد سكانها اكثر من سبعين مليون نسمة ولديها العديد من الخبرات العلمية المتخصصة في المجالات الاقتصادية والعمرانية، في استطاعتها ان تقف الى جانب لبنان وان تساعدها في كافة المجالات المتاحة لديها".
سئل: هل لا تزال ايران تدعم حزب الله تقنيا وتدريبيا وتأهيليا وتمده بالاسلحة؟ وما تعليقكم على الاعمال الارهابية الاخيرة التي طالت لبنان والتي كان آخرها التفجير الذي استهدف الاعلامية مي شدياق؟
اجاب: "أود ان اجيب بداية عن الشق الثاني من السؤال. نحن ندين اشد الادانة اي محاولة اغتيال، سواء في لبنان الشقيق او في اي منطقة، ونعتقد ان عمليات الاغتيال الآثمة من شأنها ان تهدد الوحدة والامن والاستقرار والسلم الاهلي في المجال الداخلي، ومن شأنها ان تزرع بذور الفتنة وتفتح المجال واسعا امام التدخلات الخارجية.
أضاف" اما بالنسبة الى الشق الاول من السؤال، فاننا في الجمهورية الاسلامية الايرانية نعتبر ان حزب الله واقع لبناني ينتمي الى نسيج هذا المجتمع، وانتم تعرفون بطبيعة الحال انه دافع طوال السنوات الصعبة والحساسة في الماضي عن وحدة هذا البلد وعن سيادته واستقلاله ووحدة اراضيه، وهو في هذا المجال دفع ثمنا باهظا من خلال من قدمه من شهداء وجرحى واسرى، وبالتالي فقد استطاع ان يحوز التقدير والاحترام البالغين من ابناء الشعب اللبناني العزيز، وطبعا نحن لدينا دعم معنوي كامل لحزب الله، ونعتقد ان هذا الدعم المعنوي يأتي بشكل منسجم ومتوافر مع الدعم المعنوي الذي يكنه الشعب اللبناني لهذا الحزب. اما في مسألة سلاح المقاومة والضغوط التي تمارس في هذا الاطار من خلال القرار 1559، فنحن نعتقد ان هذه المسألة محض داخلية لبنانية، وينبغي مقاربتها بالحوار الداخلي البناء بين اللبنانيين، ومن هنا نستطيع ان نطرح السؤال الكبير: ترى من هي الجهة التي تشعر بالقلق والخوف من خلال وجود سلاح للمقاومة في لبنان الشقيق؟ نحن من وجهة نظرنا لدينا اعتقاد كامل أن اللبنانيين الاعزاء لا يساورهم هذا القلق ولا يمارسون الضغوط من اجل نزع سلاح المقاومة".
سئل: في موضوع التهديدات الاسرائيلية للمنشآت النووية الايرانية، هل لدى الجمهورية الاسلامية مظلة للدفاع عن هذه المنشآت؟ وماذا عن الموقف الايراني مما يجري في العراق وخصوصا ما قاله وزير الخارجية السعودي عن اتهام ايران بالتدخل المتزايد في العراق؟ وما موقفكم مما يقال عن الهلال الشيعي؟
اجاب: "في ما يتعلق باحتمال تعرض المنشآت النووية الايرانية لهجوم عسكري اسرائيلي، كنا قد اعلنا سابقا اننا في ايران على استعداد كامل للرد بالشكل المناسب على اي اعتداء يمكن ان نتعرض له، وان الكيان الصهيوني يعرف تماما انه في حال اقدم على مثل هذه الحماقة فان الخسارة الكبرى سوف ترتد عليه".
وقال "الواقع أن كل المسؤولين في الجمهورية الاسلامية الايرانية شعروا بحيرة وتعجب من التصريحات التي اطلقها أخيرا وزير خارجية المملكة العربية السعودية، ذلك ان هناك علاقات اخوية وبناءة بين السعودية وايران، واود ان اشير هنا الى ان لا وزير خارجية المملكة العربية السعودية ولا اي شخص آخر يتهم الجمهورية الاسلامية الايرانية بأنها تتدخل في شؤون العراق. لم يبين اي من هؤلاء اي سند او دليل حسي وعملي على صحة هذه الادعاءات، ونحن نعتقد ان كل هذه التصريحات المتفرقة التي تشير الى ان ايران تتدخل في الشؤون الداخلية لدولة العراق بالشكل الذي لا يتلاءم مع مصلحة هذا البلد، هي تصريحات غير منطقية. فمن ناحية تساق الاتهامات ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية بأنها تفكر فقط في مصلحة المسلمين الشيعة في العراق، ومن ناحية اخرى عندما نتابع الوقائع العملية على الارض نجد ان معظم التفجيرات والاعمال الارهابية الآثمة التي وقعت في العراق طوال الشهور والايام الماضية كانت تستهدف المسلمين الشيعة بشكل اساسي. فكيف لنا ان نوفق بين هذين الامرين؟.
أما في ما يتعلق بالكلام الذي يثار حول ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تسعى الى تشكيل هلال شيعي في هذه المنطقة، فنود القول اننا اكثر من اي دولة لا نفكر الا في وحدة العراق وسيادته واستقلاله واحترام ارادة الشعب العراقي في تحديد مستقبله ومصيره، ونسجل هنا ان الجمهورية الاسلامية الايرانية هي اكثر طرف مستفيد في حال قامت دولة العراق كدولة مستقلة وهادئة وآمنة وقوية. وكمحصلة، أقول انه يبدو ان المعلومات التي وضعت في حوزة وزير خارجية المملكة العربية السعودية هي معلومات مغلوطة، وهذا اقل ما يمكن ان نقوله".
سئل: ما هي طبيعة التعاون بين لبنان وسوريا وايران؟ وما هي الالية التي ستتبع لمواجهة الضغوط التي تتعرض لها ايران والمنظمات التي تدعمها في لبنان وسوريا؟
أجاب: "نحن ندعم العلاقات الاخوية بين سوريا ولبنان انطلاقا من الاحترام المتبادل للسيادة والاستقلال لكل منهما، وبالتالي نعتقد ان اللبنانيين الاعزاء قد بلغوا ايضا مرحلة النضج والوعي السياسيين بما يمكنهما من اخذ المبادرة وتعزيز كل الشؤون المتعلقة بهم من خلال ارادتهم الذاتية والحرة والمستقلة. وفي المقابل، هدفنا الوحيد من تعزيز العلاقات سواء اكان مع سوريا ام مع الجمهورية اللبنانية هو تقديم الدعم الاخوي مع احترام السيادة الكاملة للبنان، ومع احترام كل القرارات التي يتخذها اللبنانيون في مجال تقرير كل الامور السياسية المتعلقة بهم".
سئل: كيف ترى موقف روسيا الاتحادية في ظل ضغوط المجتمع الدولي لارسال الملف النووي الايراني الى مجلس الامن الدولي؟
اجاب: "نحن لا نريد في حال من الاحوال ان يصل الملف النووي السلمي الايراني الى مجلس الامن الدولي، ونعتقد ان ليس هناك دليل قانوني لارسال هذا الملف الى هناك. ولقد كانت لنا تجربة من التعاون البناء مع مفتشي وكالة الطاقة الذرية، وأثبتت السنتان المنصرمتان ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تريد من خلال هذا التعاون البناء الذي تبديه ايجاد حالة من الثقة بين الطرفين. واما ما تريده الجمهورية الاسلامية الايرانية من خلال ملفها السلمي النووي فيتطابق تماما مع مقررات الوكالة الدولية الاوروبية وبعض الاطراف الاخرى، وهو يتعدى المقررات التي تنص عليها هذه الوكالة. وطبعا نحن لدينا تمسك كبير من خلال توسل المسائل القانونية لكي نحتفظ بحقنا الطبيعي العادل والمشروع المعترف به دوليا في مجال الاستفادة السلمية من الطاقة النووية وتأمين الوقود اللازم لاستخدام ايران. ومن خلال هذا الامر، نصر على الاستمرار في عملية المفاوضات السياسية مع مختلف الاطراف. وكما أشرتم، فإن الضغوط السياسية مستمرة على الجمهورية الاسلامية الايرانية على خلفية ملفها النووي السلمي، وهذه الضغوط تريد أن تحول مسألة قانونية وحقوقية الى مسألة سياسية. واقول اخيرا ان مجلس الامن الدولي ليس نهاية المطاف".
وسئل: هل صحيح ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تحض حزب الله على الاحتفاظ بسلاحه حتى ولو انسحبت "اسرائيل" من مزارع شبعا، لكي لا يستخدمه ربما في الرد على "اسرائيل" اذا ما هاجمت المنشآت النووية في ايران؟
اجاب: "نحن نعتقد ان الهدف الاساسي لاطلاق مثل هذه الشائعات المغرضة هو تبرير الاعتداءات التي يمارسها الكيان الصهيوني على دول هذه المنطقة، وإبراز حالة ايران الداعمة لعدم نزع سلاح حزب الله. واود ان اؤكد هنا مرة أخرى الموقف الايراني المعلن من ان نزع سلاح حزب الله او عدم نزعه هو مسألة داخلية لبنانية صرفة، وهذا الامر ليس له علاقة بايران اطلاقا، وان الحكومة اللبنانية والدولة اللبنانية والشعب اللبناني هم من يقرروا هذا الامر".
وردا على سؤال قال المسؤول الايراني: "نحن لم نبدأ أساسا بعمليات تخصيب اليوارنيوم كي يقال اننا نريد ان نستأنف التخصيب، والامر الذي يجري في منشآت اصفهان النووية هو مسألة فنية، وهذا الامر لا يعتبر فنيا عملية تخصيب لليورانيوم. ونحن نعتبر ان من حوقنا الطبيعية والمشروعة تخصيب اليوارنيوم للاستخدام السلمي وتوليد الوقود النووي، وان مجلس الشورى الاسلامي في ايران ليس لديه رغبة حاليا في اعطاء الثقة لمسألة الموافقة على البروتوكول الاضافي، وان هذا المجلس يصادق على البروتوكول الاضافي للمعاهدة الدولية عندما يشعر ان الاطراف كافة والوكالة الدولية للطاقة الدولية يعترفون بحقوق ايران المشروعة والعادلة المنصوص عليها في هذه المعاهدة، أسوة ببقية الدول المنضوية تحت هذه المعاهدة.
وأقام رئيس مجلس الشروى الايراني مأدبة غداء تكريمية في السفارة لعائلات شهداء المقاومة.
وكالات ـ"الوطنية"
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018