ارشيف من : 2005-2008
مؤسسات الامام الصدر كرمت الاعلاميين في الماريوت
اقامت مؤسسات الامام الصدر حفل تكريم للاعلاميين في فندق الماريوت، حضره وزير الاعلام غازي العريضي، نقيب الصحافة محمد البعلبكي، نقيب المحررين ملحم كرم، المدير العام لوزارة الاعلام حسان فلحة، ممثل السفارة الايرانية في لبنان، السيدة رباب شرف الدين الصدر، نجلا الامام الصدر السيد صدرالدين وحميد وحشد من الاعلاميين.
السيدة رباب الصدر بداية آيات من القرآن الكريم، ثم النشيد الوطني اللبناني، ثم القت السيدة رباب الصدر كلمة، هذا نصها:
"ايها الأعزة، نلتقي في كل عام ونتمنى لو يأتينا ما بعده بفرج من الله يعود على بلادنا واهلنا بالخير والحياة السعيدة، ولا ادري ما اقوله هذا العام.اذ تهون امام احداثه عبارة الرعب، ولولا ان ينقشع ليل غزة، لكنا في ليلنا بعتمة مطبقة، ولن اعتبرها تهنئة متأخرة ما دامت هي الفرحة الوحيدة، هي وحدها، بصفتها فعل انسان ثائر، وهو رجاؤنا، كما لن اعتبرها تعزية متأخرة، ما دامت الزلازل والارتجاجات والترددات قائمة، لحدوثها من ناحية، ولاننا، مع كل الضجيج الذي رافقها، لم ندرك فهمها بعمق، بدليل اننا لم نحصن انفسنا لنحصن لبنان مع الزلازل وتردداتها توزع علينا اخبارها بشناشيل، ونماشيها بخلاخل دون ان يهتز فينا عرق يهب استعدادا للمحتل.
ليس غريبا علينا هذا، فنحن منذ سبع وعشرين سنة، لو درسنا بعمق مشروع الامام الصدر التنموي، اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا وسياسيا وامنيا، رغم انها قوبلت بتحليلات متخلفة، وعن تصميم وتصور، فسلبنا ممارسة الممانعة الذاتية التي هي عون في الشدائد، وقوة تصد امكان احداث الزلازل.لو كان ذلك لاختلفت امور وامور، هانت علينا انفسنا، فبنينا على الهوان مجدا. عفوا - اهلي - ان تأوه في الوجع، وليس الوجع باخفاء الامام الصدر فقط هو الذي يتأوه، فهذا الوجع ينتخي، يزمجر، يهدر، ولقد اخترنا طريقنا باسلوب التعامل معه، وبابسط القول، هو التحدي، وكيفما اعتبر قولي، فطريقنا التحدي، وان ضعفت قوانا فلن تكل العزيمة او تهون النفس، وانني بهذه المناسبة اثمن بتقدير واحترام شديدين موقف القضاء اللبناني بشخص الادعاء العدلي، وما اوردته الحكومة اللبنانية في بيانها الوزاري ونرجو ان يكون هذان الامران خطوة اولى لما بعد.
اما الوجع الذي اعنيه فهو ما اعانيه في طريقي الى بلوغ ما هدف اليه الامام الصدر من احتضان جيل الصغار، والعمل على اعدادهم لمستقبل بلاد يسهمون فيه، فنحن نعمل باتجاه، وما هو في الخارج شيء آخر. ما اخترته مهمة لي منذ عام 1963 هو ان اعمل على بنات جنسي، وهو الاقرب لطبعي وطبيعتي، لأكون اصدق في العمل.ولذلك كان التركيز على صناعة ام تنبثق خيوط المستقبل من غزل بنانها، ومشينا خطى متعثرة، منها ما هو بفعل التجربة الجديدة لي شخصيا، لانني دخلت حلبة مختلفة عما كنت فيه، ولبيئتي التي اريد لها ان تدخل ميدانا غير مهيئة له.
هذا من جانب، ومن الجانب الآخر جو القلق الذي تعيشه صور والمنطقة منذ الاحتلال الصهيوني لفلسطين، ثم تعرضها للقصف الذي اشتد في 1969 وما بعدها، ثم كان ما تعرفونه ودون ان اعدد. اضافت السيدة الصدر "عدنا نلتقط انفاسنا في النصف الثاني من الثمانينات، ونسترجع الاغراض التربوية والتنموية للجيل الذي يريده الامام الصدر، فكان اولا اندماج الشيعة في بنية الدولة، وبعد هذا كانت مطالب وكانت اهداف، وكلها تصب في كيان المؤسسة الاجتماعية الكبرى، وتتفرع منها. وسرنا بهذا الاتجاه بعد تحديد المفاصل والتفاصيل، واستمررنا في مؤسسات الامام الصدر، واستعنا بخبراء تربية وعلم اجتماع وعلم نفس وآخرين. ولكننا نلاحظ يوما بعد يوم اننا في واد والمجتمع العام في واد آخر، اكان في الضجيج السياسي او في الابهار الاعلامي، ولن اقول اكثر، فانتم اخبر بالتفاصيل، وتطلعون على ما لا استطيع الاطلاع عليه منها.
ايها الاعزة، هذا هو موضوعي لهذا اللقاء، وهذا ما اعانيه، انعدام المشترك في ما نواجه وفي ما هو في الساحة، فهل لي من مساعدة جماعية منكم في هذا السبيل؟ من توجيه، من ارشاد، وان تعذر العمل جماعيا، فليكن ممن يطيق، فموضوع الميوعة والانحلال من النقاط الرئيسة للمجتمع المقاوم الذي اراده الامام الصدر.
انني - ايها الاعزة - اثق انكم تشكون ما اشكو، وربما اوصلتكم تجاربكم الى مقولة: (فالج لا تعالج)، ولكن قدرات الانسان عالجت الفالج ونجحت في كثير منه، بالتدليك الفيزيائي، فهل يمكن ان نجد طريقة تدليك اجتماعي؟.
انني اطرح الصوت، وآمل ان يرتفع عاليا بتناغم اصواتكم مع اصواتنا، كل اصواتكم على اختلاف ما لها من خصوصيات، فالرصانة ومجتمع الجد، هو المجتمع المقاوم في ادبيات الامام الصدر، والاعلام كان دائما حامل صوته، وصوته لا يزال هدرا. اهلا بكم، وشكرا لكم، وبانتظار ان يكون شيء مما نرجوه، ومما نرجوه ان نبقى معا في سير المجتمع الجد.
النقيب البعلبكي
ثم القى النقيب البعلبكي كلمة جاء فيها "في كل عام نلتقي بدعوة من مؤسسات الامام الصدر لكي نتداول في ما يحسن ان يقوم به الاعلام اللبناني بقضية الامام موسى الصدر، ولكن نتشاكى مما لاقته هذه القضية من اهمال طوال ربع قرن".
اضاف النقيب البعلبكي "كان من المفروض والواجب على الدولة اللبنانية ان تأخذ قضية تغييب الامام الصدر على محمل الجد، ونشكر اليوم القضاء اللبناني والحكومة على ما ورد في البيان الوزاري حول هذه القضية، وكمت كنا نتمنى من الجامعة العربية ومن المجتمع الدولي وخصوصا اجتماع وزراء خارجية الدول العربية في القاهرة ان تعود هذه الجامعة عن التقصير عن اختفاء الامام وان كان تغييبه في طليعة بنود جدول الاعمال، ونفضل ان يطرح وفد لبنان هذا الموضوع بقوة، ولا يمكن لأي لبناني ان ينسى الامام الصدر. لبنان الذي نريد جميعا كما اراده الامام الصدر بحقوقه الانسانية وكرامة الانسان والحياة الواحدة بين جميع اللبنانيين في الترفع عن العصبيات الطائفية، والايمان بالله الواحد والوطن الواحد . النقيب كرم بعد ذلك القى نقيب المحررين ملحم كرم كلمة مما جاء فيها "نلتقي اليوم في حفل عائلي واخوي يتكرر كل عام وينضح بالمحبة والحضور، لان الامام الصدر كان حريصا ان يكون بيننا ونحن حريصون ان نكون معه بالكلمة والحرف والفكر لانه كان اخا وحبيبا ما عمل الا للبنان ولوحدة لبنان ومجد لبنان، واقترن بالوفاء. وما عمل يوما الا ان يكون مناديا بالاخوة.
الوزير العريضي ب
دوره ألقى الوزير العريضي كلمة قال فيها "هذا اللقاء السنوي الذي يشكل مبادرة كريمة في تكريم الاعلام اللبناني، فتكريم الاعلام من قبل هذه المؤسسة له أكثر من معنى وأكثر من أهمية، ويأتي في الزمان الصحيح والمكان الصحيح، الامام الصدر هو امام الكلمة الحرة الصادقة الملتزمة قضايا الناس وهمومهم، كلمة الثورة ضد الحرمان والتقدم والجهل والفقر والعبودية وكل أشكال الاحتلال الاسرائيلي، لذلك ولأن للاعلام علاقة جدلية وثيقة لكل هذه العناوين، فإن تكريم الاعلاميين من قبل مؤسسات الامام الصدر يقع في المكان الصحيح".
أضاف الوزير العريضي: "كنت أتابعه ولم يكن ثمة في لبنان إعلام مرئي ومسموع باستثناء الاذاعة اللبنانية وتلفزيون لبنان.لا أبالغ إذا قلت ان الامام الصدر كان اعلاميا متنقلا يمتلك وسائل خلاقة مبدعة في أكثر من مجال، وفي أكثر من طاقة، وقد تابعته وكنا طلابا في أكثر من محطة من محطات النضال، واقول ان الامام الصدر كان أمام السلاح، وعندما أشير الى السلاح أذكر كلمته الشهيرة "السلاح زينة الرجال". وإذا ذكرت ذلك ففي موقعه الصحيح وفي زمانه الصحيح، فليس المقصود بالسلاح، سلاح البندقية فحسب، كلمة الامام كانت تعني أكثر من اتجاه، سلاح الكلمة، سلاح الموقف والاعتصام، سلاح الأضراب عن الطعام من أجل لبنان ووحدة اللبنانيين. لذلك كان يمتلك كل هذه الأسلحة ويدعو اللبنانيين الى امتلاكها والى استخدامها في كل وقت وزمان مناسبين.
نقول ثلاث كلمات تعبر عن العلاقة بين الاعلام والتنمية، والاعلام والمقاومة، الاعلام والحقيقة. ونحن في زمن الحقيقة. نعتز بالاعلام والمقاومة في لبنان،أن ثمة مقاومة شعبية تمكنت من تحرير أرضها وطرد المحتل الاسرائيلي، ومن تحقيق انتصار في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي انتهى بالتحرير والهزيمة للعدو ولم نقدم ثمنا سياسيا لا اتفاقا ولا تنازلا، ونعتز في الوقت ذاته ان عاملا من عوامل انتصار المقاومة أضيف الى جهاد المقاومين كان الاعلام، الذي واكب المقاومين حيث صورت العمليات، مارس نوعا من التعبئة في كشف الحقيقة وأسقط مزاعم العدو، وتكريم مؤسسات الامام الصدر للاعلام هو تكريم لهذه العلاقة بين الاعلام والمقاومة وبالتالي الحقيقة".
أضاف الوزير العريضي:"الأمر الثاني،العلاقة بين الاعلام والتنمية هي علاقة وثيقة ومؤسسات الامام الصدر تلعب دورا استراتيجيا رائدا في التنمية المستدامة في لبنان من خلال مؤسسات عديدة تنشط في مجالات واتجاهات متنوعة واكبها الاعلام، ربما سقطت تقصيرا في مواكبة عامة وفي دور فاعل جدي وأكثر عمقا وأكثر شمولية، في متابعة عملية التنمية المستدامة وممارسة نوع من التوعية على أهمية هذا العامل، ولكن في النهاية استفاد لبنان واستفادت هذه المؤسسات كما استفاد لبنان منها من دور الاعلام، هذه مناسبة لتوجيه تمن ودعوة الى كل زملائنا الاعلاميين حثهم على مزيد من الاهتمام بهذا الجانب نظرا لما يتركه هذا الاهتمام من نتائج ايجابية تشكل تكاملا بين عمل المؤسسات وعمل الاعلام والقطاع الأهلي عموما.
أما الكلمة الثالثة فهي العلاقة بين الاعلام والحقيقة، حياة الانسان رحلة بحث عن الحقيقة قد تنتهي ولا يصل اليها، نحن اليوم نعيش مرحلة حساسة ودقيقة في لبنان، كلنا نتطلع الى الحقيقة، الحقيقة هي شعار في هذه المرحلة يتعلق بكشف قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، ربما نحن في بداية الطريق الينا، نريد أن تكون الحقيقة عنصر اطمئنان للبنانيين وعنصر تأكيد لوحدتهم الوطنية وعنصر تأكيد لموقف واحد راسخ رافض لكل عمليات الاغتيال السياسي في لبنان وفي هذا الشرق وفي العالم. الحقيقة تطمئن ولو كانت جارحة، تطمئن الى مستقبل وهذا ما نريده من الحقيقة التي نحن في بداية الطريق اليها. لذلك نتمنى رغم الجرح الكبير الذي يمكن أن يظهر مع كشف الحقيقة حول هذه الجريمة الارهابية البشعة، أن تكون عنصر توحيد، عنصر تعزيز للخطاب الوطني بين جميع اللبنانيين، لا عنصر تفرقة وإثارة حساسيات ونعرات وفتن مذهبية أو طائفية، لأن في ذلك مقتلا للبنان وللبنانيين، وهذا ما يرفضه الشهيد رفيق الحريري وما كان يرفضه الامام المغيب موسى الصدر، وما قدمه طيلة حياته وجهاده من تضحيات من أجل إسقاط كل أشكال الفتن بين اللبنانيين.
وختم الوزير العريضي " نأمل بعد أن أمسك القضاء بجدية ملف تغييب الامام الصدر وبعد أن كان اصرار من الحكومة على إدراج متابعة هذه القضية في البيان الوزاري،في أن تكون الطريق الى الحقيقة في كشف اغتيال الشهيد رفيق الحريري وأن تكون أيضا موازية لكل جهد وعمل لكشف من غيب الامام موسى الصدر، والعمل من أجل استعادة الامام ورفيقيه وكشف كل الحقائق تعزيزا لوحدة وطنية لبنانية، وبحثا عن شخصية رائدة في العمل السياسي والاجتماعي والانمائي والتوجيهي من أجل وحدة لبنانية حقيقية".
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018