ارشيف من : 2005-2008
رئيس الجمهورية اللبنانية : المشاركة في اجتماعات الامم المتحدة عززت الحضور اللبناني دوليا واللبنانيون قادرون على احباط المؤامرات
اعرب رئيس الجمهورية العماد إميل لحود، عن ارتياحه لمشاركة لبنان في أعمال القمة العالمية التي إنعقدت في الامم المتحدة في نيويورك، والجمعية العامة للمنظمة الدولية، معتبرا "ان هذه المشاركة عززت الحضور اللبناني في المحافل الاقليمية والدولية، واثبتت ان لبنان استطاع تجاوز الظروف الصعبة التي مر بها خلال الاشهر الماضية بعد إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وأظهرت للعالم إرادة اللبنانيين وتصميمهم على الاستمرار في لعب الدور الذي طالما ميز لبنان كوطن الدور والرسالة".
وقال الرئيس لحود في دردشة مع الاعلاميين الذين رافقوه في رحلة العودة من نيويورك الى بيروت,"أن الذين راهنوا على أن لبنان فقد موقعه وقدرته على الصمود والمواجهة، خسروا رهانهم لا سيما وأن اللقاءات التي عقدها مع عدد من قادة دول العالم الذين حضروا القمة، أظهرت أن الثقة العالمية بلبنان لا تزال كبيرة، وأن هذا البلد الصغير بمساحته، الكبير بدوره يستحق الحياة ودعم المجتمع الدولي".
وقال:" لقد شعرت خلال أحاديثي مع رؤساء الدول والوفود في نيويورك ،أنهم ينظرون بإعتزاز وفخر وأمل الى أن اللبنانيين من خلال وحدتهم وتضامنهم، قادرون على إحباط المؤامرات التي تستهدف وطنهم ، وبالتالي فإن أي دعم سياسي وإقتصادي لإعادة نهوض بلدهم لن يذهب سدى".
أضاف الرئيس لحود:" من هنا فإننا نتطلع بكثير من الأمل الى المؤتمر الذي عقد على هامش إجتماعات الامم المتحدة لدعم لبنان إقتصاديا، لأنه يترجم إرادة المجتمع الدولي في تمكين لبنان من مواجهة الاستحقاقات التي تنتظره في المجالات كافة، ولعل المواقف التي اعلنت في المؤتمر واللقاءات التي عقدها رئيس مجلس الوزراء الاستاذ فؤاد السنيورة، تؤكد على هذه الحقيقة لاسيما وأن لبنان مقبل على إصلاحات سياسية وإقتصادية ومالية حالت الظروف السابقة دون إتمامها. ولقد فهمت من الرئيس السنيورة أن ثمة إرادة حقيقية لدى الدول التي شاركت في المؤتمر على ترجمة هذه المواقف عمليا وهذا ما يجعلني متفائل بمستقبل لبنان أكثر فأكثر".
وردا على سؤال أكد الرئيس لحود،"أن ثمة تكامل بين التحرك السياسي الذي قاده في أروقة الامم المتحدة، وعبر الكلمتين اللتين ألقاهما من على منبر الامم المتحدة ، واللقاءات التي عقدها الرئيس السنيورة " الامر الذي يؤكد على وحدة موقف المسؤولين وعلى نظرتهم المشتركة الى الامور الاساسية التي تهم البلد وتنهض به من جديد ، متجاوزة الصخب الذي يحدثه البعض في الداخل من خلال الحديث عن خلافات وتباينات في وجهات النظر وتباعد. ولعل ما حصل في نيويورك قبل أيام ، هو الرد الواضح على مثل هذه الحملات ، التي يمكن أن تضر بلبنان في ما لو استمرت على الوتيرة إياها".
وسئل عن الرسالة التي اراد توجيهها الى المجتمع الدولي في الكلمتين اللتين ألقاهما في القمة والجمعية العامة .
أجاب :" إنها رسالة تؤكد بإختصار على أن لبنان عازم على الحياة ومتطلع الى دعم المجتمع الدولي الذي لن يتردد في مساعدته ودعمه إذا ما تأكد له أن اللبنانيين موحدين حول الاهداف الوطنية والثوابت القومية التي طالما ميزتهم وأبرزت تفاعلهم في محيطهم ودول العالم. لذلك، فإن مسؤولية الدولة رئيسا ومجلسا نيابيا وحكومة وشعبا، هي في التصرف على نحو يعزز هذه الثقة المتنامية بلبنان وتشجيع دول العالم على تقديم العون والمساعدة له."
ودعا الرئيس لحود ردا على سؤال"الى مواكبة في الداخل لما يبرز في الخارج من إهتمام بلبنان، وهذه المواكبة تتم من خلال الانصراف الى إعداد الملفات الضرورية وفق الأولويات التي حددتها الحكومة في بيانها الوزاري والتي كانت دائما موضع مطالبتنا للوصول الى رؤية واضحة للمستقبل. ومثل هذا الاعداد يظهر مدى جدية الدولة في مقابلة إهتمام العالم بمواقف وإجراءات مماثلة تدخل لبنان في مرحلة جديدة من النمو والتطور والازدهار".
وعبر الرئيس لحود، ردا على سؤال، عن إمتنانه للاهتمام الذي لقيه من المسؤولين في الأمم المتحدة وفي مقدمهم أمينها العام كوفي أنان، وللسلطات الاميركية التي سهلت الزيارة ووفرت لها كل مقومات النجاح، معتبرا أن المطالبة التي أطلقها من منبر الامم المتحدة لضرورة كشف حقيقة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ستبقى الأساس في كل تحرك تقوم به الدولة في الخارج أو الداخل، وذلك من أجل جلاء كل ملابسات الجريمة ومحاكمة المسؤولين عنها والمخططين والمنفذين، رافضا بالتالي التعليق على النتائج التي حققها التحقيق حتى الان, في انتظار أن تكتمل الصورة وتتبلور كل المعطيات التي يجوز من بعدها - وليس قبلها - إطلاق الاحكام على أي جهة أتت ".
وقال الرئيس لحود:" لقد سرني أن تقوم مجموعة رمزية من اللبنانيين الموجودين في أميركا، بالتحرك على مقربة من مبنى الامم المتحدة مطالبين بكشف الحقيقة لأنهم بذلك إلتقوا مع ما طالبنا به من على منبر الامم المتحدة".
وردا على سؤال حول ما يتردد في بيروت عن فتح معركة الرئاسة الاولى, قال الرئيس لحود :" أنا لست معنيا بهذه الطروحات , التي من حق السياسيين تناولها ساعة يشاؤون. إلا أني معني بإحترام الدستور والقسم الذي رددته أمام مجلس النواب, وهذا الاحترام يفرض علي تحمل مسؤولياتي كاملة حتى نهاية ولايتي ولن يثنيني عن ذلك لا موقف من هنا ولا حملة من هناك. ما يقيدني في هذا المجال هو إحترامي للدستور وللمؤسسات الدستورية, وأنا إبن مدرسة تلتزم إحترام مؤسسات الدولة، ولن أتغير، والذين يعرفونني يدركون هذه الحقيقة التي لا يجوز تجاهلها تحت أي ظرف".
وسئل الرئيس لحود عن موقفه من التحرك الذي قام به النائب سعد الحريري في نيويورك بالتزامن مع وجوده على رأس الوفد اللبناني الرسمي الى القمة؟
أجاب :" لا شك أن النائب سعد الحريري يهدف من خلال تحركه خدمة لبنان وتوظيف صداقات والده الرئيس الشهيد لهذا الهدف. ومتى كانت أهداف هذا التحرك تصب في مصلحة لبنان، فطبيعي أن يلقى مني كل الاهتمام والرعاية, وهذا ما قمنا به خلال وجودنا في نيويورك، وما وفرته الدولة من تسهيلات لهذا التحرك".
وكان الرئيس لحود وصل في الثانية عشرة والدقيقة العاشرة ظهر اليوم الى مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي في بيروت، مع الوفد المرافق باستثناء وزير الخارجية فوزي صلوخ الذي توجه من نيويورك اليوم الى ولاية ميتشغن للقاء ابناء الجالية اللبنانية،آتيا من نيويورك بعدما شارك في اجتماعات القمة العالمية والجمعية العمومية للامم المتحدة.
وكالات ـ"الوطنية"
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018