ارشيف من : 2005-2008
الحزب الشيوعي:السطات الفرنسية منعت حدادة من دخول اراضيها
أدلى الناطق الرسمي بإسم الحزب الشيوعي اللبناني بالبيان التالي:
"فوجئنا بموقف غير مفهوم من قبل السلطات الفرنسية تجاه حزبنا تمثل بمنع الأمين العام للحزب الرفيق خالد حدادة من دخول الأراضي الفرنسية، حيث كان من المقرر أن يشترك في الندوة العالمية حولة قضايا الشرق الأوسط، خلال احتفالات الذكرى المئوية لجريدة الاومانيتيه وأن يلتقي عددا من المسؤولين الفرنسيين بينهم الأمينة العامة للحزب الشيوعي الفرنسي.
إن هذا الموقف المستهجن يعكس على ما يبدو رغبة إحدى دول الوصاية الجديدة في لبنان في السير على خطى دولة الوصاية السابقة في محاصرة القوى السياسية الداعية الى التغيير ومنع بناء الدولة العلمانية الديموقراطية بديلا عن نظام المحاصصة الطائفية والزبائنية الذي تحتضن رموزه وتستضيف لقاءاتهم على أراضيها.
ان سياسة تغييب الأصوات اليسارية والتقدمية اللبنانية عن الساحة الفرنسية تتكامل مع سياسة تغييب الأصوات الفرنسية اليسارية والتقدمية المتمايزة عن مواقف الحكومة الفرنسية عن الساحة اللبنانية وهو الأمر الذي كشفته محاولات غير مفهومة من قبل وزارة الخارجية الفرنسية لعرقلة مجيء مسؤولين وقيادات حزبية وبرلمانية وأهلية فرنسية، للمشاركة في إحياء ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا وانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية في 16/17 أيلول الجاري.
ان الحزب الشيوعي اللبناني إذ يستغرب مثل هذه السياسة، لا يستطيع إلا أن يدرجها في خانة الانزلاق الفرنسي باتجاه مواقف وسياسات الادارة الاميركية ضد شعب لبنان وقواه الديموقراطية، خلافا للصورة الايجابية التي قدمتها فرنسا سابقا والمتضامنة مع قضايا منطقتنا وآمال شعوبها. وبالرغم من الصلات التي أجراها حزبنا والحزب الشيوعي الفرنسي لاستيضاح الأسباب الكامنة وراء هذا المنع لم تقدم السلطات الفرنسية أي تفسير لتفردها في هذا القرار الذي لم توافقها عليه بقية الدول الاوروبية، الأمر الذي يعتبر مؤشرا اضافيا على قيام نظام أمني لبنان فرنسي اميركي مشترك، وريثا للنظام السابق الذي كان حزبنا من أكثر القوى التي عانت من ممارساته.
ان حزبنا الذي لا تغيبه عن الساحة الفرنسية تدابير مخابراتية سيواصل اتصالاته مع الجهات المختصة في لبنان وفرنسا، من أجل العودة عن هذا التدبير الذي يسيء الى فرنسا وتراثها ونظامها العلماني قبل أن يسيء الى أي أحد آخر. وربطا بنتيجة هذه الاتصالات سيدرس الحزب بالتنسيق مع الحزب الشيوعي الفرنسي والقوى الديموقراطية في فرنسا واوروبا، اشكال التحرك اللاحقة. ويدعو الحزب وزارة الخارجية اللبنانية والحكومة بشكل عام للتعامل مع هذه الواقعة باعتبارها ضغطا يوازي التدخل في الشؤون السياسية اللبنانية".
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018