ارشيف من : 2005-2008

السيد فضل الله دعا الى التحرر من أي وصاية أميركية أو أوروبية: نريد للبنان ان يلتقي بكل طوائفه في مواجهة الاحتلال ودعم المقاومة

السيد فضل الله دعا الى التحرر من أي وصاية أميركية أو أوروبية: نريد للبنان ان يلتقي بكل طوائفه في مواجهة الاحتلال ودعم المقاومة

اعتبر آية الله السيد محمد حسين فضل الله في خطبة الجمعة أن المشكلة التي يواجهها العالم العربي والإسلامي هي أن "الأمركة" أصبحت بديلاً لديهم عن العروبة والإسلام، وأن الصهينة تحولت الى حالة من الصداقة بدلاً عن العداوة، من دون أن تحصل العروبة على أي مكسب سياسي وأمني أو يحصل الإسلام على أي موقع متقدم على جميع المستويات، بل إنهم قدموا التنازلات الحيوية المصيرية مجاناً بدون مقابل، لأن القائمين على شؤون الإسلام والعروبة لا يحترمون تاريخهم ومستقبلهم ولا شعوبهم، مضيفاً "إن كل القضية لدى الأكثرين منهم أنهم وظفوا من قبل المخابرات المركزية من أجل إدخال شعوبهم في السجن الكبير بإشراف قوانين الطوارئ وأجهزة المخابرات، وتنفيذ المخططات الأميركية في مشاريعها للشرق الأوسط الكبير وغيرها، مما يحول المنطقة كلها الى منطقة خاضعة للاستكبار الأميركي لتجميد حركة التطور الصناعي والزراعي والعلمي والأمني، حتى تبقى مشدودة الى ما يريده المستكبرون في حاجاتها الحيوية". وقال السيد فضل الله "إننا نريد للبنان أن يلتقي بجميع طوائفه في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ودعم المقاومة، والانفتاح على العروبة الحضارية الحرة المواجِهة للاستكبار العالمي، والتحرر من أية وصاية أميركية أو أوروبية، ليحقق الحرية والاستقلال للشعب كله بعيدا عن الألاعيب الخارجية الدولية التي تديرها كهوف السفارات التي بدأت تتدخل في الصغير والكبير" مشيراً إلى أن على المؤمن أن لا يلدغ من جحر مرتين، فكيف وقد لدغنا من التحالف الأميركي ـ الإسرائيلي آلاف المرات؟؟". "ومن ناحية أخرى، فإن موسم المدارس في تحدياته لاقتصاد المواطنين المنهار قد بدأ يضغط على الفقراء الذين يعيشون الحيرة في الوسائل التي يمكنهم من خلالها إدخال أولادهم في المدارس، هذا بالإضافة الى الشباب الذين يواجهون البطالة القاتلة التي تدفعهم الى الهجرة ليحصلوا على فرص العيش الكريم خارج وطنهم، والى الأزمات المعيشية التي تضغط على حياة المحرومين". وتساءل سماحته "ماذا تعمل الدولة في مواجهة الذين أحاطت بهم مشاكل الهدر والفساد، ممن يتحدثون عن التغيير والإصلاح ولكن من دون أن يقدموا للشعب حسابهم عندما كانوا مسؤولين، وكانت الاتهامات تواجه أوضاعهم؟ مضيفاً "إننا لا نريد إصدار الحكم عليهم، ولكن إذا كانت الشبهة تفرض على القضاء التحقيق في المشتبه بهم، فهل المشكلة هي مشكلة النظام الأمني فقط باعتباره مسؤولاً عن جرائم الأمن، أو هي مشكلة النظام السياسي والإداري الذي ركب القائمون عليه أكثر من موجة ليقدموا أنفسهم في صورة الملائكة التي ترجم الشياطين؟ والسؤال هو: أي لبنان هذا اللبنان الذي تتحول فيه الشياطين الى ملائكة، بفعل النظام الطائفي في حمايته لأكثر من شيطان؟".‏

وتوقف السيد فضل الله عند العلاقات بين الدول العربية والاسلامية والكيان الصهيوني. وقال سماحته "إن "اسرائيل" تخطط لتوسيع الاستيطان، وبعض الدول العربية تستعد على أكثر من مستوى لاستقبال مسؤوليها بكل احترام وترحاب، وتركيا تقوم بدور التوسط لبناء علاقاتها مع الدول الإسلامية بالرغم من أن القائمين على السلطة فيها يعرفون الدور الإرهابي الاغتصابي لـ"إسرائيل" ضد الشعب الفلسطيني، الأمر الذي يرسم علامة الاستفهام للعنوان الإسلامي الذي يمثله الحزب الذي ينتمون إليه، مما قد يوحي بأن الدور التركي خاضع للدور الأمريكي لاعتبارات سياسية ضاغطة". اضاف "والى جانب ذلك، فإن دولا عربية أخرى تقيم علاقات سرية غير رسمية مع الدولة العبرية، مما يؤكد رفضها لعروبتها وإسلامها لحساب "أمركتها" في الخضوع السياسي لإدارتها، وقد تحدثت وسائل إعلام العدو عن استقبال هذه الدول لرجال الأعمال اليهود بهويتهم الإسرائيلية لتسويق المنتجات الإسرائيلية في مجال التكنولوجيا العالية". وتابع "ومن المضحك المبكي ما أدلى به الرئيس الباكستاني من أن المحادثات التي أجرتها حكومته مع "إسرائيل" "تتفق مع تعاليم الإسلام لأنه يسمح لأتباعه بالحوار مع أتباع الأديان الأخرى"، كما لو كانت القضية قضية اليهود والمسلمين من ناحية دينية وليست قضية غاصب مع مغتصب وصهيونية عنصرية محتلة لشعب فلسطيني مستضعف".‏

2006-10-28