ارشيف من : 2005-2008

مراقبون .. ميليس سيجد كل التفاهم من السلطات السورية

مراقبون .. ميليس سيجد كل التفاهم من السلطات السورية

تتجه الانظار الى العاصمة السورية دمشق التي تستقبل رئيس لجنة التحقيق الدولية باغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري القاضي الالماني ديتلف ميليس وما ستسفر عنه من نتائج، كون هذه الزيارة غير بروتوكولية.‏

وتأتي زيارة القاضي ميليس الى دمشق وسط تأكيدات سورية بأنه سيجد كل تعاون في مهمته للوصول الى كشف حقيقة اغتيال الحريري في الرابع عشر من شباط/ فيراير الماضي، لأن لسوريا كما يقول المسؤولون السوريون مصلحة في جلاء كامل لهذه الحقيقة.‏

وقال مراقبون لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان سوريا رحبت وعلى لسان الرئيس بشار الاسد بالتعاون مع ميليس، ومن المؤسف ان تصريح الاسد الذي اطلق قبل اعلان ميليس ان الحكومة السورية لا تتعاون معه لم يحظ بتداول اعلامي عالمي واسع النطاق.‏

وتابعوا ان سوريا اعلنت دعوتها للقاضي ميليس، وتم الاتفاق معه على زيارة سوريا يوم غد السبت وهي الدولة المؤسسة للامم المتحدة وتتابع تنفيذ قراراتها وتتابع الالتزام بالقانون الدولي.‏

ويؤكد المراقبون ان ميليس سيأتي الى دمشق وسيتم التفاهم بين السلطات السورية وبينه حول تصوره لكيفية تنفيذ مهمته وحول كيفية تصور سوريا لهذه الكيفية.‏

وقد استبقت سوريا ومنذ توجيه الدعوة للقاضي ميليس لزيارتها بالتأكيد ان التحقيق في اغتيال الحريري سيثبت ان لا علاقة لها بهذه الجريمة، وانها ستتعاون معه لأن ليس لديها ما يخيفها من هذا التحقيق وانها اكثر من غيرها تتوق الى كشف حقيقة اغتيال الحريري.‏

وتوقع المراقبون ان التفاهم بين سوريا وميليس سيتم بهذا الشأن وبعد ذلك سيكون لكل حادث حديث لان العملية الموكلة لرئيس لجنة التحقيق الدولية تقتصر على التحقيق ثم بعد ذلك اتهام وبعد ذلك ثمة محاكمة ويتوج الجميع حكم قضائي.‏

ويرى المراقبون ان كل ماقام به رئيس لجنة التحقيق الدولية حتى الان انما هو في مرحلة متابعة التحقيق، ومن المعلوم ان سوريا اعلنت انه ليس لها علاقة بالاشاعات التي اطلقت منذ اغتيال الرئيس الحريري.‏

وترى سوريا حسب المراقبون ان خسارتها بفقدان الحريري هي الاكبر بين كل الاطراف المعنية بغيابه، وهي ترى ايضا ان من واجب المحقق ان ينظر في تحقيقاته الى الطرف المستفيد من الجريمة الارهابية لكي يكون تحقيقه مقنعا.‏

وفي الوقت ذاته يرى المراقبون فيه ان سوريا بالتأكيد هي الطرف الاكثر تضررا وثمة من يعلم اسم الطرف الذي كان اكثر استفادة من جريمة اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري.‏

وتاتي زيارة ميليس وسط تجاذبات وتصريحات حيث تؤكد سوريا ان ميليس سيجد كل تعاون وكل حرية في الاتصال مع أي مواطن سوري في حين ترى بعض العواصم الغربية ان اهمية زيارة ميليس تكمن بالنتائج لانها ستشكل عاملا مهما ورئيسيا لمعرفة حقيقة الرغبة السورية المعلنة بالتعاون مع لجنة التحقيق لكشف حقيقة اغتيال الحريري لان المطلوب للزيارة ان لاتكون "برتوكولية" وانما تتوج باجابات واضحة على اسئلة محددة.‏

واستبقت انباء زيارة ميليس بأنه سيطلب مقابلة عدد من المواطنين السوريين ابرزهم رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية السورية في لبنان قبل الانسحاب في شهرنيسان/ ابريل الماضي العميد رستم غزالي وعدد من معاونيه مثل جامع جامع ومحمد خلوف واذا ما تحقق له ذلك ستكون الاولى من نوعها حيث ان القوانين السورية لا تسمح بتدخل دولي مع مواطنين سوريين على الاراضي السورية او بتسليم سوري لجهة اجنبية.‏

وفي الوقت الذي تحذر فيه سوريا من تسييس مهمة القاضي ميليس، فإنها تؤكد وعلى لسان المسؤولين السوريين ان هذا التحقيق اذا كان بعيدا عن التسييس فإنه سيسير بالاتجاه الصحيح.‏

ويؤكد المسؤولون ان سوريا ستتعاون وبدون تحفظ مع ميليس وستقدم كل مساعدة مطلوبة في هذا المجال.‏

وسيبدا ميليس لقاءاته مع المستشار القانوني في وزارة الخارجية السورية رياض الداوودي لوضع اليات الاجراءات التي سيقوم بها القاضي ميليس على ان يجتمع مع مسؤولين سوريين سياسيين وقانونيين والبحث في الأجوبة التي ارسلها وزير الخارجية السوري فاروق الشرع الى ميليس ردا على اسئلته في وقت سابق.‏

وقد شككت صحيفة الثورة السورية اليوم بما تناقلته وسائل الاعلام عما نشرته نشرة انتليجنس اون لاين المتخصصة في شؤون الاستخبارات حول فرار واحد من الضباط السوريين وتقديمه معلومات عن اغتيال الحريري.‏

وقالت ان الروايات التي نسجتها توهمات البعض في هذا الشأن تستوجب منهم البحث عن دقة هذه المعلومات والابعاد الحقيقية لنشرها في هذه الفترة ولاسيما ان مثل هذه الاخبار تكرر في فترات سابقة، واثبتت الوقائع كذبها ومراميها.‏

واضافت ان المعلومات التي ساقتها النشرة يمكن طرح العيد من الاسئلة المهمة ومع ذلك لم يتم ذلك، بل ان ما حصل اعطى انطباعات واضحة ان هذه المعلومة سربت لأغراض مرتبطة بالتضليل المستمر بخصوص اغتيال الحريري وغيره ايضا.‏

من طلال الكايد وعقاب الرشيدي ـ دمشق‏

وكالات ـ "كونا"‏

2006-10-28