ارشيف من : 2005-2008
السيد فضل الله خلال استقباله وفدا حوزويا: نريد تخريج قادة للوحدة لا دعاة مذهبية عشائرية
استقبل آية الله السيد محمد حسين فضل الله، وفد الهيئة الادارية في معهد الرسول الاكرم ، برئاسة المدير العام، الشيخ علي السائلي، الذي وضعه في اجواء البرامج والمناهج التي يعمل المعهد على تطويرها .
شدد آية الله فضل الله خلال اللقاء على ضرورة تطوير البرامج والمناهج الحوزوية لكي تستطيع مواكبة حاجات العصر من دون ان يعني ذلك ان نسقط امامه، بل ان يكون للداعية حس المعاصرة، مشددا على تهيئة الكوادر التي تستطيع ان تفعل هذه البرامج وادخال مواد جديدة لا سيما في علوم القرآن . واكد اهمية الدعوة الى نقد التاريخ الاسلامي، لاننا اذا لم ننقد تاريخنا، فان الآخرين سوف ينقدونه، واذا ما نقده الآخرون فانهم ينقدونه من اجل تهديمه، اما اذا قمنا نحن بهذه المهمة فاننا ننقد تاريخنا من اجل تحصينه وحفظه .
وشدد على الابتعاد عن الغلو والتخلف لكي نستطيع ان نقدم التشيع الحضاري الذي مثله اهل البيت في خط الاسلام من خلال الوحدة في الخط الاسلامي العام، والاندماج مع مجتمع المسلمين والانفتاح على الآخرين من موقع الدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة .
وأثار سماحته امام الوفد دور المراة داخل المجتمع الاسلامي وضرورة اهتمام الحوزات برفد هذا الدور علميا وثقافيا، وتشجيعها في الانطلاق في الخط العلمي والميداني بالاستفادة من التجارب الكثيرة، سواء انطلقت هذه التجارب من رحم الثورة الاسلامية في ايران ام من خارجها .
واكد ان الدور الرسالي للمراة داخل الاسرة، ينبغي على اهميته الا يمنعها من تأدية دورها الريادي على مستوى المجتمع، لا بل على مستوى خدمة الانسان في العالم، مشيرا الى انه ينبغي تقديم النماذج الرسالية الكبرى في حركة الرسالة الاسلامية كالسيدة الزهراء (ع) والسيدة خديجة (ع) والسيدة زينب(ع) ، وغيرهن، كنماذج راقية للبشرية كلها، وليس للمسلمين فحسب . واشار الى حوار الاديان فاكد ان الاسلام هو دين الحوار والانفتاح على مختلف المستويات ومع كل الناس، وان كان يستبعد الظالمين والمعاندين من هذه المعادلة لكونهم وضعوا انفسهم في موقع العداوة والارهاب ورفض الحوار، مشيرا الى اهمية تعزيز الفرص الحوارية بين المسلمين انفسهم ومع المسيحيين، وكذلك مع اليهود انما بعيدا عن الدائرة الاسرائيلية، ومع الغرب على مستوى الواقع الميداني والثقافي والاكاديمي ، وليس على المستوى الرسمي فحسب، مؤكدا في الوقت عينه على حوار الحضارات والثقافات بعيدا عن الضغوط السياسية ومحاولات التوظيف المتزايدة من الانظمة والحركات والدول. وختم مؤكدا دور الحوزات العلمية في تنشيط الساحة الاسلامية في خط الوحدة الاسلامية، مشيرا الى ضرورة ان تنتج الحوزات علماء وقادة ودعاة الى الوحدة الاسلامية، لا ان تتحرك في خط الغلو والخرافة، لتقدم لنا المزيد من المتمذهبين عشائريا والذين ابعدوا المذهبية الفكرية لحساب المذهبية العشائرية، واغرقوا الامة في خطوط التعصب، وهي في أمس الحاجة للوحدة والتماسك .
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018