ارشيف من : 2005-2008
اللبنانيون والفلسطينيون بمشاركة غربية احيوا الذكرى 23 لمجازر صبرا وشاتيلا
أحيا اللبنانيون والفلسطينيون، بمشاركة وفود اوروبية واميركية اليوم الذكرى الثالثة والعشرين للمجازر الارهابية التي نفذتها قوات الغزو الاسرائيلي بمساعدة ميليشيات لبنانية متحالفة معها في ايلول العام 1982 مما ادى الى سقوط المئات من الضحايا والجرحى.
وفي هذا السياق انطلقت مسيرة جماهيرية حاشدة من امام مبنى السفارة الكويتية حتى مقبرة الشهداء، شارك فيها النائبان مروان فارس وعلاء الدين ترو والوفد الاوروبي تحت شعار "كي لا ننسى" الذي يضم وفوداً من ايطاليا وبريطانيا والدانمارك وممثلو الاحزاب والقوى الوطنية والفصائل اللبنانية والفلسطينية ورؤساء بلديات وجمعيات اهلية.
وعند وصول المسيرة الى المقبرة تم وضع اكاليل من الزهر على ضرائح الشهداء،وتحدث النائب فارس باسم الاحزاب والقوى الوطنية اللبنانية فاشار الى انه "بعد 23 عاما على ارتكاب شارون المجزرة الارهابية في هذا المكان، التي استهدفت شعبنا اللبناني والفلسطيني، نؤكد استمرارنا للوصول الى حقوقنا الوطنية".
ورحب فارس بالوفود الأجنبية مؤكداً اننا سوف نتابع الجهاد والنضال من اجل حرية فلسطين".
ثم ألقى النائب علاء الدين ترو اعتبر فيها أن "مجزرة صبرا وشاتيلا ليست المجزرة الوحيدة التي ارتكبها العدو ضد الامة العربية ولبنان" مشيراً إلى " انها سلسلة من المجازر التي لا تعد، ارتكبها كل حكام "اسرائيل" منذ تأسيس هذا الكيان".
واضاف "نؤكد الثوابت القومية من اجل النضال في تحرير مزارع شبعا وكل فلسطين، والانسحاب من غزة بداية لتحرير فلسطين، ونقول ان المقاومة هي لوحدة لبنان وحريته، والسلاح كرامة وضمانة لتحرير مزارع شبعا وفلسطين والجولان وعودة اللاجئين".
وألقى انور رجا كلمة الفصائل الفلسطينية فلفت فيها الى انه "عند سقوط الشهداء كان السلاح الفلسطيني قد خرج من المخيمات".
وقال" ان لبنان المقاومة والعروبة هو الكفيل برد تلك الاصوات المستهدف فيها الشعب الفلسطيني، وسلاح المقاومة في الجنوب وفلسطين هو سلاح ثابت وواحد وبداية النصر في غزة لا يمكن الا بالابقاء على السلاح، لأن شارون أراد من الانسحاب من غزة ان يحول بداية الانتصار الفلسطيني الى الغام" .
وأكد إصرار الشعب الفلسطيني على النضال والجهاد من اجل حريته والعودة الى وطنه ودياره.
من جهته قال ستيفانو كاريني باسم الوفود الاوروبية، "جئنا من ايطاليا والدول الاخرى لاحياء الذكرى، في يوم لا يسعنا الا ان نتقدم بأحر العزاء والتضامن مع اهالي الضحايا، ونذكر العالم ان شارون المجرم الذي يرقد في الامم المتحدة والذي يسعى الى الغاء فلسطين من خلال انسحابه من غزة".
وأضاف: "التضامن الذي تقدمه المقاومة اللبنانية والفلسطينية في مواجهة قرارات الامم المتحدة، ونحن نرفضه رفضا قاطعا ونقاومه من اجل الضغط في افشال المخطط الصهيوني الاجرامي، ونحن مع السلام العادل والشامل".
وألقى رئيس بلدية الغبيري محمد سعيد الخنسا كلمة أشار فيها إلى أنه" بفضل المقاومة الاسلامية قد تم تحرير الجنوب وبفضل المناضلين تحررت غزة وسوف نتابع المسيرة واعادة الفلسطينيين الى ارضهم".
وقال: "نسمع في هذه الايام شعارات من بعض المنبوذين تهاجم الاخوة في فلسطين... نقول لهم اننا وابناء فلسطين في خندق واحد وفي بلد واحد وخط واحد في مواجهة العدو".
مخيم الرشيدية
وزار وفد من لجنة التضامن الاوروبية ـ الاميركية مخيمي صبرا وشاتيلا "كي لا ننسى" مخيم الرشيدية قرب صور والتقى امين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان سلطان ابو العينين، الذي شكك في رغبة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في الوصول الى سلام كامل اذا لم يتخل عن المعابر ويزيل جدار الفصل العنصري والمستوطنات وتهويد القدس".
وطالب المجتمع الدولي بأخذ "دوره في مساعدة الشعب الفلسطيني في بناء ما هدمه العدوان والاحتلال الاسرائيلي".
وشدد على ضرورة كشف حقيقة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري, مشيرا الى انه "كان للرئيس الشهيد حضوره السياسي على الصعيدين الدولي والعربي"، معتبرا "استشهاده خسارة للبنانيين والفلسطينيين".
وقال: "نحن كفلسطينيين نضم صوتنا الى جانب اخوتنا اللبنانيين في هذه القضية الحساسة، التي يترتب عليها امور كثيرة", املا في ان "لا تستخدم هذه الجريمة لغايات سياسية اميركية صرفة, وان يبقى الملف جنائيا", محذرا "من ان اميركا تريد ان تشتري ثمنا لهزيمتها في العراق باعتمادها سياسة تغيير الانظمة العربية المجاورة للعراق".
في الختام اعلن الوفد الاستمرار في عمل اللجنة لتقديم شارون الى المحاكمة دوليا على جريمته التي اودت بحياة ابرياء فلسطينيين ولبنانيين خلال العام 1982.
مخيم عين الحلوة
وأحيت الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا, وتضامنا مع الاسرى والمعتقلين في السجون الاسرائيلية واحتفاء باندحار الاحتلال الاسرائيلي من غزة، باحتفال حاشد عند مدخل مخيم عين الحلوة حضره مسؤولو الفصائل والقوى الفلسطينية واللبنانية والاتحادات واللجان الشعبية والمؤسسات التربوية والاجتماعية والفاعليات والشخصيات الوطنية وحشد من المواطنين.
وتلا عضو اللجنة المركزية للجبهة ومسؤول منطقة صيدا خالد يونس (ابو ايهاب) بيانا باسم المعتصمين، اكد فيه "ان دماء الشهداء في صبرا وشاتيلا لم تذهب هدرا، وها هي غزة تنتصر لدماء شهدائهم وتهزم مجرم الحرب الارهابي السفاح شارون", مشيرا الى "ان الانسحاب الاسرائيلي من غزة جاء ثمرة لصمود وتحضيات شعبنا ومقاومته الباسلة" مشددا على "ان تحرير غزة هو بداية نهاية الاحتلال، وان الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله ومقاومته حتى تحرير الارض الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس ووقف الاستيطان والتصدي لجدار الفصل العنصري وتحرير الاسرى والتمسك بكل الثوابت الوطنية لشعبنا الفلسطيني".
وطالب بالافراج عن الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية، ودعا الى محاسبة الذين يدعون جهارا لقتل الفلسطينيين في لبنان.
وألقى عضو اللجنة المركزية لجبهة التحرير الفلسطينية صلاح اليوسف كلمة منظمة التحرير الفلسطينية، فطالب بترتيب البيت الفلسطيني وتنفيذ اتفاق القاهرة والافراج عن الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين، وفي مقدمهم عميد الاسرى الفلسطينيين والعرب سمير القنطار.
وتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عضو قيادتها في لبنان عبدالله الدنان، مطالبا بتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية, ومؤكدا ان شعبنا الفسطيني وقواه "سيفوتوا الفرصة على المصطادين في المياه العكرة وسيفشل كل المحاولات التي تستهدف الايقاع بين ابناء الصف الواحد والقضية الواحدة".
وألقى عضو المكتب السياسي للتنظيم الشعبي الناصري محمد طاهر كلمة "القوى الوطنية اللبنانية"، فأكد التحالف المصيري بين الشعبين الفلسطيني واللبناني وضرورة الاسراع في عقد اللقاء الوطني اللبناني - الفلسطيني لحماية الوجود الشعبي الفلسطيني والمعالجة السياسية والاجتماعية والاقتصادية للمشاكل التي يعاني منها الشعب الفلسطيني في لبنان.
واستغرب المواقف العنصرية تجاه الشعب الفلسطيني من بعض الاطراف اللبنانية والتي لم تتعظ من تجارب الماضي.
ودعا الى ضرورة معاملة الشعب الفلسطيني كشعب شقيق تربطنا به اواصر الاخوة والمصير القومي المشترك.
مؤتمر صحافي
وقد عقدت الوفود الغربية المشاركة في احياء الذكرى في ختام زيارتها الى لبنان، مؤتمرا صحافيا قبل ظهر اليوم في مقر نقابة الصحافة، تناولت فيه هول المجزرة وبشاعتها، ودعت الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة تكون عاصمتها القدس، مطالبة بالتعويض على ابناء الشعب الفلسطيني ماديا ومعنويا جراء المعاناة الكبيرة التي يعيشها والظلم اللاحق به بسبب الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة في حقه.
استهل المؤتمر بالوقوف دقيقة صمت حدادا على ارواح الشهداء الذين سقطوا في المجزرة، ثم رحب نقيب الصحافة محمد بعلبكي بالوفود الاوروبية والاميركية "الذين جاءوا خصيصا من بلدانهم للقيام بما يتوجب علينا نحن القيام به قبلهم من احياء لذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا".
وحيا النقيب بعلبكي الوفود بإسم الرأي العام اللبناني، وبإسم اهالي ضحايا مجزرة صبرا وشاتيلا على مبادرتهم في نصرة الحق والعدالة والانسانية.
ثم كانت كلمة لصاحب جريدة "السفير" طلال سلمان حيا خلالها مبادرة الوفود الغربية في دعم اهالي ضحايا مجزرة صبرا وشاتيلا وقال: "تمنحوننا بمجيئكم الشعور بأننا لسنا وحدنا، كما تمنحون الشعور نفسه لهؤلاء الناس الذين خسروا فلذات اكبادهم دون قتال، حيث كانت آلة الحرب الاسرائيلية وهي هائلة، وبعض المليشيات اللبنانية التي اعماها الحقد السياسي وضللها تفتك بكل الاحياء في هذا المخيم من لبنانيين وفلسطينيين وسوريين وجنسيات اخرى. كانت مذبحة للفقراء، لاصحاب القضية، وكان التقدير بأنه في الغد سيطويها النسيان وستكون مجزرة اخرى من المجازر التي ارتكبها الاسرائيليون ضد الشعب الفلسطيني".
اضاف: "لكننا لن ننسى ولن نغفر، وها انتم تأتون الينا كل عام تشعروننا بالتضامن، فنحن نقوى بكم ونشعر بأن قضايا الحرية والعدالة هي قضايا كل انسان في كل ارض"، مؤكدا"ان قضايا الشعوب ستنتصر مهما كان الظلم عاتيا، وان حقوق الشعب الفلسطيني في ارضه لن تموت خصوصا وانه يسقيها كل يوم من دمه".
وشدد على"انه طالما بقي في العالم احرار يناضلون من اجل قضايا الحق والعدالة، فإن الامل يتنامى كل سنة ويتوهج".
ثم تحدث رئيس الوفد الايطالي ستيفانو كياريني الذي اشار الى "ان احياء ذكرى صبرا وشاتيلا، يجب ان يكون تقليدا سنويا لنذكر العالم بشارون، وبمن هو شارون، وبما قام به فهو كما كان في العام 1982، هو اليوم يمارس المهمة ذاتها، نحن نؤيد قيام دولة للفلسطينيين على ارضهم".
وقال: "اتينا الى لبنان لاحياء الذكرى، ولنذكر بضرورة احقاق العدالة سواء لاهالي الضحايا، وكذلك لمعاقبة من قام بهذه الجريمة النكراء، ولنعرب كذلك عن تضامننا الكامل مع الشعب اللبناني والسوري والعراقي في مواجهتهم، سواء في العراق من خلال الحرب القذرة التي يخوضونها او في سوريا ولبنان عبر الضغوط الاميركية التي تمارس على هذين البلدين، ولأجل منع بلقنة القضية العربية كما يريد الاميركيين".
اضاف: "ان المشروع الاميركي يريد تقسيم العالم العربي الى طوائف واثنيات واعراق مختلفة تتصارع في ما بينها"، لافتا الى "ان الموضوع ليس موضوع حرب دينية او حرب حضارية، بل الموضوع هو حرب امبريالية ضد هذه المنظمة"،.
وأشار الى "ان مواجهة هذه الحرب المفروضة على المنطقة، تستدعى قيام وسط حواري وتبادل ثقافي ما بين هذه الحضارات من خلال وحدة شعوبها في مواجهة العدوان الاميركي".
ثم تحدثت مندوبة اللجنة العربية - الاميركية لمكافحة التمييز كافي حداد معلنة تضامن الجمعية مع الشعب الفلسطيني، ومع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان الذين يمنعون من العودة الى اراضيهم وبلدهم منذ خمسين عاما.
واعلنت دعمها لقيام دولة فلسطينية ذات سيادة، معتبرة "ان اي حل للقضية الفلسطينية يجب ان يكون مبنيا على قرارات الامم المتحدة لا سيما القرار 242".
ورأت "ان جدار الفصل العنصري سيؤدي الى مزيد من التهجير والعزلة،" مؤكدة دعمها لقرار محكمة العدل الدولية في هذه القضية.
وشددت على "حق اللاجئين في العودة الى بلدهم وفقا للنصوص الدولية، لا سيما القرار 194، وحقهم كذلك في الحصول على التعويضات المحقة لهم جراء العذاب الذي يعيشونه"، متمنية ان "تنتهي مرحلة العقاب الجماعي الذي يتعرض له الفلسطينيون داخل فلسطين.
المحرر المحلي +"الوطنية"
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018