ارشيف من : 2005-2008
تواصل ردود الفعل الشاجبة لبيان "حراس الأرز" لليوم الثالث
لليوم الثالث على التوالي تواصلت ردود الفعل الشاجبة لبيان "حراس الأرز" وما تضمنه من طروحات وأفكار عنصرية هدامة تخالف القانون والدستور اللبنانيين وتعرض علاقات لبنان مع محيطه العربي للخطر فضلاً عن إثارة النعرات الطائفية بين أبناء الشعب اللبناني.
وفي هذا السياق عقد في دارة آل الحريري في مجدليون، لقاء في اطار اجتماعات اللجنة الرباعية للحوار الوطني اللبناني في شأن الملف الفلسطيني في لبنان، ضم النائبين بهية الحريري وأسامة سعد، المسؤول السياسي لحزب الله في الجنوب الشيخ حسن عز الدين ونائب المسؤول التنظيمي لحركة أمل في الجنوب أبو أحمد صفاوي. وعرض المجتمعون المستجدات على الساحة اللبنانية، وتوقفوا في بيان عند ما تضمنه بيان حزب "حراس الأرز" فاستغربوا "مضمونه وتوجهه العنصري وانحيازه الى لغة نبذها اللبنانيون وما زالوا يرفضون العودة اليها".
وأكدوا أن "مثل هذا التحريض العنصري من شأنه شحن النفوس والأجواء والمس بالثوابت الوطنية".
ودان اللقاء "محاولات البعض عزل لبنان عن محيطه العربي الأمر الذي يتناقض مع وثيقة الوفاق الوطني التي أجمع عليها اللبنانيون جميعا"، منوها بـ"التحرك السريع للحكومة الذي عبر عنه رئيسها بتأكيد الثوابت الوطنية".
وأشاد اللقاء "بسرعة مبادرة القضاء اللبناني لملاحقة موقعي البيان وتوقيفهم والتحقيق معهم"، مطالبا بـ"الاستمرار في التحقيق حتى النهاية واتخاذ الاجراءات اللازمة".
وأكد المجتمعون، "الذين يستشرفون قلقا على الاستقرار في البلاد، استمرارية التواصل وتوسيع دائرة اللقاء والتشاور مع أكبر عدد من القوى السياسية والشركاء في الوطن لتعزيز الوحدة الوطنية والعيش المشترك وبناء لبنان والحفاظ على هويته وموقعه ودوره".
وأهاب اللقاء باللبنانيين"عدم استباق نتائج التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه وعدم اصدار الأحكام المسبقة سلبا أو ايجابا وترك التحقيق والقضاء يأخذ مجراه بما يوفر ذلك من أجواء مريحة للبلد والتصميم والدعوة الصادقة من الجميع لمعرفة الحقيقة لما فيه المصلحة الوطنية العليا".
وأعرب المجتمعون عن "الثقة الكاملة بعمل لجنة التحقيق الدولية والقضاء اللبناني"، مؤكدين "سلامة التحقيق وحياديته".
وأكد اللقاء "التمسك باتفاق الطائف وتوسيع اطار التشاور مع مختلف القوى السياسية اللبنانية بما يحصن الساحة الداخلية ويعزز الاجماع الوطني على الالتزام بوثيقة الوفاق الوطني".
وقرر المجتمعون الدعوة الى لقاء موسع يعقد السابعة والنصف من مساء الأحد في 18 الحالي في دارة الحريري في مجدليون.
وأوضحت النائبة الحريري أن اللقاء كان استكمالا للقاء الرباعي وخصوصا بعد المستجدات المتلاحقة الأخيرة.
وقالت: "لقد أكد اللقاء رفض الخطاب الذي جاء في بيان "حراس الأرز" لعنصريته وبوادر الفتنة الواضحة التي تلوح منه في مرحلة دقيقة يسعى الجميع فيها الى تثبيت الاستقرار. وتم التنويه بخطوة القضاء اللبناني بسرعة المبادرة في مواجهة هذا الموضوع وبكلام الرئيس السنيورة وتأكيده الثوابت الأساسية وفي مقدمها عروبة لبنان ووحدة اللبنانيين وتمسكهم بثوابتهم الوطنية في هذه المرحلة".
وأضافت: "لقد تم تأكيد ضرورة عدم استباق نتائج التحقيق والحرص على الثقة التامة بلجنة التحقيق الدولية وعملها وبالقضاء اللبناني والالتزام الكامل باتفاق الطائف ووثيقة الوفاق الوطني التي تعتبر الورقة الجامعة لجميع اللبنانيين.
وتقرر أن يبقى التشاور مستمرا مع توسيع اطاره وبناء عليه اتفقنا على اجتماع يوم الأحد المقبل".
النائب السابق الخطيب
وفي سياق ردود الفعل علق الوزير والنائب السابق اللواء سامي الخطيب، على بيان "حراس الارز" وقال" "لقد صدمنا واهتزت مشاعرنا لدى قراءتنا لبيان ما يسمى بـ"حراس الارز" سواء بالمضمون او بالشكل او التوقيت، وكنا اعتقدنا ان هذه اللغة وتلك المفاهيم والمفردات قد ولت الى غير رجعة بعد الطائف وخاصة بعد 14 آذار التي جمعت كل اللبنانيين على الحرية والسيادة والاستقلال، اي على عروبة لبنان وديموقراطية وحقوق الانسان فيه، وعلى هذا فنحن نشجب وندين ونستنكر بيان "حراس الارز"، وندعو جميع اللبنانيين للفظ هذا المنطق ورفضه، واحتضان روح 14 آذار التي قضى في سبيل تحقيقها الكثير من الشهداء وعلى رأسهم سيد الشهداء المغفور له الرئيس الشهيد رفيق الحريري".
الشيخ النابلسي
من جانبه اعتبر رئيس هيئة علماء جبل عامل العلامة الشيخ عفيف النابلسي: "ان ما يرتسم في افق السياسة في لبنان يجسد حقيقة المخاوف التي تعتري كل لبناني حريص على وحدة لبنان وسلمه الاهلي وعيشه المشترك. فلتسلل التطرف، والمنطق العنصري ينقل لبنان الى اجواء الحرب الاهلية بما فيها من ألوان التحريض الطائفي والتصعيد الاعلامي والاستفزاز السياسي، والاساليب غير الاخلاقية في مقاربة القضايا الوطنية". وأكد "ان ما صدر عن قيادات "حراس الارز" يخلق ابعادا واصداء جديدة وخطيرة للاحداث الجارية في لبنان, ويقطع الطريق مجددا امام مشروع بناء الدولة وفق اتفاق الطائف ومرتكزات العيش المشترك والرسالة الحضارية والانسانية للبنان".
واضاف: "اننا نحذر من التفلت السياسي والطرح العنصري البغيض الذي صدر عن حراس الارز، والدور السلبي الذي يستعمله هذا الحزب في التحريض على الكراهية والعنف, وتجاوز المألوف في الخطاب السياسي، الامر الذي يطرح اكثر من علامة استفهام عن المستقبل الذي ينتظر البلد والمآل الذي يذهب اليه".
الشيخ حمود
بدوره اعتبر الشيخ ماهر حمود، في خطبة الجمعة اليوم، ان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، "فعل حسنا بادانة "حراس الارز" في مؤتمرهم الصحافي الفضيحة، وحسنا حصل التوقيف والتحقيق القضائي، حيث ان الشعارات التي رفعت في هذا المؤتمر والتباهي بتاريخ من الدماء والفساد واللااخلاقية لا يعتبر حدثا عاديا في لبنان خصوصا في هذه المرحلة الحساسة".
واكد"ان المطلوب من القيادات المسيحية ادانة هذه الافكار وهذه الطروحات قبل غيرهم، وهذا ما نحن متأكدون انه سيحصل، ولا ينبغي ازاء مثل هذا التصرف المشين ان نحسن الظن بخلفية هؤلاء ومن يقف وراءهم، كما لا ينبغي التساهل ازاء مثل هذه الافكار سواء من حيث المواقف المنددة او التبعات القانونية المترتبة على التعامل مع اسرائيل والتعامل معها كجار هو اقل خطرا من الاخرين".
وسأل: "هل سيصبح شعار نزع سلاح المخيمات منطقيا ازاء مثل هذه الدعوات، وهل نستطيع ان نضبط ردات الفعل ازاء مثل هذه الدعوة العنصرية المتخلفة، والتي اثبتت التجارب المرة فشلها ايضا. من هنا يجب ان نؤكد ضرورة ضبط هذه الدعوات التي لا تمت الى حرية الكلمة والانتماء بصلة".
المحرر المحلي +"الوطنية"
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018