ارشيف من : 2005-2008
فرنجية : نراهن على لبنان السيد الحر المستقل الموحد لجميع ابنائه
استقبل رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية في مبنى التيار في بنشعي 35 رئيس بلدية من رؤساء بلديات عكار زاروه، وعقد معهم اجتماعا مطولا تم فيه الحديث عن اوضاع عكار والشمال ومطالب القرى والبلدات العكارية. فرنجية وقال فرنجية خلال اللقاء: "اهلا بكم ونحن معكم نعيش الايام الحلوة والمرة وسنبقى دوما الى جانب بعضنا البعض لقد خسرتم وخسرنا وكذلك لبنان خسر معنا دولة الرئيس عصام فارس الذي له اياد بيضاء على الجميع ولا خلاف ابدا حول ما اعطى وقد اعطى الكثير ولم يكن كغيره يستثمر ما اعطى ولم يأخذ شيئا اعطى دون مقابل واتهم بانه عميل للاستخبارات اللبنانية والسورية فغادر لبنان وخسرنا كلنا جراء مغادرته".
واضاف: "اهلا وسهلا بكم، بكل انسان وطني، في زمن باتت الوطنية تهمة في هذا البلد، ونحن نرى فيكم مستقبل هذا البلد، مستقبله العربي المشرق بجميع ابنائه وجميع طوائفه، وبقوة جميع الوطنيين. وانا هذه اللحظة تذكرت امرا، انه منذ فترة زرتم رئيس الجمهورية، وسمعنا ردات فعل في بعض الاعلام الذي تفاجأ بكم، فيما حاول بعض السياسيين تسخيف زيارتكم، مشيرين الى انكم لا تمثلون الجميع. لذا اقول لكم انتم كبار بوطنيتكم، كبار بعروبتكم، وكبار بأصالتكم، لانهم بقدر ما يكثر المتقلبون لا يشكلون وطنا. الاساسيون هم الذين يبنون اوطانا والمتقلبون ركاب، لذا انتم العصب الوطني من منطقتكم، وحين نراكم نشم رائحة عصام فارس فيكم، ولا يمكن في مثل هذا اللقاء الا ان نذكر رجل الايادي البيضاء على عكار وغير عكار، الذي ظلموه وبظلمهم ابعدوه. يمكن نحن مضطرون ان نتحمل في مرحلة من المراحل، لكن شخصية مثل عصام فارس ليست مضطرة، لأن هناك شخصيات قد يختلف حولها اللبنانيون، انها مثلما اعطت أخذت، ولكن الوحيد الذي حوله اجماع انه اعطى ولم يأخذ هو عصام فارس. واليوم نأسف ان هذا الشخص الذي هو رأسمال للبنان عموما، ولعكار خصوصا يتصرفون معه على هذا النحو". واضاف: "لذلك، وان شاء الله في إرادة الوطنيين مثلكم، وفي إرادة محبي هذا البلد والعروبيين الذين ينظرون الى الشرق وليس الى الغرب، واذا قرأنا التاريخ من ايام المسيح لليوم نستنتج ان جيوشا تأتي واخرى تذهب، يأتي انتداب ويذهب انتداب، هذه المنطقة تغيرت بها شعوب وجيوش ولكنها بقيت، حتى على ايام الفرعون الذي اوصى ابنه وقال له: "اذهب الى حيثما تشاء ولكن ليس الى هذه المنطقة"، في اشارة منه الى منطقتنا، اياك ان تتوجه لان هذا شعبا لا يحكم، يحكم نفسه بنفسه. اذا نحن ننتمي الى هذا الشرق، وبخاصة بعض من يفكر انه اقرب الى الغرب بحضارته او طائفته، فهو مخطىء كثيرا، نحن جزء من هذا الشرق، وسنستمر به، والغرب يمارس سياسته فلا يتوهم احد ان الغرب يخدم سياسة اي فريق، قد تتقاطع احيانا معه، ولكن مثلما تلتقي في مرحلة تختلف مع اخرى ما يدفع الأهالي الثمن. لذا نحن لن نتنكر لانتمائنا لهذا الشرق، وانتمائنا لهذه المنطقة وانتمائنا الى العروبة. لذلك هذا رهاننا قد ربح احيانا وخسر في احيان اخرى، نحن مستعدون أن نتحمل خسارته وربحه. غيرنا لا يعرف ان يخسر يريد ان يربح كل شيء. ربحوا العلاقة مع سوريا وربحوا في العداء لسوريا، لا اعرف كيف لاحد ان يكون بطل التحرير وبطل الوجود السوري. نحن في النهاية مع العلاقة الاستراتيجية مع سوريا، وكنا دائما ضد التصرفات، ولكن نحن واقعيون في السياسة وتعاطينا مع الوجود السوري الذي كان بغطاء دولي، بمرونة مع ايماننا بالعلاقة الاستراتيجية، لكن التفاصيل طغت على الاستراتيجية، واليوم ما كان يحصل من اخطاء لن يحصل مجددا بفعل الانسحاب السوري، لتستمر العلاقة الاستراتيجية التي يجب ان نثمرها ونقويها، اما علاقتنا ببيت الرئيس الاسد فنفتخر بها، ومن يخجل بأي امر فهذه مشكلته، ونحن مع كل العروبيين والوطنيين والمؤمنين باستقلالية وسيادة هذا البلد. وليس الاستقلال والسيادة احتكارا على فريق، فنحن اول من كان مع الاستقلال والسيادة، نحن اول من آمن بوحدة هذا البلد واستقلاليته وسيادته وقراره الحر، واهم ما حققناه اننا استطعنا تحييد الناس عن الويلات في الشمال بفضل حكمة الرئيسين الراحلين الشهيد رشيد كرامي وسليمان فرنجية، طالما كان الشمال رمز العيش المشترك ورمز الانصهار الوطني ورمز العروبة. اما ما حدث اليوم فإنهم اتوا في ثلاثة ايام ليكسروا ما بناه الرئيسان في ثلاثين سنة، ولكن اذا اراد الله وبحكمتكم، وبحكمة الوطنيين والعروبيين سيعود الشمال الى ما كان عليه. لانه لا يمكن لاحد ان يخلع ثيابه ويغير تاريخه وانتماءه، قد يتبدل في لحظة غضب لكن سرعان ما يعود الى طبيعته. ونحن محكومون ببعضنا عشنا مع بعضنا، وهكذا خلقنا الله وهكذا سنبقى، نراهن على لبنان السيد الحر المستقل الموحد لجميع ابنائه".
وكانت جرت دردشة بين فرنجية وزواره رأى فيها رئيس "تيار المرده" "ان الادارة وعدم الاستسلام هما الكفيلان في حصول التغيير في هذه المرحلة"، مؤكدا "ان رأسمال الجميع هو الصدق والاخلاص، وهاتان الصفتان مفقودتان عند الكثير من المسؤولين والسياسيين اليوم".
وقال: "نحن منذ تاريخنا لم نمارس الا ضميرنا وقناعتنا وصدقنا، ولم نقم باي عمل لا بالاكراه ولا بالقهر، وهذا ما يتركنا دوما مرفوعي الرأس"، معتبرا "ان الشمال الموحد بفضل جهود الرئيس الراحل سليمان فرنجية والرئيس الشهيد رشيد كرامي سيعود كما كان بعدما اتضحت للشماليين حقيقة ما وعدوهم به، وقالوه لهم واغروا البعض منهم به". واكد "ان دولة الرئيس عصام فارس اعطى الكثير لعكار وللبنان، وله اياد بيضاء وهو اعطى الكثير دون ان يأخذ من احد شيء ليتهم في آخر الايام بانه عميل للاستخبارات اللبنانية والسورية"؟
وتحدث احد اعضاء الوفد البلدي العكاري فقال: "نحن يا معالي الوزير وضعنا الان تحت الحد الادنى، لقد كان وضعنا معكم افضل بكثير، قد لا نكون حققنا الكثير معكم ولكن معهم لم نعمل أي شيء حتى الآن فوصلنا الى ما تحت الحد الادنى"، ورد فرنجية فقال: "لا تنسوا ابدا ان رأسمالنا هو مصداقيتنا، وليس هناك حاليا من هو قادر على تغطية الشرخ الذي حصل جراء الانتخابات، لذا انتم حاليا تعانون لأن من هم في موقع المسؤولية لا يبالون ولا يهتمون، وهنا اعود لأقول لكم ما يهمهم هو التضليل وتغيير الوقائع والحقائق وقهر الناس، وضعوا ضرائب على ارقام السيارات، وذلك عندما اعطيت الارقام لجميع الناس وللفقراء بالتحديد، فلماذا لم يضعوا ضريبة على الأرقام هذه عندما كانت محصورة بالأغنياء سابقا؟ سؤال نطرحه لتعرفوا حقيقتهم". ورد احد رؤساء البلديات على فرنجية قائلا: "سندفع الضريبة أيا تكن ثمنها لأن الرقم موقع من قبل الوزير فرنجية، فليفعلوا ما يريدون، ولن نغير قناعتنا ابدا". وتابع فرنجية: "نحن لم نعمل الا ضميرنا ولا نمارس الا قناعاتنا منذ ايام الرئيس فرنجية وحتى اليوم لا نقوم بأي عمل بالاكراه ولا بالقهر، ومن يدعي انه يقوم مكرها بأي عمل لا يستحق ان يكون ممثلا للشعب، لان الشعب يعطي ممثليه القوة، ونحن نرفع رأسنا بكل تحالفاتنا وبكل علاقاتنا وما من احد اجبرنا على القيام بأي عمل". وقال احد اعضاء الوفد العكاري: "تاريخكم يا معالي الوزير في الوطنية والعروبة معروف، ومواقفكم نعرفها ونقدرها، ونحن معها ووراءها للموت لأنها مواقف قومية ووطنية وعربية، ولسنا ضد الضرائب على الجميع وبالتساوي، ولكن أولا يجب على الدولة أن تجعل المواطن يعيش بحرية وكرامة وليس ان تقوم بعرقلة المعاملات الادارية لبلدية لأن رئيسها زار مع زملائه رئيس الجمهورية أو شارك في مهرجان ذكرى الرئيس كرامي او لاننا سنشارك في احتفال اطلاق تيار المردة. ونحن نقول سنشارك باحتفال يوم الاحد وسنكون الى جانبكم يا معالي الوزير وليفعلوا ما يريدون وليضغطوا بقدر ما يريدون".
ورد الوزير فرنجية بكلمة اعتبر فيها "ان الارادة وعدم الاستسلام قادران على التغيير والتفاعل مع الناس والوضع كذلك والتواصل مع الجميع، ولقد عملنا في الحكم خلال عشرين سنة، ولكننا لم نحقق من خلال هذا العمل ما حققناه في هذه السنة بعد الانتخابات اليوم، الصادقون هم الى جانبنا، وقد عرفوا اننا صادقون ولم نكذب عليهم يوما كما فعل الاخرون، والبلد اليوم مقسوم بين الصادقين والكاذبين".
بعد ذلك القى رئيس بلدية منيارة انطوان عبود كلمة باسم الوفد البلدي العكاري وفيها: "أتينا اليكم اليوم من بلدات وقرى ودساكر عكار، اتينا اليكم رؤساء بلديات ومخاتير، اتينا اليكم كحلفاء في زمن قل فيه الوفاء، اما نحن فلسنا ممن يرحب بضيوف السياسة مرة كل اربع سنوات، ونحن لسنا طلاب مناصب ووظائف، بل أصحاب قضية ورجال مواقف. نحن معكم، لأنكم غصن من اغصان الارز، تتمايلون ولا تنكسرون امام العواصف وتجارها. أتينا اليكم لنجدد العهد في ذكرى مجزرة اهدن البربرية لنشهد امامكم ان دماء الشهيد طوني فرنجية ورفاقه لن تذهب سدى".
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018