ارشيف من : 2005-2008
آية الله فضل الله : الاميركيون يسممون علاقة العرب والمسلمين مع الغرب بدعمها المطلق لاسرائيل
استقبل آية الله سماحة السيد محمد حسين فضل الله في دارته في حارة حريك وفدا إيرانيا من المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، جاءه مهنئا بمناسبة تحرير لبنان من العدو الإسرائيلي، وضم نحو خمسين شخصية وعالم وداعية، ومن أئمة الجمعة والجماعة من السنة والشيعة في إيران.
وتحدث باسم الوفد رئيسه، السيد علم الدين الهدى، مهنئا بالذكرى السادسة للتحرير ومشيدا بدور السيد فضل الله على المستويين الإسلامي العام واللبناني الخاص. كما تحدث آية الله شريعتي، الأستاذ في حوزة قم، شاكرا للسيد فضل الله "جهوده الكبيرة في خط الوحدة الإسلامية"، ومؤكدا بأنه يمثل قيمة إسلامية كبرى، وهو "فضل من الله في الأمة".
ثم تحدث السيد فضل الله مشيرا إلى "أن هذا اللقاء الإسلامي، بما يجمع من وجوه علماء السنة والشيعة في إيران، هو لقاء مبارك، ويمثل وحدة داخل التنوع الإسلامي، وخصوصا في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ الأمة، والتي برز فيها الاستكبار كله لمواجهة الإسلام كله". وقال: "إن دراستنا للخطط الاستكبارية التي تثيرها أميركا ضد العالم الإسلامي، والتي تضغط فيها على أوروبا لتلتحق معها في هذا الركب، تظهر وجها من وجوه العقدة والحقد ضد الإسلام ككل، وليس ضد هذه الفئة الإسلامية أو تلك الفئة، وقد برزت الصورة بوضوح أكثر في الرسوم المسيئة للنبي الأكرم".
وأكد "وجوب العمل للوحدة بين أكثر من مليار مسلم، لأن الله أرادنا أن نكون أمة واحدة، وأن نصنع القوة التي تجعل المسلمين يتقدمون نحو قيادة العالم، كما كانوا في السابق"، مشيرا في هذا السياق إلى "محاولات الاستكبار العالمي تمزيق البلدان العربية والإسلامية، ومصادرة ثروات هذا العالم والسيطرة على سياساته وإخضاعه أمنيا أو من خلال إثارة الفوضى في داخله". وشدد على "أن يدعم الجميع الجمهورية الإسلامية في إيران، لأن قوتها تمثل قوة للاسلام وللعرب في وجه الغطرسة الأميركية ـ الإسرائيلية"، محذرا من "أن المستكبرين بدأوا العمل لإثارة بعض الأمور السلبية في إيران، ليقولوا للسنة في بلوشتان إن هناك حربا من الشيعة ضدهم، وليشجعوا بعض الشيعة على إصدار كتب فيها عدم احترام لصحابة الرسول، وليحاولوا خلق فتنة في داخل إيران تمهد السبيل لهم لاختراق إيران من الداخل، ولكن وعي القيادة الإسلامية في إيران والشعب الإيراني وعلماء الشيعة والسنة فوتوا الفرصة على هؤلاء".
وأكد "أن الاجتهاد بين المسلمين ينبغي ألا يقودهم إلى المشاكل، لأن الشيعة يختلفون في اجتهاداتهم والسنة كذلك، وعلى الجميع أن يديروا الحوار على قاعدة: نلتقي على ما اتفقنا عليه، ونتحاور فيما اختلفنا فيه، شرط أن يكون حوارا علميا لا مكان فيه للتفسيق أو التضليل أو التكفير". وقال: "كنت أشرت في السابق على القيادة في الجمهورية الإسلامية، وعلى آية الله السيد علي خامنئي في مسألة مجمع التقريب بين المذاهب وأهمية أن تنطلق إيران في هذا الأمر، وتحدثت في الآونة الأخيرة مع سفير مصر في لبنان حول ضرورة أن تنطلق مصر لإعادة إحياء مجمع التقريب وإحياء الدور الكبير الذي انطلقت به جماعة التقريب، حتى تلتقي إيران في حركتها نحو الوحدة الإسلامية بمصر في حركتها هذه لنؤسس أرضية إسلامية حقيقية في مواجهة كل الذين يعملون على إثارة الخلافات بين السنة والشيعة".
وختم مؤكدا ضرورة "أن يقوم علماء السنة والشيعة بالتصدي لكل مثيري الفتنة بين المسلمين، لأن كل من يثير الفتنة بين السنة والشيعة هو خائن للاسلام كله وللرسول محمد ولأهل البيت وللصحابة الكرام". وفد من النواب الإيرانيين ثم استقبل العلامة فضل الله وفدا من النواب الإيرانيين الذين جاؤوا مهنئين بمناسبة تحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي، وضم الوفد النواب: السيد حسيني، السيد فيروزش، قاسم زاده، السيد عباسي، السيد أبو طالب، السيد سرمست والنائب علي زاده. وتحدث العلامة فضل الله امام النواب عن الدور الملقى على عاتق مجلس الشورى الحالي في إيران، مؤكدا "أن هذا الدور ينبغي أن يكون مدروسا وقويا، وفي حجم المرحلة وأخطارها"، مشيرا إلى أهمية الرد على العالم المستكبر بالحجة الإعلامية والسياسية والقانونية، لأن معركتنا ليست أمنية وعسكرية فحسب"، وأكد "أن قوة إيران تمثل قوة للعالمين الإسلامي والعربي، ولهذا تثار المشاكل والقلاقل ضدها في المسألة النووية السلمية، ولو أن المسألة هي إيرانية خاصة لما أثيرت هذه القلاقل وبهذه الطريقة".
وزير الثقافة النروجي
واستقبل سماحته وزير الثقافة والأديان النروجي تروند غسكيه، حيث دار حديث مطول حول الحوار الإسلامي - المسيحي والمفهوم الإسلامي للحوار، ومسألة اندماج الجاليات الإسلامية في المجتمعات الغربية، وأكد السيد فضل الله خلال اللقاء، "أن الإسلام أطلق القاعدة في العمل لمصادقة كل شعوب العالم"، مشددا على "أن الحوار ينبغي أن ينطلق في مناخات إيجابية لا تثار فيها الصور المسيئة ضد النبي محمد"، ومؤكدا "أن الذي يسمم العلاقة مع الغرب في شكل عام هو الدور الأميركي في الضغط على الشعوب العربية والإسلامية وفي دعم الإدارة الأميركية المطلق لإسرائيل".
وكان آية الله فضل الله استقبل سفير النروج في لبنان سفين سافيج الذي جاء مودعا لمناسبة انتهاء مهمته في لبنان، وكانت مناسبة للتداول في التطورات في لبنان والمنطقة.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018