ارشيف من : 2005-2008
رئيس الجمهورية التقى رئيس مجلس الوزراء وعرض معه ازمة الحدود
استقبل رئيس الجمهورية العماد اميل لحود، عند التاسعة والنصف من صباح اليوم في قصر بعبدا، رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، وتركز البحث على موضوع الازمة المتفاقمة على الحدود اللبنانية - السورية، وتم التشاور في الخطوات التي اتخذت، خصوصا لجهة تأليف لجنة خاصة للنظر في الامر. واوضح الرئيس ميقاتي بعد اللقاء "انه لمس من رئيس الجمهورية بأن بعض العقبات ذللت في شأن تشكيل الحكومة الجديدة، والتي ربما تشكيلها بات قريبا".
وتحدث الرئيس ميقاتي الى الصحافيين، فقال: "تشرفت في مقابلة فخامة الرئيس ووضعته في اجواء اللقاء الذي تشاورنا خلاله في الامس مع معالي الوزراء، على ضوء الازمة المتفاقمة على الحدود بين لبنان وسوريا، وتشاورت معه في الخطوات التي اتخذناها في الامس في ما يتعلق بتأليف لجنة خاصة للنظر في المطالب ومواكبة المعوقات الموضوعة، ومواكبة المصدرين من مزارعين وصناعيين واصحاب الشاحنات والنظر في كيفية اعطائهم المساعدة اللازمة في هذا الخصوص". واضاف:"ستجتمع اللجنة اليوم مع الهيئات الاقتصادية ومع اصحاب الشأن ومع المتضررين للنظر في امكان التعاون في هذا الخصوص وتسهيل التصدير من لبنان لفترة زمنية محددة ومعينة لحين انهاء هذه الازمة الحدودية بين البلدين".
حوار
ثم دار بين الرئيس ميقاتي والصحافيين الحوار الآتي:
سئل: هناك اجراءات جذرية يجب ان تتخذ، انتم كحكومة مستقيلة تقولون انها ليست من صلاحياتكم، والرئيس السنيورة ايضا هو رئيس مكلف ولا صلاحية له، ما الحل خصوصا ان كل تأخير يزيد من تفاقم الازمة؟
اجاب: "في الواقع ان الحكومة الحالية هي المسؤولة عن الموضوع، لكنها مسؤولة في المعنى الضيق للمسؤولية لأنها لا تستطيع ان تلزم الدولة اللبنانية بأي شيء لأن ليس لديها ثقة مجلس النواب الحالي، وفي التالي لا يوجد ازدواجية بالمسؤولية، اذ ليس هناك مسؤولية على الرئيس المكلف بتاتا، ودستوريا الحكومة الحالية هي حكومة تصريف اعمال، ولكن كما قلت لا يحق لنا القيام بأي عمل يلزم الحكومة اللبنانية. وكما قلت في الامس ربما اي مباحثات مع الحكومة السورية ستؤدي الى اي التزام جديد، وفي التالي لا يحق لنا القيام بهذا الالتزام، ما قمنا به في الامس هو في الواقع شأن لبناني بحت، وهو مواكبة المتضررين اللبنانيين جراء عدم التصدير زراعيا وصناعيا من لبنان ومواكبتهم ووضع كل الامكانات المتاحة لدينا في تصرفهم ومنها رفع والغاء كل الرسوم المرفئية، وهذا اول امر تم اخذه لتسهيل الشحن وتخفيف الاعباء المالية على المتضررين اللبنانيين".
سئل: هل توافقتكم مع فخامة الرئيس على عقد جلسة لمجلس الوزراء؟
اجاب: "لقد بحثت مع فخامة الرئيس هذا الموضوع، وتشاورنا في هذا الامر، وهو لا مانع لديه، ولكن كما شعرت ان علينا ان نتريث بعض الوقت لكي لا ندخل في اي متاهة دستورية في هذا الموضوع، سنتريث بعض الوقت وخصوصا كما فهمت ان تشكيل الحكومة الجديدة بات قريبا".
سئل: لما لم يتم اتخاذ اي اجراءات جذرية خصوصا انه تم عقد اجتماعات وتم الاتفاق على تسهيل مرور الشاحنات لكننا لم نر شيئا من هذه التسهيلات؟
اجاب: "الازمة بدأت بعد استقالة الحكومة الحالية، وفي التالي كما قلت ان الظاهر هو ظاهر امني ولكن الباطن الله اعلم، في التالي علينا ان نقوم بمباحثات رسمية بين الدولتين للنظر ما هو الباطن، ولا يحق لنا القيام بهذه المباحثات في الوقت الحاضر لأنها ربما تؤدي الى اي التزام من جانبنا، ونحن لسنا على استعداد في الوقت الحاضر لاعطاء اي التزام لأننا حكومة مستقيلة لا تتمتع بثقة مجلس النواب الحالي. فهنا نقول اخذنا الاجراءات المحلية السريعة من قبل الوزراء اللبنانيين في ما يتعلق بالمتضررين اللبنانيين".
سئل: دولة الرئيس من يتحمل مسؤولية كل ما يحصل؟
اجاب: "منذ اليوم الاول لاستقالة الحكومة قلت ومنذ تكليف الرئيس فؤاد السنيورة كان جوابي وردي الطبيعي والسريع هو الاسراع في تشكيل الحكومة في اسرع وقت ممكن. هذا هو المطلوب في الوقت الحاضر لكي تكون هذه الحكومة حاضرة ومهيأة للبحث مع الاخوة السوريين على المستوى السياسي في الاجراءات الواجب اتخاذها في ما يتعلق بالتدابير على الحدود".
سئل: قلت ان دور اللجنة هو مواكبة المزارعين، في ما يتعلق في اتخاذ القرارات هل اللجنة مخولة في هذا الامر؟
اجاب: "اللجنة كما قلت تواكب المصدرين من زراعيين وصناعيين واصحاب شاحنات للنظر في الحلول ولمساعدتهم في وضع الحلول وتصدير منتجاتهم وهناك اضرار برزت في المدة الاخيرة، طلبت من هيئة الاغاثة ان تكون في تصرف اللجنة لوضع الامكانات المتاحة في تصرف اللجنة للمساعدة".
سئل: هل ستكمل الحكومة المقبلة العمل مع اللجنة ام ان عملها سيكون منفصلا؟
اجاب: "كلا، الحكومة المقبلة لها منهجها، لقد اعتمدنا هذا الاسلوب الطارئ لأننا سمعنا الكثير من الانتقادات، ونحن قمنا باتصالات بعيدة عن الاعلام طيلة الاسبوع الماضي مع كل المرجعيات اللبنانية والسورية ووجدنا انه يوجد كثير من العقبات امام استئناف العلاقة الحدودية كما كانت في الماضي، وفي التالي اتخذنا هذا الاجراء المحلي، ونترك للحكومة المقبلة ان تقوم بالاجراءات الاخرى المطلوبة منها".
سئل: قلت ان تشكيل الحكومة بات قريبا هل ذللت كل العقبات وهل بحثت هذا الموضوع مع فخامة الرئيس؟
اجاب: "هذا ما فهمته، ولست معنيا في هذا الموضوع، ولكن نتيجة التداول في انعقاد مجلس الوزراء، فبعد التشاور مع فخامة الرئيس قلت انه من الافضل ان نؤجل هذا الموضوع لبضعة ايام، لكي لا ندخل في اي مخالفات دستورية ربما، خصوصا انني شعرت من فخامة الرئيس ان بعض العقبات ازيلت وربما ان تشكيل الحكومة الجديدة بات قريبا".
سئل: تحدثت امس بعد اللقاء الوزاري عن اسباب امنية وغير امنية، ما هي الاسباب غير الامنية خصوصا ان النائب وليد جنبلاط دعا الى معاقبته هو وليس معاقبة المزارعين؟
اجاب: "نحن قلنا كحكومة، اذا كان الجانب السوري يريد ان يتحدث معنا لا يتحدث مع الحكومة الراحلة بل يتحدث مع الحكومة المقبلة، اذا كان هناك شيء ما، وفي التالي لم اطلع على كل هذه الاسباب، ولكن نتيجة مباحثاتي وجدت، وأقول بكل تواضع، في حسي عبر الاتصالات، وجدت ان الموضوع الامني هو الموضوع الظاهر، لكن ربما يوجد مواضيع اخرى ضمن هذا الموضوع، وفي التالي لسنا مكلفين او مؤهلين للبحث بها لأنه في حال ولجنا بها ربما طلبت منا بعض الالتزامات وليس لنا الصلاحية ان نلتزم نيابة عن الدولة اللبنانية".
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018