ارشيف من : 2005-2008

سمير جعجع في رسالته الأخيرة: "دفعنا غالياً لكننا وجدنا"

سمير جعجع في رسالته الأخيرة: "دفعنا غالياً لكننا وجدنا"

في رسالته الأخيرة الى ستريدا بعنوان "the end" الثلاثاء 19 تموز 2005، كتب سمير جعجع الى زوجته رسالة وجدانية عبر فيها عن إيمانه بمنطق التاريخ والأحداث وحضور الله فيهما وقال:‏

"وهكذا حياتي ستريدا. هنالك لحظات يصعب فيها الكلام لأنها تكون أكبر من كل كلام. لقد تعبنا كثيرا وقاسينا أكثر، لكن هذه اللحظة تعوّض عن كل شيء. لقد دفعنا غاليا، لكننا وجدنا. ولكن الاهم من هذا كله هو انه شكرا لله على مرورك انت بالذات في هذه التجربة سالمة سليمة من كل النواحي، إضافة طبعا الى كل الغنى والنمو والنضوج التي اكستبتها من هذه التجربة. طبعا Bib انت الآن تحت وطأة الاحداث المتسارعة والانشغالات اليومية، لكن ثقي تماما بأنه اصبح لك أثر، لا بل آثار، في هذه الحياة، تكسب وجودك معنى وليس أسمى وليس أهم. أتكلم عنك ولا أتكلم عن نفسي لسبب بسيط وهو انني اصلا وبالطبيعة متهيئ ومتحصن في مواجهة الشدائد والصعاب، وهذا أمر لا أشكر أنا عليه، بل يُشكر الله. أما أنت فلم تكوني أصلا مهيأة لمثل هكذا صعاب. وبالرغم من كل ذلك تأقلمت سريعا وواجهت. طبعا لدينا الكثير الكثير نقوله لبعضنا، وسنقوله بإذن الله لأن الظروف ستسمح بذلك في الأيام القليلة القادمة، لكني أحببت".‏

وفي "ملحق" بالرسالة يقول جعجع: "بما اننا سنلتقي قريبا جدا، لم نعد بحاجة للرسائل. لذلك هذه آخر رسالة تتلقينها مني من السجن. وبالمناسبة اقول لك بأنني لن أنسى هذه الرسائل طيلة عمري لأنني كنت من خلالها أجلس وإياك وأخاطبك وأتواصل معك بالرغم من تباعدنا المادي. لقد كانت هذه الاوراق بيتنا الوحيد طيلة هذه السنوات، ولقد أدت هذا الدور على أفضل ما يكون. فشكرا، منك ومني، لهذه الاوراق لأنها مكنتنا من العيش سوية عندما لم نعد سوية، ولأنها نقلت شعورنا الى بعضنا بالرغم من كل شيء. والشكر الكبير هو لله Bib في كل لحظة على حفظنا سالمين معافين طيلة هذه الطريق وحتى نقطة الوصول. سأفتقد جدا لهذه الاوراق".‏

ويتابع جعجع: "مجرد ان أشاركك شعوري في هذه اللحظة بالذات، طبعا هنالك جوانب اخرى لهذه اللحظة مهمة جدا بالنسبة لي ايضا، خصوصا في ما يتعلق بمنطق التاريخ والاحداث وحضور الله فيهما، ولكن هذا أتركه لما بعد. أما الآن فتهانينا المتبادلة... ولقاء قريب إن شاء الله... ولكن هذه المرة وجهاً لوجه... سمير".‏

وكتب جعجع ملاحظة: "بزر أبيض كبير منقى في؟".‏

2006-10-28