ارشيف من : 2005-2008
الشيخ قاسم: عقدة تشكيل الحكومة هي في الاستماع الى الارشادات الاميركية ونشجع على حكومة جامعة ولا نقبل ممنوعات على البعض وقيودا واملاءات اجنبية
اعلن نائب الامين العام لـ "حزب الله" سماحة الشيخ نعيم قاسم في حفل افتتاح منتدى صيف 2005، "ان العقدة في تشكيل الحكومة هي عقدة الآذان التي تستمع الى الارشادات الاميركية في كيفية تشكيل الحكومة وفي وضع الفيتوات على بعض الاشخاص او على بعض الجهات". وقال:"اذا اردنا ان تتشكل حكومة فاعلة ووطنية وجامعة فعلينا ان نأخذ بالاعتبار الكتل النيابية التي اختارها الشعب اللبناني والتي تعبر عن تمثيله، وان تكون حاضرة بما يتلازم مع ما اراده الناس ومع ما حصل من استفتاء على تلك الاختيارات المختلفة".
واضاف:" اننا في "حزب الله" نشجع على حكومة تجمع الجميع، ولكن لا نقبل ان يكون هناك ممنوعات على البعض او ضوابط وقيود واملاءات اجنبية في طريقة تشكيل الحكومة. آن لنا ان تتشكل حكومتنا في لبنان بإرادتنا ومن دون اي تدخل اجنبي واذا اردنا فبإمكاننا ان نصنع ما نشاء، ليس صحيحا انهم يتمكنون من فعل ما يريدون كأميركيين او كأجانب، لكن اذا استجاب البعض في لبنان فهم سيعطونهم مجالا للتدخل، اما اذا لم يستجب هذا البعض فلن يكون هناك تدخل ولن يكون هناك فعالية، وفي كل الاحوال اثبتت التجربة اننا سلكنا درب الانتخابات النيابية وكانت النتائج خلاف رغبة الاميركيين ومن معهم، واننا تفاهمنا كلبنانيين على ان تعالج شؤوننا داخليا في لبنان من دون اي تدخل خارجي، وارتفعت الاصوات في هذا الاتجاه ولم تستطع اميركا ان تحصل على اجندة تريدها في مسألة القرار 1559 او ملحقات هذا القرار".
واعتبر ان "ما نسمعه يوميا من (وزيرة الخارجية الاميركية كوندليزا) رايس و (سفير اميركا في لبنان جيفري) فيلتمان وكل المسؤولين الاميركيين في لقاءاتهم واجتماعاتهم مع اطراف مختلفة على مستوى دول العالم بأنهم يريدون تنفيذ الشق اللبناني من القرار 1559، انما يمارسون ضغطا نفسيا ومعنويا علينا ولن يستطيعوا فعل شيء لانهم يتدخلون في شؤوننا، فإذا صمم اللبنانيون ان يمنعوا التدخل الاجنبي في شؤونهم فلا يستطيع احد ان يفعل شيئا ولا ان يختار نيابة عنهم، واكبر تهديد تقوله اميركا او تستطيعه، هو ان تهددنا بالمساعدات الاميركية، اذا لم ننفذ القرار 1559"، لافتا الى ان "هذا التهديد هو أهون وأسهل تهديد اذا ما قورن بنتيجة تنفيذ القرار 1559، لان تنفيذه يعني ابطال قوة وقدرة لبنان وإعطاء فرصة لاسرائيل في ان تتصرف كما تشاء بلبنان وعندها لن يكون للبنان لا قرار ولا سيادة ولا قوة، ولن تنفعنا تلك المساعدات الاقتصادية عندما نكون منهارين بلا استقلال وبلا سيادة وبلا قوة وبلا قدوة، اما اذا صمدنا فبإمكاننا ان نحقق ما نريد من دون ان يتمكنوا من فعل شيء في مواجهتنا". واشار الى ان "اميركا تريد ان تعبر من لبنان الى الشرق الاوسط الجديد وتريد ان تربط الواقع اللبناني بالواقع العراقي بالوضع الاسرائيلي لتصل الى مشروع يسلب كل المنطقة حريتها وقدراتها". وقال:"سمعنا في الايام الاخيرة تصريحات اسرائيلية متتالية عن خوف اسرائيل من ان يهجم عليها "حزب الله" او ان تهجم عليها سوريا، اصبح الامر مكشوفا، اسرائيل تتباكى لتبرز نفسها بأنها مظلومة، لكن الواقع العملي هو بأن اسرائيل محتلة، اسرائيل هي المعتدية فهي محتلة لفلسطين وهي محتلة لاراض في لبنان وفي سوريا، وهي تنتهك الاجواء اللبنانية يوميا وهي ايضا تحتجز الاسرى والمعتقلين، فإسرائيل هي التي تعتدي علينا، وهي التي تحاول ان تقوم بأعمال استفزازية وعدوانية دائمة، فالتباكي اصبح امرا مكشوفا وقد عودتنا اسرائيل في كل مرحلة من المراحل ان تكون لها خططها ثم تبين بأن الآخرين يهددونها".
وقال:" اسرائيل هي التي تشكل التهديد الحقيقي للبنان والمنطقة وهي خطر كبير لن يسمح باستقرار المنطقة على الاطلاق ولا حل في مواجهة هذا الخطر الا استمرار المقاومة وحمايتها، من اجل ان نملك قدرة الدفاع في مواجهة هذا التحدي وهذا الخطر، ولن ينفعنا احد، لا مجلس الامن ولا غير مجلس الامن من الدول الكبرى لانه يوجد انحياز حقيقي لمصلحة المشروع الاسرائيلي". واعتبر الشيخ قاسم انه "لو كان الاسرائيليون قادرين على ان يبقوا في غزة من دون ان مواجهة الانتفاضة الفلسطينيية، ولو كانوا قادرين على ان يحموا احتلالهم لما قرروا ان ينسحبوا من طرف واحد من غزة، هم يهربون منها ولا ينسحبون وفق اتفاق، وهم يعملون لمصلحتهم ولا يعملون لمصلحة الفلسطينيين".
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018