ارشيف من : 2005-2008

الرئيس اللبناني لوفد الكونغرس الأميركي:المقاومة ليست إرهاباً وحررت القسم الأكبر من الأرض

الرئيس اللبناني لوفد الكونغرس الأميركي:المقاومة ليست إرهاباً وحررت القسم الأكبر من الأرض

رفض رئيس الجمهورية العماد إميل لحود اعتبار المقاومة إرهاباً ورأى أنها ادت دورا مهما في تحرير القسم الاكبر من الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي مؤكداً أن الحوار بين اللبنانيين كفيل بإيجاد الحلول للمواضيع المطروحة وللقرار 1559 بما يحفظ امن لبنان واستقراراه ويمنع السلبيات.‏

وابلغ الرئيس لحود وفد من الكونغرس الاميركي زاره صباح اليوم في قصر بعبدا، انه عرض مع وزيرة الخارجية الاميركية غوندوليزا رايس خلال زيارتها الأخيرة لبيروت العلاقات اللبنانية- الاميركية وموقف لبنان من التطورات الداخلية والاقليمية الراهنة، مركزاً على ان "تعزيز الأمن والاستقرار عامل مهم في تمكين لبنان من استعادة دوره في محيطه والعالم".‏

وشدد على انه سيعمل مع الحكومة الجديدة على "تحصين الوحدة الداخلية والمضي في الاصلاحات الضرورية، السياسية والادارية، التي سعى من اجل تحقيقها" منذ توليه مسؤولياته الدستورية.‏

واعتبر الرئيس لحود ان "من اولى مهمات الحكومة الجديدة ترسيخ الأمن والاستقرار في البلاد لمواجهة ما يعمل له اعداء لبنان لضرب هذا الانجاز الذي نعم به لبنان خلال سنوات طويلة، اضافة الى اجراء اصلاحات تعيد الثقة الدولية الى المؤسسات والادارات اللبنانية وتضمن عودة المساعدات التي تواكب استكمال عملية النهوض الاقتصادي والاجتماعي فيه".‏

واشار الرئيس لحود الى انه سيعمل مع الحكومة على "معالجة الوضع الذي نشأ على الحدود اللبنانية- السورية لاعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين التي تأثرت نتيجة الاحداث الاخيرة، في اطار احترام سيادة واستقلال كل من البلدين الشقيقين، آخذين في الاعتبار المعطيات التاريخية والجغرافية التي تجمع بين لبنان وسوريا".‏

وشدد رئيس الجمهورية على ان "المقاومة الوطنية ادت دورا مهما في تحرير القسم الاكبر من الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي، ولا يمكن اعتبارها مجموعات ارهابية"، لافتا الى ان "الحوار بين اللبنانيين هو الكفيل بايجاد الحلول المطلوبة للمواضيع المطروحة، ومن بينها القرار 1559، على نحو يحفظ للبنان أمنه واستقراره، ويمنع التأثيرات السلبية على وحدته الوطنية التي تبقى المحافظة عليها خيار جميع اللبنانيين".‏

وابرز الرئيس لحود "الجهود التي تقوم بها الدولة اللبنانية لاعادة تحسين المناخ الاستثماري فيها"، معربا عن "ثقته بقدرة اللبنانيين على تجاوز الظروف الصعبة التي مر بها بلدهم"، مؤكدا، في المقابل، انه متى تحقق السلام العادل والشامل والدائم في منطقة الشرق الاوسط سيعود لبنان الى اداء دوره الكامل في محيطه والعالم".‏

وعرض رئيس الجمهورية للوفد تجربته في "اعادة توحيد الجيش على مبادىء وطنية"، معتبرا ان "تعميم هذا الانجاز على الصعيد الوطني في ظل حوار صادق ومعمق حول المواضيع كافة، من شأنه ان يعزز قدرة لبنان على مواجهة التحديات التي تنتظره، ويفشل المؤامرات التي تستهدف سلامته وازدهاره وتضامن ابنائه".‏

وكان رئيس وفد الكونغرس السيناتور واين كورتيس ولدون عرض مع اعضاء الوفد اهداف زيارتهم الى لبنان، مؤكدا اهتمام بلاده بـ"مساعدة لبنان وتمكينه من تخطي المرحلة الصعبة التي يعيشها".‏

وأعلن ولدون بعد اللقاء ان "زيارة الوفد للبنان هي لمساندة الشعب اللبناني ودولته، وللاعراب لهما عن دعم الشعب الاميركي"، مشيراً إلى أهمية زيارة رايس للبنان، وعدم ارتباطها بمهمة وفد الكونغرس.‏

وقال" ان مهمتنا ترتكز على المبدأ الآتي:ان الشعب الاميركي يريد ان يرى لبنان وشعبه قادرين على التصدي لكل الصعاب وقادرين على النجاح. نحن نحيي الشعب اللبناني لتخطيه الاعتداءات الرهيبة التي حصلت على ارضه اخيرا، وندعم هذا الشعب والقيادة الجديدة للبنان الساعية لتحقيق الاصلاحات المرجوة".‏

وقال" لقد رحبنا ايضا بجهود فخامة الرئيس لحود في هذا الاطار. ونحن نحييه لافساحه في المجال امام تشكيل حكومة جديدة في لبنان. وقد ابلغنا فخامته ان الكونغرس الاميركي مستعد للمساعدة اذا ما تم التجاوب مع رغبة اللبنانيين بالاصلاح وعودة الاستقرار الامني وتطوير الاقتصاد. نحن مستعدون للمساعدة ولكن اكرر ان سياستنا الخارجية ترسمها وزارة الخارجية والسلطة التنفيذية ووزيرة الخارجية التي زارت لبنان اخيرا"‏

وختم:"اننا نمثل ايضا كديموقراطيين وجمهوريين نحو مليوني الى ثلاثة ملايين اميركي من اصل لبناني، وهؤلاء يساندون مسيرة النمو الاقتصادي للبنان، ليستعيد دوره الاقتصادي الرائد في المنطقة والعالم. ونحن متفائلون بمستقبل زاهر للبنان، والا لما كنا قد زرناه اليوم. ونحن جميعا مقتنعون بان لبنان سيستعيد دوره الرائد هذا في المنطقة. واننا اتينا لنقول للجميع ان الشعب الاميركي يأمل في استعادة لبنان دوره بلدا آمنا ومستقلا وقادرا على تأمين مستوى معيشي لائق لجميع ابنائه".‏

اما السيناتور نيك رحال، وهو ديموقراطي من اصل لبناني، ورئيس لجنة العلاقات اللبنانية- الاميركية في الكونغرس الاميركي، فقال :" نحن هنا لاظهار دعمنا للبنان"، معتبرين ان "هذه المرحلة دقيقة وصعبة بالنسبة الى لبنان. ونحن نعرف ان الحكومة الجديدة، التي تلقى دعم الرئيس لحود ستأخذ بعض الوقت لتحل المشاكل العالقة، ولتضع لبنان على السكة الصحيحة. كذلك فاننا نعرف ان لبنان مر في اوقات عصيبة في الاشهر الماضية، وشهد استشهاد الرئيس رفيق الحريري. لكننا نرى انه بدأ التقدم بدون الالتفات الى الوراء وان اللبنانيين متوحدين وقادرين على صنع مستقبلهم بأيديهم0 ونحن مستعدون لتقديم المساعدة للحكومة اللبنانية لتحقيق هذه الاهداف".‏

وسئل ولدون: "لقد اجتمعتم بالرئيس لحود مطولا، ما هي ابرز المواضيع التي اثرتموها معه، وهل تباحثتم في موضوع القرار 1559، خصوصا انكم قلتم بالامس اننا ندعم أي قرار يتخذه اللبنانيون بانفسهم؟ وماذا عن المساعدات الاميركية للبنان؟‏

اجاب:"لقد كان الاجتماع مع الرئيس وديا. ونحن ابلغنا فخامته ان اعضاء الكونغرس الاميركي في الحزبين الديموقراطي والجمهوري يدعمون الشعب اللبناني ويدعمون لبنان آمنا، ويريدون ان يروا الحكومة اللبنانية الجديدة تنجح في مهماتها. ونحن مستعدون لتقديم المساعدة وتحقيق نجاحها". وتابع:" لقد تباحثنا ايضا في موضوع اغلاق الحدود مع سوريا وانعكاسه على الاقتصاد اللبناني. والرئيس لحود اكد لنا انه اجرى مباحثات صريحة مع نظيره السوري حول هذا الموضوع. ونأمل ان يكون البند الاول المدرج في جدول اعمال الحكومة الجديدة في الايام المقبلة. ونحن نحض السوريين على فتح حدودهم مع لبنان والسماح للشاحنات بالمرور، وفي الوقت عينه لاتخاذ الاجراءات الضرورية الامنية على حدودهم بدون إغلاق هذه الحدود امام التجارة اللبنانية.ان مسألة التبادل التجاري مهمة ودقيقة للاستقرار في لبنان. وبعض الاميركيين يعتقدون ان خطوة اغلاق الحدود مع لبنان جاءت ردا على لبنان. ونحن نحض السوريين على فتح الحدود والسماح للاقتصاد اللبناني بالنمو والازدهار.اما المواضيع المتعلقة بالقرار 1559، فنحن واثقون بان اللبنانيين انفسهم سيصلون في ما بينهم الى حل لجميع القضايا".‏

سئل: ما هي محطتكم التالية؟ اجاب:"سنزور رئيس مجلس الوزراء، ثم نتوجه الى لندن لنقدم تعازينا الحارة الى رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير بضحايا الانفجارات التي وقعت في لندن اخيرا".‏

وكالات ـ "وطنية"‏

2006-10-28