ارشيف من : 2005-2008
الرئيس لحود بعيد الجيش اللبناني: الأهداف المشبوهة تحوط بنا لتضرب إنجازات النهوض والتحرير
اعتبر رئيس الجمهورية العماد اميل لحود ان "المؤامرات والاهداف المشبوهة تحوط بنا من كل جانب لتضرب انجازات النهوض ووحدة الشعب والتحرير"، وتساءل: "هل ندع أيدي المؤامرة تأخذ من لبنان في السلم ما لم تتمكن من انتزاعه منه في زمن الحرب؟ وشدد الرئيس لحود على "حماية وحدتنا وثوابتنا الوطنية ومؤسساتنا الدستورية والادارية والامنية واطلاق رؤية اصلاحية تمكنها من اداء دورها كاملا".
ورأى ان "الاجواء الاقليمية المشحونة بالغليان والتوقعات المتشائمة لن تهدأ الا اذا بحثنا عن جذور النزاع وداويناه، وهذا لا يكون الا بالتوصل الى حلول عادلة لازمات منطقتنا والى سلام مبني على تنفيذ القرارات الدولية، والى اسقاط منطق القوة والاحتلال".
مواقف الرئيس لحود جاءت خلال ترؤسه الاحتفال بالعيد الستين للجيش، والذي تخلله تخريج دفعة من تلامذة الضباط في المدرسة الحربية في الفياضية، بحضور رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس مجلس الوزراء الاستاذ فؤاد السنيورة، والوزراء والنواب وممثلو رؤساء الطوائف المسيحية والاسلامية، وممثلو البعثات الديبلوماسية العربية والاجنبية المعتمدة في لبنان والملحقون العسكريون العرب والاجانب.
بدأ الاحتفال عند الساعة الثامنة والنصف بوصول علم الجيش، الذي حملته مفرزة من لواء الحرس الجمهوري، ثم وصل رئيس الاركان اللواء الركن رمزي ابو حمزة، بعدها وصل قائد الجيش العماد ميشال سليمان، ثم وزير الدفاع الوطني بالوكالة يعقوب الصراف، تلاه وصول رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، ثم رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وبعدها وصل رئيس الجمهورية العماد اميل لحود، وكان في استقباله الوزير الصراف والعماد سليمان، حيث عزفت موسيقى التأهب ثم لحن التعظيم فالنشيد الوطني.
وتوجه الرئيس لحود الى النصب التذكاري لشهداء ضباط الجيش حيث وضع اكليلا من الزهر، ثم استعرض القوى المشاركة في العرض يرافقه وزير الدفاع بالوكالة والعماد قائد الجيش، بعدها حيا المدعوين واهالي المتخرجين الذين علا تصفيقهم وهتافاتهم، ثم صافح الرئيس لحود كبار المدعوين وأخذ مكانه على المنصة الرسمية.
بعدها تم تسليم بيرق المدرسة الحربية من الدفعة المتخرجة الى تلامذة السنة الثانية، تلا ذلك تسمية الدورة، اذ توجه طليع الدورة السابقة بالسؤال الى طليع الدورة المتخرجة قائلا: "يا طليع الفتيان، ماذا اخترتم لتسمية دورتكم؟".
وأجاب طليع الدورة الملازم محمد صافي امين: "نطلب لدورتنا اسم دورة النقيب الشهيد ماجد علي كسن".
ثم تقدم طليع الدورة السابقة من الرئيس لحود وطلب تسمية الدورة بهذا الاسم، فرد الرئيس لحود: "فلتسم دورتكم دورة النقيب الشهيد ماجد علي كسن".
ثم تلا وزير الدفاع الوطني بالوكالة مرسوم ترقية تلامذة ضباط الى رتبة ملازم في الجيش، ووقف رئيس الجمهورية وسلم السيوف للضباط المتخرجين، ثم اقسم طليع الدورة اليمين.
ثم القى الرئيس لحود الكلمة الاتية:
"ايها الضباط المتخرجون، تتسلمون اليوم سيوف المسؤولية والانضباط، فاعلموا انها سيوف ترسم الحد بين الحق والباطل وبين العدالة والظلم، لتبقى للوطن كرامة وللارض شعلة السلام الذي بذل من اجله النقيب الشهيد ماجد علي كسن حياته، فاخترتم دورتكم على اسمه وانتم تدركون طبيعة المهمة الملقاة على عاتقكم.
ايها الضباط المتخرجون، من كل جانب تحوط بنا المؤامرات والاهداف المشبوهة، لتضرب انجازات النهوض ووحدة الشعب والتحرير. مؤامرات سياسية هدفها النيل من ثوابت لبنان وخياراته الاستراتيجية. ومؤامرات امنية تسعى بالعنف والاغتيالات، الى ضرب الاستقرار، وتفتيت وحدة الشعب، والعودة الى اجواء الفوضى. فهل ندع ايدي المؤامرة تأخذ من لبنان في السلم ما لم تتمكن من انتزاعه منه في زمن الحرب؟
ايها الضباط المتخرجون، لا يجوز ان نترك الكلام عن الوحدة الوطنية والتضامن ونبذ التفرقة والخطاب الطائفي، مجرد شعارات خطابية ومواقف فارغة من النوايا الفعلية، فيما الايادي السوداء تمعن في محاولة اعادة عقارب الساعة الى الوراء. واذا كنا اليوم على عتبة مناخ سياسي جديد، فعلينا جميعا ان نستغل هذا المناخ لنحمي وحدتنا وثوابتنا الوطنية ومؤسساتنا الدستورية والادارية والامنية، ونرد عنها السهام المشحونة بمقاصد الهدم والتدمير، ونطلق رؤية اصلاحية لها تمكنها من اداء دورها كاملا. فالنيل من هذه المؤسسات، يؤدي الى ضرب المقومات التي تقوم عليها كل الاوطان، وليس فقط لبنان. فأي وجود يبقى لنا اذا زال الاساس والاطار الذي يحمي الارض والشعب؟
ايها الضباط المتخرجون، تدور من حولنا الحروب، ويسيطر العنف والفوضى، وتبدو الاجواء الاقليمية مشحونة بالغليان والتوقعات المتشائمة. أقول لكم، ان كل ذلك لن يهدأ الا اذا بحثنا عن جذور النزاع وداويناه. وهذا لا يكون الا بالتوصل الى حلول عادلة لازمات منطقتنا، والى سلام مبني على تنفيذ القرارات الدولية، والى اسقاط منطق القوة والاحتلال. ولذلك تجدون لبنان يتمسك دائما بالشرعية الدولية، وبحقوقه التي تكفلها القوانين، وبالخيارات الاستراتيجية التي ترضي تطلعات شعبنا الى السلام العادل والدائم، والى الخروج من دوامة العنف التي لا تجر الا المزيد من القتل والدمار والارهاب.
يا رجال دورة النقيب الشهيد ماجد كسن، تحملون اليوم امانة الحفاظ على شرف المؤسسة التي برهنت دائما انها من كل لبنان، ولأجل كل لبنان، وانها الضمان الصلب للشعب والحرية والنزاهة. هذه المؤسسة، مرجعيتها وحيدة، وهي السلطة السياسية التي تشرف عليها. فإلى شهداء الجيش تحية تقدير وشكر من الوطن الذي استشهدوا لأجله. والى القيادة والضباط والافراد في هذه المؤسسة الوطنية، والمؤسسات الامنية الاخرى، ارفع التهنئة برجال هذه الدورة. وإليكم اقول: كونوا القدوة والمثال.
بعدها أعطى قائد العرض الامر ببدء العرض الذي شاركت فيه الوحدات رمزية من مختلف ألوية الجيش اللبناني.
كما اطلقت بالونات بالوان العلم اللبناني، ومرت تشكيلات جوية من الطوفات في سماء العرض تحمل العلم اللبناني وعلم الجيش. ثم غادرت الدورة المتخرجة أرض الملعب بعد القاء القبعات في الهواء، ثم التقطت الصورة التذكارية بمشاركة رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب والوزراء ووزير الدفاع بالوكالة وقائد الجيش ورئيس الاركان وقائد المدرسة الحربية وضباطها والضباط المتخرجين.
وبعد الاحتفال انتقل العماد سليمان واعضاء المجلس العسكري الى قصر بعبدا حيث قدموا التهاني الى الرئيس لحود بعيد الجيش، مؤكدين حرص المؤسسة العسكرية على القيام بدورها بتوجيه من السلطة السياسية لأن الجيش كان وسيبقى من كل لبنان ولكل لبنان.
ورد الرئيس لحود شاكرا للعماد سليمان والوفد المرافق التهنئة، مؤكدا ان اللبنانيين يضعون ثقتهم بمؤسسة الجيش "لانها عنوان الاستقرار في البلاد وحامية الوحدة الوطنية ومسيرة السلم الاهلي وخيار الوفاق الوطني".
وقال: "لقد مرت البلاد في الاشهر الماضية في ظروف اليمة اريد منها ضرب وحدة لبنان واستقراره، الا ان الوطن استطاع تجاوز هذه المحن القاسية، وكان لجهود الجيش الوطني، قيادة وضباطا ورتباء وعسكريين، اليد الطولى في الحفاظ على الامن والسلامة العامة وابقاء الثقة كبيرة بهذا الوطن. واذا كانت الظروف السياسية التي مرت بها البلاد أبرزت تباينا في وجهات النظر، حيال قضايا متعددة بين المجموعات التي يتألف منها المجتمع اللبناني، الا انها أجمعت كلها على اعتبار الجيش خشبة الخلاص التي يعبر عليها الامن والاستقرار من جديد الى البلاد".
وأعرب الرئيس لحود عن امله أن يتجاوز لبنان الظروف الدقيقة التي يمر بها حاليا ليستعيد دوره وحضوره على الساحتين الاقليمية والدولية، معتبراً ان للمؤسسة العسكرية دورا في هذا المجال.
وحمل رئيس الجمهورية قائد الجيش تهنئته الى جميع العسكريين، ضباطا ورتباء وأفرادا، منوها بالجهود التي بذلوها والتفاني والتضحية في ادائهم مهماتهم.
وكالات ـ "الوطنية"
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018