ارشيف من : 2005-2008
الـ"سي آي أي" في أميركا والـ"أس أس بي" في لبنان والشرق الأوسط
خاص- الانتقاد
يبدو أن أهمية لبنان والشرق الأوسط تتزايد يوماً بعد يوم وبشكل لافت لدى الإدارة الأميركية وكأن لاشيء يعنيها في العالم سوى هذه المنطقة التي ترى فيها أرضاً خصبة لبث سمومها تمهيداً للسيطرة عليها. ولعل أبرز سمات هذا التدخل الواضح والفاضح في آن، هو استحداث وحدة استخبارية اميركية جديدة تسمى "أس أس بي" صممت خصيصاً لدول الشرق الأوسط ومنها لبنان، وحدة أبى وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد إلا أن يشرف بنفسه على إنشائها وهي تخضع مباشرة لمكتب رامسفيلد ويشرف عليها وزير الدفاع للاستخبارات وليم بوكيني. أما عدد عناصرها فيصل إلى 2000 عنصر وجميعهم من خبراء اللغات الاجنبية خصوصاً العربية والفارسية والكردية والاورودو الافغانية الباكستانية. وبما أن المنطقة المستهدفة هي الشرق الأوسط فإن غالبية عناصر هذه الوحدة تتوزع ما بين لبنان والعراق وسوريا وافغانستان بينما البقية ينتشرون في اليمن والسودان ودول مجلس التعاون الخليجي.
وبقدر ما يعتمد العمل الجاسوسي الاميركي على الوسائل الالكترونية، تعتمد هذه الوحدة في الاساس على المصادر البشرية في عملها من خلال الاتصال المباشر بالسكان والعمل في المناطق المعنية بعملياتها.
ولمتابعة التفاصيل الدقيقة فإن وزارة الدفاع الاميركية استقبلت 18 ضابطاً مغربياً ومصرياً واردنياً قدموا محاضرات لنظرائهم في الـ«اس.اس.بي» حول التقاليد وطرق التفكير السائدة في المخيمات العربية والاسلامية.
وإذا كانت الـ"أس أس بي" وحدة مستقلة عن "سي آي أي" كما تقول المصادر، إلا أنها تذكرنا جداً بها، الأمر الذي لا يبعث على التفاؤل مع كل فضائح وكالة الاستخبارات المركزية التي كانت معلوماتها وتقاريرها المزورة مقدمة لأعمال عدوانية اميركية آخرها الحرب على العراق والتي استقال بنتيجتها مدير "سي آي أي" جورج تينيت بعد معلومات خاطئة حول أسلحة الدمار الشامل.
صورة "أس أس بي" الظاهرية قد تدل على انها مجرد وحدة استخباراتية عادية إلا أن ما يحصل في العراق اليوم والأحداث الأمنية في لبنان لا تبعث على التفاؤل، وإنشاء هذه الوحدة إن دلت على شيء فعلى نية الولايات المتحدة الأميركية معرفة الشاردة والواردة في المنطقة لمعرفة المنفذ التي ستدخل منه لإحلال "ديمقراطيتها المزيفة".
سواء "أس أس بي" أو "سي آي أي" لا يهم، فكلتاهما صناعة أميركية وهذا يكفي لمعرفة الدور الذي تضطلع به هذه الوحدة الجديدة في المنطقة التي تبدو ملامح المستقبل فيها محفوفة بمزيد من الفوضى، والمخاطر والتهديدات والضغوطات ومن يدري؟ ربما..... الحروب.
ميساء شديد
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018