ارشيف من : 2005-2008

اكتشاف اثري في صيدا يعود الى 1500 سنة قبل الميلاد

اكتشاف اثري في صيدا يعود الى 1500 سنة قبل الميلاد

اكتشفت في صيدا لوحة مكتوبة باللغة المسمارية تعود لما قبل 1400 و1500 سنة قبل الميلاد، لتشكل أول دليل مادي مكتوب عن تاريخ صيدا في الحقبة البرونزية الحديثة.‏

ووجد هذا الاكتشاف في الطبقة السابعة تحت الارض على عمق يصل إلى نحو 8 أمتار خلال اعمال الحفر التي تقوم فيها بعثة المتحف البريطاني للتنقيب عن المراحل التاريخية والمكتشفات الأثرية في موقع "حفرية الفرير" الغنية بالآثارات في مدينة صيدا التابعة للمديرية العامة للآثار للسنة السابعة على التوالي.‏

وتشكل الكتابة المسمارية بحد ذاتها حدثاً في علم تاريخ الحضارات وتطوّرا نوعياً يؤرخ لدلالات مهمة في تاريخ صيدا القديم تجعلها من أهم المكتشفات في لبنان منذ عقود طويلة، لأنه قبل هذا التاريخ لم يكن لدينا أي دليل مكتوب عن تاريخ صيدا يؤرخ لتاريخها وأهميتها تكمن في أنها ليست مستوردة من الخارج بل إنها كتبت في صيدا. واللوحة الفخارية التي كتبت عليها اللغة المسمارية هي من مواد فخاريات ارض صيدا نفسها، مما يعني ان مَن خطّها ونقشها هو صيداوي يكتب اللغة المسمارية كما نكتب نحن حالياً اللغة العربية. ويبدو ان الصيداوي الذي صاغ النص، الذي عُثر عليه، كان يكتب عن الحياة اليومية المعاشة في صيدا وانه كان تاجراً ويدوّن ليطلب طلبية مواد غذائية يومية من الشوفان يرسلها الى تاجر آخر، كما يطلب في الرسالة ذاتها كمية من الخشب. والكتابة ليست باللغة السامية بل المسمارية حيث تشكل دليلا اضافيا على ان الكتابة المسمارية كانت شائعة الاستعمال في صيدا بين الناس بمختلف فئاتهم وطبقاتهم. وتؤكد أن هذه الكتابة التي كانت مستعملة في العراق وسوريا كانت شائعة ايضاً في لبنان ومستعملة في صيدا في العصر الكنعاني. وتتم قراءة كامل نص الرسالة المكتوبة، بما فيها اسم التاجر الذي كتبها والمرسلة إليه ، حالياً في المتحف البريطاني في لندن من قبل الخبير المختص بالكتابة المسمارية ايرفن فنكل.‏

2006-10-28