ارشيف من : 2005-2008
عون : طالبنا بوزارة العدل لنساهم في إعادة استقلاليتها ونزاهتها وهنالك ما هو أبعد من الإطلاع على التحقيق ويتعلق بتكتل الأكثرية
عقد النائب العماد ميشال عون، مساء اليوم، مؤتمرا صحافيا تناول فيه عدم مشاركة كتلته في الحكومة, وما جرى اثناء مباحثاته مع النائب سعد الحريري والموفدين.
سئل: ما هو السبب الحقيقي لاخفاق المفاوضات في موضوع المشاركة في الحكومة؟
اجاب: "يعود السبب الحقيقي الى انه عندما طلب منا المشاركة في الحكومة وشاركنا في المحادثات، جرى كل ذلك على اساس أننا وجدنا أن برنامجنا يتطابق مع برنامج "تيار المستقبل" بنسبة 95 في المئة. لم ار برنامج "المستقبل"، ولكن القول ان هناك مطابقة بين البرنامجين اعطاني حقي, كانت ثمة موافقة مبدئية، ولما تطرقنا الى موضوع توزيع الحقائب لم تكن هناك ممانعة في موضوع اسنادنا وزارة العدل، وسألناهم يومها عن الحقائب الوزارية التي يعتبرونها مهمة، فقالوا: المالية والداخلية والدفاع والخارجية. بعد ذلك، علمنا ان "تيار المستقبل" ينوي الاحتفاظ بوزارتي المالية والداخلية, وبالنسبة إلى بقية الوزارات فقالوا انهم يسمونها وزارات خدماتية".
وردا على سؤال، قال النائب عون: "هناك إمكان للاطلاع المباشر على سير التحقيق من قبل أصحاب العلاقة مباشرة أو من طريق محامين، إنها ذريعة مع احترامنا الشديد لأصحاب العلاقة، وفي إعتقادي، هناك ما هو أبعد من ذلك، ويتعلق بتكتل الأكثرية، وهو ما عبر عنه أحد الأحزاب".
سئل: خلال المفاوضات، تم الإتفاق على أربعة مقاعد وزارية تشكل حصتكم، هل ترى أن النائب سعد الحريري أخل بالإتفاق أو هناك من يريد ضرب الإتفاق لفرطه؟
قال: "تفجرت الحكومة قبل أن تتألف، وتبين لنا أن من تصرف معنا بهذا الشكل تصرف وكأنه رئيس أكثرية أو الرئيس المكلف".
سئل: من تقصد بهذا الكلام؟
اجاب: "لن اسميه, وقد جاءت هجوماته في شكل علني, من يشعر بأنه معني بهذا الكلام يرد, لن اسمي احدا, لديهم ملفات، واكدوا ذلك قبل وصولهم الى القاضي، واعتقد ان احدهم اعترف. هناك فريقان الاول يرى التفاهم مع سعد الحريري والآخر يرفض ذلك".
أضاف النائب عون: "اخترنا وزارة العدل كونها غير خدماتية وغير سيادية, هذه بلا صاحب ومشاكلها اقل من غيرها. من هنا، طالبنا بها مساهمة منا في إعادة استقلاليتها ونزاهتها من خلال القضاة المشهود لهم بالكفاءة، وهكذا نساهم في اصلاح الدولة.
كما طالبنا بعدد من الوزارات يتناسب مع حجم كتلتنا, لاننا اردنا ان تكون شراكتنا حقيقية في الحكومة. وبعدما افصحنا عن الموضوع من خلال المشاورات، بدأ الهجوم من قبل اناس في كتلة الاكثرية, فاستغربنا الموضوع, وسألنا لماذا الخشية من تستلمنا وزارة العدل؟ تبين لنا ان للاشخاص الذين يهاجموننا ملفات قضائية يخافون من ان نثيرها, ولم نجد اي سبب آخر لهذا الموضوع. بعدها، بدأت هجوماتهم. هذا الكلام صحيح, وما بلغني على لسان المطلعين ان هناك جناحين: الاول لا يريد التفاهم ويعبر عن حاله بصوت عال ولا يريد العمل بيننا وبين النائب سعد الحريري في حكومة اتحاد وطني وقد فجر الحكومة قبل تأليفها. اما النائب سعد الحريري فيريد الاتفاق معنا لانه يعلم ان القضاء واسع للحكم، وهذا الامر يمكنه من البدء بخطوة ثابتة, الفريق الثاني انتصر باللعبة الداخلية، والمشكلة تعقدت ضمن كتل الاكثرية لكن ليس معنا".
سئل: هناك مستفيد او طرف ثالث ساهم في ضرب هذا الاتفاق؟
اجاب: "هذا الطرف ظاهر، ووصل انتقاده الى حد الشتيمة".
سئل: ما الغاية من وراء ذلك؟
اجاب: "هناك ملفات يخشون ان تتحرك في القضاء, ولا معنى لهذا الهجوم، خصوصا ان العدل مهمش منذ 15 عاما, استفاق العدل بعد 15 سنة. في الماضي، لم يكن احد يريد الوزارة, كانت منسية".
سئل: لمن ستؤول المقاعد الاربعة التي كانت تشكل حصتكم؟
أجاب: "هذا امر يتعلق برئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف ورئيس الاكثرية, تأليف الحكومة بات امرا لا يعنيني, كنت معنيا عندما كنت اقول ان البعض يضع علي "فيتو"، من هنا، البعض الآخر يرفض بعض الامور عندما لم تعد المسألة نظيفة, لان عندما يبلغ الانسان القبول المبدئي بالأمر، ويتشاور مع الآخرين، على الاكثرية ان تسكت بعضها لانك لا تستطيع ان تترك زمام الامور، وتتحدث عن ارادة، ان سقطت مشاركتنا في الحكم بهجوم البعض علينا وسكوت البعض الآخر عن هذا الهجوم لن اقول ان هناك تواطؤا، لكن هذا ما يظهر لاسقاط المحاولة التي قام بها السيد سعد الحريري، وسقطت المحاولة، وهذا ليس بسببنا بل من الطرف الاخر".
سئل: الاتفاق على التهدئة السياسية كان واضحا، فهل كانت هناك نيات مسبقة لاخراج الجنرال من الحكومة لافساح المجال امام تكتل الحريري - جنبلاط -القوات؟
اجاب: "لم يكن احد يمنعهم، سئلت عن موقعي بعد الانتخابات قلت، انني اقلية وانا في المعارضة، لكن عندما اتت المعارضة من الاكثرية وفي شكل ايجابي للغاية، رأيت انه من غير المنطقي ان نرفضها طالما ان هناك نية للاصلاح، لكن عندما وجدنا ان المشاركة هزيلة ومصحوبة بمتفجرات، قلت لهم ضنا بوحدتكم وبانسجامكم الداخلي، ابقوا معا والله يوفقكم".
سئل: قد يكونون متخوفين؟
اجاب: "متخوفون ام لا، هذه مشكلتهم، انا لم اعلن اننني قوة مسيحية او ان المسيحيين، ممثلين او غير ممثلين، انا قوة انتخابية، وان جمعت اصواتي في كل لبنان، ومن صوتوا للتكتل، تكون النتيجة قريبة من اصواتهم، ان حجمنا التمثيلي اصغر من حجمنا الشخصي بسبب قانون انتخابات ال2000، هذا لا نطرحه اليوم، لكن المسألة هي في الارادة، ارادة اسقاط حكومة اتحاد وطني، جاءت من كتل الاكثرية ويتحملون مسؤوليتهم لوحدهم، وندعو لهم بالتوفيق. لكنني اعتقد ان الخطوة ناقصة".
سئل: هل سنقع في ازمة تأليف؟
اجاب: "لا اعرف، هذا يعود للرئيس السنيورة بالتفاهم مع رئيس الجمهورية، واتمنى ان يكونا متفاهمين، يتحمل الطرفان مسؤوليات، منها ان تكون الحكومة متوازنة وأن يعرف كل واجباته". سئل: يعني لا مجال لأي مفاوضات؟
اجاب: "ابدا، لا مفاوضات في ظل هذه الشروط، هناك اشخاص لا يعرفون اصول التخاطب السياسي وهؤلاء لم يتحملوا مسؤولية ابدا، يثيرون المشاكل ولا يقدمون طرحا ايجابيا، فليبقوا مع مشاكلهم، فهي لا تعنينا".
المصدر:الوكالة الوطنية للإعلام
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018