ارشيف من : 2005-2008
تحقيق خاص :الاسير جمال "ابو سيف" .. ورحلة المعاناة والمرض بعيدا عن اسرته
عائلة جمال "ابو سيف" في عاني تنتظر على احر من الجمر 31/7/2006 . فهو الموعد المحدد للإفراج عنه.. ولكن ورغم قصر المدة المفترضة التي تفصل عائلته المكونة من زوجة وبنات ست وولدين عنه إلا أن المخاوف تشوه مشاعر الفرحة بالافراج .
ام سيف تقول:" انها دوامة الاعتقال الإداري للمرة الثالثة على التوالي. عام ثقيل مر على أسرتي التي تفتقد الأب الحاني".
ابو سيف معتقل منذ 25/2/2004 وقد حكم عليه بالسجن لعام ونصف العام . وفي اتصال معه في سجن النقب قال:" بعد انقضاء مدة محكوميتي حزمت أمتعتي وودعت زملائي واتصلت بأهلي أزف لهم البشرى وفي آخر لحظة للانتظار المضني ولحظة الافراج التي حلمت بها خلف القضبان عام ونصف العام فوجئت بتحويلي إلى محكمة سالم وتم تمديد اعتقالي لثمانية أيام وبعدها حكم علي بالاعتقال الإداري لمدة شهور أربع بحجة أنني امثل خطرا على امن "الدولة"! "
ثلاث مرات متعاقبة تتحطم فيها أمنيات الإفراج في نفس "ابو سيف" وتقتل الآمال بلقائه في قلوب أبنائه . تجعل يوم الإفراج المرتقب يبدو مخيفا كما تصف ام سيف.
ملاك البالغة من العمر اربع سنوات تحدثت قائلة:" بابا أخذوه الكلاب لأنو بطل" وتكلمت عن شوقها له وانتظار عودته الى البيت هي واشقائها.
جمال ابو سيف والذي أمضى 30 شهرا في اعتقاله الأخير والذي سبق اعتقاله مرتين الأولى في العام 1992 لمدة شهور أربعة ثم في العام 1995 لمدة اشهر ثمانية . هو المعيل الوحيد لأسرته يحاول اتمام دراسته في جامعة القدس المفتوحة حيث يدرس في برنامج التربية الاسلامية ولكن اعتقاله وضيق الحال يجعل مشروعه الدراسي يسير ببطء شديد .
يجدر بالذكر ان جمال "ابو سيف" والذي وجهت اليه تهم انتمائه لحركة الجهاد الاسلامي وامارته للجماعة الاسلامية الاطار الطلابي للحركة في جامعة القدس المفتوحة كان قد تنقل
بين سجون جلبوع ومجدو والنقب كان قد تعرض لضغوطات نفسية خلال فترة التحقيق معه والتي استمرت 90 يوما يعاني من اصابة عمل في ساقه اليمنى وعن حالته يقول:" يوجد قضيب من البلاتين في ساقي ويجب انتزاعه منها منذ اكثر من عامين حسب التقارير الطبية اذ ان ساقي من الداخل مصابة بالتهاب حاد ولم تقدم لي إدارة السجن إلا المسكنات . وقد ساءت حالتي كثيرا حتى بت ازور العيادة يوميا لتلقي العلاج وقد أوصي بإدخالي للمشفي في أسرع وقت لإنقاذ ساقي ولكن إدارة السجن تماطل ولا تستجيب ".
وعن ظروف السجن في النقب تحدث ابو سيف قائلا:" تحول السجن بعد عمليات النقل الإجباري في الأقسام ب1 ،ب2 من المحكومين وج9 من الإداريين إلى جحيم حقيقي . في ظل ممارسات قمعية متعمدة ضد الأسرى" وأضاف:" الطعام المقدم لنا والذي لا نملك الا تناوله على عيوبه الكثيرة بات ضربا آخر عذابنا اليومي إضافة الى حرماننا من الكانتين ومنع دخول حاجياتنا وبعض الأطعمة من قبل الأهالي خلال الزيارات"
وأضاف واصفا حادثة نقل الاسرى الاجياربة التي اقدمت عليها ادارة سجن النقب بتاريخ 2/4/2006 قائلا:" قامت إدارة السجن بنقل 360 أسيرا من النقب إلى سجون الرملة وجلبوع ومجدو فانتزعوا الأسرى وقاموا بالاعتداء عليهم بالضرب المبرح وعزل عدد منهم في الزنازين وعمدوا الى اطلاق الاعيرة النارية والغاز المسيل للدموع ومنع أي اسير تم ترحيله من حزم امتعته فعلى سبيل الذكر لا الحصر حاجيات واغراض الاخوين محمد وكمال حسام الطوباسي والتي تزيد قيمتها عن 2000 شيقل موجودة عندنا ولم يسمح لهما باخذ أي قطعة منها"
ويختم ابو سيف حديثه بقوله:" حالة الاسرى تزداد صعوبة ولا نرى تضامنا حقيقيا معنا . ونطالب الجميع من مؤسسات راعية ان تلقي مزيدا من الاهتمام على اسرنا واولادنا فهذا يرفع معنوياتنا ويثبتنا ويزيد من جلدنا وصبرنا على محنة الأسر"
ابو غالب والد ابو سيف الثمانيني العجوز والمريض بالقلب لم يزر ولده منذ عام ونصف العام ووالدته تعاني أمراضا متعددة تجعل من رحلة الزيارة مشقة كبيرة تضيف متاعب جديدة لها وزوجته التي تقوم بزيارته تقوم بتوزيع أبنائها الثمانية بين بيوت الأهل والأقارب مما يجعل لزيارة أبو سيف معاناة إضافية لأسرته .
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018