ارشيف من : 2005-2008

أبطال خلف القضبان : محمد عصيدة ورحلة كفاح تحدت آلة القمع الصهيونية

أبطال خلف القضبان : محمد عصيدة ورحلة كفاح تحدت آلة القمع الصهيونية

في قرية تل بالقرب من نابلس نشأ محمد عصيدة "ابو عبيدة" وواصل تعليمه في البلدة وحصل على درجة متفوقة في امتحان الدراسة الثانوية العامة. مع إنطلاق انتفاضة الحجارة في العام 1987 خرج ليلتحق بركب المقاومة ويصبح فاعلا فيها . ظل محمد عصيدة محبا للعلم راغبا فيه ولم يمنعه توالي مرات الاعتقال ضده من الالتحاق بجامعة النجاح الوطنية في نابلس لدراسة الصحافة والعلوم السياسية و لكن قضبان سجنه جعلت فترة الدراسة تتعدى السنوات العشر .‏

بقي "أبو عصيدة" مصرا على إتمام تعليمه للحصول على الدرجة الجامعية الثانية "الماجستير "، ولكنه وبعد انهائه الامتحان الشامل في حزيران /يونيو2005 من اجل استكمال متطلبات الحصول على ماجستير في التخطيط والتنمية السياسية اعتقل بعد كمين محكم نصب له بين مدينة نابلس وقرية تل المجاورة ليحرم من فرحة النجاح والتفوق بعد حصوله على المرتبة الاولى على دفعته .‏

وللمرة السابعة للاعتقال يغيب "عصيدة" خلف القضبان تاركا ابناءه وزوجته تعاني مع ولده المريض "عمر" المصاب بمرحلة متقدمة من مرض في الكبد والقلب والبالغ من العمر 11 عاماً والذي لم يكم قد تجاوز السبع اشهر عندما اعتقل والده في 16/6/2005‏

مندوب الصليب الأحمر وخلال زيارته لـ"عصيدة" خلال احتجازه في أقبية التحقيق في "بتاح تكفا" وفي عزل "عك"ا والذي تمدد مرة بعد مرة ليصل الى 100 يوم من التعذيب الجسدي الوحشي والنفسي نقل قلق "عصيدة" على ولده الصغير والمريض الذي يقضى على أسرة المستشفيات أكثر مما يقضي بين إخوته كأي طفل آخر.‏

ونظراً لعدم تمكن قوات الاحتلال الصهيوني من إثبات تهمة ضده يعاد احتجازه في سجن "هداريم" في ظروف غامضة ويمنع من الزيارة والاتصال بأهله وقد أبدت مؤسسة حقوق الانسان في نابلس قلقها من وضع "عصيدة" داخل السجن وطالبت بالإفراج عنه نظرا لعدم توفر تهمة بحقه رغم فترة التحقيق الطويلة معه.‏

ويجدر بالذكر ان "عصيدة" البالغ من العمر 37 عاما وهو أب لخمسة أطفال كان قد أمضى ما مجموعه 5 سنين خلف القضبان الصهيونية بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي .‏

2006-10-28