ارشيف من : 2005-2008
غزة تودع شهداء مجزرة الشاطىء وهدى تودع عائلاتها ..."لا تتركوني وحدي"
شيع آلاف المواطنين من أبناء الشعب الفلسطيني اليوم، في موكب مهيب جثامين شهداء المجزرة الإسرائيلية من عائلة غالية في بيت لاهيا شمال قطاع غزة الذين سقطوا نتيجة القصف الإسرائيلي لمنطقة السودانية على شاطئ البحر.
وانطلق موكب التشييع من أمام مستشفى الشهيد كمال عدوان في مشروع بيت لاهيا، بمشاركة حشد من المواطنين الذين حملوا جثامين الشهداء على الأكتاف، إلى منزل عائلتهم لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على جثامينهم الطاهرة.
وسار موكب التشييع عبر شوارع بلدة بيت لاهيا باتجاه مسجد دوار بيت لاهيا، للصلاة على جثامين الشهداء، حيث شارك آلاف المواطنين في الصلاة عليهم، وشوهد حشد غفير منهم يصطفون خارج المسجد لأداء الصلاة.
وودعت هدى غالية أبنة السبع سنوات والدتها ووالدها واخوتها الثلاثة وسط بحر من الدموع وقالت مودعة "لا تتركوني وحدي"...
وبكى الاف المشيعين الفلسطينيين مع الطفلة هدى عندما ركعت لتقبيل والدها قبل أن يدفن هو وأمها وثلاثة من اخواتها. وصرخت هدى وهي تنتحب راكعة على ركبتيها وهي تقبل وجه ابيها في المدفن وهي تقول "ابي..ابي..سامحني".
وفقدت هدى وعيها مرات عدة واضطرت قريباتها الى افاقتها برش المياه والعطور على وجهها.
وحضر العشرات من اطفال الحي الذي تسكنه عائلة غالية الجنازة.
وكان افراد الاسرة الخمسة من بين سبعة فلسطينيين استشهدوا في قصف صهيوني استهدف شاطىء غزة بينما كانت هدى تسبح على بعد عدة امتار من الشاطيء.
وعبّر المشيعون، عن غضبهم لاستمرار جرائم الاحتلال، مندّدين بتلك الجرائم، وبسياسة الاغتيالات والحصار الجماعي والعقوبات. وتساءل المشيعون، بأي ذنب قتلت هذه العائلة التي كانت تلعب وتلهو على شاطئ البحر، مطالبين كافة الفصائل، بالتوحد للتصدي لجرائم الاحتلال.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء اسماعيل هنية انهما سيتبنيان الطفلة بشكل رمزي وتعهدا بالتكفل بجميع تكاليف معيشتها وتعليمها.
ونقل راديو "إسرائيل" ان وزير الحرب الاسرائيلي عمير بيريتس بعث برسالة الى عباس عبر فيها عن ما أسماه "أسفه البالغ" لموت "ابرياء"!
وزعم الجيش الاسرائيلي ان احدى قذائفه "ربما سقطت على الشاطيء خطأ" وأنه "مازال يجري تحريات".
وقال راديو "اسرائيل" ان بيريتس سيتلقى يوم السبت النتائج الاولية للتحقيق!
وفي محاولة للتنصل من المجزرة أشار قادة جيش العدو إلى احتمال حصول خطأ وقال البريجادير جنرال يائير كوتشافي لراديو الجيش الاسرائيلي أن "أحد الاحتمالات هو انها احدى قذائفنا. ويمكننا ان نقول على وجه اليقين ان خمس قذائف من الست التي اطلقناها في المنطقة سقطت حيث اردنا"!
واضاف قائد الجيش في المنطقة "والاحتمال الاخر ... هو اننا نتحدث بشأن قذيفة لم تنفجر في مكانها لعدة اسابيع أو أشهر وانهم عبثوا بها."
وقال الميجر جنرال يواف جالانت "ربما كان هذا حادثا تسبب في سقوط قذيفة مدفعية بعيدا عن مسارها أو قذيفة قديمة لم تنفجر وانفجرت أو ربما كان شحنة ناسفة تم العبث بها."
المحرر الإقليمي +وكالات
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018